القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

(كه) ٣٦٩ ـ الطبرسي قرأ أبيّ وعبد الله بن مسعود والأعمش التائبين العابدين بالياء إلى آخرها وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ثم قال أما الرفع في قوله التائبون العابدون فعلى القطع والاستيناف أي هم التائبون ويكون على المدح وقيل انه رفع على البدل على الابتداء وخبره محذوف بعد قوله والحافظون لحدود الله أي لهم الجنة عن الزجاج وقيل انه رفع على البدل عن الضمير في يقاتلون أي يقاتلون التائبون وأما التائبين العابدين فيحتمل أن يكون جرا وأن يكون نصبا أما الجر فعلى أن يكون وصفا للمؤمنين أي من المؤمنين التائبين وأما النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح فكأنّه قال أعني أو أمدح التائبين انتهى وظاهر الاخبار انها أوصاف لقوله المؤمنين وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٢) من سورة البراءة :

(التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

وفي الروايات : التائبين العابدين ... بالنصب.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٣٦٦) في سندها : علي بن أبي حمزة ضعيف كذاب متهم.

٢ ـ رواية العياشي (٣٦٧) محذوفة السند عن أبي بصير وهي رواية السياري (٣٦٦) بعينها.

٣ ـ رواية الكليني (٣٦٥) عن احمد بن محمد وهو السياري المتهالك وهي

٤٢١

روايته (٣٦٦) بعينها. إذا فالثلاثة رواية واحدة عن السياري وقدم الشيخ النوري رواية الكليني تقوية للرواية.

٤ ـ رواية (٣٦٨) عن بصائر الدرجات المنسوب إلى سعد بن عبد الله غير ان الكتاب اختصره الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي الذي كان حيا إلى ٧٥٧ ه‍ قال في الذريعة : «وقد ينقل في المختصر المذكور أحاديث أخرى من غير كتاب البصائر ... كما ينقل عن كتاب القراءة للسيّاري ... ولا يصح نسبة هذا الكتاب الى سعد بن عبد الله» (١).

٥ ـ ورواية الطبرسي (٣٦٩) بلا سند وهي ـ أيضا ـ قد أخذت من معين السياري فالجميع ليست الّا رواية واحدة عن غال وكذّاب ومجهول.

وفي اعراب القرآن للنحاس وتفسير القرطبي : وفي قراءة عبد الله مسعود (التائبين العابدين) (٢).

وفي تفسير الزمخشري : (قراءة عبد الله وأبيّ التائبين) (٣).

وبناء على ذلك فانا نرى السياري قد نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركّب عليها سندا وافترى بها على الامام الباقر (ع) وليس للشيخ النوري وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

ان الفصل الكثير بين (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) في صدر الآية الاولى و (التَّائِبُونَ) في الآية الثانية يقتضي أن يأتي مستأنفا بالاضافة الى ما في

__________________

(١) الذريعة ٢٠ / ١٨٢.

(٢) النحاس ٢ / ٢٣٨ ؛ والقرطبي ٨ / ٢٧١.

(٣) تفسير الزمخشري ٢ / ٢١٦.

٤٢٢

الاستئناف من المدح للمؤمنين وكيف يعتبر الشيخ النوري التائبون بالرفع بدل التائبين بالجرّ علي حدّ زعمه من أدلة تحريف كتاب ربّ الأرباب!؟

ثامنا ـ روايات آية ١١٨ :

(كو) ٣٧٠ ـ العياشي عن فيض بن المختار (١) قال قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام كيف تقرأ هذه الآية في التوبة؟ وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال قلت خلفوا قالوا لو خلفوا لكانوا في حال طاعة وزاد الحسين بن المختار عنه (ع) لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه أما والله ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة سلاح الا قالوا أتينا فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا.

(كز) ٣٧١ ـ علي بن إبراهيم قال قال العالم عليه‌السلام انما نزل وعلى الثلاثة الذين خالفوا ولو خلفوا لم يكن لهم عيب.

(كح) ٣٧٢ ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بشير عن فيض بن المختار قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام كيف تقرأ وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال لو كانوا خلفوا لكانوا الخ ما مر عن العياشي كذا في النسخ والظاهر سقوط قوله قال قلت خلفوا من الخبر بقرينة الخبر السابق وما رواه السياري وعدم تلائم الكلام بدونه.

