السيد مرتضى العسكري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٥٦
قرآنيا حذفت من القرآن.
أما كان ينبغي له أن يرى في اختلاف الروايات تضعيفا لها. وأ لم يدرك الشيخ النوري أنّ هذه التعابير ليست نصّا قرآنيا وان القرآن لا يضاهيه كلام في بلاغته.
ثالثا ـ رواية آية ٣٢ :
(يح) ٣٣٥ ـ السياري عن ابن محبوب عن حماد بن عيسى عن حميد بن جابر العبدي عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال تلا من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق الحلال قل هي للذين آمنوا.
دراسة الرواية :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٢) من سورة الأعراف :
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ...).
وأضافت الرواية بعدها الحلال.
ب ـ السند :
تفرّد بها السياري المتهالك.
ج ـ المتن :
لو صحّت الرواية لقلنا ـ الحلال ـ تفسير وبيان. والإضافة مغيّرة للوزن القرآني.
رابعا ـ رواية آية ١٧١ :
(يط) ٣٣٦ ـ أبو جعفر محمد بن علي الطوسي في كتاب (ثاقب المناقب) عن
محمد بن قتيبة عن مؤدب كان لأبي جعفر عليهالسلام قال انه كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح إذ رمى باللوح من يده وقام فزعا وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون قضى والله ، مات أبي فقلت من أين علمت هذا؟ فقال دخلني من جلال عظمته شيء لا أعهده فقلت وقد مضى قال دع عنك هذا ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج اليك واستعرضني القرآن سافسر لك وتحفظ ودخل البيت وقمت ودخلت في طلبه اشفاقا مني عليه فسألت عنه فقيل دخل هذا البيت ورد الباب دونه وقال لا تأذنوا لاحد عليّ حتى أخرج عليكم فخرج عليّ متغيرا وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله أبي فقلت جعلت فداك قد مضى قال نعم وتوليت غسله وتكفينه وما كان ذلك يلي منه غيري ثم قال لي دع عنك استعرضني القرآن أفسر لك تحفظه فقلت الأعراف فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وإذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم فقلت المص فقال هذا أول السورة وهذا ناسخ وهذا منسوخ وهذا محكم وهذا متشابه وهذا عام وهذا خاص وهذا ما غلط به الكتاب وهذا ما اشتبه على الناس.
دراسة الرواية :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٧١) من سورة الأعراف :
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ب ـ السند :
الرواية مرسلة وفي سندها : محمد بن قتيبة ، ولم نجد له ذكرا في كتب الرجال ، ومن هو المؤدّب للإمام الجواد ، مجهول عن مجهول!!
قال الشيخ آغا بزرگ الطهراني ، في الذريعة (٥ / ٥) :
(ثاقب المناقب لأبي جعفر محمد بن علي الطوسي المشهدي ، المعروف بابن حمزة ، كان إلى ٥٨٠ ه ... وإنّه لم ينقل شيء منه في الوافي والوسائل والبحار.).
ج ـ المتن :
وهذا ناسخ ، وهذا منسوخ ... إلى آخره :
ما هو الناسخ ، وما هو المنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والعام والخاص ، وما هو الذي غلط به الكتاب ، واشتبه على الناس!!؟
نتيجة البحوث في روايات سورة الاعراف :
عدّ الشيخ والأستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الأعراف تسع عشرة رواية ، بينا وجدناها أربعا ؛ ثلاث مما عدّا ، كانت بلا سند واثنتان لم تكن برواية ، وأربع عشرة عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.
دراسة روايات سورة الأنفال
أولا ـ روايات آية ١ :
(الف) ٣٣٧ ـ السياري عن النضر عن الحلبي (١) عن شعيب عن الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال سألته عن قول الله عزوجل يسألونك عن الأنفال فقال (ع) قل يسألونك الأنفال.
(ب) ٣٣٨ ـ وعن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عمر (٢) الواسطي عن أبي عبد الله الواسطي (٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام يسألونك عن الأنفال قال (ع) إنما هي يسألونك الأنفال.
