القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

وأضافت الروايات بعد (مِنْ قَبْلُ) ـ كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريته ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٧٠) في سندها : بعض أصحابنا! ومن هم بعض أصحاب السياري الغالى؟! عن محمد بن سليمان : ضعيف غال عن أبيه سليمان (الديلمي) وهو شرّ من ولده.

وفي سند روايته (٥٧١) سليمان (الديلمي) الغالي الكذّاب المذكور في رواية (٥٧٠).

٢ ـ رواية الكليني (٥٧٢) في سندها : جعفر بن محمد بن عبد الله مجهول حاله ، ومحمد بن سليمان ضعيف غالّ. إذا فالثلاث رواية واحدة عن محمد سليمان الغالي عن أبيه الغالي الكذّاب.

٣ ـ رواية ابن شهرآشوب (٥٧٣) لا سند لها.

ج ـ المتن :

أخبر الله سبحانه في هذه الآية انّه عهد إلى آدم فنسي وأخبر عن العهد في الآيات بعدها بقوله سبحانه :

(فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى * ... فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ...).

ولكن الغلاة الكذبة اختلقوا الرواية ، وركبوا عليها سندا ، وافتروا بها على الامام الصادق (ع) واغترّ بها الشيخ النوري واستدل بها على مراده ، والاضافة تخرج الآية عن السياق القرآني ولكنّ الغلاة لا يعقلون.

رابعا ـ رواية آية (٩٧):

٥٢١

(ى) ٥٧٤ ـ الطبرسي قرأ أبو جعفر (١) لنحرقنه بفتح النون وسكون الحاء وتخفيف الراء وهو قراءة علي عليه‌السلام وابن عباس.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩٧) من سورة طه :

(قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً).

وفي الرواية ـ لنحرقنه ـ بدل ـ (لَنُحَرِّقَنَّهُ).

ب ـ السند :

نقل الطبرسي ما ذكره من تفسير الآية بتفسير البيان عن تفسير التبيان والتبيان أخذه من القراءات المذكورة في تفاسير الطبري والقرطبي والسيوطي والكشاف واللفظ للقرطبي (٢) وفيه :

(وقرأ الحسن وغيره بضم النون وسكون الحاء وتخفيف الراء من احرقه يحرقه وقرأ علي وابن عباس وأبو جعفر وابن محيصن واشهب العقيلي : لنحرقنه بفتح النون وضم الراء الخفيفة من حرّقت الشيء ...).

إذا فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت.

__________________

(١) وأبو جعفر القارئ ، يزيد بن القعقاع أحد العشرة مدني مشهور ... وقال غير واحد قرأ على أبي هريرة وابن عباس (رض). معرفة القرّاء الكبار للذهبي ص ٥٨.

(٢) القرطبي ١١ / ٢٥١ ؛ والطبري ١٦ / ١٦٠ ؛ والسيوطي ٤ / ٣٠٩ ؛ والكشاف ٢ / ٥٥٥.

٥٢٢

ج ـ المتن :

نرى القراءة مفتراة على الامام علي وابن عباس وتغيير التعبير مخل بالوزن والنغم ولست أدري كيف استدل الشيخ النوري بقراءة قارئ على تحريف القرآن وعدها ظهير من الألف حديث شيعي الدال على تحريف القرآن على حدّ زعمه والقراءة منتقلة أو مشتركة بين المدرستين.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة طه عشر روايات بينما وجدناها خمس روايات : روايتان مما عدّاه بلا سند وخمس روايات عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء وثلاث منتقلة من مدرسة الخلفاء.

٥٢٣

دراسة روايات سورة الأنبياء

أولا ـ روايات آية (٤٧):

(الف) ٥٧٥ ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى وان كان مثقال حبة من خردل آتينا بها أي جازينا بها ممدودة.

(ب) ٥٧٦ ـ الطبرسي وقرأ آتينا بها بالمد ابن عباس وجعفر بن محمد عليهما‌السلام ومجاهد وسعيد بن جبير والعلا بن سبابة والباقون أتينا بالقصر.