(كط) ٣٧٣ ـ السياري عن محمد بن علي عن جعفر بن بشير عن فيض بن المختار مثله سواء.

(ل) ٣٧٤ ـ وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وعلى الثلاثة الذين خالفوا ثم قال والله لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل.

__________________

(١) في الاصل (فيض المختار) تصحيف.

٤٢٣

(لا) ٣٧٥ ـ وعن ابن جمهور عن بعض أصحابه مثله.

(لب) ٣٧٦ ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين زين العابدين وأبو جعفر محمد علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم‌السلام وأبو عبد الرحمن السلمي خالفوا انتهى والآية نزلت في غزوة تبوك وهذا الأخبار تدل على انه وقع من الثلاثة تخلف عن خروج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى تبوك فسلط الله عليهم الخوف في تلك الليلة حتى ضاقت عليهم الارض برحبتها وسعتها وضاقت عليهم أنفسهم لكثرة خوفهم وحزنهم حتى أصبحوا ولحقوا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واعتذروا إليه.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٨) من سورة البراءة :

(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

وفي الرواية : خالفوا ـ بدل ـ خلّفوا.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٣٧٣) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) : ضعيف ، غال ، كذاب ؛ وجعفر بن بشير مجهول حاله.

وروايته (٣٧٤) في سندها تشويش.

وروايته (٣٧٥) في سندها : (محمد) بن جمهور : غال ، فاسد المذهب ، عن بعض أصحابه! ومن هم بعض أصحابه؟!

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٣٧١) قول تفسيري أخذها مما مرّ.

٤٢٤

٣ ـ رواية العياشي (٣٧٠) محذوفة السند وهي رواية السياري (٣٧٣) بعينها.

٤ ـ رواية الكليني (٣٧٢) ـ أيضا ـ رواية السياري (٣٧٣) بعينها.

٥ ـ رواية الطبرسي (٣٧٦) لا سند لها ، أخذها مما مرّ.

إذا فالروايات السبع ليست إلّا ثلاث روايات عن غلاة ومجاهيل وقد روى القراءة عن الامام الصادق (ع) بلا سند كل من الزمخشري والفخر الرازي والقرطبي في تفاسيرهم (١).

وبناء على ذلك فان القراءة منتقلة وليس للشيخ النوري وظهير أن يستندا إليها على مرادهما.

ج ـ المتن :

تستعمل المخالفة في مخالفة الأمر والتخلف عن المكان ، قال الله سبحانه :

١ ـ (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) (النور / ٦٣).

٢ ـ (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ ...) (التوبة / ٨١) ويظهر من ذلك انّ الذي اختلق الرواية لم يكن ممن قرأ القرآن والفه وتلاه والتغيير يخل بالوزن والنغم.

تاسعا ـ رواية آية ١١٩ :

(لج) ٣٧٧ ـ الطبرسي في مصحف عبد الله بن مسعود وقراءة ابن عباس من الصادقين وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

دراسة الرواية :

__________________

(١) الزمخشري ٢ / ١٨٢ ؛ والفخر الرازي ١٦ / ٢١٧ ؛ والقرطبي ٨ / ٢٨١.

٤٢٥

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٩) من سورة براءة :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

وفي الرواية : من الصادقين ـ بدل ـ مع الصادقين.

ب ـ السند :

في تفسير الطبري قراءة ابن مسعود (من الصادقين) وقال : (ان رسوم المصاحف كلها مجمعة على وكونوا مع الصادقين وهي القراءة التي لا أستجيز لأحد القراءة بخلافها) (١).

وقال الطبرسي (وروى ذلك عن أبي عبد الله (ع)) بصيغة المجهول فهو حديث مرسل بلا سند.

ج ـ المتن :

ونحن نقول ولا يجيز الله ورسوله قراءة (من الصادقين) خلافا للنص القرآني ويفسر هذه الآية قوله تعالى :

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (النساء ٦٩)

وفي روايات معتبرة أورد بعضها الطبرسي بتفسير الآية : كونوا مع الصادقين مع النبي والامام علي وأصحاب الرسول البررة والتغيير يخل بوزن الآية في السورة.

__________________

(١) الطبري ١١ / ٤٧.

٤٢٦

عاشرا ـ روايتا آية ١٢٨ :

(لد) ٣٧٨ ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال هكذا أنزل الله لقد جاءكم رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف الرحيم.

