القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

الامام الصادق (ع) فليس للشيخ ولا للاستاذ أن يستدلا بها على مرادهما.

ج ـ المتن :

لا يظهر من رواية السياري انه ذكر ـ كفارا ـ بعنوان انه جزء من الآية بل ذكره تفسيرا واضافة (كفارا) يخرجها عن الكلام الموزون الذي هو شأن الآيات القرآنية.

ثانيا ـ روايات آية (٣٨ و ٣٩):

(ب) ٧٩٣ ـ علي بن إبراهيم عن جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله حتى إذا جاءانا ... ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم آل محمد حقهم انكم في العذاب مشتركون.

(ج) ٧٩٤ ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن اسلم عن أيوب البزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم انكم في العذاب مشتركون.

(د) ٧٩٥ ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد البرقي عن ابن أسلم عن أيوب البزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ولن ينفعكم وذكر مثله.

(ه) ٧٩٦ ـ الطبرسي قرأ أهل العراق غير أبي بكر حتى إذا جاءنا على الواحد والباقون جاءانا على الاثنين.

٦٦١

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٣٨ و ٣٩) من سورة الزخرف :

(حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ* وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ).

وفي الروايات بعد : (إِذْ ظَلَمْتُمْ) ـ آل محمد حقهم ـ.

وجاءانا ـ بدل ـ (جاءَنا).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٧٩٤) عن محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذّاب وعمرو بن شمر ضعيف جدا نسب إليه ما زيد في كتب جابر.

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٧٩٣) هي من الروايات التي زيدت في تفسير القمي وفي سندها : محمد بن علي (أبو سمينة) ضعيف غال كذاب ومحمد الفضيل ضعيف يرمى بالغلو.

٣ ـ رواية محمد بن العباس (٧٩٥) ... عن أحمد بن محمد السياري هي رواية السياري (٧٩٤) بعينها.

٤ ـ رواية الطبرسي (٧٩٦) بلا سند.

وفي تفسير الآية بتفسير الطبري الذي قال : اختلفت القرّاء في قراءة قوله حتى إذا جاءنا فقرأته عامة قرّاء الحجاز سوى ابن محيصن وبعض الكوفيين وبعض الشاميين حتى إذا جاءانا على التثنية بمعنى حتى إذا جاءانا هذا الذي عشى عن ذكر الرحمن وقرينه الذي قيض له من الشياطين وقرأ عامة قرّاء الكوفة والبصرة وابن محيصن إذا جاءنا على التوحيد بمعنى حتى إذا جاءنا هذا العاشي

٦٦٢

من بني آدم عن ذكر الرحمن (١).

وفي تفسير القرطبي (٢) : (حَتَّى إِذا جاءَنا) على التوحيد قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص ، يعني الكافر يوم القيامة. الباقون «جاءانا» على التثنية ، يعني الكافر وقرينه.

وبناء على ذلك أخذ السياري القراءة من مدرسة الخلفاء وأخذ منه من جاء بعده وبعضهم أخذها بلا واسطة من مدرسة الخلفاء مثل الطبرسي الذي نقلها بأمانة علمية ولم يضف إليها شيئا من عنده.

ج ـ المتن :

الاضافات تفسيرية ومنتقلة وليس للشيخ النوري أن يستدلّ بها على تحريف القرآن والعياذ بالله ولا لظهير أن يعدها ضمن الألف حديث شيعي واعتبارها نصا قرآنيا يخرج الآية عن سياق الآيات القرآنية.

ثالثا ـ روايات آية (٤١):

(و) ٧٩٧ ـ الطبرسي روى جابر بن عبد الله قال إني لأدناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع بمنى حتى قال لالفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت الى خلفه ثم قال أو على ثلاث مرات فرأينا جبرائيل (ع) غمزه فأنزل الله على أثر ذلك فإما نذهبن بك فانا منهم منتقمون بعلي بن أبي طالب.

