القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

عما مرّ.

٥ ـ رواية تفسير فرات (٦٩٣) محذوفة السند هي رواية السيّاري (٦٩٠).

٦ ـ رواية (٦٩٤) المنسوبة إلى سعد بن عبد الله من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في سورة الحمد.

٧ ـ رواية الشيخ الطوسي (٦٨٩) تفسير للكبائر ومنها عقوق الوالدين وقوله (ع) : «وهو أب لهم» تفريع واستنتاج من الآية الكريمة. يعني كونه (ص) (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) لا يعني الّا انّه أب لهم. ولذا قال (ع) بعده : فعقوه في ذريته.

٨ ـ قراءة الطبرسي (٦٨٧) بلا سند.

وفي تفسير الكشاف للزمخشري (١) قال : (وفي قراءة ابن مسعود : النبي اولى ... وهو أب لهم.

وقال مجاهد : كل نبي فهو أبو امّته ...).

وفي تفسير القرطبي (٢) : (ثم ان في مصحف أبيّ بن كعب : وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم).

وفي تفسير ابن كثير (٣) عن أبيّ بن كعب وابن عباس ...

والروايات السبع (٦٨٨) و (٦٨٩) و (٦٩٠) و (٦٩١) و (٦٩٢) و (٦٩٣) و (٦٩٤) رواية واحدة عن الامام الصادق عليه‌السلام.

ج ـ المتن :

__________________

(١) تفسير الكشاف للزمخشري ٣ / ٢٥١ ؛ والطبري ٢١ / ٧٧.

(٢) تفسير القرطبي ١٤ / ١٢٣.

(٣) تفسير ابن كثير ٣ / ٤٦٨.

٦٠١

مع التدبّر في متون الروايات يظهر جليا ان (وهو أب لهم) قراءة تفسيرية ومشتركة بين المدرستين وليس للشيخ النوري أن يعتبرها ثماني روايات ولا لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي حسب تعبيره واعتبارها نصا قرآنيا مخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ روايات آية (٢٥):

(ط) ٦٩٥ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قويا عزيزا.

(ى) ٦٩٦ ـ محمد بن العباس عن علي بن العباس عن أبي سعيد عباد بن يعقوب عن فضل بن القاسم البزاز عن سفيان الثوري عن زيد النامي عن مرة عن عبد الله مسعود انه كان يقرأ كفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قويا عزيزا وتقدم هذا مع طرق أخرى في ذكر مصحف عبد الله بن مسعود.

(يا) ٦٩٧ ـ السياري عن جعفر بن محمد عن المدائني عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب.

(يب) ٦٩٨ ـ وعن يونس عن أبي حمزة عن فيض بن المختار قال سئل أبو عبد الله (ع) عن القرآن فقال فيه الأعاجيب من قوله عزوجل وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٥) من سورة الأحزاب :

(وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً).

وأضافت الروايات بعد (الْقِتالَ) ـ بعلي بن أبي طالب ـ.

٦٠٢

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٦٩٧) عن جعفر بن محمد مشترك بين عدد من الرواة أكثرهم مجاهيل وينتج جهلا بحاله وروايته (٦٩٨) مرسلة.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب الى علي بن إبراهيم (٦٩٥) بلا سند وقول تفسيري.

٣ ـ رواية تفسير محمد بن العباس (الماهيار) (٦٩٦) من روايات مدرسة الخلفاء في سندها : علي بن عباس وعباد بن يعقوب مجهول حالهما وفضل قاسم البزاز لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وزيد النامي لم نجد له ذكرا ومرّة مجهول حاله.

ج ـ المتن :

قال السيوطي (١) بتفسير الآية : «اخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود (رض) انه كان يقرأ هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب».

ونقول اضافة ـ بعلي ـ هنا اضافة تفسيرية مثل اضافته في آية ٦٧ من سورة المائدة :

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ...).

وفي ترجمة الامام علي (ع) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، ح ٩٢٠ : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقري ، أنبأنا اسماعيل بن عباد البصري ، أنبأنا

__________________

(١) الدر المنثور ٥ / ١٩٢.

٦٠٣

عباد يعقوب ، أنبأنا الفضل بن القاسم ، عن سفيان الثوري : عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله انه كان يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال» بعلي بن أبي طالب (١).

وذكر الحاكم في شواهد التنزيل : «وكفى الله المؤمنين القتال» (الاحزاب / ٢٥ ح ٦٢٩).