(ج) ٣٣٩ ـ وعن خلف عن أبي المعز عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام يسألونك عن الأنفال قال (ع) إنما هي يسألونك الأنفال قالوا يا رسول الله أعطنا من الأنفال فانها لك خاصة فأنزل الله عزوجل يسألونك الأنفال قل الأنفال لله ورسوله.
(د) ٣٤٠ ـ النعماني في تفسيره بسنده المتقدم عن أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) في الأصل : (الچلبي) تصحيف.
(٢) في الأصل (عمه) تصحيف.
(٣) ليس في نسختنا من القراءات (عن أبي عبد الله الواسطي).
في كلام له (ع) في كيفية تقسيم الخمس ـ إلى أن قال ـ ثم ان للقائم بأمور المسلمين بعد ذلك الأنفال التي كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآله قال الله تعالى يسألونك الأنفال فحرفوها وقالوا يسألونك عن الانفال وإنما سألوا الأنفال ليأخذوها لأنفسهم فاجابهم الله تعالى بما تقدم ذكره والدليل على ذلك قوله تعالى (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي الزموا طاعة الله في أن لا تطلبوا ما لا تستحقونه. الخبر.
(ه) ٣٤١ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) عن مشايخه ان الصادق عليهالسلام قرأ يسألونك الأنفال والطبرسي ره قرأ ابن مسعود وسعد أبي وقاص وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهمالسلام وزيد بن علي وجعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام وطلحة بن مصرف (١) يسألونك الأنفال وقال في موضع آخر قد صح ان قراءة أهل البيت (ع) يسألونك الأنفال.
دراسة الروايات :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١) من سورة الأنفال :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...)
وفي الروايات : يسألونك الانفال بحذف حرف الجر (عن).
ب ـ الأسناد :
١ ـ روايات (٣٣٧ و ٣٣٨ و ٣٣٩) عن السياري في سندها :
أ ـ النضر ـ مجهول حاله ـ وشعيب : اسم كثير من الرواة ينتج جهلا بحاله.
ب ـ عمر الواسطي لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
__________________
(١) طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني ابو محمد ويقال أبو عبد الله الكوفي كان عثمانيا وكان من أهل الكوفة ، مات سنة اثنتي عشر ومائة.
ج ـ خلف ـ هذا ـ مجهول حاله وأبو المعز مشترك بين الثقة والمجهول.
٢ ـ روايتا (٣٤٠ و ٣٤١) من روايات مجهولة عن مجهولين كما مرّ البحث عنها في سورة الحمد.
ونرى مصدرهما روايات السياري الآنفة والسياري أيضا أخذها من روايات القراءات بمدرسة الخلفاء. فقد روى الطبري والزمخشري والسيوطي ان فى قراءة ابن مسعود : ويسألونك الأنفال.
ج ـ المتن :
جاء في مسند أحمد ما موجزه :
قال عبادة بن الصامت عن الانفال : فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله تبارك وتعالى من أيدينا فجعله الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقسّمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا على السواء (١).
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس ما موجزه :
عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) يوم بدر : من فعل كذا وكذا فله من النّفل كذا وكذا. قال فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرّايات فلم يبرحوها فلما فتح الله عليهم قال المشيخة كنّا ردءا لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى فأبى الفتيان وقالوا جعله رسول الله (ص) لنا فأنزل الله (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) (٢).
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٣٢٢ ؛ وأخرجه الطبري في تفسيره (٩ / ١١٦) ؛ والحاكم في المستدرك ، كتاب التفسير (٢ / ٣٢٦) والبيهقي في سننه (٦ / ٢٩٢) ؛ والسيوطي في الدر المنثور ٣ / ١٥٩.
(٢) سنن أبي داود ، كتاب الجهاد ، الحديث ٢٣٦٠ ؛ ومستدرك الحاكم ، كتاب قسم الفيء ٢ / ١٣١ ـ ١٣٢.
وفي الحديث السابع والتاسع من أبواب الانفال من كتاب الوسائل ما موجزه :
سئل الامام الصادق (ع) عن الأنفال فقال كل قرية يهلك أهلها ويجلون عنها فهي فيء لله وللرسول (ص) (١).
يظهر من الحديثين ان الآية الكريمة في صدد تعيين معنى الانفال ومن يستحقها.
