وإنّما لم يذكر المصنّف رحمهالله قول البغوي : « وإسناده مضطرب » ؛ لأنّ الاضطراب الذي أراده ، هو رواية بعضهم للحديث عن سويد (١) ، عن عليّ عليهالسلام ؛ ورواية بعض آخر له عن سويد ، عن الصنابحي (٢) ، عن عليّ عليهالسلام ؛ وهو ليس بعيب في الحديث بعد اعتبار الصنابحي.
على أنّه لو كان عيبا ، لم يلزم التعرّض لمثله بعد استفاضة طرق الحديث ، وتصحيح جماعة من علمائهم لبعضها (٣).
تنبيه :
لفظ الحديث في النسخة التي عندنا من صحيح الترمذي : « أنا دار الحكمة وعليّ بابها » (٤) ، والمصنّف رحمهالله نقله بلفظ : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » ، وصحّح الفضل نقله (٥) ، وقد نقله ابن حجر عن الترمذي باللفظين معا (٦) ، فلعلّه رواه باللفظين في مقامين!
كما إنّ البغوي ذكر الحديث في « الحسان » لا في « الصحاح » ،
__________________
(١) هو : سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي الكوفي ، وثّقه ابن معين والعجلي ، وتوفّى سنة ٨٠ ه وقيل ٨٢ ه ؛ أنظر : تهذيب التهذيب ٣ / ٥٦٤ ـ ٥٦٥ رقم ٢٧٧١.
(٢) هو : أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة المرادي ، وثّقه ابن سعد ؛ انظر : لسان الميزان ٧ / ٥٠٩ رقم ٥٨٣٥.
(٣) راجع الأجزاء ١٠ ـ ١٢ من موسوعة « نفحات الأزهار » ، ففيها تفصيل كلّ ما يتعلّق بحديث مدينة العلم ، سندا ودلالة ، طرقا ومتنا ، رواته ، ألفاظه ، شواهد الحديث ، تصحيح أسانيده ، وتفنيد ما أثير ما حوله من شكوك وشبهات!
(٤) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٦ ح ٣٧٢٣.
(٥) تقدّم آنفا في الصفحة ٣٢١.
(٦) في الفصل الثاني من الباب التاسع [ الصواعق المحرقة : ١٨٩ ]. منه قدسسره.