(له) ٣٧٩ ـ السياري عن سليمان بن اسحاق عن يحيى بن المبارك القرشي عن عبد الله مثله قال المجلسي ره في (مرآة العقول) ويدل أي هذا الخبر على ان مصحفهم (ع) كان مخالفا لما في أيدي الناس في بعض الاشياء وفي (الكشاف) وقرأ من أنفسكم أي من أفضلكم وأشرفكم وقيل هي قراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة عليها‌السلام وعائشة.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٢٨) من سورة البراءة :

(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)

وبدلت الرواية : أنفسكم وعنتم وعليكم ب : أنفسنا وعنتنا وعلينا.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري الغالي (٣٧٩) في سندها سليمان بن اسحاق لم نجد له ذكرا في كتب الرجال عن يحيى بن المبارك غير موثق.

٢ ـ رواية الكليني : (٣٧٨) في سندها : سهل بن زياد ، ضعيف ، غال. ويحيى بن المبارك لم يوثق وهي رواية السياري (٣٧٩) بعينها.

٤٢٧

والرواية في الكشاف (١) كما نقلها الشيخ النوري وبناء على ذلك فلنا أن نقول أن بعض الغلاة أخذ القراءة من مدرسة الخلفاء وركّب عليها سندا وافتري بها على الامام الصادق وأخرج الشيخ الكليني الرواية عن سهل بن زياد الغالي في كتابه الكافي واستدل بها الشيخ النوري على تحريف القرآن والعياذ بالله.

ج ـ المتن :

ان الضمائر في (أنفسكم) و (عنتم) و (عليكم) يرجع إلى المؤمنين وفي ما افتراه الغلاة يرجع الى الله سبحانه ويكون المعنى ـ رسول من أنفسنا ـ وعنتنا رسول من نفس الله ونسب عنتنا لله ، تعالى الله عما يقوله الغلاة علوا كبيرا.

نتيجة البحوث في روايات سورة التوبة :

عدّ الشيخ والأستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة التوبة أربعا وثلاثين رواية ، بينما وجدناها ثمانيا وعشرين رواية ممّا عدّاها : عشرون منها كانت من روايات الغلاة وأربع عشرة منها بلا سند.

__________________

(١) الكشاف ٢ / ٢٢٣.

٤٢٨

دراسة رواية واحدة في سورة يونس

(الف) ٣٨٠ ـ السياري عن سهل بن زياد رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به والموجود ولا أدراكم وفي (الكشاف) نسب القراءة الأولى الى ابن عباس قال ورواه الفرّاء (١) ولا أدرأكم بالهمزة.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٦) من سورة يونس :

(قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)

وفي الرواية : بدل (لا أَدْراكُمْ) : لا أدرأكم ولا أنذرتكم.

ب ـ السند :

تفرّد بها السياري المتهالك عن سهل بن زياد الضعيف الغالي و (رفعه) وما قيمة حديث رفعه أحد الغالين وفي التيسير للداني عن الاخفش ـ أدراك ـ وأدراكم ـ وفي تفسير الطبري والزمخشري والسيوطي عن ابن عباس ـ ولا انذرتكم ـ وفي الرواية ولا أدرأكم به وقال الطبري (والقراءة التي لا أستجيز

__________________

(١) في الاصل (القرّاء) تصحيف.

٤٢٩

أن تعدوها هي القراءة التي عليها قرّاء الأمصار قل لو شاء الله ما تلوته عليكم وادراكم به بمعنى ولا أشعركم به) (١) ونحن نقول وهي موافقة للنص القرآني الذي أوحى الله به إلى نبيه وبلّغها نبيه.

وبناء على ذلك فانا نرى أن السياري نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وركب عليها سندا وافترى بها على الامام الباقر (ع) واستند اليها الشيخ النوري على مراده وليس للشيخ النوري وظهير أن يستدلا بها على مرادهما!!

ج ـ المتن :

تغيير (أدراكم) ب : (أدرأكم) و (أنذرتكم) يخل بالسياق والنغم والمعنى.

نتيجة البحث :

استدل الشيخ والاستاذ على تحريف آية ١٦ من سورة يونس برواية واحدة في سندها غلاة وضعفاء.

