القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

البيان) قال بعض المفسرين ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) فقال : إنّ القرآن المجيد يشتمل على أمر ونهي ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وبيان ومبين ، ومجمل ومفسر ، ومطلق ومقيد ، وحقيقة ومجاز ، وعام وخاص ، ومقدم ومؤخر ، وعلى المعطوف المنقطع وعلى الحرف مكان الحرف ، وفيه ما هو على خلاف الظاهر في التنزيل ـ إلى أن ذكر من أمثلة الأخير ـ قوله تعالى : ولما ضرب ابن مريم إذا قومك منه يضجون ، فحرفوها يصدون وكقوله تعالى (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في علي عليه‌السلام فمحوا اسمه.

(يز) ١٧ ـ غير واحد من أجلة المحدثين عن الحسن بن سليمان الحلي ، قال وجدت بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام : أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الأرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف الحساب ، فنحن السنام الأعظم ، وفينا النبوة والولاية والكرم ، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا.

في الرواية (ل) ـ ٣٠ :

(قال بعض المفسّرين) فمن هو هذا البعض!؟.

وفي الرواية (يز) ـ ١٧ :

(عن غير واحد من أجلة المحدثين) فمن هم هؤلاء الأجلة من المحدثين والشيخ النوري ينزه غاليا مثل السياري ، ويجلّه ، ويستهين بشيخ الحديث الاقدم الصدوق رحمة الله عليه.

وقال الحسن بن سليمان الحلي (تلميذ الشهيد الأول ت : ٧٨٦ ه‍) : (وجدت بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري (ت : ٢٦٠ ه‍) ومن أين عرف من كان في القرن الثامن ، ان المكتوب هو خط الامام العسكري (ع) في القرن الثالث!؟

١٨١

(٧)

روايات رواة مجهولين

(يب) ١٢ ـ الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله في ترجمة أبي الخطاب عن أبي خلف بن حماد عن أبي محمد الحسن بن طلحة عن أبي (١) فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد الله (ع) قال : أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة (٢) وتركوا أبا لهب.

(يه) ١٥ ـ عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري في (بشارة المصطفى) عن الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري قراءة عليه في المحرم سنة ٥١٦ ه‍ (٣) في مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام عن أبي طالب محمد بن الحسن عيينة ، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن أحمد عن محمد بن وهبان الديبلي عن علي أحمد بن كثير العسكري عن أحمد بن المفضل أبو سلمة الاصفهاني عن أبي علي راشد علي بن وابل القرشي عن عبد الله حفص المدني ، قال : حدثني محمد ابن اسحاق عن سعد زيد بن ارطاة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته إليه ، وهي طويلة شريفة جامعة لفوائد كثيرة ، وفيها : يا كميل ان الله عزوجل كريم حليم عظيم رحيم ، دلنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها ، وحمل

__________________

(١) لعل الصواب (ابن فضال) كما جاء في رجال الكشي.

(٢) في النص (سبعة) تصحيف ؛ والصحيح ما أوردناه من نص رجال الكشي.

(٣) في النص (١٦) تصحيف والصواب كما جاء في فصل الخطاب.

١٨٢

الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وصدقناها غير مكذبين ، وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين يوحى إليها وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عزوجل بأسمائهم في كتابه لو قرئ كما أنزل : شياطين الانس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. الوصية.

(كو) ٢٦ ـ النعماني في غيبته عن ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن ومحمد ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة (١) عن حبة العوفي ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل ، أما إن قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته.

(كح) ٢٨ ـ الشيخ الكشي في أول رجاله عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير ، قالا : حدثنا محمد بن اسماعيل الرازي ، قال : حدثني علي بن حبيب المدايني عن علي سويد السائي (٢) ، قال : كتب إليّ أبو الحسن الأول عليه‌السلام وهو في السجن : وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا (٣) ، فانك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله ، وخانوا أماناتهم انهم اؤتمنوا على كتاب الله عزوجل وعلا ، فحرفوه وبدلوه (٤) فعليهم لعنة الله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة.

