القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (١٠٢٩) في سندها : روى بعض أصحابنا! ومن هم بعض أصحابه؟!

وروايته (١٠٣١) مرسلة.

٢ ـ رواية الكليني (١٠٢٧) في سندها : سهل بن زياد الضعيف الغالي. وأحمد بن محمد (السيّاري) الغالي المتهالك عن الحسن بن العباس الجريش.

قال النجاشي : ضعيف جدا ، له كتاب إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وهو كتاب رديء الحديث ، مضطرب الألفاظ.

وقال ابن الغضائري : روى عن أبي جعفر الثاني (ع) فضل إنا أنزلناه في ليلة القدر ، كتابا مصنفا فاسد الألفاظ ، تشهد مخايله على انّه موضوع.

٣ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (١٠٣٠) قول تفسيري بلا سند.

٤ ـ رواية صدر الصحيفة المباركة السجادية (١٠٢٨) لا اشكال في سندها إلّا انها تفسير وبيان.

٥ ـ رواية أبو عتاب والحسين ابنا بسطام (١٠٣٦) كلاهما مجهول حالهما عن محمد بن يوسف المؤذن ، لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وكذلك محمد عبد الله بن زيد.

٦ ـ رواية ابن طاوس (١٠٣٥) عن كتاب محمد بن علي الطرازي مجهول حاله ينتج جهلا بحال أسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري.

٧ ـ رواية شرف الدين (١٠٣٢) هي رواية السيّاري (١٠٣١) بعينها.

وروايته (١٠٣٣) هي نصّ ما قبلها عن السيّاري!

وروايته (١٠٣٤) عن الشيخ الطوسي عن رجاله! ومن هم رجاله؟!

٨٢١

وفي تفسير القرطبي عن الترمذي عن الحسن بن علي (رض) (ان رسول الله (ص) أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) يعني نهرا في الجنة ونزلت (إنا أنزلناه في ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بن وأمية قال القاسم بن حدّاني فعددناها فاذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص يوما).

وفي تفسير السيوطي (١) أكثر تفصيلا منه. وبناء على ذلك فالروايات مشتركة بين المدرستين ومفسّرة وليس للشيخ النوري وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

أولا ـ الروايات عدا (ط) و (ى) واضحة الدلالة على بيان التفسير وشأن نزول الآية.

وأما الرواية ى فقد جاء فيها : (... وليقرأ على الماء سورة انزلناه على التنزيل). فكيف يستدل الشيخ بهذه العبارة المجملة على تحريف القرآن.

وجاء في (ط) ففيها : (.. وإنا أنزلناه وقل هو الله أحد كما أنزلتا لا كما نقصتا). وقد مرّ بنا ما استشهد بها الشيخ في شأن إنا أنزلنا وسيأتينا مجازفته في شأن قل هو الله أحد وكيف لا يثبت بما استشهد به شيئا.

ثانيا ـ كان على الشيخ النوري أن يعين النصّ الذي يختاره ويرى ان جبرائيل (ع) قد نزل به على رسول الله ثم حرّف إلى النص القرآني الذي يتلوه المسلمون خلفا بعد سلف؟!

ثالثا ـ إنّ جميع ما ورد في الروايات يخل بالوزن والسياق القرآني.

__________________

(١) تفسير السيوطي ٦ / ٣٧٠ ـ ٣٧١.

٨٢٢

نتيجة البحث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة القدر عشر روايات وهي روايتان عن الغلاة والمجاهيل.

٨٢٣

دراسة روايتا آية (٢) من سورة النحل

أوردها الشيخ النوري عقيب روايات سورة القدر!!

(يا) ١٠٣٧ ـ الصفار في البصائر عن محمد بن عيسى عن ابن اسباط عن علي أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عزوجل تنزل الملائكة بالروح من أمر ربه على من يشاء من عباده فقال (ع) الخبر.

(يب) ١٠٣٨ ـ وعن المفيد في (الاختصاص) عن سعد بن عبد الله عن محمد عيسى ومحمد بن الحسين وموسى بن عمر عن ابن اسباط مثله وتقدم الوجه في اختلاف الساقط المعين في الأخبار.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢) من سورة النحل :

(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ).

