وأنّهم إلى النار ، ولم يسلم منهم إلّا مثل همل النّعم (١) ..
.. إلى غيرها من الأخبار التي لا تحصى ، وسيمرّ عليك بعضها إن شاء الله تعالى.
وقد أجاب القوشجي في « شرح التجريد » عن الخبر الذي حكيناه عن « المواقف » بعد ذكر نصير الدين رحمهالله له (٢) ، فقال :
« وأجيب بأنّه خبر واحد في مقابلة الإجماع ، ولو صحّ لما خفي على الصحابة والتابعين ، والمهرة المتقنين من المحدّثين ، سيّما عليّ وأولاده الطاهرين ؛ ولو سلّم ، فغايته إثبات خلافته لا نفي خلافة الآخرين » (٣).
ويشكل بمنع الإجماع ، كما مرّ في المبحث الرابع ، وبيّنّا أنّه لم يخف على الصحابة (٤) ، ولكن أخفوه عن عمد ، كحديث الغدير (٥).
وكذا أخفاه من علم به من غير الصحابة ، عداوة لعليّ عليهالسلام ، أو خوفا من معاوية وأشباهه (٦).
وأمّا دعوى خفائه على أمير المؤمنين وأبنائه الطاهرين ؛ فمخالفة لما تواتر عنهم من حصول النصّ عليه بالخلافة ، ولما ظهر من أحوالهم في تضليل الأوّلين ، فكم صرّحوا ولوّحوا بالنصّ من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فما زاد مخالفيهم إلّا عداوة وإعراضا عن الحقّ!
__________________
(١) راجع : ج ٢ / ٢٧ وج ٤ / ٢١٢ ـ ٢١٣ وتخريج حديث الحوض فيهما ، من هذا الكتاب.
(٢) تجريد الاعتقاد : ٢٣١ ، وانظر : المواقف : ٤٠٦.
(٣) شرح تجريد الاعتقاد : ٤٧٨ ـ ٤٧٩ ، وانظر الصفحة ٣٥ من هذا الجزء.
(٤) راجع : ج ٤ / ٢٤٩ و ٢٧٩ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٥) راجع : ج ١ / ١٩ ـ ٢١ من هذا الكتاب.
(٦) راجع : ج ٤ / ٢٨٨ وما بعدها من هذا الكتاب.