والأفضل أحقّ بالإمامة.
وقد تقدّم في الحديث التاسع ما ينفعك ؛ فراجع (١).
واعلم أنّ الحديث الأوّل ـ الذي حكاه المصنّف رحمهالله عن أحمد وموفّق بن أحمد (٢) ـ لم يتعرّض الفضل لجوابه غفلة أو تغافلا ، وقد حكاه غير المصنّف عن « المسند » ، كصاحب « ينابيع المودّة » (٣) ، وابن حجر في « الصواعق » (٤) ، كما ستعرف.
وأنا لم أجده في « المسند » بعد التتبّع ، والظاهر أنّ أيدي التلاعب لعبت في إسقاطه!
ولعلّ الحديث الآخر كذلك (٥) ، ولا ريب أنّه من أدلّ الأمور على إمامة أهل البيت عليهمالسلام ؛ إذ لا يكون المكلّف أمانا لأهل الأرض إلّا لكرامته على الله تعالى ، وامتيازه في الطاعة والمزايا الفاضلة ، مع كونه معصوما ، فإنّ العاصي لا يأمن على نفسه ، فضلا عن أن يكون أمانا لغيره ، ولا سيّما إذا كان عظيما ، فإنّ المعصية من العظيم أعظم ، والحجّة عليه ألزم.
فإذا كانوا أفضل الناس ومعصومين ، فقد تعيّنت الإمامة لهم ، وهو دليل على بقائهم ما دامت الأرض ، كما هو مذهبنا.
وقد جعل الله تعالى هذه الكرامة العظيمة لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أهل بيته ،
__________________
(١) انظر كلامه قدسسره في مبحث حديث المنزلة ، في الصفحات ٨٣ ـ ٨٧ من هذا الجزء.
(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٢٥٥.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٧١ ح ١.
(٤) الصواعق المحرقة : ٢٣٤.
(٥) تقدّم آنفا في الصفحة ٢٥٥.