القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

حديثه ، يروي عن الضعفاء ، وفي الثانية محمد بن اسماعيل مجهول حاله وكذا عيسى بن داود.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف لم ينتبه الشيخ النوري إلى اللحن الموجود في (الظالمي آل محمد) لأنّ الظالمين مضاف ، وينبغي حذف لام التعريف من أوّله والنون في آخره و : (للظالمين من آل محمد) حاشا آل محمد من الظلم ويدل ذلك على انّ المحرّف المفتري لم يكن عربي اللسان.

والتغيير بعد هذا الافتراء والهراء مخل بالوزن والنغم.

ثالثا ـ دراسة رواية آية (٦):

(ح) ٥٣٦ ـ علي بن إبراهيم في أول تفسيره في مثال ما قدم وأخر من القرآن في التأليف قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا وإنما هو فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا إن لم يؤمنوا بهذا الحديث.

دراسة الرواية :

انّها قول تفسيري وليست برواية.

وفي القرآن كثير من التقديم والتأخير لاسباب بلاغية ذكرها مؤلفو كتب علوم القرآن مثل الزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وهذه الآية من جملتها.

رابعا ـ دراسة رواية آية (٧٧):

(ط) ٥٣٧ ـ الطبرسي قرأ علي بن أبي طالب (ع) وعكرمة ويحيى بن يعمر ينقاص بصاد غير معجمة وبالالف.

٥٠١

دراسة الرواية :

قال الله سبحانه في الآية (٧٧) من سورة الكهف :

(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً).

وما ذكره الطبرسي اخبار عن قراءة بلا سند ، ولم نجد في ما رجعنا اليه مصدرا لما نقله ، وكذلك لم نجد ينقاص في معاجم اللغة وبناء على ما ذكرنا ليس للشيخ والاستاذ أن يعداه من الروايات التي تدل على تحريف القرآن ، والتغيير مخل بوزن الآية في السورة ، والمختلق للقراءة غير عربي اللسان.

خامسا ـ دراسة روايات آية (٧٩)

(ى) ٥٣٨ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى وكان وراءهم أي وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا.

(يا) ٥٣٩ ـ السياري عن حماد عن ربعي رفعه الى زرارة عن أبي جعفر (ع) في قوله عزوجل يأخذ كل سفينة صالحة غصبا هكذا في قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(يب) ٥٤٠ ـ العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه كان يقرأ وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا.

(يج) ٥٤١ ـ الكشي في رجاله في ترجمة زرارة بسنده عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام اقرأ مني على والدك السلام وقل له اني انما أعيبك دفاعا مني عنك الى أن قال فاحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك لقول الله عزوجل أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا هذا التنزيل من عند الله صالحة. الخبر.

٥٠٢

(يد) ٥٤٢ ـ السياري في رواية أخرى يأخذ كل سفينة صحيحة.

(يه) ٥٤٣ ـ الطبرسي ره قال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقرأ وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا الى أن قال وروى أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) أيضا انه كان يقرأ كل سفينة صالحة غصبا وروى ذلك أيضا عن أبي جعفر (ع) قال وهي قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام قلت وتقدمت تلك القراءة من طرق العامة أيضا.

(يو) ٥٤٤ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وقرأ أي الصادق عليه‌السلام وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧٩) من سورة الكهف :

(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً).

وأضافت الروايات : صالحة ـ صحيحة.

وردت الرواية كذلك بتفسير الآية في تفاسير الطبري والزمخشري والقرطبي والسيوطي.

لا حاجة لدراسة أسناد الروايات بعد أن وجدنا ما في الروايات بيانا لحال السفينة ، وليست بقراءة وبما أنّها وردت في كتب الصحاح والمسانيد والتفاسير بمدرسة الخلفاء ، فما وجه عدّها من الألف حديث شيعي في تحريف القرآن كما زعمه الاستاذ ظهير.

وفي نسختنا من رجال الكشي المطبوع في المطبعة المصطفوية بمبئي سنة ١٣١٧ ه‍ ليس فيها لفظ (صالحة) بل وردت هكذا : (وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) هذا التنزيل من عند الله صالحة ...

٥٠٣

وفي معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ٧ / ٢٢٨ بترجمة زرارة ـ أيضا ـ كذلك.

وفي اختيار معرفة الرجال المطبوع بطهران (١٣٤٨ ه‍ ش) وردت : (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة (صالحة) غصبا ، هذا التنزيل من عند الله صالحة ... الروايات الأربع رواية ٥٤٠ و ٥٤١ و ٥٤٣ و ٥٤٤ رواية واحدة.