(ز) ٧٩٨ ـ محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٥ / ٤٤.

(٢) تفسير القرطبي ١٦ / ٩٠.

٦٦٣

علي هلال عن محمد بن الربيع قال قرأت على يوسف الأرزق حتى انتهيت في الزخرف فإما نذهبن بك فانا منهم منتقمون فقال يا محمد امسك فأمسكت فقال يوسف قرأت على الأعمش فلما انتهيت إلى هذه الآية قال يا يوسف أتدري فيمن أنزلت؟ قلت الله أعلم قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام فانا نذهبن بك فانا منهم بعلي منتقمون محيت والله من القرآن واختلست والله من القرآن.

(ح) ٧٩٩ ـ الشيخ في أماليه باسناده عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال اني لادناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع فقال لأعرفنكم ترجعون إلى آخر ما رواه الطبرسي.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤١) من سورة الزخرف :

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ).

وجاء في رواية بعد : (مُنْتَقِمُونَ) ـ بعلي بن أبي طالب ـ

وفي أخرى قبل : (مِنْهُمْ) ـ بعلي ـ (مُنْتَقِمُونَ).

ب ـ السند :

١ ـ رواية محمد بن العباس (٧٩٨) عن علي بن عبد الله مجهول حاله وكذا علي بن هلال ومحمد بن الربيع. ويوسف الارزق لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. مع انّ الرواية لم تنسب إلى أحد من أئمة أهل البيت (ع).

٢ ـ رواية الشيخ في أماليه (٧٩٩) ورواية الطبرسي في المجمع (٧٩٧) رواية واحدة محذوفة السند.

وقد ورد نظيرها في كتب مدرسة الخلفاء :

١ ـ أوردها ابن المغازلى الفقيه الشافعي في مناقبه عن جابر بن عبد الله

٦٦٤

الأنصاري (١).

وأوردها الحسكاني عن جابر وابن عباس (٢).

٢ ـ قال السيوطي (٣) بتفسير الآية من تفسيره : وأخرج ابن مردويه ... عن جابر بن عبد الله عن النبي (ص) في قوله : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) نزلت في علي بن أبي طالب انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي.

إذا فالرواية مشتركة ومفسّرة وليس للشيخ النوري ولا الاستاذ ظهير أن يستدلا بها على مرادهما!

ج ـ المتن :

أولا ـ اختلاف اللفظ في الروايتين :

أ ـ فانّا منتقمون بعلي بن أبي طالب.

ب ـ فانّا بعليّ منقمون.

تدل على ان الاضافة تفسيرية. كما قال الشيخ الطوسي في تفسير الآية بتفسير التبيان «وعن أهل البيت ورووا ان التأويل فإنا بعلي منتقمون».

وفي الدر المنثور : نزلت في علي.

ثانيا ـ اعتبارها نصّا قرآنيا يخلّ بوزن الآية في السورة.

وما جاء في رواية محمد بن العباس (٧٩٨) : محيت والله من القرآن واختلست والله من القرآن! فالمراد منه : انها كانت مكتوبة في المصاحف التي أحرقها الخليفة الثالث وأمر بكتابة نسخ من القرآن مجرّدة من التفسير وهي التي

__________________

(١) مناقب المغازلي ص ٢٧٤ و ٣٢٠ ـ ٣٢١.

(٢) شواهد التنزيل للحسكاني ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٥.

(٣) تفسير السيوطي ٦ / ١٨.

٦٦٥

بقيت بأيدي المسلمين إلى اليوم.

رابعا ـ روايات آيات (٥٧ ـ ٦٠):

(ط) ٨٠٠ ـ علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة كفيل عن أبي صادق عن أبي الاغر عن سلمان الفارسي ره قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في أصحابه إذ قال انه يدخلكم الساعة شبيه (١) عيسى مريم فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليكون هو الداخل فدخل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال الرجل لبعض أصحابه أما رضى محمد (ص) ان فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية لافضل منه فأنزل الله في ذلك المجلس ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك جدلا بل هم قوم خصمون ان علي إلّا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل فمحي اسمه وكشط من هذا الموضع.

