أعرف بما يصلح الناس ، وينفعهم ، من ربهم وخالقهم سبحانه ، ومن نبيه الأكرم «صلى الله عليه وآله».
٤ ـ والأعجب من ذلك : أننا نجد هؤلاء الأتباع الأغبياء ، يسكتون على ما ينقل لهم من جرأة عثمان هذه ، ولا يدينونها ، كسكوتهم بل وتبريرهم لكثير من نظائرها ، مما صدر من سابقيه ، ومنه على حد سواء.
فإذا كان عثمان وسواه عندهم فوق الشبهات ، فلا يمكن أن يكون فوق الإسلام وفوق الدين الذي به يصول ويطول ، فليتحمسوا لدينهم وليتهموا الواضعين والكذابين بالافتراء على الخليفة الثالث ، وعلى غيره ممن يودون ويحبون!!
أو فليقدموا تفسيرا معقولا ومقبولا لإقدام الخليفة على ما أقدم عليه ، وما رضوا بنسبته إليه.
وأما تقييد العسقلاني والزرقاني بكون المراد : أنه جعله قبل الركوع دائما (١) فلا يحل المشكلة ؛ فإنه بالإضافة إلى كونه خلاف ظاهر النص المنقول. لا يبرر الإقدام على هذا التصرف ، ولو بهذا المقدار ، فإن حلال محمد «صلى الله عليه وآله» حلال إلى يوم القيامة وحرامه كذلك.
٥ ـ وأخيرا .. فيجب أن لا ننسى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يقدم فيها الخليفة على مثل ذلك ، فلقد أقدم هو واللذان سبقاه ، وتبعهم من جاء بعدهم من الأمويين وغيرهم على تغيير الكثير من أحكام الشرع ، وحقائق الدين ، أو تحريفها ، وكان رأيهم كالشرع المتبع.
__________________
(١) فتح الباري ج ٢ ص ٤٠٨ وشرح الموطأ ج ٢ ص ٥١.