ووجه الدلالة فيه على المطلوب ، أنّ اختصاص أمير المؤمنين عليهالسلام بمشاركة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الواقعة الجليلة الخطيرة ـ بطلب من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ دليل على فضله على غيره ، لا سيّما وقد رقى على منكب دونه العيّوق (١) ، وهام الملائكة والملوك.
وقد أشار الشافعي إلى هذه الواقعة مادحا لأمير المؤمنين عليهالسلام ، كما حكاه في « ينابيع المودّة » (٢) ، فقال [ من الرّمل ] :
قيل لي : قل في عليّ مدحا |
|
ذكره يخمد نارا موصده |
قلت : لا أقدم في مدح امرئ |
|
ضلّ ذو اللّبّ إلى أن عبده |
والنبيّ المصطفى قال لنا |
|
ليلة المعراج لمّا صعده : |
وضع الله بظهري يده |
|
فأحسّ القلب أن قد برّده |
وعليّ واضع أقدامه |
|
في محلّ وضع الله يده |
بل قد يقال بدلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام من وجه آخر ؛ وهو أنّ ضعفه عن حمل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا كان مخالفا لما هو عليه من القوّة العظيمة ، دلّ على أنّ المنشأ في ضعفه هو رعاية جهة النبوّة ؛ ولذا خيّل له أن لو شاء أن ينال السماء نالها ، فلا يرفع النبيّ على منكبيه ـ بما هو نبيّ ملحوظ به جهة النبوّة ـ إلّا من هو شريك له في أمره ، ومن هو كنفسه ، وخليفته في أمّته.
__________________
(١) العيّوق : نجم أحمر مضيء بطرف المجرّة الأيمن ، يتلو الثريّا ، ويطلع قبل الجوزاء ، سمّي بذلك لأنّه يعوق الدّبران عن لقاء الثريّا.
انظر مادّة « عوق » في : لسان العرب ٩ / ٤٧٧ ، القاموس المحيط ٣ / ٢٧٩ ، تاج العروس ١٣ / ٣٦٧.
(٢) في الباب ٤٨ [ ١ / ٤٢٣ ]. منه قدسسره.