القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

دراسة روايتي سورة الصف

روايتا آية (٩):

(الف) ٨٨٠ ـ السياري عن البرقي عن حماد وصفوان بن يحيى عن يعقوب شعيب عن عمران بن ميثم عن عباية الأسدي انه سمع عليا عليه‌السلام يقرأ هو الذي أرسل عبده بالهدى ودين الحق الآية.

(ب) ٨٨١ ـ الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي (١) عليه‌السلام قال سألته عن قول الله تعالى يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بأفواههم قلت والله متم نوره قال متم الامامة لقوله عزوجل آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا وهو النور الامام (ع) قلت هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين قال ليظهره على الأديان عند قيام القائم عليه‌السلام لقوله عزوجل والله متم نوره ولو كره الكافرون بولاية علي قلت هذا تنزيل قال أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل. الخبر والمراد بهذا الحرف قوله ولاية علي عليه‌السلام وتنزيلها وان كان ينافي رعاية السجع إلّا انه أعلم بما قال وفي الخبر أبحاث لا يسع المقام ذكرها.

__________________

(١) يقصد به الامام الكاظم (ع).

٧٢١

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩) من سورة الصف :

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

وفي الرواية الاولى : عبده ـ بدل ـ (رَسُولَهُ).

وفي الثانية : بعد (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) ـ بولاية علي ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (٨٨٠) في سندها : عباية الأسدي مجهول حاله.

٢ ـ رواية الكليني (٨٨١) عن بعض أصحابنا مجهول حالهم ومحمد الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

ج ـ المتن :

في الرواية الأولى (رسوله) أنسب من ـ عبده ـ وأبلغ والتغيير مخلّ بوزن الآية في السورة.

والرواية الثانية تفسيرية وليست من مقولة التحريف.

نتيجة البحث :

استدل الشيخ والاستاذ على تحريف آية ٩ من سورة الصف برواية عن الغلاة وأخرى في سندها (بعض أصحابنا) مجهول.

٧٢٢

دراسة روايات سورة الجمعة

أولا ـ روايات آية (٩):

(الف) ٨٨٢ ـ الطبرسي قرأ عبد الله بن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وروي ذلك عن علي بن أبي طالب (ع) وعمر بن الخطاب وأبيّ بن كعب وابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

(ب) ٨٨٣ ـ السياري عن صفوان عن زيد عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام الحرف في الجمعة فامضوا إلى ذكر الله.

(ج) ٨٨٤ ـ المفيد في (الاختصاص) كما في (البحار) و (تفسير البرهان) عن جابر الجعفي قال كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليه‌السلام فقرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله قال فقال يا جابر كيف قرأت؟ قلت يا أيها الذين الخ قال هذا تحريف يا جابر قال قلت كيف أقرأ جعلني الله فداك؟ قال فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله هكذا نزلت إلى أن قال وابتغوا فضل الله قال جابر وابتغوا من فضل الله قال هذا تحريف هكذا نزلت وابتغوا فضل الله إلى أن قال (ع) انصرفوا إليها قال قلت انفضوا إليها قال تحريف هكذا نزلت إلى أن قال (ع) خير من اللهو والتجارة للذين اتقوا قال قلت ليس فيها للذين اتقوا قال فقال (ع) بلى هكذا نزلت.

(يا) ٨٩٢ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) ان الصادق عليه

٧٢٣

السلام قرأ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩) من سورة الجمعة :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

وفي الروايات : فامضوا ـ بدل ـ (فَاسْعَوْا).

وفي رواية (٨٨٤): ـ وابتغوا فضل ـ و ـ انصرفوا اليها ـ بدل ـ (انْفَضُّوا إِلَيْها).

وبعد : (خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) ـ للذين اتقوا ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (٨٨٣) مرسلة.

٢ ـ الرواية المنسوبة إلى سعد بن عبد الله (٨٩٢) من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في روايات سورة الحمد.

٣ ـ رواية المفيد في الاختصاص (٨٨٤) لا سند لها وأوردها بلفظ روي اشعارا بضعفها عنده ولا يبعد كونها ممّا قاله النجاشي : (زيدت في كتب جابر ...).

ولدى دراسة الروايات ٨٧٧ ـ ٨٩٠ في ما يأتي نرى ان معين هذه الرواية هو السياري.

