القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

وفي (٤٠٤) : فمنها قائم وحصيد.

ب ـ السند :

رواية (٤٠٣ و ٤٠٥) رواية واحدة أخذها العياشي عن السياري وهي من مرسلاته.

ورواية (٤٠٤) لا سند لها ولم ينسبها إلى أحد.

والروايات الثلاث رواية واحدة.

ج ـ المتن :

لا يصح (قائما) لأنّه مبتدأ ومرفوع ولا يصح عطف (حصيدا) بالنصب ، ولا يصح عطف المنصوب على المرفوع ولكن الغالي الهالك لم يكن يحسن العربية ولست أدري ما ذا أقول في من أخذ عنه بلا تروّ والتغيير يخل بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة هود خمسا وعشرين رواية ، بينما هي احدى وعشرون رواية : ثماني منها بلا سند ، وخمس عشرة منها عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل ، وروايتان مفسّرة.

٤٤١

دراسة روايات سورة يوسف

أولا ـ روايتا آية ٢٣ :

(الف) ٤٠٦ ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله هيت لك قال انما هي هئت (١) لك وفي (الكشاف) انها قرئت كذلك وهي كذلك في تفسير علي بن إبراهيم.

(ب) ٤٠٧ ـ الطبرسي وروى عن علي عليه‌السلام وأبي رجاء وأبي وابل ويحيى بن وثاب هيئت لك بالهمزة وضم التاء (٢).

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٣) من سورة يوسف :

(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)

وفي الروايتين : (هيئت) بدل : هيت لك.

__________________

(١) وفي الاصل (هيئت) تحريف.

(٢) وفي الاصل (ضم الياء) تصحيف.

٤٤٢

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٤٠٦) وجاء في نسختنا من القراءات :

محمد بن علي عن عثمان بن عثمان عن ربعي عن ابن فضيل وما أورده الشيخ النوري من السند كان لرواية قبلها ومحمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب وعثمان بن عثمان لم نجد له ذكرا وابن فضيل (محمد) ضعيف يرمى بالغلو.

٢ ـ رواية الطبرسي (٤٠٧) نقل قراءات بلا سند وورد نظيرها في الروايتين من قراءات في تفاسير مدرسة الخلفاء : النحاس والطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي (١) ونرى أن السياري الهالك نقلها منهم في كتاب قراءاته وركّب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق وانتقلت منه إلى مثل تفسير الطبرسي وان لم يقبل ذلك فهي اذن مشتركة بين المدرستين وليس لظهير أن يعدّها ضمن الالف حديث شيعي في تحريف القرآن.

ج ـ المتن :

تغيير التعبير يخلّ بوزن الآية في السورة وبلاغتها ولو صح اسناد الروايات لقلنا ان هيئت تفسير وبيان ل : هيت لك.

ثانيا ـ روايات آية ٣٠ :

(ج) ٤٠٨ ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قرأ قد شعفها بالعين.

__________________

(١) تفسير النحاس ٢ / ٣٢٤ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ١٠٧ ؛ والقرطبي ٩ / ١٦٣ ؛ وابن كثير ٢ / ٤٧٤ ؛ والسيوطي ٤ / ١٢.

٤٤٣

(د) ٤٠٩ ـ وعن القاسم بن عروة عن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

(ه) ٤١٠ ـ الطبرسي روى عن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم‌السلام وعن الحسن ويحيى بن يعمر وقتادة ومجاهد وابن محيصن قد شعفها بالعين وهو من شعف البعير إذا هنأه (١) فأحرقه بالقطران أي أحرق قلبها.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٠) من سورة يوسف :

(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

وفي الرواية : شعفها ـ بدل ـ شغفها.

ب ـ السند :

١ ـ روايتا السياري (٤٠٨ و ٤٠٩) في سندهما : أبو يعقوب وقاسم عروة مجهول حالهما.

٢ ـ رواية الطبرسي (٤١٠) لا سند لها أوردها بلفظ (روى) اشعارا بضعفها. والرواية مذكورة في مصادر مدرسة الخلفاء (٢).