(ج) ٥٧٧ ـ السياري عن عبد الله بن المغيرة عن سهل عن جميل الخياط عن وليد قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقرأ وإن كان مثقال حبة آتينا بها مثقلة ممدودة قلت إنما يقرأ الناس آتينا بها قال إنما هي جازينا بها.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٧) من سورة الأنبياء :

(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ).

وفي الروايات : آتينا بها ـ بدل ـ (أَتَيْنا بِها).

٥٢٤

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٧٧) في سندها : سهل مشترك بين عدد من الرواة ينتج جهلا بحاله وكذا جميل الخياط ووليد مجهول حالهما.

٢ ـ رواية التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم (٥٧٥) لا سند لها ويظهر منها انه قول من جمع التفسير ولم نجد لها معينا غير معين السيّاري.

٣ ـ وقراءة الطبرسي (٥٧٦) عن الامام الصادق لم نجد لها سندا عدا ما افتراه السياري في روايته (٥٧٧).

وقد جاءت القراءة في تفسير الطبري والقرطبي والسيوطي (وقرأ مجاهد وعكرمة آتينا بها) وبناء على ذلك فان السياري نقل هذه القراءة عن مدرسة الخلفاء وركّب عليها سندا وافترى بها على الامام الصادق ونقل الطبرسي ما نسبه من القراءة إلى الامام الصادق (ع) وغمّ الأمر بعد ذلك على الشيخ النوري وحسبها قراءة مسندة إلى الامام الصادق (ع) القائل :

«القرآن واحد نزل من عند واحد والاختلاف يأتي من قبل الرواة».

وليس لظهير أن يعدّها من ضمن الألف حديث شيعي.

ج ـ المتن :

أتينا يعدّى بحرف الجرّ (الباء) ويقال : اتينا بها أو بصيغة الفعل الرباعي آتينا ولا يصح الجمع بينهما وان يقال آتينا بها ويدلّ ذلك على انّ المحرّف لم يكن عربي اللسان ، وتغيير التعبير يخلّ بالوزن والمعنى.

ثانيا ـ روايات آية (٩٥):

(د) ٥٧٨ ـ السياري عن ابن مسكان عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أحرف في القرآن وحرم فقال اغرب ثم اغرب وانما هي وحرام.

٥٢٥

(ه) ٥٧٩ ـ وعن صفوان عن المنذر عن زيد الشحام قال عرضت على أبي عبد الله عليه‌السلام هذه الحروف التى يقرأ بها الأعمش وأصحابه ان الله يبشرك مثقلة وحرم حرام كذا في النسخة ولا تخلوا من سقط.

(و) ٥٨٠ ـ وعن البرقي عن ابن أبي (١) عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لا يقرأ وحرم على قرية.

(ز) ٥٨١ ـ الطبرسي قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر حرم بكسر الحاء بغير الألف والباقون وحرام وهو قراءة الصادق عليه‌السلام.

(ح) ٥٨٢ ـ السياري عن القاسم بن عروة عن أبي عبد الله عليه‌السلام وعن غيره (ع) انه كره وحرم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩٥) من سورة الأنبياء :

(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ).

وفي روايات السياري حرام كما في النصّ القرآني وقراءة مدرسة الخلفاء حرم.

ب ـ الاسناد :

روايات السياري الأربع عن الامام الصادق (ع) موافقة للنص القرآني وقراءة الطبرسي (٥٨١) المخالفة للنص القرآني جاء في التبيان عن عاصم : وحرم بكسر الحاء وأسناد القراءة في تفسير القرطبي (٢) كالآتي :

قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) قراءة زيد

__________________

(١) وفي نسختنا من القراءات : ابن أبي عمير.

(٢) تفسير القرطبي ١١ / ٣٤٠.

٥٢٦

ابن ثابت وأهل المدينة : «وحرام» وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. وأهل الكوفة ، «وحرم» ورويت عن علي وابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهم. وهما لغتان مثل حلّ وحلال. وقد روى عن ابن عباس وسعيد بن جبير «وحرم» بفتح الحاء والميم وكسر الراء. وعن ابن عباس أيضا ، «وحرم» وعنه أيضا ، «وحرّم» «وحرّم». وعن عكرمة أيضا «وحرم». وعن قتادة ومطر الوراق ، «وحرم» تسع قراءات. وقرأ السّلمي : «على قرية أهلكتها». واختلف في «لا». في قوله : (لا يَرْجِعُونَ) فقيل : هي صلة ؛ روى ذلك عن ابن عباس ، واختاره أبو عبيد ؛ أي وحرام على قرية أهلكناها أن يرجعوا بعد الهلاك. وقيل : ليست بصلة ، وإنما هي ثابتة ، ويكون الحرام بمعنى الواجب. أي وجب على قرية.

