القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5841-73-9
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨١٤

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرّحيم

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً* قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً). (الكهف / ١ ، ٢).

(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً). (الإسراء / ١٠٥ ، ١٠٦)

(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ). (القيامة / ١٦ ـ ١٩)

(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ* وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ). (الحاقة / ٤٠ ـ ٤٧)

(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ* قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ* فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ). (يونس / ١٥ ـ ١٧)

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً). (النّساء / ٨٢)

٥
٦

مقدّمة الطبعة الثانية

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة على خاتم أنبيائه محمّد وآله الطّاهرين ، والسلام على أصحابه المنتجبين وأزواجه أمّهات المؤمنين.

وبعد ، قام بتصحيح هذا الكتاب للطبعة الثانية ولدي الدكتور السيد كاظم العسكري ، سائلا العليّ القدير أن يتقبّل أعمالنا ، إنّه سميع مجيب.

المؤلف

٧
٨

مقدّمة الطبعة الاولى

في مؤلّفاتي أبهضني كتابا «خمسون ومائة صحابي مختلق» (١) و «القرآن الكريم وروايات المدرستين».

أمّا الأوّل فلأنّه كي أطمئن أنّ اولئكم الصحابة من مختلقات سيف كان عليّ أن اراجع في جميع مصادر الدراسات الإسلامية ، الروايات والأخبار الّتي ورد في سندها أو متنها ذكر صحابة الرسول (ص) ، وبعد التأكّد من عدم ورود تلكم الأسماء فيها ، يثبت عندي أن ذكرها وما روي من أخبارها منحصران بروايات سيف فهي إذا من مختلقاته.

و ـ أيضا ـ كي لا يجابهني بعد نشر بحوثي عنهم باحث ينقد برواية واحدة أو خبر واحد ، جاء ذكر أحدهم فيه عن غير طريق سيف ، ودونكم أسماء ثلاثة وتسعين منهم أوردت تراجمهم من روايات سيف بمجلّدي «خمسون ومائة صحابي مختلق». فهل يجد باحث اسم أحدهم في غير روايات سيف؟

وأمّا الثاني منهما فكان خبره أني قبل أكثر من عشر سنوات عقدت العزم على دراسة ما جاء في كتاب «الشيعة والقرآن» لإحسان إلهي ظهير ، واستنادا

__________________

(١) بلغ عدد من وجدتهم من مختلقات سيف من الصحابة نيفا وستين ومائة صحابي مختلق أسأل الله أن يوفّقني لطبع المجلّد الثالث من الكتاب ليرد فيه تراجم ما ناف على ثلاثة وتسعين المترجمين في المجلّدين الأوّل والثاني من الكتاب.

٩

إلى مطالعاتي السابقة حول الموضوع قدرت أن أجري البحوث في مقدّمة وبابين في قرابة ثلاثمائة صفحة ، ولما بدأت بدراسة الروايات وجدت في بعضها ـ كما ذكرت في مقدّمة المجلّد الأوّل ـ مصطلحات قرآنية تغيّرت معانيها تدريجيا بعد عصر الصحابة مثل القراءة والإقراء والآية ممّا سبب عدم فهم مغزى الروايات ، وقد أخذ مني معرفة معانيها وقتا طويلا سبق وسجلت نتيجة دراستي حولها في المجلّد الأوّل من هذا الكتاب.

ووجدت روايات كثيرة منها وسمت بالصّحة في حين أنّها أفتري بها على الله وكتابه ورسوله (ص) وأصحاب رسوله والأئمّة من أهل بيته (ع) ، وسببت تلك المفتريات القول بنسخ بعض الآيات أو إنسائها ، واختلق بسببها آلاف القراءات ، وبناء على ذلك كان يناسب أن نسمّي مجموعها (آلاف المختلقات حول القرآن الكريم) في مقابل خمسون ومائة صحابي مختلق.

وينبغي لنا في دراسة تلك المفتريات أن نقدّم في ما يأتي موجزا ممّا بيناه في المجلّد الأوّل :

أ ـ خصائص المجتمعات الّتي تتحدّث الروايات عن شأن من شئون القرآن فيها بدءا بالمجتمع الجاهلي الّذي نزل القرآن فيه وانتهاء بالمجتمع الإسلامي في أوّل عهد العباسيين.

ب ـ ما وصل إلينا من تاريخ القرآن في كلّ عصر تتحدّث الروايات المفتريات عن شأن من شئون القرآن فيه.

ج ـ أن ندرس سيرة كثير ممّن روي عنه أمر من شئون القرآن في تلك العصور وتلك المجتمعات.

