القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

بن يونس الحجال عن أيوب بن حسن عن قتادة انه كان يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(كو) ٦٠٩ ـ الصفار عن أبي محمد عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال كنت أنا والمغيرة بن سعد جالسين في المسجد فأتانا الحكم بن عينية فقال لقد سمعت من أبي جعفر (ع) حديثا ما سمعه أحد قط فسألناه عنه فأبى أن يخبرنا به فدخلنا عليه (ع) فقلنا ان الحكم عينية أخبرنا أنه سمع منك ما لم يسمعه منك أحد قط فأبى أن يخبرنا به فقال نعم وجدنا علم علي عليه‌السلام في آية كتاب الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فقلنا ليست هكذا هي فقال (ع) إلّا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته. الخبر والمراد بكتاب علي (ع) هو كتاب الله الذي ألفه بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والاضافة كقولهم مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي لا الكتاب الجامعة الذى كان فيه الأحكام كما تقدم وهذا في غاية الظهور.

(كز) ٦١٠ ـ المفيد في (الاختصاص) عن موسى بن جعفر البغدادي عن ابن اسباط مثله.

(كح) ٦١١ ـ الصفار عن علي بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث المغيرة عن حمران قال حدثنا الحكم بن عينية عن علي بن الحسين عليهما‌السلام انه قال علم علي عليه‌السلام في آية من القرآن قال وكتمنا الآية قال فكنا نجتمع نتدارس القرآن فلا نعرف القرآن قال فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له ان الحكم بن عينية حدثنا عن علي بن الحسين عليهما‌السلام انه قال ان علم علي عليه‌السلام في آية من القرآن وكتمنا الآية قال اقرأ يا حمران فقرأت وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي قال أبو جعفر عليه‌السلام وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(كط) ٦١٢ ـ تفسير البرهان عن ابن شهرآشوب قال قرأ ابن عباس وما أرسلنا

٥٤١

من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(ل) ٦١٣ ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال سمعت محمد بن أبي بكر وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(لا) ٦١٤ ـ محمد بن العباس في تفسيره عن جعفر بن محمد الحسني عن ادريس بن زياد الخياط عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عينية قال قال لي علي بن الحسين عليهما‌السلام يا حكم هل تدري ما كانت الآية التي يعرف بها علي عليه‌السلام صاحب قتله ويعرف بها الأمور العظام التى كان يحدث بها الناس قال قلت لا والله فأخبرني بها يا بن رسول الله قال هي قول الله عزوجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت فكان علي عليه‌السلام محدثا قال نعم وكل امام منا أهل البيت محدث.

(لب) ٦١٥ ـ وعن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان يحيى عن داود بن فرقد عن الحارث بن المغيرة النضري قال قال لي الحكم عينية ان مولاي علي بن الحسين عليهما‌السلام قال إلى آخر ما مر عن الصفار.

(لج) ٦١٦ ـ علي بن إبراهيم بعد ما ذكر ما رواه العامة في سبب نزول الآية المذكورة قال وأما الخاصة فانه روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصابه خصاصة فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له هل عندك من طعام قال نعم يا رسول الله وذبح له عناقا وشواه فلما أدناه منه تمنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء علي (ع) بعدهما فأنزل الله في ذلك وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلّا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته يعني أبو بكر وعمر فينسخ الله ما يلقى الشيطان يعنى لما جاء علي عليه‌السلام بعدهما. الخبر.

(لذ) ٦١٧ ـ الكشي في رجاله عن العياشي عن علي بن الحسن عن العباس عامر عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال قال حمران بن أعين ان الحكم بن عينية

٥٤٢

يروي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام في آية نسأله فلا يخبرنا قال حمران سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقال ان عليا عليه‌السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبيا ولا رسولا ثم قال وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال فعجب أبو جعفر عليه‌السلام.

(له) ٦١٨ ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل وكان رسولا نبيا وما الرسول وما النبي قال النبي الذي يرى في منامه إلى أن قال (ع) ثم تلا (ع) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(لو) ٦١٩ ـ وعن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في قوله عزوجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ليست هذه قراءتنا فما الرسول. الخبر.