أخبرنا أبو بكر التميمي وأبو بكر السكري ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقري (أخبرنا) اسماعيل بن عباد البصري (أخبرنا) عبّاد بن يعقوب (أخبرنا) الفضل القاسم ، عن سفيان الثوري عن زبيد ، عن مرّة : عن عبد الله انه كان يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب».

(وعبد الله هذا) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (٢).

و (الحديث) رواه جماعة عن عبّاد (كما يأتي) :

٦٣٠ ـ أخبرناه أبو سعد بن علي (أخبرنا) أبو الحسين الكهيلي (أخبرنا) أبو جعفر الحضرمي (أخبرنا) عباد بن يعقوب (أخبرنا) فضل بن القاسم البزاز ، قال : حدثني سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن مرّة ، عن عبد الله قال : كان (عبد الله) يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ، وكان الله قويا عزيزا»

وقال أبو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني (أخبرنا) علي بن العباس (عن) عبّاد ، به.

٦٣١ ـ وأخبرنا الحسين بن محمد الثقفي قراءة (أخبرنا) الحسين بن محمد المقري (أخبرنا) أبو القاسم جعفر بن عمر البزاز الأردبيلي (أخبرنا) محمد عبد الله الحضرمي (أخبرنا) عباد به.

__________________

(١) ترجمة الامام علي من تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٢٠.

(٢) شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني ٢ / ٣.

٦٠٤

ورواه ـ أيضا ـ عن عبد الله ، زياد (بن مطرف) كرواية مرّة الهمداني عنه.

٦٣٢ ـ أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي (أخبرنا) أبو بكر الجرجرائي (أخبرنا) أبو احمد البصري (أخبرنا) الحسين بن حميد (أخبرنا) يحيى بن يعلي الأسلمي (أخبرنا) عمار بن زريق عن أبي اسحاق ، عن زياد بن مطرف قال : كان عبد الله بن مسعود يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وكان الله قويا عزيزا».

وقال عمّار : وهي في مصحفه ، كذلك رأيتها :

و (ورد) في الباب عن ابن عباس (أيضا).

٦٣٣ ـ قرأت في التفسير العتيق : حدثنا سعيد بن أبي سعيد التغلبي عن أبيه عن مقاتل عن الضحاك. عن ابن عباس في قوله : «وكفى الله المؤمنين القتال» ، قال : كفاهم الله القتال يوم الخندق بعلي بن أبي طالب حين قتل عمرو ابن عبد ودّ (١).

ثالثا ـ روايات آية (٦٩):

(يج) ٦٩٩ ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه اليهم (ع) قال يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا.

(يد) ٧٠٠ ـ الكليني عن الحسين بن محمد مثله.

(يه) ٧٠١ ـ السياري عن البرقي عن أحمد بن النضر عن ابن مروان مثله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦٩) من سورة الأحزاب :

__________________

(١) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ٣ ـ ٥.

٦٠٥

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً).

وفي رواية السياري (٧٠١) : لا تؤذوا رسول الله في علي.

وفي رواية الكليني (٧٠٠) : وما كان لكم أن تأذوا رسول الله في علي والأئمة كما آذوا موسى.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٧٠١) عن البرقي (محمد بن خالد) ضعيف في حديثه يروي عن الضعفاء ... عن محمد بن مروان مجهول حاله ورفعه.

٢ ـ رواية الكليني (٧٠٠) في سندها : معلّى بن محمّد مضطرب الحديث ... عن محمد بن مروان رفعه.

٣ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٦٩٩) مما أدرجوها في التفسير لأن القمي لم يرو عن الحسين بن محمد شيخ الكليني والروايات الثلاث رواية واحدة مرفوعة.

ج ـ المتن :

الاضافة المذكورة في الروايات تخرج الآية عن الكلام الموزون ولكن الغلاة في غيهم يعمهون.

رابعا ـ روايات آية (٧١):

(يو) ٧٠٢ ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قوله عزوجل ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما هكذا نزلت.

٦٠٦

(يز) ٧٠٣ ـ الكليني عن الحسين بن محمد مثله.

(يح) ٧٠٤ ـ السياري عن ابن اسباط عن ابن أبي حمزة مثله.

(يط) ٧٠٥ ـ محمد بن العباس عن احمد بن القاسم عن احمد بن محمد السياري عن محمد بن علي عن ابن اسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧١) من سورة الأحزاب :

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً).

وأضافت الروايات بعد (رَسُولَهُ) ـ في ولاية علي والأئمة من بعده ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٧٠٤) في سندها (علي) بن أبي حمزة ضعيف كذاب متهم.