وفي الرواية : «تنزل» ـ بدل ـ (يُنَزِّلُ).

و : «من أمر ربّه» ـ بدل ـ (مِنْ أَمْرِهِ).

٨٢٤

ب ـ السند :

الروايتان رواية واحدة عن البصائر ومنتخبه عن علي بن أبي حمزة الضعيف المتهم الكذاب.

وقد اشتبه على الشيخ النوري ، وزعم أن رمز (خص) يكون لاختصاص الشيخ المفيد ، والحال انّها رمز «منتخب البصائر» ورمز الاختصاص في البحار : (ختص).

ج ـ المتن :

الرواية مفسرة في مقام بيان تفسير النصّ القرآني وليست بصدد بيان النقص في الآية الكريمة.

٨٢٥

دراسة روايتا سورة البينة

(الف) ١٠٣٩ ـ تقدم عن الصادق عليه‌السلام ان سورة لم يكن كانت مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرفوها وتقدم في الدليل الثالث أخبار كثيرة في تحريف هذه السورة.

(ب) ١٠٤٠ ـ وروى الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد محمد بن أبي نصر قال رفع إلى أبي الحسن عليه‌السلام مصحفا وقال لا تنظروا فيه ففتحته وقرأت فيه لم يكن الذين كفروا فوجدت فيه اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم واسماء آباءهم قال فبعث إليّ أن ابعث وتقدم عن الكشي بأبسط من ذلك.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآيتين من سورة البينة :

(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ* رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً* فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ...).

وفي الروايتين :

«سورة لم يكن كانت مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرّفوها»

«فوجدت فيه اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم».

٨٢٦

ب ـ السند :

١ ـ رواية (١٠٣٩) التي قال فيه : تقدّم عن الصادق (ع) في الدليل الثالث ، هي رواية السيّاري الغالي المتهالك وهذا نصه :

«أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات عن ابن اسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سورة لم يكن كانت مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرّفوها».

وفي سندها : علي بن أبي حمزة الضعيف المتهم الكذّاب. وهى من روايات مدرسة الخلفاء كالآتي بيانه.

٢ ـ رواية الكليني (١٠٤٠) مرسلة ب «بعض أصحابه»! ومن هم بعض أصحابه؟! وقد مرّ البحث عنها وعن رواية الكشي في بحث «دراسة روايات باب الحادي عشر» ولا نعيده.

ج ـ المتن :

أولا ـ لقد درسنا ما استند إليه الشيخ النوري من روايات مدرسة الخلفاء في المجلد الثاني من هذا الكتاب وأما ما جاء في رواية الكليني (ب) ١٠٤٠ ـ (وجدت اسم سبعين رجلا باسمائهم وأسماء آبائهم) فقد تكرر قولنا في أمثاله ان الرواية ان صحت فذلك من باب التفسير والبيان كما كان الشأن في ذكر اسم الامام علي في آية «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ في علي ـ وان لم تفعل فما بلغت رسالته ...» فان البيان قد نزل على رسوله بوحي غير قرآني وكان مكتوبا في مصحف أبيّ وابن عباس وعند ما استنسخوا القرآن مجرّدا عن التفسير بأمر عثمان ظن من قرأ أمثال هذه الرواية ان المراد ان الاسم أو الاسماء كان من الوحي القرآني وحذف من نسخ القرآن.

٨٢٧

ثانيا ـ ان ركاكة التعبير وفجاجة المعاني وسخافة الاستدلال في كثير من الروايات من أمثال تعابير جملات سورتي الحفد والخلع والولاية ونضائرها في روايات السياري وأشباهه تكفينا عن تجشم القيام بالاستدلال على بطلانها.

نتيجة البحث :

عدّا ما استدلّا به على تحريف سورة البينة روايتين وهي رواية واحدة من الغلاة والمجاهيل ، ومنتقلة من مدرسة الخلفاء.