٤ ـ قراءة الطبرسي (٨٨٢) مذكورة عند الفرّاء وتفسير الطبري

٧٢٤

والزمخشري والقرطبي والسيوطي (١) إذا فهي من القراءات المنتقلة وليس للشيخ والاستاذ أن يستدلا بها على تحريف القرآن والعياذ بالله.

ج ـ المتن :

في معجم الفاظ القرآن الكريم :

مضى : سار وذهب.

وفي مفردات الراغب :

السعي : المشي السريع وهو دون العدو ويستعمل للجدّ في الأمر.

ويناسب في المقام قول «وإذا نودي للصلاة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع» وليس ـ وامضوا ـ والتغيير يخالف البلاغة والسياق القرآني.

ثانيا ـ روايات آية (١٠) و (١١):

(د) ٨٨٥ ـ الطبرسي روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال انصرفوا إليها.

(ه) ٨٨٦ ـ علي بن إبراهيم عن أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن علي الحكم عن أبي أيوب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال نزلت وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين.

(و) ٨٨٧ ـ السياري عن محمد بن خالد عن حماد عن حريز عن فضيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه كان يقرأ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها.

(ز) ٨٨٨ ـ وعن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الحراز عن أبي يعقوب عن أبي

__________________

(١) الفرّاء ٣ / ١٥٦ ؛ والطبري ٢٨ / ٦٥ ـ ٦٦ ؛ والزمخشري ٤ / ١٠٥ ؛ والقرطبي ١٨ / ١٠٢ ؛ والسيوطي ٦ / ٢١٩.

٧٢٥

عبد الله عليه‌السلام انصرفوا وقوله تعالى خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا.

(ح) ٨٨٩ ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه‌السلام انصرفوا اليها وذروا البيع والتجارة لها وابتغوا من فضل الله.

(ط) ٨٩٠ ـ وعن سهل بن زياد عمن أخبره عن الرضا عليه‌السلام انه قرأ بين يديه وابتغوا فضل الله.

(ى) ٨٩١ ـ الصدوق في (العيون) عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن رجاء بن أبي الضحاك في حديث طويل عن الرضا عليه‌السلام انه كان يقرأ خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا.

(يب) ٨٩٣ ـ وفيه انه (ع) قرأ قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠ و ١١) من سورة الجمعة :

(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

وفي روايات : د ـ ه ـ و ـ ح : انصرفوا ـ بدل ـ (انْفَضُّوا).

وكذلك في (ط) بعد (مِنَ التِّجارَةِ) ـ للذين اتقوا ـ وكذلك في ى ويب.

ب ـ السند :

١ ـ روايات السياري المتهالك (٨٨٧ و ٨٨٨ و ٨٨٩) مرسلة وروايته (٨٩٠) عن سهل بن زياد ضعيف غال عمن أخبره! ومن هو؟

٧٢٦

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٨٨٦) هي من الروايات الدخيلة فيه كما ذكرناه مرارا وفي سندها : احمد بن محمد ونراه السيّاري.

٣ ـ الرواية المنسوبة إلى سعد بن عبد الله (٨٩٣) من الروايات المجهولة عن مجهولين.

٤ ـ رواية الصدوق في العيون (٨٩١) في سندها : تميم بن عبد الله عن أبيه مجهول حالهما عن أحمد بن علي الأنصاري ، لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وكذلك رجاء بن الضحاك.

٥ ـ رواية الطبرسي (٨٨٥) بلا سند ولا معين لها غير ما ذكر.

ج ـ المتن :

أولا ـ انصرفوا ـ بدل ـ (انْفَضُّوا) قال في المعجم الوسيط : (انصرف عنه : تحول عنه وتركه وفي التنزيل : ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم) والمراد هنا ذهبوا اليها ولا يناسب انصرفوا. ولكن السياري المختلق لم يكن يدرك ذلك.

ثانيا ـ (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) أبلغ من (ابتغوا فضل الله).

ثالثا ـ خير من اللهو والتجارة للذين اتقوا ـ لست أدري هل رأى مختلق القراءة ان (ما عِنْدَ اللهِ) ليس خيرا لغير المتقين!؟ وما اقترفوه من تغيير يخل بوزن الآية ومعناها.

نتيجة البحث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على القول بتحريف آيتين من سورة الجمعة اثنتي عشرة رواية وجدنا أربعا منها بلا سند وسبعة عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء وواحدة منتقلة من مدرسة الخلفاء.