ج ـ المتن :

نحن نصرّح مرّة بعد أخرى انا نرى ان القراءات المختلقة افتري بها على الصحابة من قبل الزنادقة في بداية الأمر ثم انتشرت على لسان القرّاء في كتب المسلمين والقراءة المفتراة تغير الوزن والمعنى والنغم.

وأخيرا ليس للشيخ والاستاذ أن يعتبر رواية السياري الواحدة ثلاث روايات ويستدلا به على التحريف وهي موافقة للنص القرآني.

أمّا القراءات التسع فعلى ظهير أن يعد الجواب عنها وليس له أن يعتبرها ضمن الألف حديث شيعي على حدّ زعمه.

وان التغيير الذي ذكروه يخل بوزن الآية في السورة.

ثالثا ـ رواية آية (٩٨):

(ط) ٥٨٣ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام وعائشة وابن الزبير وأبي بن كعب وعكرمة حطب بالطاء.

٥٢٧

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩٨) من سورة الأنبياء :

(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ).

وفي الرواية : حطب ـ بدل ـ (حَصَبُ).

ب ـ السند :

قراءة الطبرسي (٥٨٣) مذكورة في تفسير التبيان ومذكورة في تفاسير مدرسة الخلفاء : الطبري ومن جاء بعده وقد جمعها السيوطي في تفسيره الدر المنثور وهي مذكورة نصا في تفسير القرطبي (١) وبناء على ذلك فان هذه القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت.

ج ـ المتن :

في معاجم اللغة حصّب النار القى فيها الحصباء ليزيد ضرامها.

وبناء على ذلك تأويل الآية ان المشركين وما يعبدون من دون الله يلقون في جهنم ويكونون لها حصبا أي كالحصباء التى تلقى في النار ويزيد ضرامها.

وقد مرّ بنا في بحث الأحرف السبعة والقراءات من الجزء الثاني من هذا الكتاب ان الزنادقة اختلقوا القراءات بمدرسة الخلفاء وافتروا بها على صحابة الرسول (ص) ومن ضمنهم وصي الرسول (ص) الامام علي.

فكيف يستدل بأمثالها الشيخ النوري على تحريف النص القرآني وكيف يعدها الاستاذ ظهير من الألف حديث شيعي في تحريف القرآن؟!

__________________

(١) الدر المنثور ٤ / ٣٣٩ ؛ وتفسير القرطبي ١١ / ٣٤٣.

٥٢٨

رابعا ـ رواية آية (٣):

(ى) ٥٨٤ ـ السياري عن محمد بن علي عن علي بن حماد عن عمير عن جابر (١) واسروا النجوى الذين ظلموا آل محمد حقهم هل هذا إلّا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (٢).

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣) من سورة الأنبياء :

(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ).

وأضافت الرواية بعد (ظلموا) ـ آل محمد حقهم ـ.

ب ـ السند :

في سند رواية السياري الهالك : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب ، وعلي بن حماد مجهول حاله ، أو متهم ، وعمير تصحيف عمرو بن شمر كما جاء في نسختنا من القراءات ، وهو ضعيف جدا كان من الذين زادوا في كتب جابر.

ج ـ المتن :

قال الله سبحانه في الآية قبلها :

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ).

__________________

(١) في النص (عمير وجابر) تصحيف.

(٢) وفي النص (لا تبصرون) تصحيف.

٥٢٩

فالكلام يجري على عدم ايمان الكفار بأصل الرسالة الالهية ولا محلّ لذكر ـ آل محمد حقهم ـ ولكن الغلاة لا يشعرون والاضافة تخلّ بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الانبياء عشر روايات ، بينما هي أربع روايات عن الغلاة والمجاهيل.

