وقال للبراء بن عازب (١) : يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره ؛ فقتل الحسين وهو حيّ لم ينصره (٢).
ولمّا اجتاز بكربلاء في وقعة « صفّين » بكى وقال : هذا والله مناخ ركابهم ، وموضع قتلهم ؛ وأشار إلى ولده الحسين وأصحابه (٣).
وأخبر بعمارة بغداد (٤) ..
وملك بني العبّاس وأحوالهم (٥) ..
__________________
(١) هو : البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الخزرجي ـ وقيل : الأوسي ـ ، غزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أربع عشرة غزوة ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ردّه يوم بدر لصغره ، وهو من أصفياء الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وأحد رواة حديث الغدير ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وشهد مع أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام الجمل وصفّين والنهروان ، وكان الإمام عليّ عليهالسلام قد بعثه إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيّام ، فلمّا أبوا سار إليهم ؛ ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ، ومات أيّام مصعب ابن الزبير.
وروي أنه كان أحد الثلاثة ـ أو الأربعة ـ الّذين امتنعوا عن الشهادة بحديث الغدير حين ناشدهم أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ذلك في الرحبة ؛ وفي ذلك نظر!
وقد كفّ بصره في آخر عمره ، ولعلّ هذا هو سبب عدم توفيقه لنصرة الإمام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام.
انظر : جمهرة النسب ٢ / ٣٩٥ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٣٢٤ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٨٦ ، تاريخ بغداد ١ / ١٧٧ رقم ١٦ ، الاستيعاب ١ / ١٥٥ رقم ١٧٣ ، أسد الغابة ١ / ٢٠٥ رقم ٣٨٩ ، الإصابة ١ / ٢٧٨ رقم ٦١٨ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣١٥ ، معجم رجال الحديث ٤ / ١٨٤ رقم ١٦٦١.
(٢) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٣٠ ، شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٥.
(٣) وقعة صفّين : ١٤١ ـ ١٤٢ ، دلائل النبوّة ـ لأبي نعيم ـ ٢ / ٥٨٢ ح ٥٣٠.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٩٨ و ٣٠٨.
(٥) الكامل في اللغة والأدب ١ / ٣٦٧ وفيه عن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، ولا بدّ أنّه أخذه عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، منتخب كنز العمّال ٥ / ٤٢٥.