٧٢٧

دراسة روايات سورة المنافقون

أولا ـ روايتا آية ٦ :

(الف) ٨٩٤ ـ السياري عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب ومحسن بن أحمد الكوفي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام سواء عليهم استغفرت لهم سبعين مرة أم لم تستغفر لهم.

(ب) ٨٩٥ ـ وعن البرقي عن يونس عن المفضل عنه (ع) مثله.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦) من سورة المنافقون :

(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ).

وفي الرواية : سبعين مرّة ـ بعد ـ (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ).

ب ـ السند :

الروايتان رواية واحدة عن السياري المتهالك وفي سند الأولى منهما : محمد ابن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب ومحسن بن أحمد مجهول حاله.

٧٢٨

وفي تفسير السيوطي (١) عن عروة : (لما نزلت استغفرت لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم ..).

وبناء على هذا فقد نقل السياري القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الباقر (ع) وليس للشيخ ولظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

الاضافة تخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ رواية آية (١ و ٢):

(ج) ٨٩٦ ـ الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام في حديث طويل وفيه وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إلى قوله ان المنافقين بولاية علي لكاذبون إلى قوله ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك إلى قوله وروايتهم يصدون عن ولاية علي وهم مستكبرون. الخبر وسوقه غير صريح في التحريف وان لم يكن آبيا من الحمل عليه.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١ و ٣) من سورة المنافقون :

(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ... ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا

__________________

(١) تفسير السيوطي ٦ / ٢٢٤.

٧٢٩

فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ).

وفي الرواية : «بولاية وصيّك» مرتين و : «بولاية علي». و : «عن ولاية علي». و : «برسالتك».

ب ـ السند :

في سندها : بعض أصحابنا مجهول حالهم ومحمد بن الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف استشهد الشيخ النوري برواية قال عنها (غير صريح في التحريف ..) على تحريف ـ كتاب ربّ الأرباب ـ ثم انّ تلكم الاضافات تخرج الآيتين من سياق كلام الله في القرآن الكريم!!

٧٣٠

دراسة روايات سورة التغابن

أولا ـ روايات آية (١٤):

(الف) ٨٩٧ ـ السياري عن البرقي عن رجاله عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله جل ثناءه يا أيها الذين آمنوا ان أزواجكم وأولادكم عدو لكم ليس فيها من.

(ب) ٨٩٨ ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن مسروق بن محمد عنهم (ع) نحوه.

(ج) ٨٩٩ ـ وعن محمد بن جمهور باسناده عن أبي عبد الله (ع) مثله وزاد وقرأ إنما أموالكم وأولادكم فتنة.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٤ و ١٥) من سورة التغابن :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ... إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).

وفي الروايات : ليس فيها (مِنْ).

ب ـ السند :

ثلاث روايات تفرّد بها السيّاري ، وفي سند الأولى منها (٨٩٧) عن البرقي عن رجاله! ومن هم رجاله؟!

٧٣١

وفي (٨٩٨) ارسال ومسروق بن محمد مجهول حاله.

وفي (٨٩٩) ارسال عن محمد بن جمهور الضعيف الغالي باسناده! ومن هم في اسناده؟!

ج ـ المتن :

أولا ـ لا يصلح اطلاق قول (ان أزواجكم وأولادكم عدوّ لكم) كما هو مشهود من الود والوفاق والوئام في أكثر الأسر البشرية مدى الدهر.

ثانيا ـ ان أموالكم وأولادكم فتنة نشاز بعد فاحذروهم.

ثالثا ـ ان التغيير يخل بالوزن والسياق.

نتيجة البحث :

استدل الشيخ والاستاذ بثلاث روايات مختلقة للغالي الهالك السياري على تحريف الآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة التغابن.

٧٣٢

دراسة رواية سورة الطلاق

(الف) ٩٠٠ ـ الطبرسي وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن عباس وأبي بن كعب وجابر بن عبد الله وعلي بن الحسين عليهما‌السلام وزيد بن علي وجعفر محمد عليهما‌السلام فطلقوهن في قبل عدتهن قلت وتقدم لهذا طرق في طي الأدلة السابقة.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١) من سورة الطلاق :

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ...).

وفي الرواية : ـ في قبل ـ (لِعِدَّتِهِنَ).

القراءة في تفسير الزمخشري : قرأ رسول الله.

وفي تفسير السيوطي بتفسير الآية في الدر المنثور عن ابن عمر ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير و... (قرأ رسول الله).

وعنهم نقلها الشيخ الطوسي في التبيان والطبرسي هنا وهي من الروايات المنتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على

٧٣٣

حد تعبيره.