(ى) ٨٠١ ـ الشيباني في أول تفسيره الموسوم ب (نهج البيان) في أمثلة ما في القرآن خلاف ما أنزل وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام نزلت هذه الآية هكذا قوله عزوجل ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون.

(يا) ٨٠٢ ـ محمد بن العباس عن محمد بن مخلد الدهان عن علي بن احمد العريضي بالرقة عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر عن أبيه عن آباءه عليهم‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظر إلى علي عليه‌السلام وهو مقبل فقال اما ان فيك لشبها من عيسى بن مريم إلى أن قال فأنزل الله جل

__________________

(١) في الأصل (تشبيه) تصحيف والصواب ما أوردناه من نسخة تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ٢٨٦.

٦٦٦

اسمه ولما ضرب بن مريم إلى قوله ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون قال فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ليس في القرآن بني هاشم قال محيت والله فيما محي ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر محي من كتاب الله الف حرف وحرف منه الف حرف الخبر. تقدم في الأخبار العامة.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآيات (٥٧ ـ ٦٠) من سورة الزخرف :

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ).

وبدّلت في الروايات (يَصِدُّونَ) ب ـ يضجون ـ و (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً) ب ـ لجعلنا من بني هاشم ملائكة ـ و (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ) ب ـ إن علي إلّا عبد أنعمنا عليه ـ.

ب ـ الاسناد :

١ ـ رواية التفسير المنسوب الى علي بن إبراهيم (٨٠٠) قد مرّ بنا انّ راوي التفسير مجهول حاله ولم يذكره الرجاليون وفي سندها : وكيع والأعمش وسلمة بن كفيل وأبو صادق وأبو الاغر من رواة مدرسة الخلفاء.

٢ ـ رواية الشيباني (٨٠١) هي رواية التفسير بعينها.

وفي تفاسير مدرسة الخلفاء : الكشاف والقرطبي والسيوطي روايات قد فسّر اللفظ (يصدون) ب «يضجون».

رواية (٨٠٢) محمد بن العباس في سند الرواية : محمد بن مخلّد الدهان

٦٦٧

وعلي بن أحمد العريضي وإبراهيم بن علي بن جناح وحسن بن علي بن محمد بن جعفر ، لم نجد لهم ذكرا في كتب الرجال!!!.

وما رواه عن عمرو بن العاص على منبر مصر أوردها كاملة في رواية (يد) ـ ١٤ وأثبتنا في دراسة الرواية هناك ان وقوع ما جاء في الرواية المختلقة من المحالات عادة وروايتا (يد ـ ١٤) و (ط ـ ٨٠٠) رواية واحدة.

ج ـ المتن :

في رواية (ط) ٨٠٠ ـ ان سلمان (ره) قال شبّه رسول الله (ص) عليا بعيسى بن مريم ونزلت على أثر ذلك (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية لا فضل منه فأنزل في ذلك المجلس ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون ... فمحي اسمه وقالوا آلهتنا خير ...).

لست أدري كيف يصدق العاقل حدوث ما جاء في هذه الرواية المختلقة وفي رواية (ى / ٨٠١) موجز رواية (٨٠٠) ورواية يا (٨٠٢) درسناها في ما سبق ولا حاجة لاعادة القول فيها.

خامسا ـ رواية آية (٧١):

(يب) ٨٠٣ ـ السياري عن سهل بن زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام فمنها ما تشتهيه الأنفس.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧١) من سورة الزخرف :

(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ

٦٦٨

وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ).

وبدلت في الرواية (وَفِيها) ب فمنها.

