القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

كتب الرجال والحسن بن حمّاد مجهول حاله وأبو الجارود مطعون.

وروايته (ط ٦٦٦) مرسلة وفي سندها : محمد بن هوبة الباهلي لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وإبراهيم بن اسحاق النهاوندي ضعيف في حديثه متهم في دينه وفي مذهبه ارتفاع عن عمار بن حماد الأنصاري لم نجد له ذكرا عن عمرو شمر ضعيف جدا عن مبارك بن فضالة لم نجد له ذكرا. وما رواه عن الحسن (البصري) فهو من روايات مدرسة الخلفاء.

٥ ـ رواية الطبرسي (ى ٦٦٧) بلا سند من روايات مدرسة الخلفاء وقوله (روي) يدلّ على ضعفها عنده.

٦ ـ رواية الصدوق (د ٦٦١) في سندها : ابن شاذويه وجعفر بن محمد مجهول حالهما.

ج ـ المتن :

نرى ان القراءة هنا مثل القراءة في قوله تعالى في «يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ـ في علي ـ وان لم تفعل فما بلغت رسالته» اضافة بيانية ومن الجائز انها نزلت بيانا بوحي غير قرآني والاضافة تخلّ بوزن الآية في السورة.

ثالثا ـ روايات آية (٢٢٧):

(يا) ٦٦٨ ـ علي بن إبراهيم ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون هكذا والله نزلت وذكره أيضا في صدر كتابه في أمثلة ما حرف من القرآن.

(يب) ٦٦٩ ـ السياري عن البرقي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله جل ثناؤه وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون.

(يج) ٦٧٠ ـ الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق عليه‌السلام انه قرأ وسيعلم

٥٨١

الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٢٧) من سورة الشعراء :

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

وأضافت الروايات بعد (الَّذِينَ ظَلَمُوا) ـ آل محمد حقهم ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري المتهالك (٦٦٩) في سندها : البرقي (محمد بن خالد) ضعيف يروي عن الضعفاء ، عن بعض أصحابه! ومن هم بعض أصحابه؟!

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٦٦٨) قول تفسيري وليست برواية.

٣ ـ رواية الطبرسي (٦٧٠) لم نجد لها معينا غير معين السياري. وبناء على ذلك لم نجد سندا للقراءة غير ما تفرد بها السياري المتهالك عن ضعيف ومجاهيل!!

ج ـ المتن :

قال الله تعالى قبلها :

(وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ).

إذا فالكلام على الشعراء المظلومين ولا محل لذكر ظلامة آل محمد (ص) هنا ، وان كانوا مظلومين.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الشعراء ثلاث عشرة رواية ، بينما هي ست روايات : ثلاث روايات ممّا عدّاه بلا سند وخمس روايات عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء ، وخمس روايات مفسّرة.

٥٨٢

دراسة روايات سورة النمل

أولا ـ رواية آية (١٣):

(الف) ٦٧١ ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين عليهما‌السلام وقتادة مبصرة بفتح الميم والصاد.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٣) من سورة النمل :

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ).

وفي القراءة : مبصرة.

جاءت القراءة نصا بتفسير الآية في تفسير الكشاف للزمخشري (١) هذا ولم نجد سندا لما نقله الطبرسي عن الامام السجاد (ع) والقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي.

__________________

(١) تفسير الكشاف للزمخشري ٣ / ١٣٩.

٥٨٣

ثانيا ـ روايتا آية (١٦):

(ب) ٦٧٢ ـ السياري عن البرقي عن غير واحد عنهم صلوات الله عليهم في قوله عزوجل علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ليس فيها من.

(ج) ٦٧٣ ـ الصفار في الجزء السابع من البصائر عن أحمد بن محمد عن محمد ابن خلف عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال تلا رجل عنده هذه الآية علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء فقال أبو عبد الله (ع) ليس فيها من إنما هي واوتينا كل شيء.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٦) من سورة النمل :

(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).

وفي الرواية : ـ اوتينا كل شيء ـ بحذف (مِنْ).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٦٧٢) عن البرقي (محمد بن خالد) ضعيف يروي عن الضعفاء عن غير واحد! ومن هم غير واحد؟!

٢ ـ رواية الصفار (٦٧٣) عن أحمد بن محمد وهو السيّاري عن محمد خلف مجهول حاله عن بعض رجاله! ومن هم بعض رجاله فالروايتان رواية واحدة تفرّد بها السيّاري الغالي المتهالك!!

ج ـ المتن :

آتى الله سليمان من كل شيء وأما أتاه كل شيء فيه غلو يناسب رأي

٥٨٤

السياري الغالي الذي يختلق ما يراه ، ويركب عليه سندا ويفتري به على من يشاء من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وتغيير التعبير يخل بوزن الآية.