وكان يحزّ في نفسي ويؤلمني تسجيل كثير ممّا جرى في تلكم المجتمعات وما جاء في سيرة بعض من درسنا سيرته ، لا سيما وأنّ في المسلمين من يرى أنّ القرن

١٠

الإسلامي الأوّل من بعد الرسول (ص) خير القرون ، ولست أدري كيف يكون خير القرون وقد قتل فيه الخليفة عثمان وسيد أهل بيت النبي (ص) الإمام عليّ في المحراب وسائر ذرّيّة الرسول (ص) بكربلاء ، وسبيت فيه بناته واحلّت فيه المدينة ثلاثا وهدمت الكعبة بالمنجنيق واحرقت ، ومهما يكن من أمر فإنّ دراسة تلكم الروايات وإثبات سلامة النصّ القرآني من كل تحريف وتبديل يتوقفان على دراسة خصائص تلكم المجتمعات وسيرة من روي عنه شأن من شئون القرآن (والله على ما نقول وكيل).

د ـ أن ندرس كل ما انتهى إلينا ممّا نحتاج إلى دراسته من روايات كل من مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت على حدة.

وبناء على ذلك خصّصت المجلّد الثاني هذا لدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة الخلفاء حول القرآن الكريم ، ولدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة أهل البيت المجلّد الثالث منه والّتي أراد أن يستوعبها إحسان إلهي ظهير في كتابه «الشيعة والقرآن» ، وذلك لأنّه أراد أن يستوعب ـ كما ذكرت ـ كلّ شاردة وواردة جاءت حول القرآن الكريم في مدرسة أهل البيت ليجعلها نبزا لهم.

وقد أساء بفعله من حيث لا يريد إلى القرآن الكريم. وبما انّه نقل كل ما أورده في كتابه من كتاب «فصل الخطاب» ، نبدأ أوّلا بدراسة كتاب الشيخ النوري وبيان هدفه ، ونستعين الله ونقول :

ألّف المحدّث الشيخ ميرزا حسين النوري (ره) (ت : ١٣٢٠ ه‍) كتاب : «فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب» ، وينبغي أوّلا البحث عن اسم الكتاب : (التسمية بالتحريف) وعما استهدفه. وبعد ذلك ندرس أدلّته في أبواب الكتاب.

١١

أ ـ التسمية بالتحريف :

جاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم :

(حرّف الكلام تحريفا : بدّله أو صرفه عن معناه (... يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) النساء / ٤٦ ، أي يصرفونه عن معناه ، و (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) البقرة / ٧٥ ، أي يصرفونه عن معناه) (١).

وفي البحوث القرآنية يقصد من التحريف أحيانا نقصان شيء من القرآن الكريم أو تبديله بغيره ـ معاذ الله ـ ، فما ذا قصد مؤلّف فصل الخطاب من التحريف في التسمية؟

ندرس ذلك بعد إيراد قصّة طريفة تناسب المقام :

قصّتي مع المبشّر المسيحي في بغداد

كانت صبيحة يوم جمعة من أيّام شبابي إبّان الحرب العالمية الثانية حين اقتحمت ناديا للتبشير المسيحي بشارع المتنبّي في بغداد ، وجلست إلى جنب منصّة المبشّر ، ولما اكتظّ النادي بالشباب المسلم الّذي كان يرتاد النادي لقراءة الصحف اليوميّة المعدّة هناك للمطالعة ، أو بالأحرى لاصطياد الشباب المسلم بتلك الوسيلة. بدأ المبشر عند ذاك بقراءة شيء من التوراة واستشهد به على ما رامه من التبشير ، فأخذت منه زمام المبادرة وبدأت بسرد ما كنت أحفظ من أساطير التوراة المحرّفة ، مثل اسطورة خلق آدم وحواء وكيف خدعهما الله ـ معاذ الله ـ وكشف الحيّة لهما عن الخدعة وبصّرتهما.

واسطورة مصارعة الله ليعقوب ، إلى الصباح ، وأنّه لمّا ظهرت الغلبة ليعقوب ـ معاذ الله ـ منحه الله لقب إسرائيل ، فكفّ عنه يعقوب.

__________________

(١) معجم ألفاظ القرآن الكريم ، مادّة (حرف) ، ١ / ٢٦٠.

١٢

وكيف زنى لوط بابنتيه وداود بزوجة أوريا ـ معاذ الله ـ.

إلى أمثالها من أساطير اخرى مع تعليقي على كل منها بما يثير الضحك للحاضرين والأسى والغضب للمبشّر. وحاول المبشر أكثر من مرّة أن ينهى الجلسة قبل أوانها وكنت أمتنع عليه ويساعدني على ذلك الحاضرون. وأخيرا أردت أن أختم الجلسة بأخذ اعتراف من المبشر على تحريف العهدين : التوراة والإنجيل ، فوجّهت إليه الأسئلة الآتية :

على من نزلت التّوراة على حدّ زعمك؟

فإن قلت : نزلت على موسى بن عمران (ع) ، قلت لك : إنّ في التوراة حكاية وفاته ودفنه وما جرى على بني إسرائيل من بعده.