وسند رواية السياري (٥٤٢) في نسختنا من قراءته هو سند روايته (٥٣٩).

سادسا ـ دراسة روايات آية (٨٠):

(يز) ٥٤٥ ـ وفيه ـ سعد بن عبد الله في كتاب ناسخ القرآن ـ انه (ع) ـ أي الامام الصادق (ع) ـ كان يقرأ وكان أبواه مؤمنين وطبع كافرا.

(يح) ٥٤٦ ـ علي بن إبراهيم قال في قوله تعالى وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وطبع كافرا كذا نزلت.

(يط) ٥٤٧ ـ العياشي عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (ع) انه قرأ وكان أبواه مؤمنين وطبع كافرا.

(ك) ٥٤٨ ـ السياري عن البرقي عن حريز عن ربعي عن أبي عبد الله (ع) قال : كان أبواه مؤمنين وطبع كافرا.

(كا) ٥٤٩ ـ وفي رواية أخرى : وكان كافرا قال هكذا في قراءة علي عليه‌السلام.

(كب) ٥٥٠ ـ الطبرسي قال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨٠) من سورة الكهف :

٥٠٤

(وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً).

وفي الروايات بعد (مُؤْمِنَيْنِ) ـ وطبع كافرا ـ وكان كافرا ـ.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٥٤٨) في سندها : البرقي (محمد بن خالد) ضعيف في حديثه ، يروي عن الضعفاء ، وروايته (٥٤٩) لا سند لها.

٢ ـ رواية سعد بن عبد الله (٥٤٥) لا سند لها وهي عين رواية السياري (٥٤٨).

٣ ـ رواية علي بن إبراهيم (٥٤٦) لا سند لها.

٤ ـ رواية العياشي (٥٤٧) هي رواية السياري (٥٤٨) بعينها.

٥ ـ رواية الطبرسي (٥٥٠) لا سند لها مع انّها من روايات منتقلة من مدرسة الخلفاء فقد وجدنا أسنادها بتفسير الآية في تفسير الطبري والسيوطي (١).

ج ـ المتن :

كل رشيد عربي اللسان يدرك أن ما جاء في الروايات ليس من مقولة البلغاء ولست أدري كيف عدّها الشيخ النوري من الأدلّة على تحريف القرآن؟ وكيف عدّها الاستاذ ظهير من الألف حديث شيعي في تحريف القرآن وليست بست روايات كما عدّاها؟

__________________

(١) الطبري ١٦ / ٣ ، ٤ ؛ والسيوطي ٤ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٢٣٣ ، ٢٣٧.

٥٠٥

سابعا ـ رواية آية (٨٢):

(كج) ٥٥١ ـ السياري عن حماد عن ربعي رفعه إلى زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل ما فعلته يا موسى قال هكذا في قراءة أمير المؤمنين (ع).

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه :

(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ ... وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ...).

وأضافت الرواية بعد (ما فَعَلْتُهُ) ـ يا موسى ـ.

ب ـ السند :

انّها رواية واحدة مرفوعة تفرد بها السياري المتهالك.

ومفاد الرواية أشبه بالتفسير من القراءة.

ثامنا ـ رواية آية (٩٢):

(كد) ٥٥٢ ـ وعن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله عزوجل أما من ظلم نفسه ولم يؤمن بربه فسوف نعذبه بعذاب الدنيا ثم يرد إلى ربه فيعذبه في مرجعه فيعذبه عذابا نكرا وفي قوله عزوجل ثم اتبع ذو القرنين الشمس سببا.

هذه أيضا رواية واحدة تفرّد بها السياري المتهالك.

المتن :

أيضا كسابقتها الرواية مفسرة وليست بصدد بيان قراءة أخرى للنص القرآني كما توهمه الشيخ.

٥٠٦

تاسعا ـ رواية آية (٦٦):

(كه) ٥٥٣ ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام هل اتبعك على أن تعلمن ممّا علمت رشدا.

هذه ـ أيضا ـ كسابقتيها تفرّد بها السياري المتهالك.

المتن :

في التغيير لحن لم يدركه السياري المختلق الكذّاب اللحنة.

عاشرا ـ روايتي آية (١٠٢):

(كو) ٥٥٤ ـ الطبرسي قرأ أبو بكر برواية الأعشى والبرجمي عنه وزيد عن يعقوب أفحسب الذين كفروا برفع الباء وسكون السين وهو قراءة أمير المؤمنين (ع) وابن يعمر والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة وضحاك وابن أبي ليلى.