ثالثا ـ رواية آية (١٥):

(د) ٦٧٤ ـ السياري عن محمد بن علي عن أحمد بن محمد عن هشام بن سالم عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل ولقد آتينا داود وسليمان منا فضلا فقالا الحمد لله الذي فضلنا بالايمان وبمحمد على كثير من عباده المؤمنين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٥) من سورة النمل :

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ).

وأضافت الرواية بعد (فَضَّلَنا) ـ بالايمان وبمحمد ـ.

ب ـ السند :

الرواية مما تفرد بها السيّاري المتهالك عن محمد بن علي (أبي سمينة) الضعيف الغالي الكذّاب!

ج ـ المتن :

لست أدري أي تناسب بين ما اختلقه السياري فضلنا ـ بالايمان وبمحمد ـ مع حال سليمان التي يخبر عنها القرآن والتغيير يخرج النص عن سياق الآي القرآني الكريمة.

رابعا ـ روايتا آية (٨٢):

٥٨٥

(ه) ٦٧٥ ـ وعن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال قلت له ان من الناس من يقرأ دابة من الأرض تكلمهم فقال أبو جعفر (ع) كلم الله من قرأ تكلمهم ولكن يكلمهم.

(و) ٦٧٦ ـ الطبرسي في جوامعه عن الباقر عليه‌السلام قال كلم الله من قرأ تكلمهم ولكن يكلمهم وقال في (المجمع) قرأ ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والجحدري وابن زرعة تكلمهم بالتاء والتخفيف قال ومن قرأ تكلمهم فمعناه تجرحهم باكلها اياه.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨٢) من سورة النمل :

(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ).

وفي الرواية : يكلمهم ـ بدل ـ (تُكَلِّمُهُمْ).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري المتهالك (٦٧٥) مرسلة.

٢ ـ رواية الطبرسي (٦٧٦) عن الباقر (ع) بلا سند ولا معين لها غير معين السياري الغالي.

ج ـ المتن :

القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء كما أثبتناها في المجلّد الثاني من هذا الكتاب وتكلمهم بالتأنيث يناسب اسنادها إلى الآية.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة النمل ست روايات بينما هي أربع روايات بلا سند وعن الغلاة والمجاهيل.

٥٨٦

دراسة رواية سورة العنكبوت

رواية آية (٣):

(الف) ٦٧٧ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام فليعلمن الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين بضم الياء وكسر اللام فيهما وهو المروي عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ومحمد بن عبد الله بن عبد الله بن الحسن ووافقهم الزهري في وليعلمن الكاذبين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣) من سورة العنكبوت :

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ).

وفي الرواية : (فليعلمن ... وليعلمن) بضم الياء وكسر اللام.

ب ـ السند :

٥٨٧

في تفسير القرطبي والسيوطي (١) وقرأ علي بن أبي طالب بضم الياء وكسر اللام. إذا فهي من القراءات المنتقلة الى مدرسة أهل البيت (ع) ولم يذكر الطبرسي سنده في ما نسبه الى الامامين (ع) وليس لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي.

ج ـ المتن :

التغيير مخلّ بالمعنى والنغم.

نتيجة البحث :

عدّ الشيخ والاستاذ ما مرّ رواية واستدلّا بها على تحريف القرآن بينما هي ليست برواية.

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٣ / ٣٢٦ ؛ والسيوطي ٥ / ١٤١.

٥٨٨

دراسة روايات سورة الروم

أولا ـ روايتا آية (٢٧):

(الف) ٦٧٨ ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن اسباط عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قلت فان الزهري قرأ ثم يعيده وهو هين قال وهو كما قال.

(ب) ٦٧٩ ـ وعن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله (ع) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه قال ليس بشيء انما تنزيلها وهو هين عليه ولو كان شيء هو أهون عليه من شيء لكان أحدهما أشد عليه.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٧) من سورة الروم :

(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

وفي الرواية : هيّن ـ بدل ـ (أَهْوَنُ).

ب ـ السند :

الروايتان مما تفرّد بهما السيّاري المتهالك وفي سند الأولى منهما (٦٧٨) محمد بن علي (أبو سمينة) الضعيف الغالي الكذّاب والثانية (٦٧٩) مرسلة.

٥٨٩

وبتفسير الآية في تفسير الطبري عن ابن عباس وفي تفسير القرطبي عن غيره (١).

إذا فقد نقلها السياري من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامامين وبناء على ذلك ليس للاستاذ ظهير أن يعدهما من الألف حديث شيعي على حد تعبيره.

ج ـ المتن :

في المعجم الوسيط (الأهون : الهيّن) وبناء على ذلك لا يرد على اللفظ ما توهمه السياري غير العربي وأسنده إلى الامامين والتغيير يخلّ بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ رواية آية (٣٢):

(ج) ٦٨٠ ـ وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قرأ بين يديه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا قال هم أهون على الله أن يفرقوا ولكن فارقوا دينهم لعنهم الله كذلك نزلت ونسب الطبرسي تلك القراءة إلى حمزة والكسائي.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٢) من سورة الروم :

(مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).