(ل) ٣٠ ـ الشيخ محمد بن الحسن الشيباني ، في أول تفسيره المسمى ب (نهج البيان) قال بعض المفسرين ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وعن

__________________

(١) في النص (حضيرة) تصحيف.

(٢) في النص (التائي) تصحيف.

(٣) تصحيف والصواب : ممن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا.

(٤) في النص (وبدلوا) تصحيف.

١٨٣

أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) فقال : إن القرآن المجيد يشتمل على أمر ونهي ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وبيان ومبين ، ومجمل ومفسر ، ومطلق ومقيد ، وحقيقة ومجاز ، وعام وخاص ، ومقدم ومؤخر ، وعلى المعطوف المنقطع وعلى الحرف مكان الحرف ، وفيه ما هو على خلاف الظاهر في التنزيل ـ إلى أن ذكر من أمثلة الأخير ـ قوله تعالى : ولما ضرب ابن مريم إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وكقوله تعالى (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في علي عليه‌السلام فمحوا اسمه.

(لا) ٣١ ـ الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي عن أبيه عن صفوان (١) بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة (٢) عن أبي ذر قال لما نزلت هذه الآية : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ترد عليّ أمتي يوم القيامة على خمس رايات ، فراية مع عجل هذه الامة ، فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون : أما الاكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا ، وأما الاصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه.

(لب) ٣٢ ـ السيدان الجليلان أبو القاسم بن رضي الدين بن طاوس في (زوائد الفوائد) والسيد المحدث الجزائري في (أنوار النعمانية) عن الشيخ العالم أبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال : أخبرنا الامين السيد أبو المبارك احمد بن محمد اردشير الدستاني قال : أخبرنا السيد ابو البركات محمد الجرجاني قال : أخبرنا هبة الله القمي واسمه يحيى قال : حدثنا اسحاق بن محمد قال حدثنا الفقيه الحسن السامري انه قال كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح البغدادي فقصدنا أحمد بن اسحاق البغدادي وهو صاحب الامام الحسن العسكري عليه‌السلام بمدينة «قم» ... الحديث.

(لج) ٣٣ ـ الشيخ الجليل سعد بن عبد الله القمي في (بصائره) على ما نقله عنه

__________________

(١) في النص (عن علي بن إبراهيم القمي عن صفوان) تصحيف.

(٢) وفي الأصل : (حمزة) تصحيف.

١٨٤

الشيخ حسن بن سليمان الحلي في (منتخبه) عن القاسم بن محمد الاصفهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني ، عن يحيى بن آدم عن شريك عبد الله عن جابر بن زيد الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنى فقال : أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ، اما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ، ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام ، أما كتاب الله فحرفوا وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا ، وكل ودائع الله قد نبذوا ، منها قد تبرءوا ، ورواه الصفار في الجزء الثامن من (بصائره) عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد مثله.

(مو) ٤٦ ـ السيد بن طاوس ره في (مهج الدعوات) باسناده إلى سعد عبد الله في كتابه (فضل الدعاء) عن أبي جعفر محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه‌السلام وبكير بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا (ع) قالا : دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر فاطال في السجود ثم رفع رأسه فقلنا له : أطلت السجود؟ فقال : من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر ، قالا : قلنا : فنكتبه قال : إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فقولا : اللهم العن الذين (١) بدلا دينك إلى قوله (ع) وحرفا كتابك.

دراسة الاسناد :

أ ـ في سند رواية (يب) ـ ١٢ :

أبي خلف بن حماد تصحيف والصحيح كما في نسخة الكشي ط. بمبئى ص ١٨٧ واختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ط. مشهد ١٣٤٨ ه‍ ش ص ٢٩٠

__________________

(١) في النص (قال : قلنا : فنكتبه قال : إذا أنت سجدت سجدت الشكر فقل : اللهم الذين) تصحيف.