وهذا من الأحرف التي اختارها أبو بكر وخالف عاصما فيها وذكر انه أدخلها في قراءة عاصم من قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى استخلص قراءته وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الباء.

(كز) ٥٥٥ ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن رجل عن أبي عبد الله (ع) انه كان يقرأ أفحسب الذين كفروا بالجزم وقال هكذا قرأها أمير المؤمنين عليه‌السلام.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٠٢) من سورة الكهف :

(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً).

٥٠٧

وفي الروايات : أفحسب الذين كفروا.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٥٥) مرسلة وفي سندها : عن رجل ، ومن هو؟ وما أراه إلّا هازئا بقرّاء كتابه في اختلاقه هذا السند.

وقد نقل القراءة من مدرسة الخلفاء وأسنادها مذكورة بتفاسير مدرسة الخلفاء : الزمخشري والقرطبي والسيوطي (١) وافترى بها على الامام الصادق (ع).

٢ ـ رواية الطبرسي (٥٥٤) ـ أيضا ـ من القراءات المنتقلة من مدرسة الخلفاء كما مرّ ، وليس للاستاذ ظهير أن يعدّها ضمن الألف حديث شيعي الدالة على تحريف القرآن على حدّ زعمه.

ج ـ المتن :

تغيير الحركات يخل بالوزن والمعنى ، بل يخرجه عن كلام العربي الراشد ، وما أرى من اختلق القراءة من الزنادقة ، وافترى بها على أمير المؤمنين إلّا هازئا بعقول المسلمين.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الكهف ستا وعشرين رواية بينما وجدناها أربع عشرة رواية : ثمان مما عدّاه بلا سند وأربع عشرة عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء وروايتان منتقلتان

__________________

(١) الزمخشري ٢ / ٥٠٠ ؛ والقرطبي ١١ / ٦٥ ؛ والسيوطي ٤ / ٢٥٣.

٥٠٨

وروايتان مفسرتان.

٥٠٩

دراسة روايات سورة مريم

أولا ـ روايتا آية (٦) من سورة مريم :

(الف) ٥٥٦ ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : يرثني وارث من آل يعقوب.

(ب) ٥٥٧ ـ الطبرسي قرأ علي بن أبي طالب عليه‌السلام وابن عباس وجعفر محمد عليهما‌السلام وابن يعمر والحسن والجحدري وقتادة وأبو نهيك يرثني وارث من آل يعقوب.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٦) من سورة مريم :

(يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).

وفي الرواية بدل (وَيَرِثُ) وارث.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري المتهالك (٥٥٦) مرسلة.

٢ ـ قراءة الطبرسي (٥٥٧) جاء أسنادها بتفسير الكشاف للزمخشري وبناء على ذلك فقد نقلها الطبرسي مع ذكر أسنادها. والسياري ركب عليها

٥١٠

سندا وافترى بها على الامام الصادق (ع) وليس للاستاذ ظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي الدال على تحريف القرآن على حدّ زعمه مع كونها منتقلة من مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

أولا ـ فهب لي وليا يرثني فاعله ضمير يرجع إلى الولي السابق ذكره وهو الذي يرث من زكريا ومن آل يعقوب ولا يصح اعادة ذكر (وارث) هنا.

ثانيا ـ الاضافة تخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ رواية آية (٥):

(ج) ٥٥٨ ـ الطبرسي قرأ عثمان وابن عباس وزيد بن ثابت وعلي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر عليهم‌السلام وابن يعمر وسعيد بن جبير واني خفت الموالي بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٥) من سورة مريم :

(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا).

وفي الرواية : خفّت بفتح الخاء.

ب ـ السند :

انها قراءة بلا سند منتقلة ـ أيضا ـ من تفسير الآية بتفسير القرطبي ومذكورة في تفسير الطبري والكشّاف والدّر المنثور دون ذكر الامامين السجاد

٥١١

والباقر (ع) نقلها ـ أيضا ـ صاحب تفسير المعين وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حدّ زعمه.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بوزن الآية في السورة.

ثالثا ـ روايات آية (٢٦):

(د) ٥٥٩ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى : إني نذرت للرحمن صوما وصمتا كذا نزلت.

(ه) ٥٦٠ ـ السياري عن البرقي عن رجاله عنهم (ع) إني نذرت للرحمن صوما وصمتا.

(و) ٥٦١ ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قوله جل ثناءه صوما وصمتا قال قلت صمتا من أي شيء قال من الكذب قال قلت صوما وصمتا تنزيل قال نعم.

