القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

٢ ـ رواية محمد بن العباس (٧٦٢) في سندها : عمرو بن محمد بن يزكى (١) لم نجد له ذكرا في كتب الرجال عن محمد بن الفضل (٢) اسم عدد من الرجال ينتج جهلا بحاله عن محمد بن شعيب مجهول حاله عن محمد بن قيس (٣) مجهول حاله وكذا منذر الثوري أضف إليه انّ لفظ الآية الشريفة في تفسير البرهان لم يكن إلّا كما في المصحف (سلما) لا سالما كما أورده الشيخ النوري!!

وروايته (٧٦٣) ـ أيضا ـ في تفسير البرهان (سلما) لا سالما وفي سندها (ابن حمران) بدل حمران وهو مجهول حاله.

وروايته (٧٦٤) ـ أيضا ـ اللفظ فيها (سلما) كما أوردها في البحار (ج ٢٤ ص ١٦٠) وفي سندها : محمد بن عبد الرحمن بن سالم لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وكذا بكير بن الفضل.

٣ ـ قراءة الطبرسي (٧٦١) بلا سند وقد جاءت في تفسير الفخر الرازي (٤).

٤ ـ رواية تفسير البرهان (٧٦٥) عن ابن شهرآشوب والطبرسي هي رواية محمد بن العباس (٧٦٤) بعينها فاللفظ فيها (سلما) لا سالما.

وروايته (٧٦٦) محذوفة السند وفي مقام التفسير.

وبناء على هذا فإنّ الروايات ـ مع ما في اسنادها ـ باجمعها مفسّرة إلّا رواية السيّاري المتهالك عن بعض أصحابه!!

وبتفسير الآية في تفسير القرطبي والزمخشري والسيوطي (٥) ما موجزه :

__________________

(١) وفي تفسير البرهان : عمر بن محمد ترك.

(٢) وفي تفسير البرهان : أبي محمد بن الفضل.

(٣) وفي تفسير البرهان : قريش بن الربيع.

(٤) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ٢٧٧.

(٥) تفسير القرطبي ١٥ / ٢٥٣ ؛ والزمخشري ٣ / ٣٩٧ ؛ والسيوطي ٥ / ٣٢٧.

٦٤١

قرأ ابن كثير وأبو عمر سالما بالألف وكسر اللام يقال : سلم فهو سالم والباقون سلما بفتح السين واللام بغير الالف.

ج ـ المتن :

ان القراءة تفسيرية ومشتركة بين المدرستين واعتبارها نصا قرآنيا يخرج الآية من عداد الآيات القرآنية ويجعلها نثرا غير فني.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الزمر تسع روايات بينما هي ثلاث روايات : ثلاث روايات ممّا عدّا عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل وست روايات مفسرة.

٦٤٢

دراسة روايات سورة غافر

أولا ـ روايات آية (١٢):

(الف) ٧٦٧ ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن وليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه‌السلام ذلك بانه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم.

(ب) ٧٦٨ ـ السياري عن علي بن اسباط مثله قال الفاضل الطبرسي هكذا في جميع النسخ وفي القرآن ذلكم على خطاب الجمع أي ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب بسبب انه إذا دعي الله وحده وأهل الولاية كفرتم بالتوحيد والولاية وانكرتموها وحمله بعض المفسرين على سهو النساخ وقال عطف أهل الولاية اما بيان على حد ما تقدمه فالمجاز أما عقلي أو لغوي وإما تقديري من قبيل من قال لا إله إلّا الله دخل الجنة وأراد بالمتقدم الخبر الآتي.

(ج) ٧٦٩ ـ محمد بن العباس عن البرقي عن عثمان بن أذينة عن زيد بن الحسن قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فقال فاجابهم الله تعالى ذلكم بانه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم. الخبر.

(د) ٧٧٠ ـ السياري عن ابن اذينة عن زيد مثله هذا ولكن روى علي بن إبراهيم في تفسيره بسنده عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى إذا دعي الله وحده الآية يقول إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر بولايته كفرتم. الخبر وظاهره كون ما ذكر

٦٤٣

تأويلا لا تنزيلا والله العالم.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٢) من سورة غافر :

(ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ).