١٨٥

خلف بن حامد ولم نجد له ذكرا في كتب الرجال ، وكذلك الحسن بن طلحة : لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

ب ـ في سند رواية (يه) ١٥ ـ :

١ ـ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم ، لم نجد له ذكرا في كتب الرجال الا انه كان استاذ الطبري في التراجم.

٢ ـ ابو طالب ، محمد بن الحسن بن عيينة.

٣ ـ علي بن احمد بن كثير العسكري.

٤ ـ احمد بن المفضل أبو سلمة الاصفهاني.

٥ ـ أبي علي راشد بن علي بن وابل القرشي.

٦ ـ عبد الله حفص المدني.

٧ ـ سعد بن زيد بن أرطأة ، لم نجد لهولاء ذكرا في كتب الرجال.

ج ـ سند رواية (كو) ـ ٢٦ :

١ ـ الحارث بن حضيرة ، مجهول حاله.

٢ ـ حبّة العوفي ، مجهول حاله.

د ـ الرواية (كح) ٢٨ :

في سندها : علي بن حبيب المدائني ، مجهول حاله ، وهي رواية الكافي (له ٣٥) بعينها.

ه ـ (ل) ـ ٣٠ :

قوله : (قال بعض المفسرين) من هو بعض المفسرين الذي قال هذا!؟

وقال في الذريعة : ٢٤ / ٤١٤ ـ ٢١٧٨ : نهج البيان عن كشف معاني القرآن ـ فالمؤلف من علماء القرن السابع ولم يذكر اسمه في المقدمة ، لكن شيخنا النوري في «دار السلام» وسيدنا الصدر في «تاسيس الشيعة» سمّوه بمحمد الحسن الشيباني ، لكنّهم أخطئوا في عصره وقالوا انّه استاذ المفيد.

١٨٦

و ـ الرواية (لا) ـ ٣١ :

١ ـ ابو الجارود ، زياد بن منذر ، مختلف فيه. وقد ورد لعنه على لسان الإمام الصادق (ع) كما مرّ.

٢ ـ عمران بن هيثم ، مجهول لم نجد ذكره في كتب تراجم رواة الحديث.

٣ ـ مالك بن ضمرة ، مجهول حاله.

ز ـ الرواية (لب) ـ ٣٢ :

١ ـ أبو المبارك أحمد بن محمد بن اردشير الدستاني ٢ ـ السيد ابو البركات محمد الجرجاني.

٣ ـ هبة الله يحيى القمي.

٤ ـ اسحاق بن محمد.

٥ ـ الحسن السامري.

٦ ـ يحيى بن أحمد بن جريح.

لم نجد لهولاء ذكرا في كتب تراجم الرواة.

ح ـ الرواية (لج) ـ ٣٣ :

١ ـ قاسم بن محمد الاصفهاني ، قال النجاشي : لم يكن بالمرضي.

٢ ـ سليمان بن داود المنقري ، مختلف فيه ، قال ابن الغضائري : انه ضعيف جدا لا يلتفت إليه يوضع كثيرا على المهمات وقال المجلسي في الذخيرة : ضعيف.

٣ ـ يحيى بن آدم من رواة مدرسة الخلفاء مجهول حاله وكذا شريك بن عبد الله.

ى ـ الرواية (مو) ـ ٤٦ ـ :

مرسلة ومقطوعة السند فان سعد بن عبد الله (ت : ٢٩٩ ـ أو ـ ٣٠١ ه‍) لم يرو عن محمد بن اسماعيل بن بزيع بلا واسطة.

١٨٧

دراسة المتون

ينقسم ما جاء في الروايات الآنفة عن القرآن الكريم إلى ما يدل في ظاهرها على وقوع التحريف في القرآن الكريم وما يدل على حذف واسقاط آي من القرآن الكريم والعياذ بالله.