٢ ـ رواية الكليني (٧٠٣) هي رواية السياري بعينها.

٣ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٧٠٢) هي كسابقتها.

٤ ـ رواية محمد بن العباس (٧٠٥) هي رواية السياري (٧٠٤) بعينها وفي سندها : اضافة على السياري المتهالك وعلي بن أبي حمزة ـ محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب وقد حذفه السيّاري من سنده.

إذا فإنّ الروايات الأربعة ليست إلّا رواية واحدة عن غلاة كذبة وليس للشيخ وظهير أن يعداها أربع روايات!!

٦٠٧

ج ـ المتن :

اضافة ـ في علي والأئمة من بعده ـ إلى الآية الكريمة يبدل الكلام الموزون الى النثر الاعتيادي ولكن الغلاة لا يعقلون.

خامسا ـ رواية آية (٣٧):

(ك) ٧٠٦ ـ الطبرسي في جوامعه وقرأ في الشواذ زوجتكها وانها قراءة أهل البيت عليهم‌السلام وقال الصادق عليه‌السلام ما قرأتها على أبي إلّا كذلك إلى أن قال (ع) وما قرأ علي عليه‌السلام على النبي (ص) إلّا كذلك.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٧) من سورة الأحزاب :

(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).

وفي الرواية : زوجتكها ـ بدل ـ (زَوَّجْناكَها).

ب ـ السند :

نقل الطبرسي القراءة من تفسير القرطبي بايجاز وأوردها الزمخشري بلا سند (١). إذا فهي قراءة بلا سند منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي وليس للشيخ النوري أن يستدل بها على تحريف القرآن والعياذ بالله.

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٤ / ١٩٣ ؛ و ٣ / ٢٦٣.

٦٠٨

ج ـ المتن :

التغيير يخل بوزن الآية في السورة ، ويغير النغم ، ويخالف اسلوب القرآن.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الاحزاب عشرين رواية ، بينما وجدناها سبع روايات : خمس روايات ممّا عدّاه بلا سند ، وثلاث عشرة منها عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل ، وروايتان منتقلتان.

٦٠٩

دراسة روايات سورة سبأ

أولا ـ روايات آية (١٤):

(الف) ٧٠٩ ـ علي بن إبراهيم في سياق قصة سليمان (ع) فلما خر تبينت الانس والجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فكذا نزلت هذه الآية وذلك أن الانس كانوا يقولون الجن يعلمون الغيب فلما سقط سليمان على وجهه علم (١) الانس أن لو يعلمون الجن الغيب لم يعملوا سنة لسليمان وهو ميت ويتوهمونه حيا.

(ب) ٧١٠ ـ الصدوق في (العيون) و (الاكمال) عن احمد بن زياد بن جعفر عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم‌السلام في حديث طويل وفي آخره قال قال الصادق عليه‌السلام والله ما نزلت هذه الآية هكذا وانما نزلت فلما خرّ تبينت الانس ان الجن لو كانوا الآية.

(ج) ٧١١ ـ السياري عن البرقي عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام وأبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل فلما خر تبينت الانس ان الجن لو كانوا الآية.

(د) ٧١٢ ـ الطبرسي وفي الشواذ قرأ ابن عباس والضحاك تبينت الانس وهو قراءة علي بن الحسين وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

__________________

(١) في النص : (علموا) تصحيف.

٦١٠

(ه) ٧١٣ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال وقرأ رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام فلما خرّ تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فقال أبو عبد الله الجن كانوا يعلمون الغيب انهم لا يعلمون الغيب فقال الرجل فكيف هي؟ فقال انما أنزل الله فلما خرّ تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٤) من سورة سبأ :

(فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ).

في رواية (٧١١) : تبينت الانس ان الجن لو كانوا.

وفي رواية (٧١٣) : تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون.

وبدلت الروايات : (الجنّ) بالإنس.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٧١١) عن البرقي (محمد بن خالد) ضعيف يروي عن الضعفاء وفي نسختنا من القراءات : (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ ...) كما هو في النص القرآني!

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٧٠٩) قول تفسيري وليس برواية.

٣ ـ رواية الصدوق (٧١٠) في سندها : علي بن معبد مجهول حاله وحسين بن خالد (الصيرفي) لم يوثق.

٤ ـ رواية (٧١٣) المنسوبة إلى سعد بن عبد الله من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في سورة الحمد.

٦١١

وفي الرواية زيادة (الغيب) والصواب ما جاء في البحار ٩٢ / ٦١ : (الجن كانوا يعلمون انهم لا يعلمون الغيب).

