هذا ممّا دلّ على فرار طلحة وعدم بلائه.
وأمّا ما دلّ على فرار سعد ..
فمنه : ما رواه الطبري ، عن السدّي ، قال : « لم يقف إلّا طلحة ، وسهل بن حنيف (١) » (٢).
ومنه : ما رواه الحاكم ، في كتاب المغازي من « المستدرك » (٣) ، عن سعد ، قال : « لمّا جال (٤) الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تلك الجولة [ يوم أحد ] ، تنحّيت فقلت : أذود عن نفسي ، فإمّا أن أستشهد ، وإمّا أن أنجو » الحديث.
ومنه : ما نقله ابن أبي الحديد (٥) ، عن الواقدي ، قال : « بايعه يومئذ على الموت ثمانية ؛ ثلاثة من المهاجرين ، وخمسة من الأنصار.
__________________
(١) هو : سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري الأوسي ، شهد بدرا والمشاهد كلّها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثبت يوم أحد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا انهزم الناس ، وكان بايعه يومئذ على الموت ، وكان يرمي بالنبل عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ صحب الإمام أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام حين بويع له ، واستخلفه أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام على المدينة حين سار منها إلى البصرة ، وشهد معه صفّين ، وولّاه بلاد فارس ، وتوفّي في الكوفة سنة ٣٨ ه ، وصلّى عليه الإمام عليّ عليهالسلام.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٣٥٨ رقم ١٣٤ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ٣ / ١٣٠٦ رقم ١١٨١ ، الاستيعاب ٢ / ٦٦٢ رقم ١٠٨٤ ، أسد الغابة ٢ / ٣١٨ رقم ٢٢٨٨ ، الإصابة ٣ / ١٩٨ رقم ٣٥٢٩.
(٢) ص ٢٠ ج ٣ [ تاريخ الطبري ٢ / ٦٧ ]. منه قدسسره.
(٣) ص ٢٦ من الجزء الثالث [ ٣ / ٢٨ ح ٤٣١٤ ]. منه قدسسره.
(٤) جال يجول جولانا وجولة : إذا ذهب وجاء وانكشف ثمّ كرّ ؛ والمراد هنا : انهزم وانكشف وزال عن مكانه ؛ انظر مادّة « جول » في : النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٣١٧ ، تاج العروس ١٤ / ١٢٦.
(٥) ص ٣٨٨ من المجلّد الثالث [ ١٥ / ٢٠ ]. منه قدسسره.