وقد مرّ بنا في روايات موسومة بالصحة بمدرسة الخلفاء روايات أكثر عددا وأكثر صراحة مما أوردناه آنفا (١) كالآتي بيانه :

في صحيح مسلم عن الصحابي أبي موسى : كنا نقرأ سورة كنّا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فانسيتها غير إني حفظت منها : (لو كان لا بن آدم واديان لابتغى واديا ثالثا ...).

وعن الصحابيين أنس وابن عباس نظيرها.

وكذلك رووا سورا أخرى ، وقد صوّرنا سورتي الخلع والحفد المنسية من تفسير الدر المنثور للسيوطي وان ابن مسعود كان يحك عن مصحفه سورتي المعوذتين.

وعن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي (ص) مائتي آية فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلّا على ما هو الآن.

وفي مسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن الترمذي عن أبي بن كعب ان النبي (ص) قرأ عليه آيات ليست في القرآن اليوم وأيضا روايات أخرى ليست موجودة في القرآن ، وان أبي بن كعب كان يكتب في المصحف فاتحة الكتاب والمعوذتين وسورتي الحفد والخلع وان ابن مسعود لم يكتب الفاتحة والمعوذتين في مصحفه.

__________________

(١) أوجزنا ما يأتي من روايات أوردناها في بحث الزيادة والنقصان في القرآن الكريم من المجلد الثاني من هذا الكتاب.

١٨٨

وفيه عن حذيفة انه قال : قرأت سورة الأحزاب على النبي (ص) فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها.

وعن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب ان سورة الأحزاب التي فيها اثنتان أو ثلاثا وسبعين آية كانت لتعدل سورة البقرة ، وكان فيها آية الرجم.

وعن أبي بن كعب ان سورة التوبة ما تركت أحدا إلّا نالت منه ، ولا تقرءون منها إلّا ربعها.

وفي الصحاح الستّ عن عمر بن الخطاب انه كان مما نزل على رسول الله آية الرجم ، وانه ليس في زمانه آية الرجم.

وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي وابن ماجة والدارمي وموطأ مالك عن عائشة : نزلت آية الرجم ـ المذكورة سابقا ـ ورضاع الكبير عشرا كانت في صحيفة تحت سريرها فلمّا توفي رسول الله (ص) شغلن بجهازه فدخل داجن فأكلها.

* * *

أوردنا على التوالي روايات وردت في كتب حديث المدرستين.

وفي دراسة الروايات نبدأ أولا بدراسة أسنادها وفي دراسة أسناد روايات مدرسة أهل البيت الآنفة وجدنا فيهم تسعة عشر راويا ليس لهم ذكر في كتب معرفة الرواة وخمسة منهم مجهول حالهم وراويان وسما بالضعف وواحدا لعنه الامام جعفر الصادق عليه‌السلام.

ولذلك أوردنا رواياتهم تحت عنوان روايات رواة مجهولين ، ولم يكن ثمة حاجة مع ذلك إلى دراسة متونها ، غير أنّا درسنا متونها ، ووجدنا قسما منها يدل في ظاهرها على تحريف القرآن ، وهذا ما ندرسه باذنه تعالى في بحث روايات في التحريف والتبديل في البحث العاشر.

وقسما آخر منها يدل في ظاهرها على التعمد باسقاط بعض ما جاء في

١٨٩

آيات من القرآن الكريم ، ونقول في توضيح المراد مما في تلك الروايات ان الله سبحانه وتعالى ، قال : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) وانه سبحانه أوحى إلى خاتم أنبيائه مع آي القرآن بيانه فيما كان يحتاج إلى بيان ، وأنزل مع قوله (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) ما أنزل إليك ـ في علي ـ.

ومع قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) انهما أبو بكر وعمر.

ومع قوله تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ...) انهما عائشة وحفصة.

ومع قوله تعالى : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) انهم بنو أمية.

