فخرج حتى أتى حواء منهم ، فاحتبى أمام البيوت ، ثم قال : يا أهل بئر معونة ، إني رسول الله إليكم ، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله.
فخرج إليه من كسر البيت برمح ، فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر ، فقال : الله أكبر ، فزت ورب الكعبة ، فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار ، فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل.
قال إسحاق : حدثني أنس بن مالك أن الله عز وجل أنزل فيهم قرآنا : «بلّغوا عنا قومنا أنّا قد لقينا ربنا ، فرضي عنا ، ورضينا عنه».
ثم نسخت ، فرفعت بعدما قرأناه زمانا ، وأنزل الله عز وجل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ ..)(١).
حدثني العباس بن الوليد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى عامر بن الطفيل الكلابي سبعين رجلا من الأنصار قال : فقال أميرهم : مكانكم حتى آتيكم بخبر القوم!
فلما جاءهم قال : أتؤمنونني حتى أخبركم برسالة رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
__________________
(١) الآيتان ١٦٩ و ١٧٠ من سورة آل عمران ، والخبر في التفسير ج ٧ ص ٣٩٣ والدر المنثور ج ٢ ص ٩٥ عن ابن المنذر وابن جرير.