إذا فالرواية مشتركة بين المدرستين فليس لظهير أن يعدها على مدرسة أهل البيت.

__________________

(١) في الأصل (هتأه) تصحيف والصواب ما ذكرناه من لسان العرب مادة شعف.

(٢) الطبري ١٢ / ١١٨ عن أبي رجاء وعوف والاعرج ، والقرطبي ٩ / ١٧٦ عن أبو جعفر محمد وابن محيصن والحسن ؛ وفي السيوطي ٤ / ١٥ عن أبي العالية ؛ والفخر الرازي ١٨ / ١٢٦ ؛ والكشاف ٢ / ١٦ ؛

٤٤٤

ج ـ المتن :

يعرف مما في تفسير القرطبي والسيوطي وغيرهما انّ الشعف يستعمل في الحب وغيره والشغف يستعمل في الحبّ خاصّة وبناء على ذلك تغيير الكلمة يخل ببلاغة الآية وفصاحتها.

ثالثا ـ روايتا آية ٣٦ :

(و) ٤١١ ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب قال تلا أبو عبد الله عليه‌السلام أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز تأكل الطير منه.

(ز) ـ ٤١٢ ـ العياشي عن ابن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا قال أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز تأكل الطير منه.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٦) من سورة يوسف :

(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)

وفي الرواية : ـ جفنة فيها خبز ـ.

ب ـ السند :

الروايتان واحدة أخذ العياشي عن السياري وفي طريقه ابن أبي يعقوب مجهول حاله.

٤٤٥

ج ـ المتن :

لو صح السند قلنا ان ـ جفنة فيها ـ بيان للآية ولا يراد ان الآية خرم منها جفنة وأرى أن اللبيب يدرك بأدنى تأمل كيف يخلّ التغيير بوزن الآية غير ان السياري يغير النص القرآني بما يراه ويركب عليه سندا ويفتري به على أئمة أهل البيت (ع). ويأخذ منه من جاء بعده ويستشهد بأقواله الشيخ والاستاذ على القول بتحريف القرآن والعياذ بالله.

رابعا ـ روايات آية ٤٣ :

(ح) ٤١٣ ـ السياري عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي (١) عن معلى عثمان عن معلى بن خنيس قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول سبع سنابل خضر واخر يابسات.

(ط) ٤١٤ ـ وعن سيف بن عميرة مثله.

(ى) ٤١٥ ـ علي بن إبراهيم قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام سبع سنابل خضر.

(يا) ٤١٦ ـ الطبرسي وقرأ جعفر بن محمد عليهما‌السلام سبع سنابل.

(يو) ٤٢١ ـ سعد بن عبد الله في كتاب ناسخ القرآن كما في البحار قال وقرأ أبو عبد الله عليه‌السلام إني أرى سبع بقرات سمان وسبع سنابل خضر وأخر يابسات.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٣ و ٤٦) من سورة يوسف :

(وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ

__________________

(١) في الاصل (الطوى) تصحيف.

٤٤٦

سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ ...).

بدلت الرواية (سنبلات) ب ـ سنابل ـ.

ب ـ الاسناد :

١ ـ روايتا السياري المتهالك مرسلة (٤١٣ و ٤١٤).

٢ ـ روايتا (٤١٥ و ٤١٦) لا سند لهما.

٣ ـ رواية (٤٢١) المنسوبة الى سعد بن عبد الله من روايات مجهولة عن مجهولين وهذه القراءة وردت في تفاسير مدرسة الخلفاء ونرى أن غلاة من أمثال السياري نقلوا هذه القراءة إلى مدرسة أهل البيت.

ج ـ المتن :

ذكرنا غير مرّة انّ الغلاة ينشرون القراءات التي لا مأرب لهم فيها ليسهل عليهم أمر ما يختلقونه بمقتضى غلوهم ونرى ـ أيضا ـ أن السياري يغير النص القرآني بتعبير آخر يراه. وأخيرا ان التغيير يخل بوزن الآية.