وأضافت الروايات بعد : (وَحْدَهُ) وأهل الولاية وانكرتموها.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٧٦٨) في سندها : علي بن منصور لم يوثّق. وفي نسختنا من القراءات لا زيادة في الآية ونصّها : (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ).

وروايته (٧٧٠) مرسلة وزيد بن الحسن مجهول حاله.

٢ ـ رواية الكليني (٧٦٧) هي رواية السياري (٧٦٨) بعينها وفي سندها ـ أيضا ـ معلّى بن محمد مضطرب الحديث.

٣ ـ رواية محمد بن العباس (٧٦٩) هي رواية السياري (٧٧٠) بعينها وفي سندها عثمان بن اذينة لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

وبناء على ذلك فان الروايات اثنتان وليست بأربع روايات.

ج ـ المتن :

يخاطب الله في هذه الآية المشركين الذين يشركون بالله ولا يؤمنون برسالة خاتم الأنبياء فضلا عن ايمانهم بأهل الولاية من أهل بيت الرسول (ص) ثم ان اضافة الولاية تخل بوزن الآية في السورة.

٦٤٤

ثانيا ـ رواية آية (٧):

(ه) ٧٧١ ـ تفسير البرهان عن ابن شهرآشوب عن ابن فياض في (شرح الأخبار) عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لقد صلت الملائكة عليّ وعلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام سبع سنين وذلك انه لم يؤمن بي ذكر قبله وذلك قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لمن في الأرض.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧) من سورة غافر :

(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...).

وبدلت الرواية (لِلَّذِينَ آمَنُوا) ب ـ لمن في الأرض.

ب ـ السند :

الرواية لا سند لها ويردّها روايات مسندة جاء فيها الآية الشريفة كما كان في المصحف ولعلّ الراوي خلط الآية السابعة من سورة غافر بالآية الخامسة من سورة الشورى والتي جاء فيها : (... وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ...).

وسيأتي في قراءة سورة الشورى / ٥ انها من قراءات السياري.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف يستدل الشيخ النوري على تحريف القرآن برواية لا سند لها لست أدري؟!

٦٤٥

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة غافر خمس روايات بينما هي ثلاث روايات : رواية واحدة ممّا عدّاه بلا سند وأربع عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.

٦٤٦

دراسة روايات سورة فصلت (١)

أولا ـ روايتا آية (٤):

(الف) ٧٧٢ ـ محمد بن العباس عن علي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن علي بن أحمد العلوي قال بلغني عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال لداود الرقي أيكم ينال السماء فو الله ان أرواحنا وأرواح النبيين لتناول العرش كل ليلة جمعة يا داود قرأ أبي محمد بن علي عليهما‌السلام حم السجدة حتى بلغ فهم لا يسمعون ثم قال نزل جبرائيل (ع) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن الامام بعده علي عليه‌السلام ثم قال حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون حتى بلغ فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون.

(ب) ٧٧٣ ـ فرات بن إبراهيم عن علي بن محمد الجعفي عن الحسن بن علي أحمد العلوي مثله.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤) من سورة فصلت :

(بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ).

__________________

(١) البحث حول آيات «سورة فصلت» وليست «سورة السجدة» كما في النص.

٦٤٧

وزيد في الرواية بعد : (أَكْثَرُهُمْ) ـ عن ولاية علي ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية محمد بن العباس (٧٧٢) مرسلة وفي سندها : علي بن محمد مخلد الدهان لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وكذا حسن بن علي بن أحمد العلوي وداود البرقي وان كان الراوي الأخير داود البرقي فهو ضعيف لا يلتفت إليه.

٢ ـ رواية تفسير فرات (٧٧٣) هي رواية (٧٧٢) بعينها وهما رواية واحدة على ان تفسير فرات لم يعرف لمن هو.