وبناء على ذلك فلا بد أن تكون الآية يسألونك عن الانفال من دون حرف الجرّ (عن) يخل بوزن الآية في السورة.
ونرى السياري الغالي نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركّب عليها سندا وافترى بها على الامامين الباقر والصادق عليهماالسلام ثم انتشرت واسندت إلى غيرهما من أئمة أهل البيت.
ثانيا ـ روايتا آية ٢٥ :
(ز) ٣٤٢ ـ السياري عن محمد بن سنان عن عبد الرحيم القصير والبرقي عن محمد بن كذا ـ عن أبي بصير عن ثعلبة عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.
(ح) ٣٤٣ ـ الطبرسي ره قرأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وزيد بن ثابت وأبو جعفر الباقر (ع) والربيع ابن أنس وأبو العالية لتصيبن.
دراسة الروايتين :
__________________
(١) وسائل الشيعة للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي (ت : ١١٠٤ ه) ط. بيروت ١٣٩١ ه ٣٦٧٦ ؛ وأخرجه الطبري والسيوطي بتفسير الآية.
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٥) من سورة الانفال :
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
وفي الروايتين ـ لتصيبن بدل ـ (لا تُصِيبَنَ).
ب ـ السند :
١ ـ رواية السياري (٣٤٢) عن محمد بن سنان الغالي الكذّاب عن عبد الرحيم القصير لم يوثق والبرقي (محمد بن خالد) مختلف فيه ، قال النجاشي : كان محمد ضعيفا في حديثه ومحمد بن كذا ـ مجهول شخصه وحاله وفي نسختنا من القراءات : محمد عن أبي بصير وهو ـ أيضا ـ مجهول حاله وشخصه.
٢ ـ ورواية الطبرسي (٣٤٣) لا سند لها. وفي تفسير الزمخشرى : قراءة ابن مسعود (لتصيبن). وفي تفسير القرطبي : وقرأ علي وزيد بن ثابت وأبيّ وابن مسعود (لتصيبن) (١).
وبناء على ذلك فانا نرى أن السياري نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الباقر (ع) ومنه أخذ الطبرسي ما أسنده إلى الامام الباقر (ع) واستند الى ما رووه من قراءة في ما أسنده الى غيره والقراءة منتقلة ، وليس للشيخ وظهير أن يعداها من روايات مدرسة أهل البيت.
ج ـ المتن :
في الآية السابقة (٢٤) الخطاب عام لقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...) والآية (٢٥) بعدها (وَاتَّقُوا فِتْنَةً ...) ولا يخص الذين ظلموا ليصح (لتصيبن) والاخلال بوزن الآية في السورة مع هذا التغيير واضح.
__________________
(١) الزمخشري ٢ / ١٥٣ ؛ والقرطبي ٧ / ٣٩٣.
ثالثا ـ روايتا آية ٢٧ :
(ط) ٣٤٤ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون» نزلت في أبي لبابة بن عبد الله المنذر فلفظ الآية عام ومعناه خاص وهذه الآية نزلت في غزوة بني قريظة في سنة خمس من الهجرة وقد كتبت في هذه مع أخبار بدر وكانت بدر على رأس ستة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة ونزلت مع الآية التي في سورة التوبة (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) الآية نزلت في أبي لبابة فهذا دليل (١) على ان التأليف على خلاف ما أنزله الله على نبيهم (صلعم).
(ى) ٣٤٥ ـ السياري عن بكار عن أبيه عن حسان عن أبي جعفر عليهالسلام هكذا نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وأنتم تعلمون.
دراسة الرواية :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٧) من سورة الانفال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وفي رواية علي بن إبراهيم : ان الآية نزلت في سورة التوبة وغير محلها الى سورة الأنفال وفي رواية السياري بزيادة ـ في آل محمد ـ بعد أماناتكم.
ب ـ السند :
__________________
(١) في الاصل (الدليل) تصحيف.
١ ـ رواية السياري المتهالك (٣٤٥) في سندها : بكّار وأبوه مجهول حالهما. وكذلك حسّان.
٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى على بن إبراهيم (٣٤٤) قول تفسيري وليس برواية.
