القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

دراسة روايات سورة الليل

(الف) ٩٩٨ ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سنان عن الأحول عن سنان سنان قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى.

(ب) ٩٩٩ ـ وعن غير واحد من أصحابنا عنهم (ع) مثله.

(ج) ١٠٠٠ ـ وعن محمد بن هزيمة عن الربيع بن زكريا عن رجل عن يونس ظبيان قال قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى قال نزلت هكذا.

(د) ١٠٠١ ـ وعن يونس عن علي بن أبي حمزة وعن فيض بن المختار عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قرأ ان عليا للهدى وان له للآخرة والأولى.

(ه) ١٠٠٢ ـ وعن أبي طالب مثله سواء.

(و) ١٠٠٣ ـ الطبرسي ره قرأ النبي وعلي صلوات الله عليهما وعلى آلهما وابن مسعود وأبي الدرداء وابن عباس والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والانثى بغير ما ، روى ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(ز) ١٠٠٤ ـ الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات قال روى باسناد متصل إلى سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خلق الزوجين الذكر

٨٠١

والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.

(ح) ١٠٠٥ ـ وعن محمد بن خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قرأ ان عليا للهدى وان له للآخرة والأولى وذلك حيث سأل عن القرآن قال فيه الأعاجيب فيه كفى الله المؤمنين القتال بعلي وفيه ان عليا للهدى وان له للآخرة والأولى.

(ط) ١٠٠٦ ـ وعن البرقي مرفوعا باسناده عن محمد بن اورمة عن الربيع بكر عن يونس بن ظبيان قال قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خالق الزوجين الذكر والأنثى.

(ى) ١٠٠٧ ـ فرات بن إبراهيم عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (ع) ان علينا للهدى ان عليا الهدى.

(يا) ١٠٠٨ ـ شرف الدين عن اسماعيل بن مهران عن ابن محذور عن سماعة عن أبي عبد الله (ع) قال نزلت هذه الآية هكذا والله الله خلق الزوجين ، الزوجين الذكر والانثى ولعلي الآخرة والأولى والمقتبس من تلك الأخبار ان النازل علينا نصا علي الوصي (ع) دون علينا ولعلي دون لنا كما هو الموجود ومخالفة خبر فيض بن المختار من ذكر الضمير الغالب بدل الاسم الظاهر غير مضر اما بحمل قراءته (ع) لبيان مجرّد التحريف دون أن تكون في معرض التلاوة أو لكونه تصرفا من الراوي لذلك ومع الغض فلا يقاوم غيره ولا يضر بأصل المقصود.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١ ـ ٣) و (١٢ و ١٣) من سورة الليل :

(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى* وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ... إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى * وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى).

وفي الروايات : الله خلق الزوجين والله خالق الزوجين. و «وخلق» بدل

٨٠٢

(وَما خَلَقَ). و «الله خلق» ـ بدل ـ (وَما خَلَقَ). و «لعلي» ـ قبل ـ (لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى). وبدلت (عَلَيْنا) ب «عليا» و (لَنا) ب «له».

ب ـ السند :

١ ـ روايات السياري الغالي المتهالك (٩٩٨ ـ ١٠٠٢)

في اسناد (٩٩٨) محمد بن سنان الضعيف الغالي الكذاب.

و (٩٩٩) غير واحد من أصحابنا! ومن هم غير واحد من أصحاب السياري؟!

و (١٠٠٠) محمد بن هزيمة لم نجد له ذكرا في كتب الرجال والربيع بن زكريا ضعيف مطعون بالغلو عن رجل! ومن هو الرجل؟! عن يونس بن ظبيان الضعيف الغالي الكذّاب!

و (١٠٠١) يونس (بن ظبيان) الضعيف الغالي الكذاب عن علي بن أبي حمزة الضعيف الغالي الكذاب المتهم.

وفي (١٠٠٢) ارسال عن أبي طالب مشترك ينتج جهلا بحاله.

٢ ـ رواية تفسير فرات بن إبراهيم (١٠٠٧) مقطوعة السند ، هي رواية السيّاري (١٠٠١) بعينها.

٣ ـ قراءة الطبرسي (١٠٠٣) في تفسير الزمخشري والفخر الرازي والسيوطي : «وفي قراءة النبي (ص) ـ والذكر والأنثى ـ) (١).