(ح) ٥٦٣ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور انه قرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما‌السلام في سورة مريم إني نذرت للرحمن صمتا.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٦) من سورة مريم :

(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).

وأضافت الروايات : بعد (صَوْماً) ـ صمتا ـ.

وفي الرواية الأخيرة ـ صمتا ـ بدل (صَوْماً).

٥١٢

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٦٠) في سندها : البرقي (محمد بن خالد) ضعيف يروي عن الضعفاء عن رجاله! ومن هم رجاله؟ ولعلّهم محمد بن سليمان وأبوه الضعيفان الغاليان الكذابان كما جاء في سند روايته (٥٦١).

٢ ـ رواية (٥٦٣) المنسوبة الى سعد بن عبد الله من روايات مجهولة عن مجهولين ليس لها معين غير معين السيّاري.

٣ ـ رواية علي بن إبراهيم (٥٥٩) لا سند لها وهي ـ أيضا ـ لا معين لها غير معين السياري.

إذا فالجميع رواية واحدة عن السيّاري المتهالك عن الغاليين : محمد سليمان وأبيه!!

وجاء نظيرها في تفاسير مدرسة الخلفاء : الكشاف للزمخشري والجامع للقرطبي وتفسير ابن كثير والسيوطي (١).

وعلى هذا فالرواية منتقلة من مدرسة الخلفاء إلى كتب أتباع مدرسة أهل البيت بواسطة السياري المتهالك أو محمد بن سليمان وأبيه.

ج ـ المتن :

كان الأجدر بالشيخ النوري أن يعين النص القرآني الذي يختاره من هذه الروايات لنناقشه في شأنها والروايات منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حدّ زعمه.

__________________

(١) الكشاف ٢ / ٥٠٧ ؛ والجامع للقرطبي ١١ / ٩٧ ـ ٩٨ ؛ وابن كثير ٢ / ١١٨ ؛ والسيوطي ٢٦٩٤.

٥١٣

رابعا ـ رواية آية (١٨):

(ز) ٥٦٢ ـ وعن محمد بن حكيم عن أبيه قال قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام : إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا كذا في نسختي وهي سقيمة ولم يظهر لي موضع الاختلاف ولعله شقيا بدل تقيا والله العالم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه وتعالى في الآية (١٨) من سورة مريم :

(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا).

ب وج ـ الرواية للسياري ولست أدري إذا كانت في نسخة الشيخ تقيا لما ذا رقمه في عداد ما يستدل به على تحريف القرآن والعياذ بالله وهو يصرّح بانه لم يظهر له موضع الاختلاف؟! لست أدري!!

خامسا ـ رواية آية (٨٦):

(ط) ٥٦٤ ـ الصدوق في (العيون) باسناده عن رجل من أهل الري في حكاية طويلة ذكر فيها انه كان يقرأ في مشهد الرضا عليه‌السلام ليلة سورة مريم وكان يسمع من القبر الشريف قراءة القرآن مثل قراءته إلى أن بلغ الرجل إلى قوله يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا سمع صوتا من القبر يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنم وردا. إلى أن قال سألت من قراء نوقان ونيشابور عن هذه القراءة فلم يعرفوا حتى رجع إلى الري فسأل عن بعض القراء فقال هذه قراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من رواية أهل البيت عليهم‌السلام قال الطبرسي في الشواذ قراءة قتادة عن الحسن يحشر المتقون ويساق المجرمون قال فقلت : انها بالنون يا أبا سعيد قال : فهي المتقين إذا إلى أن قال

٥١٤

حجة من قرأ يحشرون ويساقون قوله وسيق الذين كفروا الآية.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٨٦) من سورة مريم :

(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً* وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً).

ب وج ـ السند والمتن :

في سند الصدوق في العيون (١) : أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي ، مجهول حاله ، ومحمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان ، لم نجد له ذكرا في كتب الرجال عن رجل! ومن هو الرجل؟! عن بعض القرّاء! ومن هم بعض القرّاء؟ مجهول عن مجهول عن مجاهيل؟!

ما قاله الطبرسي : انها من الشواذ ، فقد جاء بتفسير الآية في تفسير الكشاف (٢) (وقرأ الحسن : يحشر المتقون ويساق المجرمون).

وبناء على ذلك فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء وركب عليها خبر حلم عن رجل وأصبح دليلا على تحريف القرآن.

ولست أدري ولا المنجم يدري كيف يستدل الشيخ بأمثال هذه الروايات على تحريف القرآن.

__________________

(١) راجع عيون أخبار الرضا ٢ / ٦٩٢ ط. نشر صدوق ١٣٧٣ ه‍ ق.