خامسا ـ روايات آية ٤٨ :

(يب) ٤١٧ ـ السياري عن النضر عن الحلبي عن معلى بن عثمان عن معلى خنيس قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقرأ يأكلن ما قربتم لهن.

(يج) ٤١٨ ـ وعن سيف بن عميرة مثله.

(يد) ٤١٩ ـ علي بن إبراهيم قال قال الصادق عليه‌السلام انما نزل ما قربتم.

(يه) ٤٢٠ ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما‌السلام ما قربتم.

(يز) ٤٢٢ ـ وفيه وقرأ (ع) يأكلن ما قربتم لهن.

٤٤٧

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٨) من سورة يوسف :

(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ).

وفي الروايات : قرّبتم ـ بدل ـ قدمتم.

ب ـ الاسناد :

روايتا (٤١٧ و ٤١٨) مرسلتا السياري المتهالك.

روايات (٤١٩ و ٤٢٠ و ٤٢٢) لا سند لها.

ج ـ المتن :

معنى (قدّمتم) هيئتموها من قبل لتلكم السنين ولا يقال في لغة العرب : قرّبتم لتلك السنة ومن هنا نعلم أن الذي اختلق القراءة وافترى بها على الامامين لم يكن عربي اللسان.

سادسا ـ روايات آية ٤٩ :

(يح) ٤٢٣ ـ علي بن إبراهيم قال قال الصادق عليه‌السلام قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فقال ويحك أي شيء يعصرون يعصرون الخمر قال الرجل يا أمير المؤمنين كيف أقرأها قال انما نزلت عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي يمطرون بعد سنين المجاعة والدليل على ذلك قوله تعالى (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

(يط) ٤٢٤ ـ النعماني بالسند المتقدم عن علي عليه‌السلام وأما ما حرف من كتاب الله إلى قوله (ع) وقوله ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي

٤٤٨

يمطرون فحرفوه وقالوا يعصرون وظنوا بذلك الخمر قال الله تعالى (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

(ك) ٤٢٥ ـ السياري عن ابن سيف عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون بضم الياء يعني يمطرون ثم قال أما سمعت قوله تعالى (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

(كا) ٤٢٦ ـ العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله (ع) فيه يغاث الناس وفيه يعصرون بضم الياء يمطرون ثم قال أما سمعت الخ.

(كب) ٤٢٧ ـ وعن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون مضمومة ثم قال (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

(كج) ٤٢٨ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال وروى ان رجلا قرأ على أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون الخمر ـ كذا ـ فقال الرجل يا أمير المؤمنين فكيف؟ فقال انما أنزل الله عزوجل ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي فيه يمطرون وهو قوله وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٩) من سورة يوسف :

(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ).

وفي الرواية : يعصرون.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٤٢٥) في سندها : ابن سيف مجهول حاله وعن رجل

٤٤٩

أجهل منه!!

٢ ـ روايتا (٤٢٤ و ٤٢٨) المنسوبة إلى سعد بن عبد الله والنعماني من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بيانه في سورة الحمد.

٣ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٤٢٣) لا سند لها.

٤ ـ روايتا العياشي (٤٢٦ و ٤٢٧) محذوفتا السند والأولى هي رواية السياري (٤٢٥) وفي سندها : محمد بن علي الصيرفي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب وفي سند الثانية علي بن معمر وأبوه مجهول حالهما.

وورد نظيرها في تفاسير مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

وردت في تفاسير المدرستين بالفاظ مختلفة وموجزها : يغاثون بالمطر ويعصرون السمسم دهنا والعنب خمرا والزيتون زيتا.

وبناء على ذلك لنا أن نقول : اختلقت تلك الروايات بمدرسة الخلفاء ونقلها بعد ذلك السياري الغالي إلى مدرسة أهل البيت وافترى بها على أمير المؤمنين علي (ع) وسليله الامام الصادق (ع) ومنه انتشرت إلى كتب أخرى بمدرسة أهل البيت ، فهي رواية واحدة منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي في تحريف القرآن على حدّ زعمه.