وفي الرواية : فارقوا ـ بدل ـ (فَرَّقُوا).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢١ / ٢٤ ؛ وتفسير القرطبي ١٤ / ٢١.

٥٩٠

ب ـ السند :

الرواية مرسلة السياري المتهالك.

قال القرطبي في تفسيره بتفسير الآية : «وقرأ حمزة والكسائي : «فارقوا دينهم» وقد قرأ بذلك علي بن أبي طالب».

وبناء على ذلك فان الغالي نقل القراءة من مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

ومعناه كما في تفسير مجمع البيان : الذين أوقعوا في دينهم الاختلاف وصاروا ذوي أديان مختلفة.

وكذلك صاروا شيعا ، ولم يدرك ذلك من اختلق القراءة بمدرسة الخلفاء والسياري الغالي الذي نقلها عنهم وافترى بها على أمير المؤمنين (ع) واستدل بها الشيخ النوري على مراده.

ثالثا ـ رواية آية (٤٨):

(د) ٦٨١ ـ الطبرسي روى عن علي عليه‌السلام وابن عباس والضحاك من خلله.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٨) من سورة الروم :

(اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).

وفي الرواية : خلله ـ بدل ـ (خِلالِهِ).

٥٩١

ب ـ السند :

الرواية لا سند لها وجاء بتفسير الآية في تفسير القرطبي : «وفي قراءة الضحاك وأبي العالية وابن عباس ـ خلله» إذا فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي.

ج ـ المتن :

الخلل : منفرج ما بين كل شيئين وجمعه خلال ويناسب المقام الجمع وليس المفرد والتغيير يخلّ بوزن الآية في السورة.

رابعا ـ رواية آية (٦٠):

(ه) ٦٨٢ ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقرأ ولا يستفزنك الذين لا يوقنون.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦٠) من سورة الروم :

(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ).

وفي الرواية : يستفزنك ـ بدل ـ (يَسْتَخِفَّنَّكَ).

ب ـ السند :

الرواية مما تفرّد بها السيّاري المتهالك.

ج ـ المتن :

يستفزه : يزعجه ويستخفّه : يزيله عما هو عليه ويناسب بعد قوله تعالى فاصبر : لا يستخفنك ولكن السياري الهالك لم يدرك ذلك واختلق ما اختلق

٥٩٢

وركب عليها سندا ، وافترى بها على الامام الصادق (ع) ، واغتر بها الشيخ النوري واستدل بها على مراده.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الروم خمس روايات من مدرسة أهل البيت : رواية واحدة منها بلا سند ، وواحدة عن الغلاة والمجاهل ، وثلاث روايات منتقلة من مدرسة الخلفاء.

٥٩٣

دراسة روايات سورة لقمان

أولا ـ روايتا آية (٢٧):

(الف) ٦٨٣ ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما‌السلام والبحر مداده.

(ب) ٦٨٤ ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر مداده.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٧) من سورة لقمان :

(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وفي الرواية : مداده ـ بدل ـ (يَمُدُّهُ).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (٦٨٤) عن محمد بن علي (أبي سمينة) ضعيف غال كذاب.

٥٩٤

٢ ـ رواية الطبرسي (٦٨٣) ورد بعينها في تفسير ابن عطية والقرطبي (١) بتفسير الآية هكذا : «وقرأ جعفر بن محمد : والبحر مداده».

ولم نجد للطبرسي سندا في ما نقله عدا ما ورد في مدرسة الخلفاء وقد نقل ما نقل بكل امانة ، ونقلها السياري ، وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق وبناء على ذلك ليس لظهير أن يعدها من الألف حديث على حدّ تعبيره.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بالوزن والمعنى.

نتيجة البحوث :

استدلا بروايتين على تحريف آيات سورة لقمان روايتين : احداهما بلا سند وأخرى عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.

__________________

(١) تفسير ابن عطية ١٣ / ٢٤ والقرطبي ١٤ / ٧٧.

٥٩٥

دراسة روايات سورة السجدة

أولا ـ رواية آية (١٠):

(الف) ٦٨٥ ـ الطبرسي وقرأ علي عليه‌السلام وابن عباس وأبان بن سعيد العاص والحسن بخلاف أإذا ضللنا بالضاد مكسورة اللام.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠) من سورة السجدة :

(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ).

وفي الرواية : (أإذا ضللنا) بكسر اللام.

ب ـ السند :

في التبيان : قرأ الحسن ضللنا وفي تفسير الكشاف للزمخشري : «وقرأ علي وابن عباس رضى الله عنهما «ضللنا» بكسر اللام.