وما أشاره إليه الشيخ : فتقدم لهذا طريق في طي الأدلة السابقة فقد ذكر في الدليل الثامن :

مج وفيه أخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق في المصنف وأحمد وابن جرير وابن المنذر وأبو يعلي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر انه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتغيظ فيه رسول الله (ص) ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرة قبل أن يمسّها فتلك العدّة التي أمر الله تعالى أن يطلق بها النساء وقرأ (ص) يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدّتهن.

مط وفيه أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قرأ فطلقوهن في قبل عدّتهن.

ن وفيه أخرج عبد الرزاق وأبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وحميد وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس انه كان يقرأ وطلقوهن لقبل عدتهن.

نا وفيه أخرج ابن الأنباري عن ابن عمر انه قرء فطلقوهن لقبل عدّتهنّ.

نب وفيه أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن المردويه والبيهقي عن مجاهد انه كان يقرأ فطلقوهن لقبل عدّتهن.

في هذه الروايات الخمس قراءتان :

١ ـ عن ابن عمر قرأ فطلقوهن في قبل عدتهن.

٢ ـ عن ابن عباس وابن عمر ومجاهد قرءوا : فطلقوهن لقبل عدتهن.

ب المتن :

لست أدري ما معنى «فطلقوهنّ في (قبل) عدّتهن»؟

٧٣٤

وكيف تطلق الزوجة في عدّتها أو قبل عدتها والتغيير يخل بالوزن والمعنى.

نتيجة البحث :

استدل الشيخ والاستاذ على روايات منتقلة من مدرسة الخلفاء على تحريف الآية الأولى من سورة الطلاق.

٧٣٥

دراسة روايات سورة التحريم

أولا ـ رواية آية (٣):

(الف) ٩٠١ ـ الطبرسي ره قرأ الكسائي وحده عرف بالتخفيف واختاره أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال إني أدخلتها في قراءة (١) عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه‌السلام حتى استخلصت قراءته يعني قراءة علي (ع) وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن السلمي وكان إذا قرأ انسان بالتشديد حصبه.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣) من سورة التحريم :

(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ... عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ...).

ب ـ السند :

في تفسير القرطبي : (عرّف بعضه عرّف حفصة بعض ما أوحي إليه من أنها أخبرت عائشة بما نهاها عن أن تخبرها وأعرض عن بعض تكرّما ... ويدلّ

__________________

(١) في النص (قراته) تصحيف. وقال نظيره كل من الفرّاء في معاني القرآن ٣ / ١٦٦ ؛ وباختصار في التيسير للداني ٢ / ٢ ؛ واعراب القرآن للنحاس ٤ / ٤٦١.

٧٣٦

عليه قوله تعالى (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) أي لم يعرّفها إيّاه ولو كانت مخففة لقال في ضدّه وانكر بعضا وقرأ علي وطلحة بن مصرّف وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن وقتادة والكلبي والكسائي والأعمش عن أبي بكر بن عياش ـ عرف ـ مخففة وكان أبو عبد الرحمن السلمي إذا قرأ عليه الرجل (عرّف) مشدّدة حصبه بالحجارة) (١).

وهكذا نرى ان القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء. إذا ليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حدّ تعبيره. وكذلك ليس للشيخ أن يستند إليها في مراده.

ج ـ المتن :

كفانا القرطبي مؤنة الاجابة ونضيف إليه ان قراءة ـ عرف ـ مخففة تخلّ بالوزن.

ثانيا ـ روايات آية ٤ :

(ب) ٩٠٢ ـ السياري عن البرقي عن النضر بن سويد وصفوان عن عاصم حميد عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقرأ فقد زاغت قلوبكما.

(ج) ٩٠٣ ـ وعن غير واحد من أصحابنا باسانيدهم عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

(د) ٩٠٤ ـ وعن محمد بن جمهور باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان مروان يقرأ فقد زاغت قلوبكما فقالت عائشة انما كان صغوا لم يكن زيغا فقال لا والله ما نزلت إلّا زيغا ولكنكم بدلتموها فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ففيما الحق قال فيما

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٨ / ١٨٧.

٧٣٧

كان يقرأ مروان.

(ه) ٩٠٥ ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام ان تتوبا إلى الله بما هممتما من السحر فقد زاغت (١) قلوبكما.