وفي تفسير الزمخشري والفخر الرازي (وقرأ ابن مسعود والذي خلق الذكر والأنثى». وبناء على ذلك فان تلكم القراءات منتقلة من مدرسة الخلفاء وإنما ركب عليها السيّاري سندا وافترى بها على الامام الصادق وأشار إلى ذلك

__________________

(١) تفسير الزمخشري ٤ / ٢٦٠ ؛ والفخر الرازي ٣١ / ١٩٨ ؛ والسيوطي ٦ / ٣٥٨.

٨٠٣

الطبرسي بقوله (وروي ذلك عن أبي عبد الله) وأضاف السياري إلى قراءات مدرسة الخلفاء ما اقتضاه غلوه وانتشر ما افتراه واقتضاه غلوه في كتب أتباع مدرسة أهل البيت (ع).

٤ ـ رواية الشيخ شرف الدين (١٠٠٤) في سندها : عبد الله بن قاسم (الحضرمي) أو (الحارثي) الضعيف الكذّاب الغالي وهي رواية السيّاري (١٠٠٠) بعينها.

وروايته (١٠٠٥) هي رواية السيّاري (١٠٠١) بعينها.

وروايته (١٠٠٦) هي رواية السيّاري (١٠٠٠) بعينها.

وروايته (١٠٠٨) هي روايته (١٠٠٤) المطابقة لرواية السيّاري (١٠٠٠) كما مرّ.

إذا فالجميع روايات السيّاري الغالي المتهالك عن الغلاة والكذابين المذكورين!

ج ـ المتن :

أولا ـ كما ذكرنا مرّات متعددة كان على الشيخ النوري أن يعين أيّا من القراءات الست يرى أن جبرائيل نزل بها على رسول الله (ص) وبعد ذلك حرّف إلى النص القرآني المتداول؟!

ثانيا ـ جميع تلك القراءات تخلّ بوزن الآيات في السورة وبعضها مخالف لسياق اللغة العربية!

نتيجة البحث :

عدّ الشيخ والاستاذ روايات تحريف آيات سورة الليل احدى عشرة رواية بينا وجدناها واحدة عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل.

٨٠٤

دراسة روايات سورة الضحى

أولا ـ رواية آية (٨):

(الف) ١٠٠٩ ـ السيّاري عن سعد بن سمرة بن حيدر قال لقينا اعرابيا بالحجاز فاعجبتني فصاحته وعقله فقلت له إني لا نفس بمثلك أن تكون مع هذه الفصاحة لا تحسن من كتاب الله عزوجل شيئا قال وكيف لا أحسنه وعلينا أنزل وإني لا قرأ ولا الوكه الوك العلج قلت فاقرأ فافتتح (١) الضحى فقرأه قراءة حسنة حتى إذا بلغ ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى بك ، قلت : ويؤيده ما رواه الطبرسي عن العياشي عن الرضا عليه‌السلام في تفسير الآية ووجدك عائلا تعول أقواما بالعلم فاغناهم الله بك.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨) من سورة الضحى :

(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى).

وزيدت في الرواية : «بك» ـ بعد ـ (عائِلاً).

__________________

(١) في النص (فافتح) تصحيف.

٨٠٥

ب ـ السند :

تفرّد بها السيّاري المتهالك عن سعد بن سمرة بن حيدر ، ولم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

وما رواه الطبرسي عن العياشي في تفسير الآية فهذا نصّه :

«روى العياشي باسناده عن أبي الحسن الرضا (ع) في قوله (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال ... (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) أي ضالة في قوم لا يعرفون فضلك (وَوَجَدَكَ عائِلاً) تعول أقواما بالعلم ...» وهي كما ترى تفسير وبيان.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف يستدل الشيخ النوري بقراءة يرويها عن اعرابي مجهول على تحريف كتاب رب الأرباب والعياذ بالله؟!

ثانيا ـ رواية آية (٣):

(ب) ١٠١٠ ـ الطبرسي قرأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعروة بن زبير ما ودعك بالتخفيف والقراءة المشهورة بالتشديد.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣) من سورة الضحى :

(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى).

وفي الرواية : «ودعك» بالتخفيف.

٨٠٦

ب ـ السند :

الرواية قراءة بلا سند.