قال الطبرسي في مجمع البيان : قال الكلبي والزهري نزلت في أبي لبابة.
ج ـ المتن :
في البرهان للزركشي : «النوع التاسع ، معرفة المكي والمدني فصل من أشرف علوم القرآن علم نزوله ... ما نزل بمكة وحكمه مدني ، وما نزل بالمدينة وحكمه مكّي ... ثم الآيات المدنيّات في السور المكية والآيات المكيّة في السور المدنيّة وقال :
الآيات المدنيات في السّور المكيّة : منها سورة الانعام ، وهي كلها مكية خلا ست آيات ؛ واستقرّت بذلك الروايات.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) نزلت هذه في مالك بن الصّيف ، إلى آخر الآية ، والثانية والثالثة.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) نزلت في عبد الله بن أبي سرح ، أخي عثمان من الرضاعة ، حين قال : (سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) ، وذلك أنه كان يكتب لرسول الله (ص) و... وقال : الآيات المكية في السور المدنية :
منها قوله تعالى في الانفال (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ...) الآية يعني أهل مكة حتى يخرجك من بين أظهرهم .. استقرت به الرواية.
سورة التوبة مدنية ، غير آيتين : (لَقَدْ جاءَكُمْ ...) الخ السورة.
سورة الرعد مدنية ، غير قوله : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ)
و... (١).
وبناء على ذلك ، فان ترتيب الآيات في السور لا يستند إلى كون الآيات في السورة جميعها مدنية أو مكية وانّما رتبت بوحي من الله كما مرّ بنا حسب ما يقتضيه المعنى.
وأما اضافة السياري (في آل محمد) فهو خلاف شأن نزول الآية المشهور لدى جميع المفسرين في إخبار أبي لبابة يهود بني قريظة أنهم لو استسلموا يقتلهم رسول الله وبذلك خان الله وخان رسول الله ثم تاب وتاب الله عليه وان هذه الاضافة يخلّ بوزن الآية في السورة.
نتيجة البحوث في روايات سورة الانفال :
عدّ الشيخ والأستاذ ، الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الانفال تسع روايات بينما هي خمس روايات : روايتان ممّا عدّاها بلا سند وسبع منها روايات الغلاة والضعفاء والمجاهيل.
__________________
(١) البرهان للزركشي ١ / ١٩٢.
دراسة روايات سورة التوبة
أولا ـ روايات آية ٤٠ :
(الف) ٣٤٦ ـ العياشي عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند أبي الحسن الثاني ومعي الحسن بن الجهم فقال له الحسن انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ) قال وما لهم في ذلك فو الله لقد قال الله فأنزل الله سكينته على رسوله وما ذكره فيها بخير قال قلت له جعلت له فداك وهكذا تقرءونها قال هكذا قراءتها.
(ب) ٣٤٧ ـ وعن الحلبي (١) عن زرارة قال أبو جعفر (ع) فأنزل الله سكينته على رسوله ألا ترى أن السكينة انما نزلت على رسوله.
(ج) ٣٤٨ ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الرضا عليهالسلام «فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها» قلت هكذا نقرأ وهكذا تنزيلها.
(د) ٣٤٩ ـ السياري عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أبو جعفر عليهالسلام فأنزل الله سكينته على رسوله فقلت له عليه فقال على رسوله ألا ترى أن السكينة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) في الاصل (الچلبي) تصحيف.
(ه) ٣٥٠ ـ وعن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قرأ فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بروح القدس منه قلت ليس هكذا نقرأها قال : لا هكذا فاقرأها لأن تنزيلها هكذا.
(ز) ٣٥١ ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن اسحاق عمار عن أبي عبد الله انه قال ويلك من كتاب الله.
(ح) ٣٥٢ ـ عن مثالب بن شهرآشوب عنهم عليهمالسلام ان الآية المذكورة هكذا ويلك لا تحزن.
دراسة الروايات :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٠) من سورة البراءة :
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وفي الروايات :
أ ـ على رسوله ـ بدل ـ (عَلَيْهِ).
ب ـ ويلك ـ قبل ـ (لا تَحْزَنْ).
ج ـ بروح القدس منه ـ بعد ـ (وَأَيَّدَهُ).