ب ـ السند :

تفرّد بها السيّاري المتهالك عن سهل بن زياد الضعيف الغالي عن رجل! ومن هو الرجل؟

وفي نسختنا من القراءات : فيها ما تشتهي الأنفس!

ج ـ المتن :

فمنها ما تشتهيه الأنفس تدل على ان بعض ما في الجنّة لا تشتهيه الأنفس مضافا إلى ان التغيير مخلّ بنغم الآية والسياري يرى انه مخول بتغيير الآيات بما تشتهيه نفسه!!

سادسا ـ رواية آية (٧٧):

(يج) ٨٠٤ ـ الطبرسي قرأ ابن مسعود والأعمش ويحيى يا مال وروى ذلك عن علي عليه‌السلام.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٧٧) من سورة الزخرف :

(وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ).

وفي الرواية : ـ يا مال ـ مرخّما.

ب ـ السند :

٦٦٩

القراءة بتفسير الآية في تفسير الزمخشري قرأ علي وابن مسعود : يا مال وفي تفسير الفخر الرازي قرأ ابن مسعود : (يا مال) وبناء على ذلك فالقراءة منتقلة من مدرسة الخلفاء (١) وليس للشيخ أن يستدل بها على تحريف القرآن ولا لظهير أن يعدها من الألف حديث شيعي.

ج ـ المتن :

الترخيم من باب أنواع الاعراب وليس للشيخ وظهير أن يستدلا بهما على مرادهما أضف إلى ذلك انه يخل بوزن الآية في السورة.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الزخرف ثلاث عشرة رواية بينما وجدناها ثماني روايات : أربع ممّا عدّاها كانت بلا سند وتسع روايات عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.

__________________

(١) تفسير الكشاف ٣ / ٤٩٦ ؛ والفخر الرازي ٢٧ / ٢٢٧ ؛ والقرطبي ١٦ / ١١٦.

٦٧٠

دراسة روايات سورة الدخان

أولا ـ رواية آية (٢٥):

(الف) ٨٠٥ ـ السياري عن أحمد بن محمد وابن فضال وأبي شعيب عن أبي جميلة عن أبي عبد الله (ع) انه قرأ كم تركوا من جنات ونعيم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٥) من سورة الدخان :

(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).

وفي الرواية : نعيم ـ بدل ـ (عُيُونٍ).

ب ـ السند :

الرواية مما تفرد بها السيّاري الغالي المتهالك عن أبي جميلة (مفضل صالح) ضعيف وضاع كذّاب.

ج ـ دراسة المتن :

«وعيون» تناسب الجنّة والغالي يستهدف من وراء هذه التحريفات تهيئة الأذهان لقبول ما يحرّف بمقتضى غلّوه.

٦٧١

ثانيا ـ رواية آية (٤٩):

(ب) ٨٠٦ ـ السياري عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن منصور عن أبي عبد الله انه قال في قوله تعالى ذق انك أنت الضعيف اللئيم.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤٩) من سورة الدخان :

(ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ).

وفي الرواية : الضعيف اللئيم ـ بدل ـ (الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ).

ب ـ السند :

الرواية ممّا تفرّد بها السيّاري الغالي المتهالك.

ج ـ المتن :

الآية في مقام الاستهزاء بالجاحدين ويناسب المقام ما قاله سبحانه وليس ما قاله المتهالك!!

نتيجة البحوث :

استدلّ الشيخ والاستاذ بروايتين على تحريف آيات سورة الدخان عن الغلاة والمجاهيل.

٦٧٢

دراسة روايات سورة الجاثية

أولا ـ روايات آية (٢٩):

(الف) ٨٠٧ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن همام عن جعفر محمد الفزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤي عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال ان الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله (ص) هو الناطق بالكتاب قال الله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق فقلت إنا لا نقرأها هكذا فقال هكذا والله نزل بها جبرائيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكنه مما حرف من كتاب الله.

(ب) ٨٠٨ ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عمن رواه عن أبو بصير مثله.