__________________

(١) التيسير للداني ص ١٢١ ؛ والطبري ١١ / ٦٨ ؛ والزمخشري ٢ / ٢٢٩ ؛ والسيوطي ٣ / ٣٠٢.

٤٣٠

دراسة روايات سورة هود

أولا ـ رواية آية ٥ :

(الف) ٣٨١ ـ الطبرسي روي عن ابن عباس (١) ومجاهد ويحيى بن يعمر وعن علي بن الحسين وأبي جعفر محمد بن علي عليهم‌السلام وزيد بن علي وجعفر محمد (ع) يثنوني على يفعوني وفي (الكشاف) انها بناء مبالغة كاحلولى من الحلاوة وأصلها (٢) من الثن وهو ماهش وضعف من الكلا (٣) يريد مطاوعة صدورهم للثني كما يثنى الهش من النبات (٤) أو أراد ضعف ايمانهم ومرض قلوبهم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥) من سورة هود :

(أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ...)

وفي الرواية يثنوني ـ بدل ـ (يثنون).

__________________

(١) في الاصل (روى ابن عباس) تصحيف.

(٢) في النص (اوصلها) تصحيف.

(٣) في النص (الكلام) تصحيف.

(٤) في النص (البنات) تصحيف.

٤٣١

ب ـ السند :

لا سند للرواية وأوردها الطبرسي بلفظ (روي) والقراءة مذكورة في تفاسير مدرسة الخلفاء (١) ونراها منتقلة الى بعض الكتب بمدرسة أهل البيت ومفتراة على الأئمة من أهل البيت.

ج ـ المتن :

ما نقله عن الكشاف (٢) فيه سقط فقد جاء فيه بعد الحلاوة : وهو بناء للمبالغة قرئ بالتاء والياء.

(يثنون) ورد بلفظ الجمع لانّه خبر لضمير الجمع (هم) في (انهم) ويثنوني الذي افتري به على الائمة مفرد لا يصح الاخبار به لضمير الجمع ومن ثم أرى ان مختلق هذه القراءة لم يكن عربي اللسان والتغيير يخل بالوزن والنغم.

ثانيا ـ رواية آية ١١ :

(ب) ٣٨٢ ـ السياري عن ابن جنادة المكنون عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام وعلي بن الحسين عليهما‌السلام إلا الذين صبروا على ما صنعتم به من بعد نبيهم وعملوا الصالحات.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١) من سورة هود :

(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...)

__________________

(١) الطبري ١١ / ١٢٦ ؛ والقرطبي ٩ / ٥ ؛ وابن كثير ٢ / ٤٣٦.

(٢) الكشاف ٢ / ٢٥٩.

٤٣٢

وأضافت الرواية بعد (صبروا) : على ما صنعتم به من بعد نبيهم.

ب ـ السند :

في سند الرواية اضافة على السياري المتهالك :

١ ـ ابن جنادة المكنون ، لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

٢ ـ في نسختنا من القراءات جاء (عن حمزة) وهو ـ أيضا ـ مجهول حاله.

ج ـ المتن :

أولا ـ ان الخطاب لكفار قريش في عصر الرسول (ص) ولا يناسب المقام قول ـ صبروا على ما صنعتم به بعد نبيهم.

ثانيا ـ الزيادة تخل بوزن الآية في السورة ونغمها في التعبير.

ثالثا ـ روايات آية ١٧ :

(ج) ٣٨٣ ـ النعماني بسنده المتقدم في تفسيره عن أمير المؤمنين (ع) في عداد الآيات المحرفة وقوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويتلوه شاهد منه وصيه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون فحرفوها وقالوا أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة فقدموا حرفا على حرف فذهب معنى الآية.

(د) ٣٨٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال انما نزلت أفمن كان على بينة من ربه يعني رسول الله صلعم ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به فقدموا وأخروا في التأليف.

(ه) ٣٨٥ ـ وعن الصادق عليه‌السلام مرسلا انما نزل أفمن كان على بينة من

٤٣٣

ربه ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى.

(و) ٣٨٦ ـ السياري عن محمد بن سنان عن بكير الحساني وعبد الله البسامي عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله (ع) في قول الله جل ذكره من قائل أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة قال أبو عبد الله عليه‌السلام فوضع هذا الحرف بين حرفين ومن قبله كتاب موسى وانما هي شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى.