ب ـ الاسناد :
١ ـ روايتا السياري (٣٤٩ و ٣٥٠) مرسلتان وفي سند الثانية ، عمن أخبره! ومن هو؟
وروايته (٣٥١) في سندها : محمد بن سليمان ، ضعيف غال وأبوه شرّ منه.
٢ ـ روايتا العياشي (٣٤٦ و ٣٤٧) محذوفتا السند.
٣ ـ رواية الكليني (٣٤٨) في سندها : أحمد بن محمد ونراه السياري لرواية محمد بن يحيى عنه.
٤ ـ رواية (٣٥٢) لا سند لها.
ج ـ المتن :
ليت الشيخ النوري أخبرنا كيف كان النصّ القرآني وحرّفه المحرّفون على حدّ زعمه لنناقشه فيما يراه ونقول انّه يخلّ بوزن الآية في السورة.
ثانيا ـ روايات آية ١١٧ :
(ط) ٣٥٣ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال الصادق عليهالسلام هكذا نزلت.
(ى) ٣٥٤ ـ الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث طويل وفيه ان الصادق عليهالسلام قرأ لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين.
(يا) ٣٥٥ ـ وفيه عن أبان بن تغلب قلت له يا بن رسول الله العامة لا تقرأ كما عندك قال : وكيف تقرأ يا أبان؟ قال قلت : انها تقرأ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار فقال ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله حتى تاب الله منه انما تاب الله به على امته.
(يب) ٣٥٦ ـ الطبرسي وروى عن الرضا علي بن موسى الرضا عليهماالسلام انه قرأ لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين.
(يج) ٣٥٧ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور روى عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام انه قال لرجل كيف تقرأ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار قال فقال نقرؤها هكذا قال ليس هكذا قال الله انما قال لقد تاب الله بالنبي علي المهاجرين
والانصار.
دراسة الروايات :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٧) من سورة البراءة :
(لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)
وفي الروايات : لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين.
ب ـ الاسناد :
١ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٣٥٣) لا سند لها ولعلّها قول من جمع التفسير من بعده.
٢ و ٣ ـ روايتا الطبرسي في الاحتجاج (٣٥٤) و (٣٥٥) مرّ بنا في «روايات لا أصل لها» ان رواياته أقوال بلا سند.
٤ ـ الرواية الطبرسي (٣٥٦) في تفسيره بلا سند.
٥ ـ الرواية المنسوبة الى سعد بن عبد الله (٣٥٧) من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في بحث سورة الحمد.
ج ـ المتن :
لو صحت الروايات فهي تفسير وبيان كما نعرف ذلك من قوله : «هكذا نزلت».
ثالثا ـ رواية آية ١٠٥ :
(يد) ٣٥٨ ـ الكليني عن احمد بن مهران عن عبد العظيم عن الحسين بن مياح عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبد الله عليهالسلام قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال ليس هكذا هي انما هي والمأمونون ونحن المأمونون.
دراسة الرواية :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠٥) من سورة البراءة :
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وفي الرواية : المأمونون ـ بدل ـ (الْمُؤْمِنُونَ).
ب ـ السند :
في سنده : أحمد بن مهران ضعيف ، وحسين بن مياح ضعيف غال ، وعمن أخبره ، من هو؟
ج ـ المتن :
كلمة ـ المأمونون ـ نشاز ولم يرد هذا اللفظ في تعابير القرآن الكريم والتغيير يخل بوزن الآية في السورة.
رابعا ـ روايات آية ٧٣ :
(يه) ٣٥٩ ـ علي بن إبراهيم قال نزلت (١) يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين لان النبي صلىاللهعليهوآله لم يجاهد المنافقين بالسيف.
__________________
(١) في التفسير : (قال انما نزلت).
(يو) ٣٦٠ ـ الطبرسي وروى في قراءة أهل البيت عليهمالسلام جاهد الكفار بالمنافقين قالوا عليهمالسلام لان النبي صلعم لم يكن يقاتل المنافقين وانما كان يتألفهم لان المنافقين لا يظهرون الكفر وعلم الله تعالى بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يظهرون الايمان.