٥٣٠

دراسة روايات سورة الحج

أولا ـ روايتي آية (٢٧):

(الف) ٥٨٥ ـ الطبرسي قرأ ابن عباس وابن مجاز ومجاهد وعكرمة والحسن رجالا بالتشديد والضم.

(ب) ٥٨٦ ـ السياري عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمد عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه‌السلام يأتوك رجالا قال فهم الرجال.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٧) من سورة الحج :

(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وفي الرواية : رجّالا ـ بدل ـ (رِجالاً).

ب ـ السند :

١ ـ قراءة الطبرسي (٥٨٥) نجد أسناده في تفسيري الزمخشري والرازي.

٢ ـ رواية السياري الهالك (٥٨٦) في سندها : أبو جميلة (مفضل بن صالح) ضعيف وضاع كذّاب.

٥٣١

وقرئ رجالا بضم الراء مخفف الجيم ومثقلة ورجالي كعجالي عن ابن عباس (رض). وبناء على ذلك ، فالقراءة نقلها السياري الغالي من قراءات مدرسة الخلفاء واللاتي برهنا على أن الزنادقة هم الذين اختلقوها ، وافتروا بها على الله وأمين وحيه ورسوله وعلى أصحابه ، وركّب الغالي عليها سندا ، وافترى بها على الامام الصادق (ع) وأيضا نقل هذه القراءة الطبرسي في تفسيره مجمع البيان عن مدرسة الخلفاء وبناء على ذلك ليس لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي حسب تعبيره.

ج ـ المتن :

قراءة رجّالا بالتشديد يخرج الآية عن اللفظ القرآني الموزون بل عن كلام البلغاء وبناء على ذلك فالقراءة باطلة والنصّ القرآني هو الذي أوحى الله به على رسوله (ص).

ثانيا ـ رواية آية (٣٦):

(ج) ٥٨٧ ـ الطبرسي قرأ ابن مسعود وابن عباس وابن عمرو وأبو جعفر الباقر عليه‌السلام وقتادة والضحاك صوافن بالنون.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٦) من سورة الحج :

(وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ ...).

وفي الرواية : صوافن ـ بدل ـ (صَوافَ).

٥٣٢

ب ـ السند :

الرواية قراءة بلا سند نقلها الشيخ الطوسي بتفسيره التبيان من مدرسة الخلفاء واسناد القراءات مذكورة في تفاسير مدرسة الخلفاء : الطبري والزمخشري والقرطبي وابن كثير والسيوطي واللفظ للقرطبي (١) ولم يأت في أحدها ذكر الامام الباقر وأخذ من التبيان الطبرسي وأبو الفتوح وگازر وانفرد الطبرسي باسنادها ـ أيضا ـ إلى الامام الباقر ، ولم يذكر سنده.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بوزن الآية في السورة وإذا كانت قراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء ، فليس للشيخ النوري واحسان ظهير أن يستدلّا بها على مرادهما.

ثالثا ـ رواية آية (٤٠):

(د) ٥٨٨ ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما‌السلام وصلوات بضم الصاد واللام.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٠) من سورة الحج :

(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ... لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً ...).

وفي الرواية : صلوات ـ بدل ـ (صَلَواتٌ).

__________________

(١) تفسير الطبري ١٧ / ١١٩ ؛ والزمخشري ٣ / ١٤ ؛ والقرطبي ١٢ / ٦٢ ؛ وابن كثير ٣ / ٢٢٢ ؛ والسيوطي ٤ / ٣٦٢.

٥٣٣

ب ـ السند :

في تفسيري الطوسي وابن عطية القراءة لعاصم الجحدري ونسب ابن عطية قراءة أخرى للامام الصادق دون ذكر السند إذا القراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء (١) وما نسب إلى الامام الصادق منها دون ذكر للسند ولسنا ندري كيف نسب الطبرسي القراءة إلى الامام الصادق وليس للشيخ النوري وظهير أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

تغيير التعبير يخل بالوزن والنغم.

رابعا ـ روايتا آية (٢٨):

(ه) ٥٨٩ ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن زيد بن اسامة قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام قرأ : ليحضروا منافع لهم.