وبتفسير الآية بتفسير القرطبى : «وروي عن ابن عباس وابن الزبير انهما قرءاه وودعك بالتخفيف» فهي منتقلة وليس للشيخ وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

وأيضا نقول كيف يستدل الشيخ على رواية قراءة بلا سند على تحريف كتاب الله.

ثالثا ـ رواية آية ٩ :

(ج) ١٠١١ ـ السيّاري عن يعقوب بن يزيد عن أبي جميلة عن اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) وأما اليتيم فلا تكهر وتقدم انه كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩) من سورة الضحى :

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ).

وبدلت الرواية (تَقْهَرْ) ب «تكهر».

ب ـ السند :

تفرّد بها السيّاري المتهالك عن أبي جميلة (مفضل بن صالح) الضعيف الوضّاع الكذّاب.

٨٠٧

وفي معاني القرآن وتفسير الكشاف والقرطبي والسيوطي : كان في مصحف عبد الله «فلا تكهر» (١)!

وبناء على ذلك ان السيّاري أخذ القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق. وليس للشيخ النوري وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

أولا ـ لا يصح الاستدلال بمصحف ابن مسعود الذي اختلفوا في شأنه على انه ورد القراءة فيه خلافا للنص القرآني الذي تداوله من لا يحصون عن الصحابة عن رسول الله (ص).

ثانيا ـ ان التغيير يخل بالسياق القرآني.

نتيجة البحث :

عدّا الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الضحى ثلاث روايات بينا هي رواية واحدة وقراءة منتقلة.

__________________

(١) معاني القرآن ٣ / ٢٧٤ ؛ وتفسير الكشاف ٤ / ٢٦٥ ؛ والقرطبي ٢٠ / ١٠٠ ؛ والسيوطي ٦ / ٣٦٢.

٨٠٨

دراسة روايات سورة الانشراح

أولا ـ رواية آيتي (٥ و ٦):

(الف) ١٠١٢ ـ السياري عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله قال قرأ رجل بين يدي أبي عبد الله عليه‌السلام فان مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا فقال (ع) ان مع العسر يسرين هكذا نزلت.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥ و ٦) من سورة الانشراح :

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).

وفي الرواية : «إن مع العسر يسرين».

ب ـ السند :

تفرّد بها السيّاري المتهالك عن بعض أصحابه يرفعه! ومن هو بعض أصحابه الذي رفعه إلى أبي عبد الله (ع)؟!

ج ـ المتن :

التغيير يخل بوزن الآية في السورة ومعناها.

٨٠٩

ثانيا ـ روايات آيتي (٧ و ٨):

(ب) ١٠١٣ ـ فرات بن إبراهيم عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد عبد الرحمن الحسني العلوي معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام فاذا فرغت فانصب عليا للولاية.

(ج) ١٠١٤ ـ وعن محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عنه (ع) فاذا فرغت فانصب عليا وإلى ربك فارغب في ذلك.

(د) ١٠١٥ ـ السياري عن البرقي عن علي بن الصلت عن مفضل بن عمر عنه (ع) فاذا فرغت فانصب عليا للولاية.

(ه) ١٠١٦ ـ شرف الدين عن محمد بن العباس في تفسيره عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال الله سبحانه ألم نشرح لك صدرك بعلي ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك فإذا فرغت من نبوتك فانصب عليا وصيا وإلى ربك فارغب في ذلك.

(و) ١٠١٧ ـ وعن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن أبي جميلة عنه (ع) قال قوله تعالى (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) كان رسول الله صلعم حاجّا فنزلت فاذا فرغت من حجتك فانصب عليا علما للناس.

(ز) ١٠١٨ ـ وعن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد باسناده إلى المفضل عمر عنه (ع) قال إذا فرغت فانصب عليا للولاية.

(ح) ١٠١٩ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي حسان عن عبد الرحمن بن كثير عنه (ع) في قوله تعالى فاذا فرغت من نبوتك فانصب عليا وإلى ربك فارغب في ذلك.

دراسة الروايات :

٨١٠

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧ و ٨) من سورة الانشراح :

(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ).

وفي الروايات : أ ـ «فانصب عليا للولاية».

ب ـ «فانصب عليا وإلى ربك فارغب».

