بكر ، فيكون أفضل (١) ، والحال أنّه يمكن الاستفسار بأنّه الأتقى في كلّ شيء أو بعض الأشياء؟!
مضافا إلى أنّه لا يصحّ حمل الحديث على إرادة الأحبّ في بعض الأمور ، وإلّا لجاء مع عليّ عليهالسلام كلّ من هو أحبّ منه بزعمهم في بعض الأمور كالشيخين ؛ لاستجابة دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والحال أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ردّهما كما في حديث النسائي (٢).
ونحن نمنع أن يكون أحد أحبّ إلى الله سبحانه بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من عليّ عليهالسلام في شيء من الأشياء ؛ لما سبق في المبحث الثاني من مباحث الإمامة أنّ الإمام أفضل الناس في كلّ شيء ، فيكون أحبّهم إلى الله تعالى في كلّ شيء (٣).
وقد زاد ابن تيميّة في الطنبور نغمة ، فأورد على الحديث بأمور تشهد بجهله أو نصبه ..
منها : إنّ أكل الطير ليس فيه أمر عظيم هنا ، يناسب أن يجيء أحبّ الخلق إلى الله ليأكل معه ، فإنّ إطعام الطعام مشروع للبرّ والفاجر ، وليس في ذلك زيادة وقربة عند الله لهذا الآكل ، ولا معونة على مصلحة دين ولا دنيا ، فأيّ أمر عظيم يناسب أن يجيء أحبّ الخلق إلى الله يفعله (٤)؟!
والجواب : إنّ الأمر العظيم تعريف الأحبّ إلى الله تعالى للناس
__________________
(١) المواقف : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، شرح المواقف ٨ / ٣٦٦.
(٢) انظر : خصائص الإمام عليّ عليهالسلام : ٢٥ ـ ٢٦ ح ١٢ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٨.
(٣) انظر : ج ٤ / ٢٣٣ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٤) منهاج السنّة ٧ / ٣٧٤.