(لز) ٦٢٠ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه قال وقرأ أي الصادق عليه‌السلام وما أرسلنا من قبلك من نبي ولا رسول ولا محدث يعني الأئمة (ع) قال بعض المفسرين بعد ايراد جملة من هذه الأخبار ما لفظه : والمحدث بفتح الدال من يحدثه الملائكة وقد أوضحنا ذلك في كتاب نفس الرحمن.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥٢) من سورة الحج :

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

وجاء في الروايات : ولا محدث ـ بعد ـ (وَلا نَبِيٍ).

٥٤٣

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٩٤) مرسلة لأنّ روايته عن حماد بن عيسى بلا واسطة بعيد.

٢ ـ روايات (٥٩٥ و ٥٩٦ و ٥٩٨ و ٥٩٩ و ٦٠١ و ٦٠٢ و ٦١٨) وعددها سبعة هي رواية واحدة عن زرارة في طريق بعضها مجاهيل.

٣ ـ روايات (٦٠٦ و ٦٠٧ و ٦١٤) عن الحكم بن عينية (عتيبة) المذموم المنحرف.

٤ ـ رواية الكليني والصفّار (٦٠٠ و ٦١٩) رواية واحدة.

٥ ـ رواية الصفار (٦٠٣) في سندها : محمد بن الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

وروايته (٦٠٤) في سندها : علي بن جعفر الحضرمي لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

وروايته (٦٠٨) ورواية المفيد (٦٠٥) رواية واحدة عن قتادة من رواة مدرسة الخلفاء.

٦ ـ رواية ابن شهرآشوب (٦١٢) بلا سند من روايات مدرسة الخلفاء وكذا روايات (٦١٣ و ٦١٦ و ٦٢٠) بلا سند. إذا فإنّ الروايات التي عدّها الشيخ النوري والاستاذ ظهير سبعا وعشرين رواية ليست إلّا خمس عشر روايات أربع منها بلا سند واثنتان منها من روايات مدرسة الخلفاء في اسناد بعضها مجاهيل.

وقد ورد نظيرها في تفاسير مدرسة الخلفاء وسندرسها جميعا باذنه تعالى في دراسة متون الروايات الآتية :

ج ـ المتن :

أولا ـ المراد من المحدّث :

٥٤٤

جاء في صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي ومسند الطيالسي وأحمد عن أبي هريرة ما موجزه : «كان في من قبلكم من بني اسرائيل محدثون».

وفي رواية : «كان في من قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء فان يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر» (١).

وجاء في تفسير القرطبي والسيوطي :

كان ابن عباس يقرأ : (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا محدث ...).

قال القرطبي : وقد ذكر هذا الخبر أبو بكر الأنباري في كتاب الردّ له ... عن ابن عباس رضي الله عنه انه قرأ : (وما أرسلنا ... ولا محدّث).

قال ابو بكر : فهذا حديث لا يؤخذ به على انّ ذلك قرآن ، والمحدّث هو الذي يوحى إليه في نومه ...

وروى السيوطي عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف انه قال : «والمحدثون صاحب ياسين ولقمان وهو من آل فرعون وصاحب موسى.

وبناء على ما مرّ فان وجود المحدّث بعد الرسول (ص) مما اتفق عليها روايات الفريقين وجملة (ولا محدّث) اضافة بيانية أي من الوحي البياني وليس بالنص القرآني.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الحج ستا وثلاثين رواية بينما هي سبع عشرة رواية : ثماني روايات مما عداها بلا سند.

__________________

(١) صحيح البخاري ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمر ؛ وصحيح مسلم ؛ ومسند الطيالسي الحديث ٢٣٤٨ ؛ ومسند أحمد ٢ / ٣٣٩.

٥٤٥

دراسة روايات سورة المؤمنون

أولا ـ رواية آية (١٤):

(الف) ٦٢١ ـ السياري عن أبي طالب عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام فتبارك الله أحسن الخالقين قال انما هي فتبارك الله ربّ العالمين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآيات (١٢ ـ ١٤) من سورة المؤمنون :

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).