وإن قلت نزلت على داود أو سليمان أو أي نبي آخر من أنبياء بني إسرائيل ، قلت لك : في التّوراة حكاية وفاته ودفنه وما جرى على بني إسرائيل من بعده.

فقال : في التّوراة كلام الله وكلام الكهنة.

فقلت له : هذا هو معنى التحريف لكتاب الله!

وأنّى لنا التمييز بين كلام الله وكلام الكهنة؟

فانبرى يقول لي بحماس : وإنّ في علمائكم من كتب كتابا في تحريف القرآن.

فقلت في ما قلت له : أنا احتججت عليك بنفس التوراة ولا أستند إلى تقوّلات المتقوّلين على التوراة والإنجيل. وإذا استندنا في هذا الشأن إلى القرآن وحده وجدناه يقول :

(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ). (البقرة / ٢٣)

١٣

ويقول : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ).

ويقول : (وَلَنْ تَفْعَلُوا).

ويقول : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً). (الإسراء / ٨٨)

ولو كان في القرآن كلام غير الله إذا ، فإنّ غير الله قادر على أن يأتي بمثل القرآن. فأتوا يا خصوم الإسلام بسورة واحدة مثل سورة (التوحيد) ، أو (والعصر) ممّا لا يزيد على سطر واحد. وبعد ذلك يخضع لقولكم جميع المسلمين.

وأدليت بحجج اخرى فلم يحر جوابا. وانتهت الجلسة بانتصار الخط الإسلامي والحمد لله.

وجرى لي بعد ذلك محاورة مع تلميذ الشيخ النوري كالآتي :

تلميذ الشيخ النوري يتحدّث عن مقصد استاذه من التحريف :

جمعتني جلسة مع الشيخ آغا بزرك مؤلف كتاب «الذريعة» ، وهو أحد مشايخي في رواية الحديث ، فسألته عن قصد أستاذه الشيخ النوري في تأليفه كتاب فصل الخطاب ، فأجابني بأنّ الشيخ النوري لم يقصد إثبات تحريف القرآن ، وإنّما الخطأ في التسمية.

وقد كتب (ره) في مادّة فصل الخطاب من الذريعة ما موجزه :

(إنّ الشيخ النوري كتب رسالة بعد نشر كتابه فصل الخطاب قال فيها : لم أقصد من التحريف : التغيير والتبديل ، بل قصدت خصوص الإسقاط لبعض المحفوظ المنزل عند أهله وإنّ القرآن الموجود اليوم هو الّذي كتبه عثمان لم يزدد عليه ولم ينقص منه ، وقد وقع الخطأ في التسمية وكان ينبغي أن يسمّى الكتاب

١٤

فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب) (١).

هذا ما نقله صاحب الذريعة عن أستاذه الشيخ النوري.

أمّا الشيخ النوري فقد قال في مقدّمته الاولى من كتابه :

المقدّمة الاولى :

في ذكر الأخبار الّتي جاءت في جمع القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع وانّ تأليفه يخالف تأليف المؤلفين.

المقدّمة الثانية :

في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه ، كما ذكرناه.

المقدّمة الثالثة :

في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه.

وقال في : الباب الأوّل :

في ذكر ما استدلّوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن.

الدليل الأوّل :

مركب من أمور :

أ ـ وقوع التحريف في التوراة والإنجيل بطرز حسن لطيف.

ب ـ في أنّ كلّ ما وقع في الأمم السالفة يقع في هذه الامّة.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، تعريف كتاب : فصل الخطاب ١٦ / ٢٣١.

١٥

ج ـ في ذكر موارد شبّه فيها بعض هذه الامّة بنظيره في الامم السابقة مدحا أو قدحا.

د ـ في أخبار خاصّة تدلّ على كون القرآن كالتوراة والإنجيل في وقوع التغيير فيه.

الدليل الثاني :

إنّ كيفية جمع القرآن مستلزمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه.

وفيه إجمال حال كتّاب الوحي.

الدليل الثالث :

في إبطال وجود منسوخ التلاوة وأنّ ما ذكروه مثالا له لا بدّ وأن يكون ممّا نقص من القرآن.

الدليل الرابع :

في أنّه كان لأمير المؤمنين (ع) قرآن خاصّ يخالف الموجود في الترتيب وفيه زيادة ليست من الأحاديث القدسية ولا من التفسير والتأويل.

الدليل الخامس :

إنّه كان لعبد الله بن مسعود مصحف معتبر فيه ما ليس في القرآن الموجود.