سابعا ـ روايات آية ١١٠ :

(كد) ٤٢٩ ـ السياري عن النضر عن يحيى الحلبي عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة.

(كه) ٤٣٠ ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قول الله تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة.

٤٥٠

(كو) ٤٣١ ـ الطبرسي في (الجوامع) كذا بالتخفيف قراءة أئمة الهدى عليهم‌السلام.

دراسة الروايات :

قال الله سبحانه في الآية (١١٠) من سورة يوسف :

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).

وفي الروايات كما في المصحف مخففة.

فما وجه الاستدلال بها على تحريف القرآن من الشيخ النوري واعتبارها من الألف حديث شيعي الدالة على تحريف القرآن على حد زعم الاستاد ظهير!؟

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة يوسف ستا وعشرين رواية ، بينما وجدناها احدى عشرة : عشر روايات منها بلا سند ، وأربع عشرة رواية عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل ، ورواية واحدة منتقلة واخرى مشتركة.

٤٥١

دراسة روايات سورة الرعد

أولا ـ رواية آية ٤ :

(الف) ٤٣٢ ـ الشيخ المفيد أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسن النيسابوري جد الشيخ جمال الدين أبي الفتوح الرازي الخزاعي صاحب التفسير المشهور في أربعينه (١) : الحديث الواحد والثلاثون أخبرنا ... عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يا علي ان الناس خلقوا من شجر شتّى وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة وذلك بأن الله تبارك وتعالى قال وفي الأرض قطع متجاورات حتى بلغ يسقى بماء واحد هكذا قرأها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

دراسة الرواية :

قال الله سبحانه في الآية (٤) من سورة الرعد :

(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

__________________

(١) في الأصل (أربعين) تصحيف.

٤٥٢

الرواية بصدد الاستدلال على أن رسول الله (ص) وعلي (ع) من شجرة واحدة فما وجه استدلال النوري وظهير بها على القول بتحريف القرآن؟

ثانيا ـ روايتا آية ٧ :

(ب) ٤٣٣ ـ المحقق الداماد في (حاشية القبسات) (١) عند قوله واتبعته بالذكر المحفوظ ان الأحاديث من طرقنا وطرقهم متظافرة بانه كان التنزيل انما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد.

(ج) ٤٣٤ ـ شمس الدين محمد بن بديع الرضوي في (حبل المتين) (٢) عن تفسير گازر والمولى فتح الله في سياق الآيات المحرفة وفي سورة الرعد انما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧) من سورة الرعد :

(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)

وزيدت في القولين : (لعباد) و (علي).

ب ـ السند :

لم يذكر في تفسير گازر لها سندا ووردت في كتب مدرسة الخلفاء الآتية :

__________________

(١) القبسات للمحقق الداماد المير محمد باقر الاسترابادي الاصفهاني (ت : ١٠٤٠ ه‍) أثبت فيه قدم الله تعالى وأزليته وسرمديته و... (الذريعة : ١٧ / ٣٢).

(٢) حبل المتين في المعاجز الظاهرة للسيد شمس الدين محمد بن بديع الدين الرضوي الذي كان من رؤساء خدام الروضة الرضوية في أواخر عصر الصفوية (الذريعة : ٦ / ٢٣٩).

٤٥٣

الحاكم في المستدرك وابن عساكر في ترجمة الامام علي بتاريخ دمشق والطبري والسيوطي في تفسيرهما بتفسير الآية (١).

ج ـ المتن :

ان الزيادة كما وردت في روايات المدرستين بيان وتفسير فما وجه استدلال الشيخ النوري بها على وجود تحريف القرآن وكيف يعدّها احسان ظهير من الالف حديث شيعي في تحريف القرآن مع تضافر الروايات بها بمدرسة الخلفاء.