(ج) ٨٠٩ ـ عن الكليني في (الروضة) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي البصري عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) (١) مثله قال العلامة المجلسي في المجلد الثاني عشر من (مرآة العقول) الظاهر انه (ع) قرأ ينطق على البناء للمفعول وكان يقرأ بعض مشايخنا رضوان الله عليهم عليكم بتشديد الياء المضمومة والأول أظهر وأغرب بعض المفسرين فقال بعد الاحتمال

__________________

(١) في الأصل (عن عبد الله) تصحيف.

٦٧٣

الأول الذي ذكره في (البحار) أيضا ما لفظه ويحتمل أيضا أن يراد الكتاب المذكور في الآية هو محمد وآله الناطقون بصحائف الأعمال بل ذواتهم صحائف الأعمال لأنهم عالمون بما كان وما يكون فالكتاب في الخبر غير الكتاب في الولاية ويجوز اتحادهما ومعنى الخبر ان نسبة النطق الى كتاب مجاز وفي الحقيقة ان الناطق به هو محمد وأهل بيته عليهم الصلاة انتهى فان ما ذكره صحيح في نفسه لا ربط له بمضمون الخبر. وقال الكاشاني في (الوافي) بعد ذكر رواية الكليني يعني أن ينطق في الآية على البناء للمجهول ويقال انه هكذا في قرآن علي (ع) قلت وفي بعض النسخ الصحيحة المقروءة على المشايخ هذا كتابنا على وزن عمال جمع كاتب والله العالم.

دراسة الروايات :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢٩) من سورة الجاثية :

(هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

وفي الرواية : كتّابنا ـ بدل ـ (كِتابُنا).

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٨٠٨) في سندها : محمد بن سليمان ضعيف غال عمن رواه! وليس إلّا أبوه سليمان الضعيف الغالي الكذّاب كما جاء في رواية الكليني عن أبي بصير.

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٨٠٧) هي من الروايات الدخيلة في التفسير فان محمد بن همام توفي ٣٣٣ والقمي كان حيا إلى ٣٠٧ ولم يرو عنه. وفى سندها ـ أيضا ـ جعفر بن محمد الفزاري ضعيف وضّاع كذاب عن الحسن أيوب مجهول حاله وكذا سليمان بن صالح عن رجل! ومن هو الرجل؟! عن أبي بصير.

٣ ـ رواية الكليني (٨٠٩) في سندها : سهل بن زياد ، ضعيف ، غال وكذا

٦٧٤

محمد بن سليمان ، وأبوه أضعف منه لأنّه كذّاب عن أبي بصير.

إذا فالثلاثة رواية واحدة عن الغلاة والكذّابين!

ج ـ المتن :

قال الله في الآية السابقة عليها :

(وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ).

وكتابهم هو ما كتبه الله لهم وينطق عليهم بالحق والتغيير يخل بوزن الآية في السورة!

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلا بها على تحريف آيات سورة الجاثية ثلاث روايات بينما هي رواية واحدة ؛ عن الغلاة والمجاهيل والضعفاء.

٦٧٥

دراسة روايات سورة الأحقاف

أولا ـ رواية آية (٤):

(الف) ٨١٠ ـ الطبرسي قرأ علي عليه‌السلام وأبو عبد الرحمن السلمي وأثرة بسكون الثاء من غير ألف.

دراسة الرواية :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٤) من سورة الأحقاف :

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).

وفي القراءة : أثرة ـ بدل ـ (أَثارَةٍ).

ب ـ السند :

قراءة بلا سند وفي الكشاف : وقرئ أثرة بالحركات الثلاث وأخذ منه الفخر الرازي بتفسيره وفي تفسير ابن كثير نقل عن مسند احمد عن الرسول انه قال أو اثرة من وبناء على ذلك فالقراءة منتقلة (١) ولم نجد سند ما رواه الطبرسي

__________________

(١) تفسير الكشاف ٣ / ٥١٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٥٤.