وفي الرواية : رب العالمين ـ بدل ـ (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).

ب ـ السند :

تفرّد بها السياري المتهالك.

٥٤٦

ب ـ المتن :

الكلام يجري في الآيات على مراحل خلق الانسان ، ويرد فيه ذكر (خلقنا) أربع مرّات و (خلقا) و (الخالقين) مرّة ويناسب المقام قوله تعالى (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).

ولما ذا يبدله الغالي بقوله ربّ العالمين ولا يدرك الغالي ان (الإله) من أسماء الله الحسنى بمعنى الخالق و (الرب) بمعنى المربّي والمشرع ولا يناسب المقام ذكر الرب من أسماء الله تعالى ، هكذا يختلق الغالي العبارة التي يحلو له أن يغير بها النصّ القرآني ويركب عليها سندا ويفتري بها على أئمة أهل البيت وأخيرا اغترّ بفريته الشيخ النوري!

ثانيا ـ رواية آية (٦٠):

(ب) ٦٢٢ ـ الطبرسي في (الشواذ) قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن عباس يأتون (١) ما أتوا مقصورة قلت يدل على تلك القراءة ما رواه في الكافي عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة هي شفقتهم ورجاؤهم (٢) يخافون الله أن يرد عليهم أعمالهم ان لم يطيعوا الله عزوجل ويرجون أن يقبل منهم وفي تفسير محمد بن العباس عنه (ع) قال يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون انهم يثابون عليه وفيه عنه (ع) قال يعملون ويعلمون انهم يثابون (٣) عليه وفي تفسير علي بن إبراهيم يؤتون ما آتوا قال من العبادة والطاعة وفي (الكافي) ما يقرب منه وفي (المحاسن) عن الصادق عليه‌السلام يعملون ما عملوا من عمل وغير

__________________

(١) (يأتون) و (يؤلون) تصحيف والصواب : (يؤتون).

(٢) في النص (رجائهم) تصحيف.

(٣) في النص (ميثابون) تصحيف.

٥٤٧

ذلك مما يدل على تلك القراءة قال الطبرسي ره معنى قوله يؤتون ما آتوا انهم يعطون الشيء ويشفقون أن لا يقبل منهم ومعنى يؤتون ما أتوا انهم يعملون العمل وهم يخافونه.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦٠) من سورة المؤمنون :

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ).

وفي قراءة الشواذ : ـ يؤتون ما أتوا ـ.

ب ـ السند :

قراءة شاذة وليست برواية.

ج ـ المتن :

أولا ـ القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء ، فقد قال السيوطي في تفسير الآية : وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أشتة وابن الأنباري معا في المصاحف ، والدار قطني في الافراد ، والحاكم وصحّحه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة «كيف كان رسول الله (ص) يقرأ هذه الآية «والذين يؤتون ما أتوا ، أو الذين يؤتون ما آتوا»؟

فقالت : أيتهما أحب إليك؟

قلت : والذي نفسي بيده لأحدهما أحب إليّ من الدنيا جميعا.

قالت : أيهما؟

قلت : «الذين يأتون ما أتوا».

فقالت : أشهد أن رسول الله (ص) كذلك كان يقرأها ، وكذلك أنزلت ولكن

٥٤٨

الهجاء حرف» (١).

ثانيا ـ كل ما أوردها الشيخ النوري واستدل بها في هذا المورد إنما هي تفسير وبيان.

نتيجة البحوث :

الروايتان اللتان استدلّا بهما على تحريف القرآن في هذه السورة : احداها منتقلة من مدرسة الخلفاء ، وفي سند الثانية غلاة وضعفاء ومجاهيل!

__________________

(١) الدر المنثور ، تفسير الآية من سورة المؤمنون ٥ / ١١ ـ ١٢ وذكر عدة روايات لهذه القراءة.

٥٤٩

روايات نقصان آيات من القرآن الكريم في سورتي

النور والأحزاب

أ ـ في سورة النور :

(الف) ٦٢٣ ـ آية الرجم الساقطة منها وقد مر طرقها في الدليل الثالث.