ثالثا ـ روايات آية ١١ :

(د) ٤٣٥ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) فانها قرأت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال لقاريها ألستم عربا؟ فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانما العقب من خلفه فقال الرجل جعلت فداك كيف هذا؟ فقال انما نزلت له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه يحفظونه بأمر الله ومن ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس.

(ه) ٤٣٦ ـ العياشي عن بريد العجلي قال سمعني أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا أقرأ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله فقال مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه إنما يكون المعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله.

(و) ٤٣٧ ـ السياري عن القاسم بن عروة عن بكير عن حمران قال تلا رجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه فقال أنتم قوم عرب كيف يكون المعقبات من بين يديه ـ كذا ـ يحفظونه بأمر الله.

(ز) ٤٣٨ ـ الطبرسي روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام له معقبات من خلفه

__________________

(١) مستدرك الحاكم ٣ / ١٣٠ ؛ وتاريخ دمشق ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ ؛ والطبري ١٣ / ٧٢.

٤٥٤

ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله.

(ح) ٤٣٩ ـ علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام يحفظونه من أمر الله يقول بأمر الله.

(ط) ٤٤٠ ـ العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى يحفظونه من أمر الله قال بأمر الله.

(ى) ٤٤١ ـ ابن شهرآشوب في المناقب مثله نقله في (الصافي) وهذه الروايات الثلاثة وان لم تكن صريحة في المطلوب لجواز كون المراد ان كلمة من هنا بمعنى الباء كما نقله الطبرسي عن الحسن والمجاهد والجبائي قال وروى ذلك عن ابن عباس وهذا كما يقال هذا الأمر من تدبير فلان وبتدبير فلان إلّا انه يجب حملها عليه بقرينة ما تقدم ويأتي.

(يا) ٤٤٢ ـ الطبرسي في (المجمع) وروى عن علي وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي يحفظونه بأمر الله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١) من سورة الرعد :

(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ...).

وفي الروايات له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه يحفظونه بأمر الله.

ب ـ الاسناد :

تنقسم الروايات الى صنفين :

أولا ـ الثلاث الأولى كالآتي :

١ ـ رواية السياري المتهالك (٤٣٧) عن القاسم بن عروة مجهول حاله.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٤٣٥) بلا سند.

٤٥٥

٣ ـ رواية العياشي (٤٣٦) محذوفة السند.

والروايات الثلاث رواية واحدة ونرى انّ مصدرها رواية السياري أقدمهم زمانا.

ثانيا ـ الروايات الخمس الأخيرة بلا سند. وورد نظيرها في تفاسير مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

أولا ـ الروايات الثلاث الأولى :

ورد في تفاسير المدرستين ما موجزه : له معقبات أي لله ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار فاذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار.

ونرى أن المراد بالامر في الآية الهلاك والفناء فقد ورد في آيات كثيرة :

(... أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً ..) (يونس / ٢٤).

(وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...) (هود / ٥٨).

وعلى هذا يكون المعنى الملائكة تتعاقب في حفظ الانسان من الموت ليلا ونهارا. وبناء على ذلك ان قول ألستم عربا في هذا المقام افتري بها على أفصح من نطق بالضاد بعد رسول الله الامام علي وحفيده الامام الصادق عليهما‌السلام.

ثانيا ـ الروايات الخمس الاخيرة :

(يحفظونه من أمر الله) قال ـ بأمر الله ـ تفسير وبيان لمن أمر الله فما وجه استدلالهما بها على القول بتحريف القرآن.

نتيجة البحث :

الروايات الثلاث الاولى رواية واحدة لم يسبق السياري الغالي في روايتها

٤٥٦

أحد ، فهي من اختلاقه ، وبما انه لم يكن عربي اللسان زعم انها تخالف لغة العرب ؛ اختلقها وركب عليها سندا وافترى بها على الامامين (ع) وانتقل منه إلى غيره.

والروايات الخمس الاخيرة بيان وتفسير وليست بقراءة وهي مشتركة بين المدرستين إن لم تكن منتقلة فما وجه عدها من أدلة تحريف القرآن والعياذ بالله وضمن الألف حديث شيعي الدالة على تحريف القرآن على حدّ زعم الاستاذ ظهير.

