روى عنهم ، ووصفه بالفقيه الشافعي (١).
وغاية طعن ابن تيميّة فيه أن قال : ليس الحديث من صنعته ولا يعرف الحديث (٢).
ولا منشأ للتجاهل به والطعن في معرفته ، إلّا لأنّه يروي ما ليس من هوى ابن تيميّة ، وأنّه ألّف في فضل أمير المؤمنين ؛ وهذا كما مرّ في المقدّمة أولى بالدلالة على اطّلاعه وحسن إنصافه (٣) ، ولو ألّف في فضل الشيخين من مفتعلاتهم لحلّ عندهم بالمحلّ الأرفع والمنزل الأسنى!!
وأمّا قوله : « والعجب أنّ هذا الرجل لا ينقل حديثا إلّا من جماعة أهل السنّة ... » إلى آخره ..
فمن عدم تفرقته بين البحث الإلزامي وغيره ؛ فإنّ المصنّف رحمهالله إنّما
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٢٨.
نقول : وابن المغازلي عالم مؤرّخ ، سمع الكثير من أبي بكر الخطيب.
قال عنه السمعاني في الأنساب ٢ / ١٣٧ « الجلّابي » : « والمشهور بهذه النسبة : أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن الطيّب الجلّابي ، المعروف بابن المغازلي ، من أهل واسط العراق ، كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه ، ... وغرق ببغداد في الدجلة في صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمئة ، وحمل ميّتا إلى واسط فدفن بها ».
وانظر : تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠ ، تاج العروس ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ مادّة « جلب ».
وله ترجمة مفصّلة استوعيت مراحل حياته ومشايخه وتلامذته ومصنّفاته وكلمات العلماء في حقّه ، اسمها : « الميزان القاسط في ترجمة مؤرّخ واسط » ، للسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي قدسسره ، طبعت كمقدّمة لكتاب ابن المغازلي : « مناقب الإمام عليّ عليهالسلام » ، ص ٧ ـ ٣٤ ؛ فراجع!
(٢) منهاج السنّة ٧ / ٦٢.
(٣) راجع : ج ١ / ٢٢ ـ ٢٤ من هذا الكتاب.