ب ـ في سورة الاحزاب :

(كا) ٧٠٧ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور ان الصادق عليه‌السلام قرأ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة.

(كب) ٧٠٨ ـ الصدوق في الفقيه قال روى هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام في القرآن رجم قال نعم قلت كيف قال الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة وانما ذكرنا الخبرين هنا لما مرّ في منسوخ التلاوة ان الآية من سورة الأحزاب (١).

وروى الشيخ النوري في دليله الثالث (ص ١١٠ ـ ١١٩) من كتابه فصل الخطاب في أمر نقصان القرآن ، روايات عن المدرستين. ونبدأ بذكر ما يخصّ منها بآية الرجم بمدرسة الخلفاء :

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٢٧ ، باب ما جاء في الزنا.

٥٥٠

أولا عن عمر بن الخطاب انه قال :

أ ـ إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدّين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله (ص) ورجمنا ، والذي نفسي بيده لو لا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» فإنّا قد قرأناها (١).

ب ـ ألا وإنّ اناسا يقولون ما بال الرّجم وفي كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده ولو لا أن يقول القائلون أو يتكلم المتكلمون أنّ عمر زاد في كتاب الله ما ليس فيه لا ثبتها كما نزلت (٢).

ج ـ لو لا أن يقال : زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي (٣).

د ـ لو لا أن يقال زاد عمر في كتاب الله لأثبتّ في المصحف ، فقد نزلت : «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا لأمر الله والله شديد العذاب» (٤).

ثانيا ـ عن أبي بن كعب انه قال :

كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» (٥).

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٤٣ ؛ وموطأ مالك ، كتاب الحدود ، ج ٢ ص ٨٢٤ ؛ وسنن أبي داود ، كتاب الحدود ، باب في الرجم ح ٤٤١٨ ، ج ٤ / ١٤٥ ؛ ونظيره في سنن ابن ماجة ج ٢ ص ٨٥٣ ، الحديث ٢٥٥٣.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٢٩ و ٥٠.

(٣) البخاري ، كتاب الاحكام ، باب الشهادة تكون عن الحاكم ٤ / ١٥٩.

(٤) محاضرة الادباء ٤ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ..

(٥) المستدرك وتلخيصه ٢ / ٤١٥ ، تفسير سورة الأحزاب ؛ والاتقان ، النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه ٢ / ٢٥ ؛ ومسند أحمد ٥ / ١٣٢.

٥٥١

ثالثا ـ عن زيد بن ثابت انه قال :

أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول : (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) (١).

رابعا ـ عن خالة أبي امامة انها قالت :

لقد أقرأنا رسول الله (ص) آية الرجم : (الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة) (٢).

خامسا ـ عن أمّ المؤمنين عائشة انها قالت :

(نزلت آية الرجم «ورضاع الكبير عشرا». ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله (ص) تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها) (٣).

وفيما يخصّ مدرسة أهل البيت بالاضافة إلى الروايتين في أوّل البحث :

أولا ـ عن الامام الباقر (ع) انه قال :

«كان آية الرجم في القرآن : الشيخ والشيخة (إذا زنيا) فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة» (٤).

__________________

(١) الاتقان للسيوطي ٢ / ٢٦.

(٢) المستدرك للحاكم ٤ / ٣٥٩ ؛ والاتقان للسيوطي ٢ / ٢٥.

(٣) سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح ، باب رضاع الكبير ١ / ٦٢٦ ، الحديث ١٩٤٤. وليت ذلك الداجن أكل جميع روايات نقصان القرآن وأراحنا من هذا الجهد! وليت الزمخشري راجع سنن ابن ماجة ورأى هذا الحديث ولم يكتب فى تفسير سورة النور بتفسيره الكشاف : «وأمّا ما يحكى أن تلك الزيادة كانت فى صحيفة فى بيت عائشة (رض) فأكلها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض».

(٤) دعائم الاسلام ٢ / ٤٤٩ ، ح ١٥٧٢.