ج ـ «ألم نشرح صدرك بعلي».

د ـ «فاذا فرغت من نبوتك فانصب عليا وليا وإلى ربك فارغب في ذلك».

ه ـ «فاذا فرغت من حجتك فانصب عليا علما للناس».

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري المتهالك (١٠١٥) في سندها : علي بن الصلت مجهول حاله.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (١٠١٩) من الروايات الدخيلة فيه ولم يروها علي بن إبراهيم وفي سندها : علي بن حسّان (بن كثير) الهاشمي ضعيف كذّاب وعبد الرحمن بن كثير ضعيف وضّاع.

٣ ـ روايتا تفسير فرات بن إبراهيم (١٠١٣ و ١٠١٤) محذوفتا السند وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني في (١٠١٣) لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. وكذلك محمد بن القاسم بن عبيد في (١٠١٤).

٤ ـ رواية شرف الدين (١٠١٦) هي رواية (١٠١٩) الدخيلة في التفسير المنسوب إلى القمي بعينها.

وروايته (١٠١٧) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب وقرينه أبو جميلة (المفضل بن صالح) الضعيف الوضّاع الكذّاب! والرواية موجودة في نسختنا من قراءات السياري ولسنا ندري كيف غفل عنها الشيخ

٨١١

النوري ولم يذكرها تتميما للفائدة؟!

وروايته (١٠١٨) هي رواية السياري (١٠١٥) بعينها.

ج ـ المتن :

أولا ـ كان على الشيخ النوري أن يعين أي نص مما ورد في الروايات يراه نزل به جبرائيل على رسول الله (ص) وحرّفت إلى النص القرآني الموجود.

ثانيا ـ الاضافات المذكورة في الروايات تخل بوزن الآية وسياقها.

ثالثا ـ رواية آية (٤):

(ط) ١٠٢٠ ـ الطبرسي في (مشارقه) يرفعه (١) بالاسناد إلى المقداد بن الاسود الكندي قال كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متعلق باستار الكعبة وهو يقول اللهم اعضدني واشدد أزري وأشرح صدري وارفع ذكري فنزل جبرائيل وقال اقرأ يا محمد ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك فقرأها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان وتقدم الخبر مسندا عن الأربعين للأسعد الاربلي.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤) من سورة الانشراح :

(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).

وفي الرواية : بعد (ذِكْرَكَ) «بعلي صهرك».

__________________

(١) في النص (يوفعه) تصحيف.

٨١٢

ب ـ السند :

الطبرسي تصحيف والصواب «البرسي» كما كان في تفسير البرهان بتفسير الآية.

وهو الحافظ رجب البرسي وكتابه «مشارق أنوار اليقين في اسرار أمير المؤمنين (ع)» قال في الذريعة : (٢١ / ٣٤) : «قال العلامة المجلسي : لا اعتماد على ما تفرّد به لاشتماله على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع».

وقال الشيخ الحر : «انّ فيه افراطا وربما نسب إلى الغلو» والرواية مرفوعة.

ج ـ المتن :

الاضافة تخلّ بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحث :

عدّا الروايات التي زعما انها تدل على تحريف آيات سورة الانشراح تسع روايات ، بينا هي ثلاث روايات بعضها بلا سند ، وأخر عن الغلاة والمجاهيل.

٨١٣

دراسة روايات سورة التين

(الف) ١٠٢١ ـ السياري عن ابن فضال قال سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن سورة التين وطور سينين فقال وطور سيناء هكذا نزلت وقوله تعالى فمن يكذبك بعد بالدين هكذا نزلت.

(ب) ١٠٢٢ ـ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن محمد بن زيد عن إبراهيم بن محمد بن سعيد عن محمد بن فضيل (١) قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام أخبرني عن قول الله عزوجل والتين إلى أن قال قلت وطور سينين قال ليس هو طور سينين ولكنه طور سيناء قال فقلت طور سيناء؟ فقال نعم إلى أن قال قلت فما يكذبك بعد بالدين (٢) قال مهلا مهلا لا تقل هكذا هو الكفر بالله لا والله ما كذب رسول الله صلعم طرفة عين قال فقلت فكيف هي؟ قال فمن يكذبك بعد بالدين.