وكذلك كان الشأن في بيان عدد ركعات الصلاة وكيفياتها وأذكارها مع قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ...) الآية فان بيانها وبيان أمثالها قد نزل بوحي غير قرآني ، وبلّغ الرسول (ص) من حضره من الصحابة ما أوحي إليه من بيانه ، وكتب الصحابة في مصاحفهم ما بلّغهم الرسول (ص) من الوحي القرآني والوحي البياني معا ، وجمع الامام علي (ع) بوصية من الرسول (ص) القرآن الذي كان مكتوبا على الجلد والخشب والورق وأمثالها ، وفيه جميع ما أوحي إلى الرسول (ص) من القرآن وبيانه ، وجاء بذلك القرآن الذي كان مكتوبا فيه جميع ما اوحي إلى الرسول (ص) في بيان آيات القرآن الكريم يوم الجمعة إلى مسجد الرسول (ص) بمحضر من جميع من حضر من الصحابة وامتناع اسرة الخلافة من أخذه وقبوله وتداول ذاك القرآن الأئمة من أهل البيت (ع) كابرا عن كابر إلى أن بلغ الأمر إلى المهدي الموعود (ع) وسوف يخرجه بمشيئة الله تعالى ويدرّس أصحابه ذلك القرآن المسلمين في مسجد الكوفة ، ويبينون ما اسقط من

١٩٠

المصاحف من البيان الموحى إلى رسول الله (ص) من قبل الله تبارك وتعالى.

أما اسرة الخلافة فقد بدءوا في عصر الخليفة أبي بكر بكتابة قرآن مجرّد عما أوحي إلى الرسول (ص) من بيان القرآن أي أنهم اسقطوا ما نزل وحيا من الله في بيان القرآن أمثال الاسماء التي مرّ بنا ذكرها آنفا.

كان ذلكم معنى الالفاظ التي وردت في الروايات الآنفة من انهم أسقطوا من القرآن ما أسقطوا أو ان القرآن لو قرئ كما نزل مع بيانه ، لوجدنا فيه ذكرهم في بيان آية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ...).

وفي بيان آية التطهير : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...).

وفي بيان آية المباهلة : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا ...) وفي بيان كثير غيرها. كان ذلكم المراد مما ورد في روايات مدرسة أهل البيت.

وكانت تلكم نتيجة دراستنا لروايات وردت في كتب أتباع مدرسة أهل البيت (ع) وما روينا من كتب الصحاح والسنن والمسانيد بمدرسة الخلفاء فلا يمكن دراسة أسنادها كذلك بعد ورودها بأسانيد أجمع أتباع مدرسة الخلفاء على صحتها.

وينقسم ما في متونها إلى ما يمكن حملها على الصحة مثل رواية رجم الشيخ والشيخة ونظرائها واللاتي سوف ندرسها باذنه تعالى في محلها من بحوث الكتاب الآتية.

ومنها ما لا يمكن حملها على الصحة مثل رواية أم المؤمنين عائشة ان آية (ورضاع الكبير) أكلها داجن هذا مع قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

ولا بدّ لنا مع أمثال هذه الروايات أن نقول فيها ما أرشدنا إليه أئمة أهل البيت (ع) بقولهم : «وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف» أي باطل

١٩١

ومموه (١).

__________________

(١) راجع بحث أئمة أهل البيت يعينون مقاييس لمعرفة الحديث من المجلد الثالث من معالم المدرستين.

١٩٢

(٨)

أدعية بلا سند

(لز) ٣٧ ـ الشيخ الطوسي في (المصباح في دعاء قنوت الوتر) اللهم العن الرؤساء والقادة والاتباع من الأولين والآخرين الذين صدّوا عن سبيلك ، اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك فانهم كذبوا على رسولك وبدلوا نعمتك وأفسدوا عبادك وحرّفوا كتابك ، وغيّروا سنّة نبيك. الدعاء.