ج ـ المتن :

أولا ـ إن الآيات إلى السابعة منها تخص المشركين ويقول الله في آخرها : (... وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) ولا يناسب قول (فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون).

ثانيا ـ ان الاضافة تخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ روايات آية (٢٧):

(ج) ٧٧٤ ـ فرات بن إبراهيم عن علي بن اسباط عن علي بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال قال الله عزوجل فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذابا شديدا في الدنيا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون.

(د) ٧٧٥ ـ السياري عن ابن اسباط عن علي مثله.

(ه) ٧٧٦ ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى فلنذيقن الذين كفروا

٦٤٨

بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذابا شديدا الآية.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٧) من سورة فصلت :

(فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ).

وفي الروايات : بعد (كَفَرُوا) ـ بتركهم ولاية علي بن أبي طالب ـ.

ب ـ السند

١ ـ رواية السيّاري (٧٧٥) في سندها : علي بن أبي حمزة ضعيف كذاب متهم.

٢ ـ رواية فرات بن إبراهيم (٧٧٤) لم يعرف من هو فرات بن إبراهيم وهي رواية السيّاري (٧٧٥) بعينها.

٣ ـ رواية الكليني (٧٧٦) هي ـ أيضا ـ رواية السياري. إذا فالروايات الثلاث رواية واحدة عن ضعيف كذاب متهم.

ج ـ المتن :

ان الآية (٢٧) تتمة للآية (٢٦) قبلها حيث قال سبحانه :

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ).

فالخلاف حول القرآن ورسالة الرسول (ص) وليس حول من يستخلفه والاضافة يخرج الكلام عن كونه قرآنا.

٦٤٩

ثالثا ـ رواية آية (٣٣):

(و) ٧٧٧ ـ العياشي عن جابر قال قلت لمحمد بن علي عليهما‌السلام قول الله في كتابه الذين آمنوا ثم كفروا قال لما وجه (١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رحمه‌الله إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبي ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفي مكة صناديدها وكانوا يسمون عليا الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي لقول الله تعالى ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وهو صبي وعمل صالحا وقال انني من المسلمين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٣) من سورة فصلت :

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

وزيد في الرواية بعد (إِلَى اللهِ) ـ وهو صبي ـ.

ب ـ السند :

الرواية محذوفة السند ولعلها مما زيدت في كتب جابر كما مرّ بنا ذكره في رواية (٢١٨) ولا نعيده.

ج ـ المتن :

متى أرسل النبي (ص) عليا (ع) وعمارا إلى أهل مكة!؟ ولم يكن علي صبيا في المدينة وإنما كان بطلا قتل صناديد قريش في بدر وأحد والأحزاب. ولست

__________________

(١) في النص (توجه) تصحيف.

٦٥٠

أدري كيف يستشهد الشيخ النوري على تحريف كلام الله المجيد بأمثال هذا الهذر من القول!؟

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة فصلت ست روايات ، بينما هي ثلاث روايات : رواية واحدة ممّا عدّاه بلا سند وخمس روايات عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.

٦٥١

دراسة روايات سورة الشورى

أولا ـ روايتا آية (٥):

(الف) ٧٧٨ ـ السياري عن عبد الاصم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل والملائكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم ولا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين قلت ما هذا جعلت فداك قال هذا القرآن كما أنزل على محمد بخط علي صلوات الله عليهما قلت إنّا نقرأ ويستغفرون لمن في الأرض قال ففي الأرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان افترى ان حملة العرش يستغفرون لها (١).

(ب) ٧٧٩ ـ الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق عليه‌السلام ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥) من سورة الشورى :

(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

وفي الرواية بعد (فِي الْأَرْضِ) ـ من المؤمنين ـ.

__________________

(١) في نسختنا من قراءات السياري (لهؤلاء) وهو الصواب.

٦٥٢

ب ـ السند :

رواية السياري (٧٧٨) مرسلة في سندها عبد الأصم وهو عبد الله عبد الرحمن الأصم الضعيف.