٨٢٨

دراسة روايتا سورة الزلزلة

(الف) ١٠٤١ ـ السياري عن البرقي عن النضر عن يحيى بن هارون قال صليت خلف أبي عبد الله عليه‌السلام بالقادسية فقرأ من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

(ب) ١٠٤٢ ـ الطبرسي في بعض الروايات عن الكسائي خيرا يره وشرا يره بضم الياء فيهما وهي رواية أبان عن عاصم أيضا وهي قراءة علي عليه‌السلام.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآيتين (٦ و ٧) من سورة الزلزلة :

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

وفي الروايتين : «من» ـ بدل ـ (فَمَنْ).

و : «يره» ـ بدل ـ (يَرَهُ).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (١٠٤١) في سندها : يحيى بن هارون ولم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

٢ ـ رواية الطبرسي (١٠٤٢) جاء في تفسير الزمخشري : وقرأ ابن عباس وزيد بن علي : يره بالضم.

٨٢٩

وفي تفسير القرطبي (١) وقرأ ... عن عاصم (يره) بضم الياء أي يريه الله.

وما نقله الطبرسي عن أمير المؤمنين فلم نجد له سندا.

وبناء على ذلك فقد نقل القراءة السياري عن مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق (ع) وليس لظهير أن يعدّها ضمن الألف حديث شيعي على حد تعبيره.

ج ـ المتن :

أولا ـ جاء نظائره في البناء للمعلوم كقوله تعالى (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ ...) (البقرة / ١٦٥).

ثانيا ـ التغيير يخالف السياق ويكون ثقيلا في التلفظ.

ولست أدري كيف يستدل الشيخ النوري بتغيير حركة في القراءة على تحريف القرآن؟!

__________________

(١) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٥١.

٨٣٠

دراسة رواية سورة العاديات

(الف) ١٠٤٣ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام فوسطن بالتشديد.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥) من سورة العاديات :

(فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً).

وفي الرواية : فوسّطن ـ بدل ـ (فَوَسَطْنَ).

ب ـ السند :

وفي تفسير القرطبي (١) : (وقرأ علي (رض) فوسّطن بالتشديد وهي قراءة قتادة وابن مسعود وأبي رجاء.

وبناء على ذلك ، فالقراءة منتقلة ، وليس للشيخ النوري وظهير أن يستندا إليها في مرادهما.

ج ـ المتن :

وسط الشيء بسطه وسطا : صار في وسطه.

__________________

(١) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٦٠.

٨٣١

وسّط الشيء جعله في الوسط وما قبل الآية في السورة.

(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً* فَالْمُورِياتِ قَدْحاً* فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً* فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً).

أي قسما بخيل الغزات ـ في غزوة الامام علي (ع) لقبيلة طي ـ إذ تعدوا فتضبح ، وضبح الخيل : صوّتت أنفاسها في جوفها حين العدو.

والتي أورت النار بحوافرها فالمغيرات صبحا : وقت الصبح. فوسطن به جمعا : أي ان الخيل مع فرسانها توسطت جمع العدو بغتة ولا يناسب فوسّطن الجمع والتغيير يخل بوزن الآية في السورة.

٨٣٢

دراسة روايتي سورة التكاثر

(الف) ١٠٤٤ ـ السياري عن منصور عن ابن اسباط عن محمد بن أبي الحسن (ع) قال أبي وأمي تقرأ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر فقال اما ان هذه السورة كان فيها ما يحتاج اليه الناس حتى يرون المقابر فقالت فمالي أريها قصيرة قال وضعها عنه من شيء.

(ب) ١٠٤٥ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام وابن عامر والكسائي لترون بضم التاء.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في سورة التكاثر :

(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ... لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ* ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ).

وفي الروايتين : (١٠٤٤) «ان هذه السورة كان فيها ما يحتاج اليه الناس حتى يرون المقابر».

و (١٠٤٥) : «لترونّ» بضم التاء.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري المتهالك (١٠٤٤) في سندها : منصور مجهول حاله ، وفي نسختنا من القراءات : منصور عن اسباط وهو ـ أيضا ـ مجهول حاله ، مع ان

٨٣٣

في ألفاظها سقم وتشويش وتفرّد بها السيّاري.