(لح) ٣٨ ـ وفيه روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه يستحب أن يصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة ، ثم ساقها وفيها ، اللهم العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنّة نبيك.

(مه) ٤٥ ـ الكفعمي في (البلد الأمين) وفي (جنته المعروف بالمصباح) عن عبد الله بن عباس عن علي عليه‌السلام انه كان يقنت بدعاء ... اللهم العنهم بكل آية حرفوها ، وللشيخ العالم أسعد بن عبد القاهر شرح على هذا الدعاء سماه (رشح الولاء) كما فيها وفي (أمل الآمل) للمحدث الحر العاملي.

وشرحه أيضا المولى علي العراقي في سنة ١٨٧٨ وكذا الفاضل الماهر المولى مهدي بن العالم الجليل المولى علي أصغر القزويني في أواخر الصفوية.

ويلحق بهذا الباب الروايتين الآتيتين :

(مح) ٤٨ ـ السيد بن طاوس رحمه‌الله في (مصباح الزائر) ومحمد بن

١٩٣

المشهدي في (مزاره) كما في (البحار) عن الائمة عليهم‌السلام في زيارة جامعة طويلة معروفة وفيها في ذكر ما حدث بعد النبي صلى عليه وآله وعقت سلمانها ، وطردت مقدادها ونفت جندبها وفتقت بطن عمارها ، وحرفت القرآن وبدلت الأحكام.

(مط) ٤٩ ـ السيد قدس‌سره في (مهجه) عن نسخة عتيقة فيها : حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الرضا أدام الله تعالى تأييده عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة عن سلامة بن محمد الأزدي عن أبي محمد جعفر بن عبد الله العقيلي وعن أبي الحسن محمد بن زنك الرهاوي عن أبي القاسم عبد الواحد الموصلي عن أبي محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد عبد الله بن عقيل بن أبي طالب عن أبي روح النسائي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهما‌السلام في دعاء طويل له شرح عجيب وفيه : وأدل ببواره الحدود المعطلة والأحكام المهملة ، والسنن الداثرة ، والمعالم المغيرة ، والتلاوات المغيرة ، والآيات المحرفة. الدعاء.

دراسة أسناد الادعية :

١ ـ (لز) ٣٧ ـ في المصباح ص ١٣٥ بلا سند.

٢ ـ (لح) ٣٨ ـ أيضا عن المصباح ص ٣٥٠ بلا سند.

٣ ـ (مه) ٤٥ ـ الكفعمي الشيخ تقي الدين بن إبراهيم المتوفى ٩٠٨ ه‍ يروي في كتابيه البلد الامين وفي (جنته) المعروف بالمصباح عن عبد الله بن عباس المتوفي سنة ٦٨ ه‍!! والرواية مختلقة من أولها إلى آخرها ويناسب تسجيلها فى بحث مختلقات واهية.

٤ ـ (مح) ٤٨ ـ السيد ابن طاوس (ره) (ت : ٦٦٤ ه‍) في مصباح الزائر ومحمد بن المشهدي في مزاره نقلا عن البحار عن الائمة عليهم‌السلام أيضا بلا سند.

١٩٤

٥ ـ (مط) ٤٩ ـ السيد في مهجه عن نسخة عتيقة!! وما هي النسخة!؟ ومن المؤلف!؟ ورواة السند أكثرهم رجال مجهولون.

دراسة متون الادعية :

سيأتي بحوله تعالى في البحث التاسع روايات رواة غير ثقات والبحث العاشر روايات التحريف والتبديل تبيين تفسير الآيات أو تأويلها والمراد من تبديل الدين وتحريف القرآن والتلاوات المغيرة ونظائرها.

١٩٥

(٩)

روايات رواة غير ثقات

(ه) ٥ ـ الكافي عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن هاشم ، عن سالم بن أبي سلمة (١) قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس ، فقال : كفّ عن هذه القراءة ، اقرأ كما يقرأها الناس حتى يقوم القائم عليه‌السلام فاذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عزوجل على حده ، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه‌السلام ورواه الصفار في البصائر عن محمد بن الحسين مثله.