(ز) ٣٨٧ ـ الشيباني في (نهج البيان) في أمثلة المقدم والمؤخر وكقوله تعالى ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة فقدموا حرفا باحرف في التأليف.

(ح) ٣٨٨ ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال ومنه في سورة هود (ع) أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة قال أبو عبد الله عليه‌السلام لا والله ما هكذا أنزلها إنما هو أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٧) من سورة هود :

(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)

وقدّمت بقية الروايات : (اماما ورحمة) وجعلتها بعد (ويتلوه شاهد منه).

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٣٨٦) في سندها : محمد بن سنان ضعيف غال مخلّط ،

٤٣٤

وبكير الحسّاني وعبد الله البسّامي لم نجد لهما ذكرا في كتب الرجال ، وأبو يعقوب مجهول حاله.

٢ ـ رواية (٣٨٨) المنسوبة إلى سعد بن عبد الله من روايات مجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في سورة الحمد.

٣ ـ روايتا علي بن إبراهيم (٣٨٤ و ٣٨٥) في سند الاولى منها : يحيى بن أبي عمران مجهول حاله ، والثانية لا سند لها.

٤ ـ رواية (٣٨٣) المنسوبة إلى النعماني من روايات مجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في سورة الحمد.

٥ ـ رواية الشيباني (٣٨٧) لا سند لها.

ج ـ المتن :

وتغيير التعبير يخلّ بوزن الآية في السورة.

رابعا ـ روايات آية ٤٢ :

(ط) ٣٨٩ ـ السياري عن بكر بن محمد وغيره رفعوه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل ونادى نوح ابنه ابنها وهي لغة طي يعني ابن امرأته.

(ى) ٣٩٠ ـ وبالاسناد عن أبي جعفر عليه‌السلام ونادى نوح ابنه قال انما هي لغة طي ابنه فنصب الالف.

(يا) ٣٩١ ـ علي بن إبراهيم عن احمد بن ادريس عن موسى بن اكيل النميري عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى ونادى نوح ابنه انما هو ابنه من زوجته على لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه.

(يب) ٣٩٢ ـ العياشي عن موسى عن العلاء بن سيابة في قول الله تعالى ونادى نوح ابنه قال ليس بابنه انما هو ابن امرأته وهو لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه.

٤٣٥

(يج) ٣٩٣ ـ الطبرسي وروى عن علي بن أبي طالب وأبي جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم‌السلام وعروة بن الزبير ونادى نوح ابنه.

(يد) ٣٩٤ ـ العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام وقال ونادى نوح ابنه قال انما في لغة طي ابنه بنصب الالف يعني ابن امرأته.

(يه) ٣٩٥ ـ الحميري في (قرب الاسناد) عن أحمد بن اسحاق بن سعد عن بكر محمد الازدي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ونادى نوح ابنه أي ابنها وهي لغة طي.

(يو) ٣٩٦ ـ السياري عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ونادى نوح ابنه وكان ابن امرأته بلغة طي.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٢) من سورة هود :

(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ)

وفي الروايات : ابنه ، أي ابنها يعني ابن امرأته.

ب ـ الاسناد :

١ ـ روايتا السياري (٣٨٩) و (٣٩٠) مرفوعتان.

وروايته (٣٩٦) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب وعبد الرحمان بن أبي حماد ضعيف يرمى بالغلو وعمرو بن شمر ضعيف غال كذّاب.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٣٩١) لا يعتمد عليه.

٤٣٦

٣ ـ روايتا العياشي (٣٩٢) و (٣٩٤) محذوفتا السند.

٤ ـ رواية الطبرسي (٣٩٣) لا سند لها.

٥ ـ رواية الحميري (٣٩٥) نظيرها في تفسير القرطبي وقال عنها : «انّها رواية شاذة».

ج ـ المتن :

قال الله تعالى في آيتي (٤٥ و ٤٦) من سورة هود :

(وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ* قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ...)

إذا فليس ابن نوح لأنّه عمل غير صالح وليس لأنّه ابن زوجته وهو ابن نوح كما كان سلفه قابيل ابن آدم ولم يكن ابن زوجته.

وأخيرا ، فهل يخاطب قوم إلّا بلغته التي يتكلم به؟ فلما ذا خاطب الله قريشا بلغة طي مع كون لغتهم أفصح اللغات؟ أضف إلى ذلك ، ان مع تغيير التعبير يختل الوزن والنغم القرآني.