٦٧٦

عن الامام علي.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بوزن الآية في السورة.

ثانيا ـ روايتا آية (٩):

(ب) ٨١١ ـ الشيخ شرف الدين النجفي في (تأويل الآيات) قال روى مرفوعا عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن النضر عن أبي مريم عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا نزلت على رسول الله (ص) قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم يعني في حروبه قالت (١) قريش فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا فأنزل الله إنا فتحنا لك فتحا مبينا وقال قوله ان اتبع إلّا ما يوحى إليّ في علي هكذا نزلت.

(ج) ٨١٢ ـ السياري مثله في خبر طويل.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٩) من سورة الأحقاف :

(قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ).

وفي الرواية بعد : (ما يُوحى إِلَيَ) ـ في علي ـ.

__________________

(١) في النص (قال) تصحيف.

٦٧٧

ب ـ السند :

١ ـ رواية السياري (٨١٢) في القراءات : عن بعض أصحابنا يرفعه! ومن هو بعض أصحاب السيّاري المتهالك الّذي رفعه إلى أبي عبد الله (ع)؟!

٢ ـ رواية الشيخ شرف الدين (٨١١) هي رواية السيّاري بعينها مرفوعة وانما قدم الشيخ النوري رواية الشيخ شرف الدين المتأخر زمانا عن السياري ليقوي بها رواية السياري.

ج ـ المتن :

قال الله سبحانه :

(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ* أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ... قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ...).

إذا كان الكلام يجري حول تكذيبهم القرآن فالرسول (ص) يجادلهم على القرآن ولا يناسب المقام في ذكر علي.

ثالثا رواية آية (١٥):

(د) ٨١٣ ـ الطبرسي وروى عن علي عليه‌السلام وأبي عبد الرحمن السلمي حسنا بفتح الحاء والسين.

دراسة الرواية :

٦٧٨

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (١٥) من سورة الأحقاف :

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً ...).

وفي القراءة : حسنا ـ بدل ـ (إحسانا)

ب ـ السند :

رواية الطبرسي (٨١٣) قراءة بلا سند.

وفي الكشاف : وقرئ حسنا بضم الحاء وسكون السين وبضمهما وبفتحهما وكذلك في تفسير الفخر الرازي والقرطبي ولم يسندوها إلى أحد وإنها منتقلة من مدرسة الخلفاء (١) إلى مدرسة أهل البيت.

ج ـ المتن :

التغيير يخل بالوزن والمعنى.

نتيجة البحوث :

عدّ الشيخ والاستاذ الروايات التي استدلّا بها على تحريف آيات سورة الأحقاف أربع روايات هي ثلاث روايات : روايتان ممّا عدّاه بلا سند وروايتان عن الغلاة والضعفاء والمجاهيل

__________________

(١) تفسير الكشاف ٣ / ٥٢٠ ؛ وتفسير الفخر الرازي ٢٨ / ١٤ ؛ والقرطبي ١٦ / ١٩٢ ، ١٢ / ٣٢٨.

٦٧٩

دراسة روايات سورة محمد (ص)

أولا ـ روايتا آية (٢):

(الف) ٨١٤ ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد باسناده الى اسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله (ع) والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم هكذا نزلت.

(ب) ٨١٥ ـ السياري عن اسحاق بن اسماعيل عن الصادق عليه‌السلام مثله.

دراسة الروايتين :

أ ـ قال الله سبحانه في الآية (٢) من سورة محمد (ص) :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ...).

وفي الرواية بعد (عَلى مُحَمَّدٍ) ـ في علي ـ.

ب ـ السند :

١ ـ رواية السيّاري (٨١٥) مرسلة عن إسحاق بن اسماعيل مجهول حاله.

٢ ـ رواية تفسير علي بن إبراهيم (٨١٤) من الروايات الدخيلة في التفسير

٦٨٠