٥٥٢

ثانيا ـ عن الامام الصادق (ع):

١ ـ عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله (ع) : «الرجم في القرآن قول الله عزوجل : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة» (١).

٢ ـ عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) : وقالت كانت آية الرجم في القرآن : «والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من الشهوة» (٢)

دراسة الروايات :

أولا ـ ان الروايات مشتركة بين المدرستين ولا تخصّ مدرسة أهل البيت.

ثانيا ـ يحقّ لنا أن نسأل الشيخ النوري : أيا من نصوص هذه الروايات السابقة ـ والتي سنوردها في ما يأتي ـ يراها كان نصا قرآنيا نزل به أمين الوحي جبرائيل على رسول الله (ص) وحذفت بعده من القرآن الكريم ومتى حذفت؟!

١ ـ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة.

٢ ـ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة.

٣ ـ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة.

٤ ـ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا لأمر الله والله شديد العذاب.

٥ ـ إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.

٦ ـ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللّذة.

٧ ـ والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من الشهوة.

__________________

(١) الكافي ٧ / ١٧٧ ، باب الرجم والجلد من كتاب الحدود.

(٢) تهذيب الأحكام ٨ / ١٩٥ ، جزء من الحديث ٦٨٤.

٥٥٣

ثالثا ـ من أية سورة حذفت واسقطت «آية الرجم»؟ من سورة النور أم من سورة الأحزاب؟! ومتى حذف واسقط من القرآن ما اسقط وحذف؟ أفي زمن أبي بكر كان ذلك؟!

وقد مرّ بنا في المجلد الثاني من هذا الكتاب : انه اشترك ممّن جمع القرآن في قتال مسيلمة على عهد أبي بكر قريبا من ثلاثة آلاف قارئ استشهد منهم خمسة وخمسون ذكر خليفة بن خياط أسماءهم (١). وعلى هذا بقى منهم الفان وتسعمائة ونيف وخمسون قارئا قد جمع القرآن. وكم كان في من تخلّف من ذلك الجيش ممّن جمع القرآن في مكة والطائف والمدينة واليمن وسائر القبائل العربية ممّن جمع القرآن؟ وكيف سقطت آية الرجم وغيرها من سورة الأحزاب من كلّ اولئك؟! أليس ذلك من المحال عادة؟!.

رابعا ـ من الذي اسقط ممّا أسقط من القرآن الكريم مثل آيات الرجم ولأية غاية أسقط أمثال آيات الرجم؟ وهل كان هناك شيخ وشيخة أتيا الفاحشة وأسقطا آية الرجم من القرآن الكريم لئلّا يرجما؟! لست أدري! ولا الشيخ المحدّث يدري!.

اخترعت مدرسة الخلفاء لعلاج كل ذلك ، القول بنسخ التلاوة وبقاء الحكم!

ولست أدري ما الحكمة في نسخ تلاوة آية بقى حكمه؟! ولم يقبل ذلك منهم علماء مدرسة أهل البيت ما عدا الشيخ الطوسي (ره) فقد أخذ برأيهم وقال في مقدمة تفسيره التبيان :

«والثاني ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم فإنّ وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي

__________________

(١) راجع تاريخ خليفة بن خياط (ت : ٢٣٠ ه‍) فقد ذكر أسماء من استشهد وقبائلهم فردا فردا.

٥٥٤

قوله : «والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة جزءا بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم».

وقال في تفسير آية (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ...) :

«... فالنسخ في الشرع على ثلاثة أقسام : نسخ الحكم دون اللفظ ونسخ اللفظ دون الحكم ونسخهما معا ... والثاني كآية الرجم ، قيل انّها كانت منزلة فرفع لفظها وبقى حكمها ... وقد جاءت أخبار متظافرة بانّه كانت أشياء من القرآن نسخت تلاوتها ... ومنها : «الشيخ والشيخة» وهي مشهورة ...»

خامسا ـ كل ما في القرآن موزون ـ كما بينا ذلك في سورة الحمد وبعدها مرارا ـ وكل ما في هذه الروايات غير موزون ، وان يكون كلام غير موزون جزءا من الكلام الموزون تهافت وتناقض.