(ج) ١٠٢٣ ـ فرات بن إبراهيم عن جعفر معنعنا عن محمد بن الفضيل بن يسار قال سألت أبا الحسن (ع) عن قول الله تعالى والتين إلى أن قال فقلت وطور سينين فقال ليس هو وطور سينين إنما هو طور سيناء.

__________________

(١) في النص (محمد بن فضل) تصحيف والصواب كما ورد في تفسير البرهان وأخذ عنه الشيخ النوري.

(٢) في النص (بالذين) تصحيف.

٨١٤

(د) ١٠٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد بن مروان معنعنا عن محمد بن الفضيل الصيرفي عنه (ع) فى خبر طويل مثله وفى آخره قال قلت فما يكذبك بعد بالدين قال معاذ الله لا والله ما هكذا قال الله تبارك وتعالى ولا هكذا نزلت إنما قال فمن يكذبك بعد بالدين.

(ه) ١٠٢٥ ـ وعن محمد بن الحسين بن إبراهيم معنعنا عن محمد بن الفضيل مثله.

(و) ١٠٢٦ ـ الطبرسي قال عمرو بن ميمون سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون وطور سيناء فقال فظننت انه إنما قرأها ليعلم حرمة البلد وروى ذلك عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام أيضا قال بعض المفسرين لما كان سياق الخطاب في يكذبك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ممتنع الانتساب له كما هو في مصاحفها لان ظاهر معناه ما يحمل على التكذيب بالغ الامام (ع) في منع هذه القراءة وافاداتها مصحفة فلا حاجة لتكلف ارجاع المشهورة لهذا المعنى المروي بتفسير ما بمن أو حمل الكلام على الالتفات للانسان وجعل الخطاب له.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢ و ٧) من سورة التين :

(وَطُورِ سِينِينَ ... فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ).

وفي الروايات : «سيناء» ـ بدل ـ (سِينِينَ).

و : «فمن» ـ بدل ـ (فَما).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري المتهالك (١٠٢١) مرسلة ولعلّ ابن فضال تصحيف ابن فضيل وهو محمد الضعيف الذي يرمى بالغلو كما ورد في الروايات الآتية

٨١٥

مثله.

٢ ـ رواية محمد بن العباس (١٠٢٢) في سندها : محمد بن القاسم ومحمد زيد كل منهما مشترك بين عدد من الرواة ينتج جهلا بحالهما ورواية محمد بن سعيد (الثقفي) الذي توفي سنة ٢٨٣ عن محمد بن الفضيل بلا واسطة بعيد جدا ومحمد فضيل ضعيف يرمى بالغلو.

٣ ـ رواية تفسير فرات بن إبراهيم (١٠٢٣) مقطوعة السند عن محمد الفضيل بن يسار لم نجد له ذكرا في كتب الرجال إلّا أن يكون ابن يسار زائدة وهو محمد بن الفضيل الصيرفي جاء في سند (١٠٢٤) وهو ضعيف يرمى بالغلو.

وروايته (١٠٢٤) ـ أيضا ـ عن محمد بن الفضيل المذكور.

وروايته (١٠٢٥) ـ أيضا ـ مثله.

٤ ـ رواية الطبرسي (١٠٢٦) قراءة عمر ، سندها في تفسير القرطبي والسيوطي (١) وقوله «روى ذلك عن موسى بن جعفر (ع)» مصدره رواية السياري (١٠٢١) والتي قال فيها (سألت أبا الحسن ...) فظن أن المراد (موسى بن جعفر (ع)) وقول محمد بن العباس في رواية (١٠٢٢) (قلت لأبي الحسن الرضا) ـ أيضا ـ مصدره رواية السياري المذكورة فانه ظن ان مراد السياري أبا الحسن الرضا (ع) إذا فالجميع ـ عدا رواية مدرسة الخلفاء ـ رواية واحدة عن محمد بن الفضيل الضعيف الذي يرمى بالغلو.

وبناء على ذلك فان مصدر الجميع رواية السياري وبما ان القراءة بدؤها قراءة الخليفة عمر بن الخطاب نرى ان السياري نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على أبي الحسن ولسنا ندري هل نوى أبا الحسن

__________________

(١) تفسير القرطبي ٢٠ / ١١٣ ؛ والسيوطي ٦ / ٣٦٦.