٢ ـ رواية الطبرسي (٧٧٩) بلا سند.

وبتفسير الآية في تفسير القرطبي (١) قال الضحاك : لمن في الأرض من المؤمنين. وبناء على ذلك فالرواية مشتركة ، وليس لظهير أن يعتبرها من الألف حديث الشيعي وانما أضاف إليها السياري بمقتضى غلوه ما أضاف وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق وعنه نقل الطبرسي ما أسنده إلى الامام الصادق (ع).

ج ـ المتن :

الاضافة تفسيرية كما قلنا واعتبارها نصا قرآنيا يخلّ بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ رواية آية (٨):

(ج) ٧٨٠ ـ علي بن إبراهيم ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد حقهم ما لهم من ولي ولا نصير.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨) من سورة الشورى :

(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٦ / ٤.

٦٥٣

وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).

وزيد في القول بعد (وَالظَّالِمُونَ) ـ لآل محمد حقهم ـ.

ب ـ السند :

ما أورده قول تفسيري ، وليس برواية ولا سند له.

ج ـ المتن :

لا مناقشة في أن ظالمي آل محمد حقهم ما لهم من ولي ولا نصير ولكن الكلام في انّ هذه الاضافة ليست من القرآن ، ولا ندري من الذي أدرجها في القرآن والاضافة تخل بوزن الآية في السورة!

ثالثا ـ روايات آية (١٣):

(د) ٧٨١ ـ سعد بن عبد الله في بصائره كما نقله حسن بن سليمان الحلي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الحارثي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ان الله عزوجل قال لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين من قبلك أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من تولية علي بن أبي طالب. الخبر.

(ه) ٧٨٢ ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله ادريس عن محمد بن سنان عن الرضا عليه‌السلام في قوله عزوجل كبر على المشركين ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي هكذا (١) في الكتاب المخطوط (٢).

__________________

(١) في النص (هذا) تصحيف.

(٢) في النص (المخطوطة) تصحيف.

٦٥٤

(و) ٧٨٣ ـ السياري عن محمد بن سنان مثله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٣) من سورة الشورى :

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ).

وأضيف في الرواية الأولى بعد : (ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) : ـ من تولية علي بن أبي طالب ـ وفي الاخيرتين بعد (ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) : ـ يا محمد من ولاية علي ـ

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٧٨٣) المتهالك مرسلة عن محمد بن سنان ضعيف غال كذّاب.

٢ ـ رواية سعد بن عبد الله (٧٨١) في سندها : نضر بن شعيب مجهول حاله.

٣ ـ رواية الكليني (٧٨٢) هي رواية السيّاري (٧٨٣).

وقوله : هذا في الكتاب المخطوط ، ورد بعينها في قراءات السياري.

ج ـ المتن :

أولا ـ يجري الكلام مع المشركين والمشركون كانوا لا يؤمنون برسالة خاتم الأنبياء كي يناقشوا في ولاية علي من بعده والاضافة تخلّ بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ لا ندري أيّ النصّين يراه الشيخ نزل به جبرائيل وحرّف إلى النص

٦٥٥

القرآني الذي يتلوه جيلا بعد جيل من لا يحصون إلى عصر الصحابة الذين أخذ الألوف منهم القراءة من فم رسول الله (ص) عن جبرائيل (ع) عن الباري جلّ اسمه.

رابعا ـ رواية آية (٢٢):

(ز) ٧٨٤ ـ علي بن إبراهيم ثم قال ترى الظالمين لآل محمد حقهم مشفقين مما كسبوا قال قال خائفون مما ارتكبوا.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٢) من سورة الشورى :

(تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).

في الرواية بعد : (الظَّالِمِينَ) ـ لآل محمد حقهم ـ.

ب ـ السند :

انّها قول تفسيري ، وليس برواية ، ولا سند له.

ج ـ المتن :

الكلام يجري منذ الآية السابعة عشر حول المشركين إلى قوله تعالى في الآية (٢١) :

(... أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).

٦٥٦

وفي الآية بعدها : (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ).