إذا فصحة هذه الروايات ـ إذا كان المقصود انها كانت نصا قرآنيا ـ محال.

وحلّ الإشكال في ما ذكرناه مرارا : انّ الروايات لم تصلنا كما صدرت عن مبدئها ، وأصدق دليل على ذلك اختلاف الفاظ هذه الروايات نفسها!

ومرّ بنا في روايات : (وما أرسلنا من رسول ... ولا محدّث) بسورة الحج كيف صرّح الشيخ النوري بوقوع التغيير في رواية الكليني (كج / ٦٠٧).

ومن الجائز أن يكون النصّ مثل قول زيد بن ثابت : «أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول : «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة»

وفي مسند أحمد وتفسير ابن كثير عن ابن عباس قال : خطب عمر وحمد الله تعالى وأثنى عليه فذكر الرّجم فقال : لا تخدعن عنه فانّه من حدود الله تعالى ، ألا إن رسول الله (ص) قد رجم ورجمنا بعده ، ولو لا أن يقول قائلون : زاد عمر في كتاب الله عزوجل ما ليس منه لكتبته في ناحية من المصحف .. أنّ رسول الله (ص) قد رجم ورجمنا من بعده ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون

٥٥٥

بالرجم (١).

وفي تفسير التبيان عن الحسن (البصري) قال :

رجم النبي (ص) الثيبة وأراد عمر أن يكتبه في آخر المصحف ثم تركه لئلّا يتوهم انّه من القرآن (٢).

وفي تفسير الفخر الرازي عن جابر :

انّ رجلا زنى بامرأة فأمر النبي (ص) فجلد ثم أخبر النبي (ص) انّه كان محصنا فأمر فرجم (٣).

وفي تفسير القرطبي :

وجلد الإمام علي شراحة الهمدانية مائة ورجمها بعد ذلك وقال : جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنّة رسول الله (ص) (٤).

وهكذا مع مقارنة الروايات ـ بعضها الى بعض ـ يعرف الحقيقة الضائعة :

١ ـ جلد النبي (ص) رجلا كان قد زنى فجلده وعلم بعد ذلك انه كان محصنا فرجمه وكان الجلد بحكم القرآن الآية الثانية من سورة النور :

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ...).

وأصبح الرجم بعد ذلك حكم الزاني المحصن بسنّة الرسول (ص) وذلك معنى قول أمير المؤمنين علي (ع) : «جلدتها بحكم القرآن ورجمتها بسنّة الرسول (ص)».

ولمّا لم يكن حكم الرجم في القرآن قال الخليفة عمر ما قال ، وأراد أن

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٣ ؛ وتفسير ابن كثير بتفسير آية ٢ من سورة النور ٣ / ٢٦١.

(٢) تفسير التبيان بتفسير الآية.

(٣) تفسير الفخر الرازي بتفسير الآية ٢٣ / ١٣٥.

(٤) تفسير القرطبي بتفسير آية ١٦ من سورة النساء ٥ / ٨٧ ؛ وابن كثير ٣ / ٢٦١ ؛ وتفسير ابو الفتوح الرازي ٤ / ٥.

٥٥٦

يكتبها في ناحية المصحف أو آخره ، ولم يكتبها لئلّا يتوهم انّه من القرآن!

نتيجة البحث :

أولا ـ ان الروايات مشتركة بين المدرستين وليس لظهير أن يعدّها من الألف حديث الشيعي في تحريف القرآن!

ثانيا ـ انّ الروايات تغيّرت ألفاظها من قبل الرواة إلى ما نراها فعلا ، وأدّى ذلك إلى استشهاد المحدّثين أمثال الشيخ النوري بها على أنّ القرآن حذف منه واسقط ، ومرد ذلك أن الله لم يحفظ كلامه المجيد وقد قال سبحانه :

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

وصدق الله العظيم وأخطأ من قال غير ذلك.