(يا) ١١ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : لو أن الناس قرءوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان.

دراسة الاسناد :

الرواية (ه) ٥ ـ في سندها : سالم بن أبي سلمة (الكندي)

__________________

(١) في نص الكافي (عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة).

١٩٦

قال النجاشي : حديثه ليس بالنقي وان كنا لا نعرف منه إلّا خيرا.

وقال ابن الغضائري : هو ضعيف روايته مختلط.

والرواية (يا) ـ ١١ :

هي مرسلة السياري (يب ـ ٥٢) بعينها وليست من روايات علي إبراهيم في التفسير.

دراسة المتن :

في الرواية (ه) ـ ٥ :

(قراءة حروف من القرآن ليس على ما يقرأها الناس).

وفي الرواية (يا) ـ ١١ :

(قال رسول الله (ص) : لو انّ الناس قرءوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف فيه اثنان).

ان المراد من (نزلت) و (انزلت) ان الله سبحانه أنزل على رسوله (ص) نوعين من الوحي :

أ ـ وحي قرآني وهو ما أوحى الله سبحانه لفظه ومعناه وهو النص القرآني.

ب ـ وحي بياني وهو ما أوحى الله إلى رسوله (ص) بيانا للآي النازلة عليه في مثل قوله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) نزل معها بيان منتهى اليد في التيمم وكان الرسول (ص) يبلغ أصحابه ومن حضره من المسلمين الوحي القرآني والوحي البياني جميعا ، ويكتب في مصحفه من يكتب الوحي القرآني مع الوحي البياني معا ، ويكتب في مثل آية «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ـ في علي ـ وإن لم تفعل فما بلغ رسالته والله يعصمك من الناس» ويقرئها كذلك لمن يقرئه الآية وكان الاقراء في عصر

١٩٧

الرسول (ص) والصحابة وأئمة أهل البيت بمعنى : تعليم القرآن مع معناه.

وبناء على ذلك فإذا جاء في رواية :

قال ابن مسعود نزلت «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ـ في علي ـ وان لم تفعل ...» أي نزل ـ في علي ـ بيانا للآية.

وكذلك إذا جاء في رواية : وفي قراءة أبي «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ في علي ـ وان لم تفعل ...» أي : في تعليم أبيّ قراءة الآية مع بيان معناها.

ثم تغير معنى القراءة والإقراء بعد العصور الاسلامية الاولى وإلى يومنا هذا فصار يقال المقرئ : لمن يتلو القرآن بصوت حسن وأحيانا يقرأ القرآن بتلاوات مغيّرة في مثل تلاوتهم (عليهم) في : غير المغضوب عليهم : (عليهمو ، عليهمي) إلى تمام عشر قراءات ويقولون في أمثالها في قراءة فلان : (عليهموا) أي في تلاوته اللفظ.

وبذلك خفى المراد من أخبار القرآن المروية عن العصور الاسلامية الاولى من (نزل وأنزل).

وكذلك خفي المراد من : جاء في رواية أبيّ وابن مسعود. وظنوا أن المراد نزل النص القرآني كذا ، وان النص القرآني قد تغير.

وجاء في الرواية (ه) ـ ٥ :

(فاذا قام القائم ـ المهدي الموعود (ع) ـ ... وأخرج مصحف علي (ع).

وفي بيان هذا نقول : أوردنا في بحث أخبار القرآن بعد الرسول (ص) من المجلد الثاني ما موجزه ما يأتي :

خبر مصحف الامام علي (ع):

أمر الرسول (ص) الامام عليا أن يجمع القرآن الذي كان في بيته.

أ ـ روى النديم في الفهرست بسنده عن علي (ع) وقال : انه رأى من الناس

١٩٨

طيرة عند وفاة النبي (ص) ، فاقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام ، حتى جمع القرآن (١).