إذا فان الظالمين في هذه الآية هم المشركون بالله والكافرون برسالة خاتم الأنبياء ولا مورد لذكر ظلم آل محمد (ص) فيها. والاضافة تخلّ بوزن الآية في السورة.

خامسا ـ روايات آية (٤٤):

(ح) ٧٨٥ ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد عن محمد بن علي بن صوفي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) انه قرأ وترى ظالمي آل محمد حقهم لما رأوا العذاب وعلي عليه‌السلام هو العذاب. الخبر.

(ط) ٧٨٦ ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل مثله سواء.

(ى) ٧٨٧ ـ علي بن إبراهيم قوله تعالى وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب يقولون إلى مرد من سبيل أي الى الدنيا.

(يا) ٧٨٨ ـ وعن جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول ولمن انتصر بعد ظلمه الى أن قال ثم قال وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب الى أن قال خاشعين من الذل لعلي ينظرون الى علي من طرف خفي.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٤) من سورة الشورى :

(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ).

وفي الروايتين الاوليتين : (وَتَرَى) ـ ظالمي آل محمد حقهم ـ.

٦٥٧

وفي الروايتين الآخرتين (وَتَرَى الظَّالِمِينَ) ـ لآل محمد حقهم ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٧٨٦) عن محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب عن محمد بن الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٧٨٨) هي رواية السياري (٧٨٦) بعينها ومن الروايات التي زيدت في تفسير القمي.

وروايته (٧٨٧) قول تفسيري وليس برواية ولا سند له.

٣ ـ رواية محمد بن العباس (٧٨٥) هي بعينها رواية السياري (٧٨٦) ومحمد بن علي بن صوفي تصحيف محمد بن علي الصيرفي الكوفي (أبو سمينة) الضعيف الغال الكذاب. إذا فالجميع رواية واحدة وليس للشيخ والاستاذ أن يعداها أربع روايات.

ج ـ المتن :

ان التغيير يخلّ بوزن الآية في السورة.

سادسا ـ روايات آية (٤٥):

(يب) ٧٨٩ ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن أيوب البزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام خاشعين من الذل لعلي ينظرون إليه من طرف خفي.

(يج) ٧٩٠ ـ السياري بالاسناد ألّا ان الظالمين آل محمد في عذاب مقيم.

(يد) ٧٩١ ـ علي بن إبراهيم بالاسناد المتقدم عن الباقر عليه‌السلام مثله.

٦٥٨

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٥) من سورة الشورى :

(وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ).

في الرواية الأولى بعد (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) ـ لعلي ـ وبعد : (يَنْظُرُونَ) ـ اليه ـ.

في الرواية الثانية والثالثة بعد : (أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ) ـ آل محمد ـ.

ب ـ السند :

الثلاث رواية واحدة عن السيّاري المتهالك ، وفي سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب وعمرو بن شمر ضعيف جدا.

ج ـ المتن :

التغييران يخلان بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الشورى أربع عشرة رواية ، بينما وجدناها سبع روايات : رواية واحدة بلا سند ، وإحدى عشرة رواية عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء وروايتان مفسرتان.

٦٥٩

دراسة روايات سورة الزخرف

أولا ـ رواية آية (٣٣):

(الف) ٧٩٢ ـ السياري عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبي القاسم عن أبي عبد الله عليه‌السلام لو لا أن يكون الناس أمة واحدة كفارا لجعلنا لمن يكفر بالرحمن ثم قال والله لو فعل الله عزوجل لفعلوا.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٣) من سورة الزخرف :

(وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ).

وزيدت في الرواية بعد (واحِدَةً) ـ كفارا ـ.

ب ـ السند :

الرواية مما تفرد بها السياري الغالي المتهالك.

وفي تفسير الطبري والسيوطي عن ابن عباس ... يقول الله سبحانه لو لا أن أجعل الناس كلهم كفارا لجعلت للكفار لبيوتهم سقفا من فضة ومن ثم يتبين لنا أن الغالي أخذها من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى به على

٦٦٠