ثانيا ـ رواية آية (٢٣):

(ب) ٦٢٤ ـ السياري قال وفي رسالة أبي عبد الله (ع) الى المفضل بن عمر قال الله عزوجل ان الذين يرمون المحصنين الغافلين لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٣) من سورة النور :

(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).

وفي الرواية : المحصنين الغافلين ـ بدل ـ (الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ).

٥٥٧

ب ـ السند :

ما هي الرسالة التي نقل عنها السيّاري؟ وما نقل!؟ وأين وجدها!؟ ان السياري يختلق الخبر كيف ما شاء ويركب عليه سندا كما شاء ويفتري بها على من شاء ويعدّ أمثالها الشيخ والاستاذ دليلا على القول بتحريف القرآن والعياذ بالله.

ثالثا ـ رواية آية ٢١ :

(ج) ٦٢٥ ـ الطبرسي وروى عن علي عليه‌السلام خطؤات (١) بالهمزة وقد تقدم القول في ذلك في سورة البقرة.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢١) من سورة النور :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ...).

وفي القراءة : خطؤات بالهمزة ـ بدل ـ (خُطُواتِ).

ب ـ السند :

قال الطبرسي في تفسير آية ١٦٨ من سورة البقرة :

(وروى في الشواذ عن علي خطؤات بضمتين وهمزتين).

وفي تفسير الآية بتفسير القرطبي :

(وروى عن علي بن أبي طالب وقتادة والأعرج وعمرو بن ميمون

__________________

(١) وفي النص (خطأت) تصحيف.

٥٥٨

والأعمش «خطؤات» بضم الخاء والطاء والهمزة على الواو) فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف يقابل الشيخ النوري النص القرآني بالأقوال الشاذة اللاتي لم يعرف قائلها ثم ان (الخطوات) كما في النص القرآني جمع الخطوة مسافة ما بين القدمين ولم يرد في لغة العرب جمع الخطوة على خطؤات وتغيير التعبير مخلّ بالوزن.

رابعا ـ روايات آية (٣٣):

(د) ٦٢٦ ـ السياري عن حماد عن حريز قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا بالمتعة حتى يغنيهم الله من فضله هكذا التنزيل.

(ه) ٦٢٧ ـ وعن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ان الله من بعد اكراههن لهن غفور رحيم.

(و) ٦٢٨ ـ الطبرسي في (الشواذ) قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير من بعد اكراههن لهن غفور رحيم وروى ذلك عن أبي عبد الله (ع).

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٣) من سورة النور :

(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَ

٥٥٩

غَفُورٌ رَحِيمٌ).

وفي رواية السياري أضيف بعد (نِكاحاً) ـ بالمتعة.

وفي قراءة الطبرسي بعد (إِكْراهِهِنَ) ـ لهن.

ب ـ السند :

١ ـ روايتا السياري

أ ـ (٦٢٦) تفرّد بنقلها.

ب ـ (٦٢٧) نقلها الشيخ الطوسي في تفسير التبيان عن قراءات مدرسة الخلفاء ووجدنا اسنادها بتفسير الآية في تفسير الطبري والقرطبي والكشاف وابن كثير والسيوطي (١) وانتقلت القراءة من تفسير التبيان إلى تفاسير الطبرسي وأبي الفتوح.

٢ ـ قراءة الطبرسي (٦٢٨) وجدنا أسنادها كما ذكرنا أعلاه في تفاسير مدرسة الخلفاء ، وأمّا قوله : (وروى ذلك عن أبي عبد الله) بصيغة المجهول لعدم اعتماده على الناقل فهو يشير إلى رواية السياري (٦٢٧) عن الامام الصادق (ع).

ج ـ المتن :

إن اضافة ـ لهن ـ بعد وجود ضمير (هن) في اكراههن زيادة لا حاجة اليها ونشاز ومغير لوزن الآية في السورة ولمّا كانت منتقلة من مدرسة الخلفاء ليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حدّ زعمه.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٨ / ١٠٣ ؛ والقرطبي ١٢ / ٢٥٥ ؛ والكشاف ٣ / ٦٧ ؛ وابن كثير ٣ / ٢٨٩ ؛ والسيوطي ٥ / ٤٧.

٥٦٠