الدليل السادس :

إنّ الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أبي المعتبر عندنا.

الدليل السابع :

إنّ ابن عفّان لما جمع القرآن ثانيا أسقط بعض الكلمات والآيات.

١٦

وفيه كيفية جمعه وبعض ما أسقطه واختلاف مصاحفه ، وما أخطأ فيه الكتّاب.

الدليل الثامن :

في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان زيادة على ما رواها المخالفون.

الدليل التاسع :

إنّه تعالى ذكر أسامي أوصيائه وشمائلهم في كتبه المباركة السالفة فلا بدّ أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها.

وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم (ع) في الصحف الاولى ممّا لم يجمع في كتاب.

الدليل العاشر :

إثبات اختلاف القرّاء في الحروف والكلمات وغيرها وإبطال نزوله على غير وجه واحد.

وفيه شرح أحوال القرّاء وإثبات التدليس في أسانيدهم.

الدليل الحادي عشر :

في أخبار كثيرة صريحة الدلالة على وقوع النقصان في القرآن عموما.

الدليل الثاني عشر :

في أخبار خاصّة كذلك رتّبناها على ترتيب سور القرآن.

وفيه ذكر الجواب عن شبهات أوردها على الاستدلال بها.

وقال في : الباب الثاني :

١٧

ذكر أدلّة القائلين بعدم تطرّق التغيير مطلقا من الآيات والأخبار والاعتبار والجواب عنها مفصلا وفيه ذكر ـ وقوع التحريف في التوراة ثانيا في عهد الرسول (ص).

هكذا بوّب الشيخ النوري كتابه ، وما ذكره يخالف اعتذار تلميذه صاحب الذريعة عنه ، وسوف ندرسه بإذنه تعالى وفق المنهج الآتي :

منهج البحث :

أوّلا ـ لما كان المؤلف يكرّر ذكر الموضوع الواحد في أماكن مختلفة من كتابه قمنا في مقام دراستها بجمع ما نقلها في موضوع واحد في أماكن متعدّدة تحت عنوان جديد نختاره للبحث كالآتي :

لما جاء في الدليل الأوّل من الباب الأوّل وما جاء في آخر الباب الثاني من أنّ القرآن جرى عليه ما جرى على التوراة والإنجيل من التحريف ، فإنا ندرسهما في أوّل هذا المجلّد تحت عنوان الدليل المشترك.

ثمّ ندرس من الباب الأوّل ما جاء في المقدّمة الاولى وفي الدليل الثاني والسابع من الباب الأوّل حول جمع القرآن في بحث جمع القرآن ، ونورد بعده بحث البسملة لصلته ببحث جمع القرآن ، وندرس ما جاء في الدليل الخامس والسابع والثامن من الباب الأوّل حول اختلاف المصاحف وروايات الزيادة والنقصان في القرآن في بحث روايات زيادة القرآن ونقصانه ـ معاذ الله ـ من هذا المجلّد.

وندرس ما جاء في الدليل الثالث من الباب الأوّل حول النسخ في بحوث النسخ من هذا المجلّد.

وندرس ما جاء في الدليل العاشر من الباب الأوّل حول القرآن في بحث القراءات منه.

١٨

وندرس ما جاء في المقدمة الثالثة والدليل الرابع من الباب الأوّل والّذي يخصّ مدرسة أهل البيت في المجلّد الثالث من هذا الكتاب ضمن دراستنا لكتاب الشيعة والقرآن لإحسان إلهي ظهير لأنّه ـ أيضا ـ استدل بها في كتابه.

كما ندرس في المجلّد الثالث ما عده الشيخ النوري الدليل الحادي عشر من الباب الأوّل وأورده إحسان في أوّل الباب الرابع من كتابه مع دراسة معنى التحريف في أحاديث أهل البيت (ع).

ثانيا ـ في دراسة أدلّة الشيخ النوري نرجع إلى مصادره ونستخرج الرواية منها ، وإذا وجدنا رواية من نوع أدلّته أقوى ممّا أوردها الشيخ النوري نأتي بها تأييدا لمدعاه ثمّ ندرسها جميعا.

ثالثا ـ نحذف المكرّرات من أدلّته وخاصّة في المجلّد الثالث من هذا الكتاب الّذي ندرس فيه أدلّته ضمن دراسة كتاب الشيعة والقرآن لإحسان إلهي ظهير.

رابعا ـ لمّا كان تذكار البحوث السابقة ضروريا في بعض البحوث ، اضطررنا إلى تكرار موجز البحوث وخلاصاتها مرّة بعد اخرى. وتتسلسل البحوث في هذا المجلّد بإذنه تعالى وفق المخطط الآتي :

١٩
٢٠