ونقل عن ابن الجوزي ، أنّه قال : « موضوع » ؛ متعلّلا باشتمال سنده على أبي عمر الأزدي ، وهو متروك (١).
وتعقّبه السيوطي بأنّ له طريقا آخر عن أبي سعيد ، أخرجه ابن شاهين في « السنّة » عنه ، قال : كنّا حول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل عليّ ، فأدام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النظر إليه ، ثمّ قال : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى هذا » (٢).
ونقل السيوطي طريقا آخر لابن شاهين عن أبي الحمراء (٣).
فعليه يكون الحديث كثير الطرق ومعتبرا ، وإن فرض ضعف كلّ من أسانيده (٤) ، مع أنّه قد رواه صاحب « المواقف » وما أعلّ سنده هو ولا الشارح (٥).
ولا يضرّ اختلاف خصوصيّاته بحذف بعض الأنبياء وتبديل صفاتهم ؛ لجواز تعدّد أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو خطأ بعض الرواة.
ولا ريب بدلالة الحديث على فضل أمير المؤمنين عليهالسلام على الأمّة
__________________
(١) الموضوعات ١ / ٣٧٠.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٥.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٥.
(٤) لقد روى هذا الحديث الشريف الصحيح طائفة كبيرة من الرواة والحفّاظ والعلماء المعتمدين عند أهل السنّة ، فبلغوا أكثر من أربعين رجل ، من رجال الصحاح ، وأصحاب المسانيد ، ومشاهير العلماء ؛ فراجع الجزء ١٩ من « نفحات الأزهار » لترى أسانيد حديث التشبيه ، وأسماء أشهر رواته ومخرّجيه ، وكذا دلالة الحديث على إمامة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام.
(٥) المواقف : ٤١٠ ، شرح المواقف ٨ / ٣٦٩.