(ط) ٥٩٣ ـ السياري عن البرقي عن النضر عن يحيى بن أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) : وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٨) من سورة الحج :

(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ).

__________________

(١) القرطبي ١٢ / ٧١ ؛ وابن عطية ١١ / ٢٠٦.

٥٣٤

وفي الرواية : ليحضروا ـ بدل ـ (لِيَشْهَدُوا) وأضيف ـ في الدنيا والآخرة ـ إلى آخر الرواية الثانية.

ب ـ السند :

روايتا السياري الغالى (٥٨٩) و (٥٩٣) لا حاجة لدراسة اسنادها وقد ذكر السيوطي أسنادها بتفسير الآية إذا فقد أخذها السياري من مدرسة الخلفاء.

ج ـ المتن :

أولا ـ ان الرواية منتقلة من مدرسة الخلفاء.

ثانيا ـ ان اضافة ـ في الدنيا والآخرة ـ قد تكون للبيان وليس في الرواية ما يدل على أن المراد منها كانت نصا قرآنيا حذفت من الآية.

وعلى هذا فليس للشيخ النوري أن يستدل بها على تحريف النصّ القرآني ولا لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي على حدّ زعمه وأخيرا ان الاضافة تخل بوزن الآية في السورة.

خامسا ـ روايتا آية (١٩):

(و) ٥٩٠ ـ وعن محمد بن علي عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي عليه‌السلام قطعت لهم ثياب من نار.

(ز) ٥٩١ ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي (ع) قطعت لهم ثياب من نار.

٥٣٥

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٩) من سورة الحج :

(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ).

وأضافت الرواية : ـ بولاية علي (ع) ـ بعد (كَفَرُوا).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٥٩٠) في سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف ، غال ، كذّاب وروايته عن أبي حمزة بلا واسطة لا يصح وقد أسقط من السند محمد بن الفضيل كما في سند الكليني وهو ضعيف يرمى بالغلو.

٢ ـ رواية الكليني (٥٩١) في سندها أحمد بن محمد عن أبيه وهو محمد خالد ضعيف في الحديث يروى عن الضعفاء عن محمد بن الفضيل ضعيف يرمى بالغلو والروايتان عن راو واحد وهو ضعيف غال.

ج ـ المتن :

أولا ـ صريح الآية ان اختصام الخصمين في الربوبية ولا معنى لاقحام بولاية علي عليه‌السلام.

ثانيا ـ لم يرد (عليه‌السلام) في القرآن الكريم بعد أي اسم من أسماء الأنبياء والرسل ليأتي بعد اسم الامام علي.

ثالثا ـ هذه الاضافة تبدّل كلام الله الموزون إلى كلام غير موزون ولكنّ الغلاة لا يعقلون.

٥٣٦

سادسا ـ رواية آية (٢٦):

(ح) ٥٩٢ ـ محمد بن العباس عن محمد بن همام (الماهيار) عن محمد بن اسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى (ع) في قوله تعالى : وطهر بيتي للطائفين والعاكفين.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٦) من سورة الحج :

(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).

وفي الرواية : العاكفين ـ بدل ـ (الْقائِمِينَ).

ب ـ السند :

في سندها : محمد بن اسماعيل العلوي مجهول حاله وكذا عيسى بن داود النجار.

ج ـ المتن :

لست أدري كيف يقابل الشيخ النوري النص القرآني الذي أخذه من لا يحصون عددا عن أمثالهم قرنا بعد قرن إلى الألوف من الصحابة عن فم رسول الله (ص) عن جبرائيل (ع) عن الباري عز اسمه بروايات مجهولة عن مجهولين لست أدري!!

سابعا ـ روايات آية (٥٢):

٥٣٧

(ى) ٥٩٤ ـ السياري عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله (ع) وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(يا) ٥٩٥ ـ محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن أحمد بن محمد عن أحمد محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل وكان رسولا نبيا قلت ما هو الرسول من النبي؟ قال هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين ثم تلا وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(يب) ٥٩٦ ـ في (البحار) عن المفيد في (الاختصاص) مثله.