وفي تفسير القرطبي والفخر الرازي (١) بعض القراءات وبناء على ذلك فان

__________________

(١) تفسير الكشاف ٣ / ٢٤٢ ؛ والقرطبي ١٤ / ٩١ ـ ٩٢ ؛ والفخر الرازي ٢٥ / ١٧٦.

٥٩٦

الشيخ الطوسي والطبرسي جريا على عادتهما في أخذ القراءة من مصادر مدرسة الخلفاء ، وأخذ منهما أبو الفتوح الرازي وهكذا انتقلت هذه القراءة كغيرها إلى مدرسة أهل البيت.

ج ـ المتن :

جاء من مادّة ضلّ المضاعف مسندة الى الضمير في ثلاثة أماكن مفتوحة اللام.

أ ـ في الآية ٥٦ من سورة الأنعام :

(... قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً ...).

ب ـ في الآية ١٠ من سورة الأنعام الماضية :

ج ـ في الآية ٥٠ من سورة سبأ :

(قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي ...).

د ـ التغيير يخل بسياق الآية.

ثانيا ـ رواية آية (١٧):

(ب) ٦٨٦ ـ الطبرسي وروى في (الشواذ) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي هريرة قرات أعين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٧) من سورة السجدة :

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).

وفي الرواية : قرات ـ بدل ـ (قُرَّةِ).

٥٩٧

ب ـ السند :

الرواية لا سند لها وقال الطبرسي (وروى في الشواذ) وقد أوردها القرطبي في تفسيره بتفسير الآية وقال : «وقرأ ابن مسعود وأبو هريرة : من قرّات أعين».

وقال الزمخشري في الكشاف : «وقرئ قرّة أعين وقرات أعين» فالرواية منتقلة (١) ، وليس للشيخ أن يستدلّ بما روى في الشواذ على تحريف القرآن ولا لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي وهي منتقلة.

ج ـ المتن :

لم أجد في غير هذا المورد جمعا لقرة على قرات والتغيير يخل بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحوث :

استدلّ الشيخ والاستاذ على تحريف آيات سورة السجدة في مدرسة أهل البيت بروايتين منتقلتين من مصادر مدرسة الخلفاء إلى مصادر مدرسة أهل البيت.

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٤ / ١٠٣ ؛ والزمخشري ٣ / ٢٤٣.

٥٩٨

دراسة روايات سورة الأحزاب

أولا ـ روايات آية (٦):

(الف) ٦٨٧ ـ الطبرسي وروى. عن أبي وابن مسعود وابن عباس انهم كانوا يقرءون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم وكذلك هو في مصحف أبي وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

(ب) ٦٨٨ ـ علي بن إبراهيم قال نزلت وهو أب لهم.

(ج) ٦٨٩ ـ الشيخ الطوسي في آخر باب الخمس من (التهذيب) عن ابن عقدة عن محمد بن المفضل عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن عبد الله بن أبي يعفور ومعلى بن خنيس عن أبي الصامت عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال أكبر الكبائر سبع إلى أن قال وأما عقوق الوالدين فان الله عزوجل قال في كتابه النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فعقوه في ذريته الخبر.

(د) ٦٩٠ ـ السياري عن جعفر بن محمد عن المدايني عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم.

(ه) ٦٩١ ـ سعد بن عبد الله القمي في بصائره كما نقله عنه الحسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد ره عن القاسم بن الربيع الوراق ومحمد بن الحسين أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن ميّاح المدايني عن المفضل بن عمر انه كتب إلى أبي عبد الله عليه‌السلام كتابا فجاء جواب أبي عبد الله (ع) وهو طويل وقال تبارك وتعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ثم قال ولا تنكحوا.

٥٩٩

(و) ٦٩٢ ـ الصفار عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن ميّاح عن المفضل مثله.

(ز) ٦٩٣ ـ فرات بن إبراهيم في تفسيره عن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام أكبر الكبائر سبع الشرك بالله العظيم إلى أن قال وأما عقوق الوالدين فقد قال تعالى في كتابه النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فعقوه في ذريته.

(ح) ٦٩٤ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال وقرأ الصادق عليه‌السلام النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦) من سورة الاحزاب :

(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً).

وأضافت الروايات بعد : (أُمَّهاتُهُمْ) ـ وهو أب لهم ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٦٩٠) عن جعفر بن محمد مشترك بين عدد من الرواة أكثرهم مجاهيل ينتج جهلا بحاله وحذف السيّاري من السند الوسائط ...

٢ ـ رواية سعد بن عبد الله (٦٩١) في سندها : قاسم بن الربيع ضعيف غال ومحمد بن سنان ضعيف غال كذّاب ومياح المدايني ضعيف جدا.

٣ ـ رواية الصّفار (٦٩٢) هي بعينها رواية (٦٩١).

٤ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٦٨٨) قول تفسيري بلا سند أخذها

٦٠٠