٢ ـ رواية الطبرسي (١٠٤٥) ولفظه في تفسيره ليس كما نقله الشيخ النوري بل جاء فيه : قرأ ابن عامر والكسائي لترون بضم التاء وروى ذلك عن علي (ع) وفي معاني القرآن للفرّاء عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رحمه‌الله انه قرأ لترونّ الجحيم ثم لترونّها بضم التاء الأول وفتح الثانية وفي التيسير للداني قرأ ابن عامر والكسائي لترون بضم التاء والباقون بفتحها وفي اعراب القرآن للنحاس أورد رواية أبي عبد الرحمن السلمي وفي تفسيري الرازي والقرطبي عن الكسائي (١).

وبناء على ذلك فالقراءة منتقلة وليس للشيخ وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

أ ـ في رواية السياري (أما انّ هذه السورة كان فيها ما يحتاج إليه الناس) أولا ـ ما يحتاج اليه الناس جميع القرآن فهل كان الشيخ النوري يعتقد ان في سورة التكاثر كان جميع القرآن واسقط منه وابقي ما نقرأه اليوم!؟

ثانيا ـ ما معنى (قال : وضعها عنه من شيء) في آخر الرواية وكيف يستدل بمثل هذه العبارة السقيمة من رواية السياري على تحريف كتاب ربّ الأرباب كما سمّى كتابه.

ب ـ قراءة الطبرسي منتقلة ومرسلة ، فكيف يستدل بها على تحريف كتاب ربّ الأرباب والعياذ بالله.

__________________

(١) التيسير للداني ص ٢٢٥ ؛ اعراب القرآن للنحاس ٥ / ٢٨٤ ؛ وتفسير الرازي ٣٢ / ٨٠ ؛ والقرطبي ٢٠ / ١٧٤.

٨٣٤

دراسة روايات سورة العصر

(الف) ١٠٤٦ ـ علي بن إبراهيم قال قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام والعصر ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وائتمروا بالتقوى وائتمروا بالصبر.

(ب) ١٠٤٧ ـ الطبرسي قيل ان في قراءة ابن مسعود والعصر ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر وروى ذلك عن علي عليه‌السلام وتقدم في حال مصحف ابن مسعود طرق أخرى لتلك النسبة إليه.

(ج) ١٠٤٨ ـ السياري عن خلف بن حماد عن الحسين عن أبي عبد الله (ع) والعصر ان الانسان لفي خسر إلى آخر ما رواه القمي.

(د) ١٠٤٩ ـ وعن حماد عن حريز عن ربعي عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

(ه) ١٠٥٠ ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يقرأ والعصر ونوائب الدهر.

(و) ١٠٥١ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) عن مشايخه انه قرأ أبو عبد الله (ع) والعصر ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر.

دراسة الروايات :

٨٣٥

أ ـ قال الله سبحانه في سورة العصر :

(وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ).

وفي الروايات : بعد (لَفِي خُسْرٍ) ـ وانه فيه إلى آخر الدهر ـ.

وبعد : (وَالْعَصْرِ) ـ ونوائب الدهر ـ.

وبدلت فيها : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ب : «وائتمروا بالتقوى وائتمروا بالصبر».

ب ـ السند :

١ ـ روايات السياري الغالي المتهالك (١٠٤٨ ـ ١٠٥٠) أخذها من قراءات مدرسة الخلفاء وركّب عليها أسنادا وافترى بها على الإمام الباقر والامام الصادق والامام الكاظم (ع).

كما ورد كل ذلك في كتب أتباع مدرسة الخلفاء الآتي ذكرها في دراسة رواية الطبرسي.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (١٠٤٦) قول بلا سند ممّا أدرجوها في التفسير ولم نجد لها معينا غير معين السيّاري المتهالك.

٣ ـ الرواية المنسوبة الى سعد بن عبد الله (١٠٥١) من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في روايات سورة الحمد ومعين هذه أيضا ليس إلّا السيّاري.