٥ ـ رواية الطبرسي (٧١٢) وفي التبيان وفي قراءة أهل البيت فلمّا خرّ تبينت الانس ان لو كان الجن ...

وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس :

تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب وفي الكشاف عن غير ابن عباس.

إذا فالروايات منتقلة من مدرسة الخلفاء (١).

ج ـ المتن :

تبينت الجن في معجم الفاظ القرآن الكريم :

تبين الشيء : اتضح وظهر وتبينته أنا : تأملته فوضح وظهر لي فهو لازم ومتعد وتبينت الجن من المتعدي أي تأملت فوضح وظهر لها.

ثانيا ـ رواية آية (١٧):

(و) ٧١٤ ـ السياري عن ابن محبوب عن جميل بن صباح عن سدير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل ذلك جزيناهم بما كفروا نعمة الله وهل نجازي إلّا الكفور.

دراسة الرواية :

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٤ / ٢٧٩ ؛ والطبري ٢٢ / ٥١ ؛ والسيوطي ٥ / ٢٣٠ ؛ والكشاف ٣ / ٢٨٤ ؛ وابن كثير ٣ / ٥٢٩.

٦١٢

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٧) من سورة سبأ :

(ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).

وزيدت في الرواية بعد (كَفَرُوا) ـ نعمة الله ـ.

ب ـ السند :

الرواية مما تفرّد بها السيّاري الغالي المتهالك وفي سندها : جميل بن صباح لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

ج ـ المتن :

وهكذا السياري يحرف القرآن ويضيف اليه ما يشاء ويركب عليه سندا كما يشاء ويفتري به على من يشاء من الصادقين.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة سبأ ست روايات ، وهما روايتان واحدة منها بلا سند وأربع روايات عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء ورواية منها مفسرة.

٦١٣

دراسة روايات سورة يس

أولا ـ روايات آية (١٢):

(الف) ٧١٥ ـ الكليني في باب الذنوب عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول اتقوا المحقرات من الذنوب فان لها طالبا يقول أحدكم أذنب واستغفر الله ان الله عزوجل يقول سنكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في امام مبين. الخبر.

(ب) ٧١٦ ـ السياري وفي حديث آخر عنهم (ع) سنكتب ما قدموا وآثارهم الآية.

(ج) ٧١٧ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح برواية أبي محمد هارون موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن أبي جعفر احمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز عن محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي عن حميد بن شعيب السبيعي عن جابر الجعفي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول اتقوا هذه المحقرات وذكر مثله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٢) من سورة يس :

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).

٦١٤

وبدلت الرواية : (وَنَكْتُبُ) ب ـ سنكتب ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٧١٦) مرسلة.

٢ ـ رواية الكليني (٧١٥) في سندها : معلّى بن محمد ضعيف مضطرب الحديث والمذهب وعلي بن أبي حمزة ضعيف كذّاب متهم.

٣ ـ رواية (٧١٧) عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح مجهول حاله وكذا أحمد بن زيد الأزدي.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بالوزن والمعنى والغلاة يهرفون بما لا يعرفون وعلى من شاءوا يفترون.

ثانيا ـ رواية آية (٣٠):

(د) ٧١٨ ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين (ع) وأبي بن كعب وابن عباس والضحاك ومجاهد يا حسرة العباد.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٠) من سورة يس :

(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).

وفي الرواية : يا حسرة العباد.

ب ـ السند :

٦١٥

في تفسير التبيان : قراءة قتادة ومجاهد : يا حسرة من العباد على أنفسهم وفي تفسير الكشاف وابن كثير دون ذكر القارئ وذكر القرطبي والسيوطي قرّاءها ولم يكن فيهم اسم علي بن الحسين (ع) إذا فهي قراءة بلا سند منتقلة من مدرسة الخلفاء (١) وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حد تعبيره وليس للشيخ النوري أن يستدل بها على تحريف القرآن والعياذ بالله.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بالوزن والمعنى.

ثالثا ـ رواية آية (٣٦):

(ه) ٧١٩ ـ السياري عن ابن اسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما يأكلون.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٦) من سورة يس :

(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).

وبدلت الرواية : (مِمَّا لا يَعْلَمُونَ) ب ـ ممّا يأكلون ـ.

ب ـ السند :

__________________

(١) تفسير الكشاف ٣ / ٣٢١ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٥٧ ؛ والقرطبي ١٥ / ٢٢ ـ ٢٣ ؛ والسيوطي ٥ / ٢٦٥.