(يج) ٥٩٧ ـ الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن الحارث البصري قال أتانا الحكم بن عينية قال ان علي بن الحسين عليهما‌السلام قال ان علم علي عليه‌السلام كله في آية واحدة قال فخرج حمران بن أعين فوجد علي الحسين عليهما‌السلام قد قبض فقال لأبي جعفر عليه‌السلام ان الحكم بن عينية حدثنا عن علي بن الحسين (ع) قال ان علم علي عليه‌السلام كله في آية واحدة قال أبو جعفر (ع) وما تدري ما هو؟ قال قلت لا قال هو قول الله تبارك وتعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(يد) ٥٩٨ ـ وعن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تبارك وتعالى وكان رسولا نبيا إلى أن قال ثم تلا عليه‌السلام وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

(يه) ٥٩٩ ـ عن المفيد في (الاختصاص) كما في (البحار) وتفسير البرهان عن ابن أبي الخطاب أو أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن ثعلبة عن زرارة مثله.

(يو) ٦٠٠ ـ الصفار عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن هارون بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت جعلت فداك

٥٣٨

ليست (١) هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث. الخبر.

(يز) ٦٠١ ـ وعن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن اسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن أعين قال سألته عن قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال (ع) الرسول الذي يأتيه جبرائيل (ع). الخبر.

(يح) ٦٠٢ ـ المفيد (٢) في (الاختصاص) كما في (البحار) عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله.

(يط) ٦٠٣ ـ الصفار عن أبي محمد عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلّا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته.

(ك) ٦٠٤ ـ الصفار بالاسناد عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي انه سمع عليا عليه‌السلام يقول إني وأوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون إلى أن قال سليم الشامي سألت محمد بن أبي بكر قلت كان علي عليه‌السلام محدثا قال نعم قلت وهل يحدث الملائكة إلّا الأنبياء قال أما تقرأ وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث.

(كا) ٦٠٥ ـ المفيد في (الاختصاص) عن إبراهيم بن محمد مثله.

(كب) ٦٠٦ ـ وعن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة قال دخلت على على بن الحسين عليهما‌السلام يوما فقال لي يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يعرف

__________________

(١) في النص (لعيشت) تصحيف.

(٢) في النص (المميد) تصحيف.

٥٣٩

بها صاحب قتله ويعلم بها الأمور العظام التى كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسى قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين عليهما‌السلام أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال فقلت لا والله لا أعلم به أخبرني بها يا بن رسول الله قال هو والله قول الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فقلت وكان علي بن أبي طالب عليه‌السلام محدثا قال نعم وكل امام منا أهل البيت فهو محدث.

(كج) ٦٠٧ ـ الكليني عن محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد مثله وزاد بعد قوله ولا محدث وكان علي بن أبي طالب عليه‌السلام محدثا فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد كان أخا علي بن الحسين عليهما‌السلام لأمه سبحان الله محدثا كانه ينكر فاقبل علينا أبو جعفر عليه‌السلام فقال أما والله ان ابن أمك قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التى هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.

أقول : لا يخفى عدم ملائكة ذيل الخبر لصدره فان الصدر يدل على كون ذلك في مجلس السجاد عليه‌السلام وذيله على كونه بعد وفاته في مجلس أبي جعفر عليه‌السلام ولذا التزم بالتفكيك بعض الشراح وقال ان قوله فقال كلام زياد بن سوقة وضمير له للحكم وهذه الحكاية كانت بعد وفاة علي بن الحسين عليهما‌السلام في مجلس الباقر عليه‌السلام وفيه ما لا يخفى والحق انه اشتبه على الكليني أو بعض نساخ كتابه أو الكتاب أخذ الحديث منه فوصلوا ذيل الخبر بذيل الآخر ولعله سقط من البين صدر الآخر سندا ومتنا وقد مرّ نظير ذلك منه ره أيضا ونبهنا عليه وذلك لأن الصفار روى بسند آخر عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أهل بيتي اثنا عشر محدثا فقال له عبد الله بن زيد وكان أخا علي الحسين عليهما‌السلام لأمه سبحان الله الخ وأمّا كون عبد الله أخاه (ع) لأمه ، كانت أرضعته فكان أخا رضاعيا له.

(كه) ٦٠٨ ـ الصفار عن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد

٥٤٠