٤ ـ رواية الطبرسي (١٠٤٧) بلا سند أوردها بلفظ : «قيل ـ و ـ روى» اشعارا بضعفها عنده.

٨٣٦

وفي تفسير الطبري (١) :

أ ـ (وكان علي (رض) يقرأ ذلك ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر).

ب ـ (والعصر ونوائب الدهر ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر).

وفي تفسير القرطبي والسيوطي (٢) القراءة الثانية وفيه ـ أيضا ـ قراءة ابن مسعود وبناء على ذلك فالقراءة منتقلة وليس لهما أن يستدلا بها على مرادهما!!

ج ـ المتن :

قسما بمنزل القرآن الكريم انهم قد جعلوا القرآن بهذه القراءات عضين وان هذه القراءات في البلاغة دون مستوى بلاغة بلغاء العرب ولكن اولئك الرواة لا يعقلون.

نتيجة البحث :

عدّا الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة العصر ست روايات ، بينا هي ثلاث روايات عن الغلاة والمجاهيل ، ومنتقلة من مدرسة الخلفاء.

__________________

(١) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٧.

(٢) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٨٠ ؛ والسيوطي ٣٩٢.

٨٣٧

دراسة روايتي سورة الفيل

(الف) ١٠٥٢ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور انه (ع) قرأ ألم يأتك كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.

(ب) ١٠٥٣ ـ وفيه انه قرأ إني جعلت.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في سورة الفيل :

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ..).

وفي الروايتين : «ألم يأتك» ـ بدل ـ (أَلَمْ تَرَ).

و : «إنّي جعلت» ـ بدل ـ (أَلَمْ يَجْعَلْ).

ب ـ السند :

الروايتان منسوبتان إلى سعد بن عبد الله وهما من الروايات المجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في روايات سورة الحمد.

ج ـ المتن :

القراءتان المفتريتان تخلان بوزن الآيتين في السورة.

٨٣٨

دراسة رواية سورة الكوثر

(الف) ١٠٥٤ ـ السياري عن أبي داود عن رجل عن أبي عبد الله (ع) إنّا أعطيناك يا محمد الكوثر فصل لربك وانحر إنّ شانئك عمرو بن العاص هو الأبتر.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في سورة الكوثر :

(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).

وفي الرواية بعد (أَعْطَيْناكَ) ـ يا محمد ـ وبعد (شانِئَكَ) ـ عمرو العاص ـ.

ب ـ السند :

تفرّد السيّاري الغالي المتهالك عن رجل! ومن هو الرجل؟!

وفي تفسير السيوطي : (... نزلت هذه السورة انا أعطيناك الكوثر ... هو الابتر يعني عدوّك العاص بن وائل هو الابتر).

ج ـ المتن :

أولا ـ أخطأ السياري الهالك فان الشانئ كان العاص والد عمرو وليس بعمرو.

ثانيا ـ الاضافة تخلّ بوزن الآيتين في السورة.

٨٣٩

دراسة روايتي سورة الكافرون

(الف) ١٠٥٥ ـ السياري عن حماد عن حريز عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كان يقرأ قل للذين كفروا لا أعبد ما تعبدون اعبد الله ولا أشرك به شيئا ولا أنتم عابدون ما أعبد إلى آخرها لكم دينكم ولي دين ديني الاسلام ثلاثا.

(ب) ١٠٥٦ ـ وعن يونس عن بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال كان أبو جعفر عليه‌السلام يقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون اعبد الله ولا أنتم عابدون ما أعبد إلى آخر لكم دينكم ولي دين ويقول ديني الاسلام ثلاثا هكذا نزلت.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في سورة الكافرون :

(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ* لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ* وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ* وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).

وفي الروايتين : «قل للذين كفروا» ـ قبل ـ (لا أَعْبُدُ).

و : «اعبد الله ولا اشرك به شيئا» ـ بعد ـ (تَعْبُدُونَ).

و : «اعبد الله» ـ بعد (تَعْبُدُونَ).

٨٤٠