٦١٦

الرواية مما تفرد بها السيّاري الغالي المتهالك وفي سندها : علي بن أبي حمزة ضعيف كذّاب متهم.

ج ـ المتن :

نكرر قولنا كأنّ الغلاة كانوا مخولين بتحريف القرآن كما يرغبون!!.

وما معنى (خلق الازواج ... ممّا يأكلون) وكيف يرى الشيخ ان هذا كان نصّا قرآنيا نزل به جبرائيل على الرسول (ص) وحرّف بما تلاه الرسول والمسلمون معه إلى يومنا هذا.

رابعا ـ روايتا آية (٣٨):

(و) ٧٢٠ ـ الطبرسي وروى عن علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهم‌السلام وابن عباس وابن مسعود وعكرمة وعطاء بن أبي رباح لا مستقر لها.

(ز) ٧٢١ ـ السياري عن محمد بن علي عن موسى بن فرات عن يعقوب بن زيد مرشد الحارثي عن إبراهيم عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قرأ أمير المؤمنين عليه‌السلام يس فقرأ والشمس تجري لا مستقر لها. الخبر.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٨) من سورة يس :

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).

وحرّفت في الروايتين : (لِمُسْتَقَرٍّ لَها) ب ـ لا مستقر لها ـ.

ب ـ السند :

٦١٧

١ ـ رواية السياري (٧٢١) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب وموسى بن فرات مجهول حاله عن يعقوب بن زيد بن مرشد الحارثي لم نجد له ذكرا في كتب الرجال عن إبراهيم مجهول حاله.

٢ ـ رواية الطبرسي (٧٢٠) وفي تفسير القرطبي وابن كثير وقرأ ابن مسعود وابن عباس (... لا مستقر لها) وفي تفسير الكشاف عن ابن عباس وحده ونقل السياري القراءة عن مدرسة الخلفاء (١) وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق وأمير المؤمنين عليهما‌السلام.

ونقلها الطبرسي بلفظ روى لعدم اعتماده على المنقول. إذا فالرواية منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي حسب تعبيره وليس للشيخ النوري أن يستدل بقراءة لا سند لها على تحريف القرآن!

ج ـ المتن :

التغيير يخلّ بوزن الآية في السورة.

خامسا ـ رواية آية (٤٨):

(ح) ٧٢٢ ـ السياري عن ابن اسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل يقولون متى هذا الوعد يا محمد ان كنتم صادقين.

دراسة الرواية :

__________________

(١) تفسير القرطبي ٥ / ٢٧ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٥٧٢ ؛ وتفسير الكشاف ٣ / ٣٢٢.

٦١٨

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٨) من سورة يس :

(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).

وفي الرواية بعد (هذَا الْوَعْدُ) ـ يا محمد ـ.

ب ـ السند :

الرواية مما تفرّد بها السياري الغالي المتهالك وفي سندها : علي بن أبي حمزة ضعيف كذّاب متهم.

ج ـ المتن :

الاضافة تخل بالوزن.

سادسا ـ رواية آية (٤٥):

(ط) ٧٢٣ ـ السياري بالاسناد وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من ولاية الطواغيت فلا تتبعوهم لعلكم ترحمون.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٥) من سورة يس :

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

وزيدت في الرواية بعد (وَما خَلْفَكُمْ) من ولاية الطواغيت فلا تتبعوهم.

ب ـ السند :

الرواية كسابقتيه تفرد بها السياري الغالي المتهالك وفي سندها كما مرّ.

٦١٩

ج ـ المتن :

الاضافة تخل بالوزن والمعنى.

سابعا ـ رواية آية (٥٢):

(ى) ٧٢٤ ـ الطبرسي وروى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قرأ يا ويلتا من بعثنا من مرقدنا.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥٢) من سورة يس :

(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ).

وفي الرواية : يا ويلتا ـ بدل ـ (يا وَيْلَنا).

ب ـ السند :

وفي تفسير الكشاف والقرطبي : وقرأ علي (رض) : «يا ويلتا من بعثنا من مرقدنا».

ولم نجد له ذكرا في روايات مدرسة أهل البيت (ع) إذا فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي حسب تعبيره ولا سند لها كي يعتمد عليها الشيخ النوري ويستدل بها على تحريف القرآن والعياذ بالله.

ج ـ المتن :

السياق في الآية : يا ويلنا ، بعثنا ، مرقدنا و «يا ويلتنا» مخل بسياق الآية

٦٢٠