(٢) تفسير الكشاف ٢ / ٥٢٤.

٥١٥

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة مريم تسع روايات بينما هي أربع روايات : ثلاث روايات مما عدّاه بلا سند ، وست منها عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء وأربع روايات مشتركة.

٥١٦

دراسة روايات سورة طه

أولا ـ روايات آية (١٥):

(الف) ٥٦٥ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى ان الساعة آتية أكاد أخفيها قال من نفسي (١) هكذا نزلت قلت كيف يخفيها من نفسه قال جعلها من غير وقت.

(ب) ٥٦٦ ـ السياري عن البرقي عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام وعن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي جعفر عليه‌السلام انه قرأ ان الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي قال أراد أن لا يجعل لها وقتا.

(ج) ٥٦٧ ـ الطبرسي وروى ابن عباس أكاد أخفيها من نفسي وهي كذلك في قراءة أبي وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام.

(د) ٥٦٨ ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وكان أي الصادق عليه‌السلام يقرأ ان الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٥) من سورة طه :

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى).

__________________

(١) في الاصل (نسى) تصحيف.

٥١٧

وأضافت الرواية بعد (أَكادُ أُخْفِيها) ـ من نفسي ـ.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية السياري (٥٦٦) عن الامام الباقر والامام الصادق عليهما‌السلام في سندها البرقي (محمد بن خالد) ضعيف في حديثه يروي عن الضعفاء.

وروايته نصا في تفسير الآية بتفسير القرطبي عن ابن عباس ، وعن ابن مسعود في تفسير ابن كثير وعن مجاهد في تفسيري الطبري والسيوطي (١) ولم يرد في واحد منها عن الامام الباقر أو الامام الصادق ، وبناء على ذلك فان السياري نقل القراءة عن مدرسة الخلفاء ، وركب عليها سندا ، وافترى بها على الامامين.

٢ ـ رواية (٥٦٨) المنسوبة إلى سعد بن عبد الله من روايات مجهولة عن مجهولين كما مرّ بنا في سورة الحمد.

٣ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٥٦٥) لا سند لها.

٤ ـ قراءة الطبرسي (٥٦٧) عن ابن عباس وأبيّ منقولة من قراءات مدرسة الخلفاء.

وقوله (وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام) بصيغة المجهول يقصد منها رواية السياري.

وبناء على ذلك فإنّ القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء وليس للاستاذ ظهير أن يعدّها من الألف حديث شيعي على حد تعبيره.

__________________

(١) تفسير القرطبي ١١ / ١٨٤ ـ ١٨٥ ؛ وابن كثير ٣ / ١٤٤ ؛ والطبري ١٦ / ١١٣ ـ ١١٤ ؛ والسيوطي ٤ / ٢٩٤.

٥١٨

ج ـ المتن :

لست أدري كيف ينسب إلى الله سبحانه قوله (أكاد أخفيها عن نفسي) ثم انّ الزيادة تخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ رواية آية (١١١):

(ه) ٥٦٩ ـ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول الله عزوجل : يومئذ لا ينفع الشفاعة إلّا من أذن له الرحمن الآية إلى أن قال ثم قال وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما لآل محمد صلى الله عليهم كذا نزلت.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١١) من سورة طه :

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً).

وأضافت الرواية بعدها ـ لآل محمد صلّى الله عليهم ـ.

ب ـ السند :

في سند الرواية محمد بن اسماعيل العلوي مجهول حاله وكذا عيسى بن داود.

ج ـ المتن :

ان هذه الزيادة على الآية يخرجها عن سياق النص القرآني ويدركها كل

٥١٩

من آنس اسلوب القرآن وفصاحته وبلاغته.

ثالثا ـ روايات آية (١١٥):

(و) ٥٧٠ ـ السياري عن بعض أصحابنا عن محمد بن سليمان عن أبيه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) في قوله عزوجل : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريته هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(ز) ٥٧١ ـ وعن جعفر بن محمد بن عبد الله عن محمد بن موسى القمي عن سليمان عن عبد الله بن سنان مثله.

(ح) ٥٧٢ ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبد الله عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان (١) في قوله تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسى هكذا والله أنزلت على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(ط) ٥٧٣ ـ عن ابن شهرآشوب في مناقبه عن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل قال كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم عليهم‌السلام كذا نزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١١٥) من سورة طه :

(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).

__________________

(١) في أصول الكافي ١ / ٤١٦ عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع).

٥٢٠