(يز) ٣٦١ ـ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) وفي قراءة أهل البيت عليهمالسلام جاهد الكفار بالمنافقين يعني من قتل من الفريقين كان فتحا (١).
دراسة الروايات :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧٣) من سورة البراءة :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
وفي الرواية : جاهد الكفار ـ ب ـ المنافقين.
ب ـ الاسناد :
١ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٣٥٩) : قول بلا سند.
٢ ـ روايتا الطبرسي والشيباني (٣٦٠ و ٣٦١) رواية قراءة بلا سند أوردها الطبرسي بلفظ (روى).
ج ـ المتن :
يبدو ان الذي اختلق الرواية افترى بها على أهل البيت (ع) ودسّها في كتب أتباعهم لم يكن ممّن قرأ القرآن وإلّا لما خفي عليه قوله تعالى :
أ ـ (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (العنكبوت / ٦٩).
__________________
(١) في الاصل (فتح) تصحيف.
ب ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ...) (العنكبوت / ٨).
إلى ثمانية آيات أخرى استعمل فيها جاهد بمعنى بذل الجهد في الامر. وكيف يتيسر قتال المشركين بالمنافقين؟! والتغيير يخلّ بوزن الآية في السورة.
خامسا ـ رواية آية ١٠٦ :
(يح) ٣٦٢ ـ السياري عن صفوان عن الازرق عن اسماعيل عن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قرأ وآخرون يرجون لأمر الله أما أن يعذبهم وأما أن يتوب عليهم.
دراسة الرواية :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠٦) من سورة براءة :
(وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
وفي الرواية : يرجون ـ بدل ـ مرجون واضافة (أن) في موضعين منها.
ب ـ السند :
تفرّد بها السياري المتهالك.
ج ـ المتن :
أضف إلى ذلك ان هذا التغيير يخل بوزن الآية في السورة.
سادسا ـ روايتا آية ١١٠ :
(يط) ٣٦٣ ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن اسحاق عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الى أن تقطع قلوبهم.
(ك) ٣٦٤ ـ الطبرسي في قوله تعالى (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) قال قرأ يعقوب وسهل الى أن على حرف الجر وهو قراءة الحسن وقتادة والجحدري وجماعة ورواه البرقي عن أبي عبد الله عليهالسلام ونقل عن جوامعه ان الصادق عليهالسلام قرأ هكذا.
دراسة الروايتين :
أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٠) من سورة البراءة :
(لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
وفي الرواية : الى ـ بدل ـ إلّا.
ب ـ السند :
١ ـ رواية السياري (٣٦٣) في سندها : محمد بن سليمان عن أبيه وكل منهما ضعيف غال كذاب.
٢ ـ رواية الطبرسي (٣٦٤) بلا سند أخذها من السياري وهما رواية واحدة عن الغلاة والكذابين وفي تفسير الطبري والزمخشري والقرطبي (الى أن تقطع) (١).
__________________
(١) الطبري ١١ / ٢٦ ؛ والزمخشري ٢ / ٢١٦ ؛ والقرطبي ٨ / ٢٦٦.
وبناء على ذلك فان السياري نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق (ع) والقراءة منتقلة وليس للشيخ وظهير أن يستندا اليه على مرادهما!!
ج ـ المتن :
الى أن تقطّع يخل بالوزن والمعنى.
سابعا ـ روايات آية ١١٢ :
(كا) ٣٦٥ ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال تلوت التائبون العابدون فقال لا اقرأ التائبين العابدين إلى آخرها فسأل عن العلة في ذلك فقال (ع) اشترى من المؤمنين التائبين العابدين.
(كب) ٣٦٦ ـ السياري عن أبي طالب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
(كج) ٣٦٧ ـ العياشي عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون الى آخر الآية فقال (ع) ذلك في الميثاق ثم قرأت التائبون العابدون فقال أبو جعفر عليهالسلام لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ التائبين العابدين إلى آخر الآية ثم قال إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة. الخبر.
(كد) ٣٦٨ ـ سعد بن عبد الله القمي في بصائره كما نقله عنه الشيخ حسن سليمان الحلي عن الحسين بن أبي الخطاب عن وهب بن حفص عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر عليهالسلام الخ.