رابعا ـ روايات آية ٣١ :

(يب) ٤٤٣ ـ السياري عن محمد بن عبد الله عن محمد بن اسماعيل عن محمد الحسين عن كثير بن سعيد عن مروان بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال أفلم يتبين للذين آمنوا.

(يج) ٤٤٤ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام وابن عباس وعلي بن الحسين (ع) وزيد بن علي وجعفر بن محمد عليهما السلام وابن أبي مليكة وعكرمة والجحدري وابن يزيد المزني أفلم يتبين والقراءة المشهورة ييأس وتقدم عن السيوطي في الاتقان عن ابن عباس في تخطئة الكاتب انه كتبها وهو ناعس.

(يد) ٤٤٥ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قرأ الصادق عليه‌السلام أفلم يتبين الذين آمنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣١) من سورة الرعد :

(... أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ...).

وفي الروايات : يتبيّن بدل ـ ييأس.

٤٥٧

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٤٤٣) في سندها : محمد بن عبد الله (بن مهران) ضعيف كذاب فاسد المذهب يرمى بالغلو ، عن كثير بن سعيد عن مروان بن مروان لم نجد لهما ذكرا في كتب الرجال.

٢ ـ رواية الطبرسي (٤٤٤) لا سند لها.

٣ ـ رواية (٤٤٥) من روايات مجهولة عن مجهولين قد مرّ البحث عنها في سورة الحمد وورد نظيرها في تفاسير مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

ان التغيير الذي افتري به على الائمة يخل بوزن الآية في السورة ونرى ان القراءة اختلقتها الزنادقة بمدرسة الخلفاء وركّبوا عليها سندا وافتروا بها على الصحابة ثم انتقلت إلى مدرسة أهل البيت بواسطة الغلاة من أمثال السياري وليس لاحسان ظهير أن يعدها من الالف حديث شيعي في تحريف القرآن على حدّ زعمه!!

خامسا ـ رواية آية ١٠ :

(يه) ٤٤٦ ـ السياري عن ابن اسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سواء على الله من أسر القول أو جهر به.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠) من سورة الرعد :

(سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ...).

٤٥٨

وفي الرواية ـ على الله ـ بدل (منكم).

ب ـ السند :

في سند السياري المتهالك (علي) بن أبي حمزة : ضعيف ، كذّاب ، متهم.

ج ـ المتن :

ان تغيير التعبير يخل بوزن الآية في السورة والرواية مما اختلقها الغلاة لا شاعة فكرة تحريف القرآن بين مدرسة أهل البيت والعياذ بالله ليقبل منهم بعد ذلك ما ينشرونها بمقتضى غلوهم.

ويبدو لدارس قراءات السياري انه يرى ويقترح تبديل النصوص القرآنية بعبارات ترجح لديه علي النص القرآني.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الرعد خمس عشرة رواية بينما وجدناها ثماني روايات : ثماني روايات مما عداها بلا سند وأربع عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل وثلاث مفسّرة.

٤٥٩

دراسة روايات سورة إبراهيم

أولا ـ روايات آية ٣٤ :

(الف) ٤٤٧ ـ العياشي عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقرأ هذه الآية واتيكم من كل ما سألتموه قال ثم قال أبو جعفر (ع) الثوب والشيء لم يسأله إياه أعطاك.

(ب) ٤٤٨ ـ السياري عن ابن أبي عمران عن أبي هارون المكفوف قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول وآتيكم من كل ما سألتمون.

(ج) ٤٤٩ ـ الطبرسي قرأ زيد عن يعقوب من كل ما سألتموه بالتنوين وهو قراءة ابن عباس وأحسن ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام والضحاك وعمر بن قائد.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٤) من سورة إبراهيم :

(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).

وفي الروايتين نفس الآية كما في المصحف وفي رواية الطبرسي (كلّ) بالتنوين.

٤٦٠