٨١٦

الأول موسى بن جعفر (ع) أو أبا الحسن الثاني علي بن موسى الرضا أو اسندها إلى صاحب الكنية بلا تعيين ثم انتقل افتراؤه من محدث إلى محدث وكتاب بعد كتاب ، واستند اليها الشيخ النوري وظهير في مرادهما ، وأخطآ في كل ذلك والعصمة من الخطأ لمن عصمه الله.

ج ـ المتن :

ان التغيير يخل بالسياق والوزن.

نتيجة البحث :

عدّا الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة التين سبع روايات بينا هي روايتان عن الغلاة والمجاهيل ومنتقلتان من قراءات مدرسة الخلفاء.

٨١٧

دراسة روايات سورة القدر

(الف) ١٠٢٧ ـ الكليني عن محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول إنّا أنزلناه في ليلة القدر صدق الله أنزل الله القرآن في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا أدري قال الله عزوجل ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

(ب) ١٠٢٨ ـ الامام الهمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام في صدر الصحيفة المباركة لجده (ع) بعد ذكر رؤيا رسول الله (ص) ونزول جبرئيل لتسليته وتعبير منامه قال (ع) وأنزل الله عزوجل في ذلك إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بن وأمية ليس فيها ليلة القدر قال فاطلع الله نبيه (ص) على ان بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه الامة.

(ج) ١٠٢٩ ـ السياري روى بعض أصحابنا في إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من عند ربهم على أوصياء محمد بكل أمر.

(د) ١٠٣٠ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في

٨١٨

نومه كان قردة يصعدون منبره فغمه ذلك فأنزل الله عزوجل إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر.

(ه) ١٠٣١ ـ السياري عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر.

(و) ١٠٣٢ ـ شرف الدين النجفي عن محمد بن العباس في تفسيره عن محمد القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام.

(ز) ١٠٣٣ ـ شرف الدين النجفي باسناده عن محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عنه (ع) قال تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام.

(ح) ١٠٣٤ ـ وفيه عن الشيخ الطوسي عن رجاله عن عبد الله بن عجلان السكوني قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في خبر طويل فيه وما بيت من بيوت الأئمة (ع) إلّا وفيه معراج الملائكة لقول الله عزوجل تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم بكل أمر سلام قال قلت من كل أمر قال بكل أمر قلت هذا التنزيل؟ قال : نعم.

(ط) ١٠٣٥ ـ السيد الجليل رضى الدين بن طاوس في (الاقبال) في اعمال يوم غدير عن كتاب محمد بن علي الطرازي باسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال لمن حضره من مواليه وشيعته تعرفون يوما شيد الله به الاسلام ثم ذكر بعض فضائل الغدير وكيفية البيعة فيه والغسل والدعاء فيه إلى أن قال (ع) ثم تقوم وتصلي شكر لله تعالى ركعتين تقرأ في الأولى الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو الله أحدكما

٨١٩

أنزلتا لا كما نقصتا (١).

(ى) ١٠٣٦ ـ أبو غياث (٢) والحسين ابنا بسطام عن محمد بن يوسف المؤذن مؤذن مسجد سر من رأى عن محمد بن عبد الله بن زيد عن محمد بن بكر الأزدي عن أبي عبد الله (ع) أوصى أصحابه وأولياءه من كان به علة فليأخذ قلة جديدة وليجعل فيها الماء ويسقي الماء بنفسه وليقرأ على الماء سورة أنزلناه على التنزيل.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في سورة القدر :

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

وزيدت في الروايات :

بعد (أَلْفِ شَهْرٍ) ـ «ليس فيها ليلة القدر».

«يملكها بن وأمية ليس فيها ليلة القدر».

بعد (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ـ «من عند ربّهم على أوصياء محمد».

بعد (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ـ «من عند ربّهم على محمد وآل محمد».

و : «بكل أمر» ـ بدل ـ (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ).

وقيل في الروايتين (١٠٣٥) و (١٠٣٦) : تقرأ «إنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو الله أحد» كما أنزلتا لا كما نقصتا! وليقرأ على الماء سورة «أنزلناه على التنزيل»!

__________________

(١) في النص (أنزلنا ونقصنا) تصحيف.

(٢) والصواب : أبو عتاب.

٨٢٠