خامسا ـ رواية آية ٨١ :

(يز) ٣٩٧ ـ العياشي عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل إنّا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل مظلما ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام وهكذا قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(يح) ٣٩٨ ـ السياري عن سعدان عن ابن أبي حمزة مثله سواء.

دراسة الروايتين :

٤٣٧

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨١) من سورة هود :

(... فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ...)

وأضافت الرواية بعد (من الليل) ـ مظلما.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٣٩٨) في سندها : علي بن أبي حمزة : ضعيف ، كذّاب ، متهم.

٢ ـ رواية العياشي (٣٩٧) محذوفة السند وهي رواية السياري بعينها وهما رواية واحدة عن الغلاة والكذّابين.

وورد نظيرها في كتب مدرسة الخلفاء الآتية :

السيوطي في الدر المنثور (١) قال : ... في حرف ابن مسعود : فأسر باهلك بقطع من الليل ـ إلّا امرأتك).

وبناء على ذلك فالرواية مشتركة بين المدرستين.

ج ـ المتن :

نرى انّ ـ مظلما ـ في الرواية بيان (بقطع من الليل) والمراد من (في قراءة أمير المؤمنين) أي تفسيره (ع) للآية كما بيناه في بحث المصطلحات بأول الكتاب وان يكون جزءا من الآية يخل بوزن الآية في السورة.

سادسا ـ روايات آية ١٠٨ :

(يط) ٣٩٩ ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى

__________________

(١) تفسير السيوطي ٣ / ٣٤٥.

٤٣٨

فمنهم شقي وسعيد قال في ذكر أهل النار استثناء وليس في ذكر أهل الجنة استثناء وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض عطاء غير مجذوذ.

(ك) ٤٠٠ ـ السياري عن حماد عن حريز وسعدان عن ابن أبي حمزة (١) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله عزوجل : فمنهم شقي وسعيد وذكر مثله.

(كا) ٤٠١ ـ وعن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه عطاء غير مجدوذ بالدال.

(كب) ٤٠٢ ـ العياشي وفي رواية أخرى عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠٨) من سورة هود :

(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)

وحذفت الروايات الاستثناء : (إلّا ما شاء ربك) وبدلت في الاخيرتين (مجذوذ) ب ـ مجدوذ ـ.

ب ـ السند :

رواية العياشي (٣٨٩) بعينها رواية السياري (٤٠٠) وأخذها عنه وقدم الشيخ النوري المتأخر زمانا ليقوي بها رواية السياري وفي سند السياري علي أبي حمزة البطائني الغالي الكذاب قائد أبي بصير المكفوف.

__________________

(١) في الاصل (عن أبي حمزة) تصحيف.

٤٣٩

ورواية (٤٠١ و ٤٠٢) أيضا رواية واحدة أخذها العياشي عن السياري.

ج ـ المتن :

ورد في تفسير العياشي (١) (عطاء غير مجذوذ) مطابقا للنص القرآني.

وما في الرواية السابقة ـ مجدوذ ـ لم يرد في لغة العرب ومن ثم يفهم ان مختلق الرواية كان غير عربي اللسان مثل السياري الذى كان من كتاب آل طاهر الخراساني ولا يهم الغالي أن يختلق من الالفاظ ما لم يكن في لغة العرب وأيضا الشيخ النوري لا يهمه أن يستشهد بامثاله في سبيل مراده.

سابعا ـ روايات آية ١٠٠ :

(كج) ٤٠٣ ـ العياشي ـ وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قرأ فمنها قائما وحصيدا بالنصب ثم قال يا أبا محمد لا يكون حصيدا إلّا بالحديد.

(كد) ٤٠٤ ـ وفيه وفي رواية أخرى فمنها قائم وحصيدا ولا يكون الحصيد إلّا بالحديد.

(كه) ٤٠٥ ـ السياري عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثل الخبر الأول.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠٠) من سورة هود :

(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ)

وفي رواية (٤٠٣) و (٤٠٥) فمنها قائما وحصيدا ـ بدل ـ (منها قائم وحصيد).

__________________

(١) تفسير العياشي ، ط. طهران ، المكتبة العلمية الاسلامية ١٣٨٠ ه‍.

٤٤٠