ب ـ في حلية الأولياء لأبي نعيم بسنده عن الامام علي أنه قال : لمّا قبض رسول الله (ص) أقسمت أن لا أضع ردائي عن ظهري ، حتى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي ، حتى جمعت القرآن (٢).

ج ـ روى السيوطي في الاتقان بسنده عن ابن سيرين انه قال عن الامام علي (ع) : (أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وانه قال : تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه الى المدينة فلم أقدر عليه) (٣).

د ـ روى ـ أيضا ـ ابن سعد في الطبقات عن ابن سيرين : انه كتبه على تنزيله فلو اصيب ذلك الكتاب كان فيه علم (٤).

وانفرد اليعقوبي في تاريخه (٢ / ١٣٤) وجاء عن بعضهم انه قال : (ان علي بن أبي طالب كان جمعه ـ أي القرآن ـ لما قبض النبي (ص) وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته ...).

وقال الكلبي : لما توفي رسول الله (ص) قعد علي بن أبي طالب (ع) في بيته فجمعه على ترتيب نزوله. ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير (٥).

__________________

(١) الفهرست للنديم ص ٤١ ـ ٤٢ ؛ وقريب منه في الاتقان للسيوطي ١ / ٥٩ ؛ وطبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨.

(٢) حلية الاولياء لأبي نعيم ١ / ٦٧ ؛ وتاريخ القرآن للابياري ص ٨٤.

(٣) الاتقان للسيوطي ١ / ٥٩ ؛ ومناهل العرفان ١ / ٢٤٧ ؛ وطبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ؛ والصواعق المحرقة ص ١٢٦ ؛ وتاريخ القرآن للزنجاني ص ٤٨.

(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ؛ وط. اوربا ٢ / ق ٢ / ١٠١ ؛ وتاريخ الخلفاء ص ١٨٥ ؛ وكنز العمال ٢ / ٣٧٣ ؛ والصواعق المحرقة ص ١٢٦.

(٥) التسهيل لعلوم التنزيل ١ / ٤.

١٩٩

وقال عكرمة :

لو اجتمعت الانس والجن على أن يؤلّفوه كتأليف علي بن أبي طالب (ع) ما استطاعوا (١).

وأرى الصحيح في ذلك ما رواه الشهرستاني في مقدمة تفسيره مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار في تفسير القرآن : من أنه حمله وغلامه ، وانه كان حمل بعير وأنه كان في مصحفه المتن والحواشي.

ويروى انه لما فرغ من جمعه أخرجه هو وغلامه قنبر الى الناس ، وهم في المسجد يحملانه ولا يقلانه.

وقيل انه كان حمل بعير ، وقال لهم هذا كتاب الله كما أنزل الله على محمد (ص) جمعته بين اللوحين.

فقالوا : ارفع مصحفك لا حاجة بنا إليه.

فقال : والله لا ترونه بعد هذا أبدا ، إنما كان عليّ أن أخبركم به حين جمعته. فرجع إلى بيته ...) (٢).

إذا فقد حمله الامام مع غلامه قنبر ، وكان حمل بعير ، وليس حمله على جمل وذلك لأن بيت الامام علي كان بابه يفتح إلى المسجد.

اتفق محتوى الروايات على ان الامام كان قد جمع القرآن جمعا كما نسمّيه اليوم بالتفسير ، فقد قال ابن سيرين : كتب فيه الناسخ والمنسوخ ، وليس المقصود الآيات التي تسمّى بالناسخة والمنسوخة ، وإلّا لقال : الناسخة والمنسوخة ، ثم إنّ إيراد الآيات المسماة بالناسخة والمنسوخة لا يخص ما كتبه الإمام ، بل إنّه عام لكل من كتب القرآن.

__________________

(١) الاتقان للسيوطي ١ / ٥٩.

(٢) تفسير الشهرستاني ، المقدمة الورقة ١٥ أ.

٢٠٠