(و) ٩٠٦ ـ أصل عاصم بن حميد برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام الكاتب عن أبي القاسم حميد بن زياد بن هوارا عن عبيد الله بن أحمد عن مساور وسلمة عن عاصم بن حميد الخياط وبروايته عن أبي القاسم بن جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي عن الشيخ الصالح عبد الله بن أحمد نهيك عن مساور وسلمة جميعا عن عاصم عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول ان تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما.

(ز) ٩٠٧ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور انه روى عن أبي الحسن الأول (ع) قال سمعت يقرأ وان تظاهرا (٢) عليه فان الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين عليا.

(ح) ٩٠٨ ـ وفيه قرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما‌السلام ان تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما.

(ط) ٩٠٩ ـ الطبرسي في جوامعه عن الكاظم عليه‌السلام انه قرأ وان تظاهروا عليه.

(ى) ٩١٠ ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل قال سمعت عبدا صالحا يعني موسى (ع) يقرأ ان تظاهروا عليه فان الله مولاه.

دراسة الروايات :

__________________

(١) وفي النص (زاعت) تصحيف.

(٢) في النص (تظاهر) تصحيف.

٧٣٨

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤) من سورة التحريم :

(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ).

وفي روايات ٩٠٢ و ٩٠٣ و ٩٠٤ و ٩٠٥ و ٩٠٦ و ٩٠٨ : زاغت ـ بدل ـ (صَغَتْ).

وفي روايتا ٩٠٩ و ٩١٠ : تظاهروا ـ بدل ـ (تَظاهَرا).

وفي رواية ٩٠٧ ـ عليا ـ بعد (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ).

ب ـ السند :

١ ـ الروايات الخمسة (٩٠٢ ـ ٩٠٥ و ٩١٠) عن السيّاري الغالي المتهالك وفي سند (٩٠٣) : غير واحد من أصحابنا باسانيدهم! ومن هم غير واحد!؟

وفي سند (٩٠٤) ارسال عن محمد بن جمهور الضعيف الغالي.

وفي سند (٩٠٥) محمد بن سليمان الضعيف الغالي ، وأبوه شرّ منه.

وروايته (٩١٠) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب ، ومحمد بن الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

٢ ـ روايتا (٩٠٧ و ٩٠٨) المنسوبتان إلى سعد بن عبد الله من الروايات المجهولة عن مجهولين.

٣ ـ رواية (٩٠٦) عن أصل عاصم بن حميد في سندها : «سلمة» مشترك بين عدد من الرواة أكثرهم مجاهيل ، و «مساور» لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وهي رواية السياري (٩٠٢) بعينها.

٤ ـ قراءة الطبرسي (٩٠٩) بلا سند هي رواية السياري (٩١٠) بعينها.

٧٣٩

وفي تفسير الكشاف (١) : وقرأ ابن مسعود ـ فقد زاغت قلوبكما ـ وبناء على ذلك فان السياري نقل القراءة عن مدرسة الخلفاء وركب عليها اسنادا وافترى بها على الامام الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام ثم انتقل منه إلى غيره وغير كتابه القراءة.

ج ـ المتن :

أولا ـ كان ينبغي للشيخ النوري أن يعين أيّا من هذه الروايات يرها نصا قرآنيا نزل به جبرائيل (ع) على رسول الله (ص) فحرّف والعياذ بالله إلى النصّ القرآني المتواتر بين المسلمين منذ عصر الرسول (ص) إلى اليوم.

ثانيا ـ ان انواع التغيير الذي اختلقوه وافتروا به على أئمة أهل البيت الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام يخل بوزن الآية في السورة.

ثالثا ـ روايات آية (٩):

(يا) ٩١١ ـ الطبرسي روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قرأ جاهد الكفار بالمنافقين وقال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقاتل منافقا قط إنما كان يتألفهم.

(يب) ٩١٢ ـ السياري عن علي بن الحكم عن عروة قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام وجاهد الكفار والمنافقين قال هل رأيتم أو سمعتم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل منافقا قط إنما كان يتألفهم فأنزل الله جاهد الكفار بالمنافقين.

(يج) ٩١٣ ـ سعد بن عبد الله عن مشايخه مرسلا قال قرأ رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام جاهدوا الكفار والمنافقين فقال هل رأيتم أو سمعتم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل منافقا إنما كان يتألفهم وإنما قال الله عزوجل جاهدوا الكفار

__________________

(١) تفسير الكشاف ٤ / ١٢٧.

٧٤٠