قال جويرية بن مسهر العبدي (١) : صلّى الناس هنا ، وتبعت بمئة فارس أمير المؤمنين إلى أن قطعنا أرض بابل ، والشمس قد غربت ، فنزل وقال : آتني الماء ؛ فآتيته الماء ، فتوضّأ وقال : يا جويرية! أذّن للعصر.
فقلت في نفسي : كيف يصلّي العصر وقد غربت الشمس؟!
فأذّنت ، وقال لي : أقم ؛ فأقمت ، وإذا أنا في الإقامة تحرّكت شفتاه ، وإذا رجعت الشمس وصلّينا وراءه.
فلمّا فرغنا من الصلاة غابت الشمس بسرعة كأنّها سراج وقعت في طشت ماء واشتبكت النجوم ، والتفت إليّ وقال : أذّن للمغرب يا ضعيف اليقين! ».
ونقل في « الينابيع » أيضا ، عن أخطب خوارزم ، بسنده عن مجاهد ، أنّ ابن عبّاس أثنى على أمير المؤمنين عليهالسلام في كلام قال فيه : « وردّت عليه الشمس مرّتين » (٢).
٤ ـ حديث السطل والماء والمنديل
وأمّا الحديث الرابع ؛ وهو حديث السطل والماء والمنديل ..
__________________
(١) جويرية بن مسهر العبدي ، من أصحاب أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وشهد مشاهده ، وكان من ثقاته ، وكان من خيار التابعين ، صلبه زياد ابن أبيه إلى جذع وقطع يديه ورجليه رضي الله عنه.
انظر : لسان الميزان ٢ / ١٤٤ رقم ٦٣٤ ، معجم رجال الحديث ٥ / ١٥١ ـ ١٥٢ رقم ٢٤٢٠.
(٢) ينابيع المودّة ١ / ٤١٩ ح ٧ ، وانظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٣٠ ح ٣٤٩.