القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN: 964-5841-63-1
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨٥٦

كتبت لعائشة مصحفا ، فقالت : إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أمليها عليك ، فلما مررت بها أملتها عليّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر».

و «حدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي خلف الاشعري قال حدثنا سعد بن داود عن أبي دهر عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عمرو بن نافع ، قال : كنت أكتب مصحفا لحفصة زوجة النبي (ص) فقالت : إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر)».

و «حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا أحمد بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا سعد بن داود عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي (ص) قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت : إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) ثم قالت عائشة : سمعتها والله من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

ثم قال (٢) بعد ذكر هذه الاخبار الثلاثة :

وقال مصنف هذا الكتاب فهذه الأخبار حجة لنا على المخالفين والصلاة الوسطى صلاة الظهر.

انتهى ما أورده الاستاذ ظهير في هذا المقام.

__________________

(١) معاني الاخبار لا بن بابويه القمي ، ص ٣١٣ ـ ٣١٤ ، ط. مكتبة فريد وط. سنة ١٣٧٩ ، باب معنى صلاة الوسطى ، ح ٢ ، ص ٣٣١.

(٢) أي ، قال الصدوق.

١٢١

دراسة الرواية :

أ ـ سند الرواية :

الحديث المرقم (لد) ٣٤ ـ والحديث الذي أورده الاستاذ ظهير في الباب الثاني من كتابه في سندها :

١ ـ أبو بكر بن عياش : من رواة مدرسة الخلفاء.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال [٤ / ٤٩٩] الكوفي المقرئ ... لكنّه في الحديث يغلط ويهم. ضعّفه محمد بن عبد الله بن نمير.

وقال أبو نعيم : لم يكن في شيوخنا أحد أكبر غلطا منه.

٢ ـ أبو الزبير ، محمد بن مسلم. قال في تهذيب التهذيب [٩ / ٤٤٠ رقم الترجمة ٧٢٧] : روى عن العبادلة الاربعة وعن عائشة وجابر وأبي الطفيل وسعيد بن جبير وعكرمة و...

ب ـ متن الرواية :

(لد) ٣٤ ـ لفظ الرواية : «يقول المصحف يا ربّ حرّقوني ومزقوني» إشارة الى ما فعله الخليفة الثالث عثمان من حرق المصاحف واتلافها وتمزيق الوليد للمصحف.

وما ذكره بعدها عن (من لا يحضره الفقيه) للصدوق وقال : «أحد الصحاح الاربعة الشيعية».

ان فقهاء مدرسة أهل البيت لا يقولون بصحة كتاب عدا كتاب الله.

وخبر آية «فما استمتعتم به منهن الى أجل» فسوف يأتي بيانه مع الروايات الثالثة والرابعة والخامسة في بحث روايات في التحريف والتبديل. وان الزيادة في الروايات تفسير وبيان للفظ الآية ، وليس جزءا محذوفا من الآية والعياذ بالله.

ولدراسة اسناد الروايات الباقية نمهّد لها بدراسة موجزة عن كيفية انتقال

١٢٢

روايات مدرسة الخلفاء إلى كتب مدرسة أهل البيت :

١ ـ روى الكشي في رجاله ما ملخّصه : انّ محمد بن أبي عمير قيل له : انّك قد لقيت مشايخ العامة ، فكيف لم تسمع منهم؟

فقال : قد سمعت منهم ، غير انّي رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامّة وعلم الخاصة ، فاختلط عليهم ، حتى كانوا يروون حديث العامّة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامّة ، فكرهت أن يختلط عليّ ، فتركت ذلك وأقبلت على هذا (١).

اذا فإنّ ابن أبي عمير شهد كثيرا من رواة مدرسة أهل البيت (ع) سمعوا علم العامّة وعلم الخاصّة ، واختلط عليهم ، حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصّة عن العامّة.

وقد يكون منهم العياشي محمد بن مسعود بن محمد بن عيّاش السمرقندي.

قالوا في ترجمته :

«من مشايخ الرجال ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة وكبيرها ، جليل القدر ، واسع الاخبار ، بصير بالرواية ، مضطلع بها له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف ، منها : كتاب التفسير المعروف. كان يروي عن الضعفاء.

وكان من أوّل عمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامّة واكثر منه ، ثمّ تبصّر وعاد إلينا» (٢).

ونورد هنا ـ أيضا ـ ما ذكرناه في الجزء الثالث من «معالم المدرستين» :

__________________

(١) رجال الكشّي ، ص ٥٩٠ ، الرقم : ١١٠٥.

(٢) راجع ترجمته في الخلاصة للعلامة الحلّي ؛ ورجال النجاشي ، وجامع الرواة للاردبيلي ؛ والكنى والالقاب للمحدث القمي ؛ ومعجم رجال الحديث للخوئي.

١٢٣

ان الشيخ المفيد (ت : ٤١٣ ه‍) نقل في أول كتابه «الجمل» روايات سيف الوضّاع الزنديق ، التي أوردها الطبري في تاريخه (١).

وأيضا نقل الشيخ الطوسي (ت : ٤٦٠ ه‍) في تفسير «التبيان» روايات كثيرة من كتب مدرسة الخلفاء ، وقراءات أخرى كثيرة ، وأوردها في تفسير الآيات ، وأخذ منه الطبرسي (ت : ٥٤٨ ه‍) ، وأبو الفتوح الرازي (ت : ٥٥٤ ه‍) في تفسيريهما. وأخذ منهما گازر (كان حيا في ٧٢٢ ه‍) في تفسيره «جلاء الأذهان» ونقل منهم ملا فتح الله الكاشاني (ت : ٩٨٨ ه‍) في تفسيره «منهج الصادقين» ، وانّ ابن طاوس (ت : ٦٦٤ ه‍) نقل الدعاء الذي اختلقه «سيف عمر» من الطبري ، من كتب مدرسة الخلفاء.

وفعل نظيرهم النراقيان : المولى مهدى (ت : ١٢٠٩ ه‍) في «جامع السعادات» والمولى أحمد (ت : ١٢٤٥ ه‍) في معراج السعادة عن الغزالي.

والمجلسي (ت : ١١١٠ ه‍) في «البحار» في السيرة عن أبي الحسن البكري (٢).

ولا نريد أن نقول : انّ هؤلاء الأعلام هم بأنفسهم قد اختلط الأمر عليهم ، بل نرى أنّهم في جلّ ما نقلوا عن كتب مدرسة الخلفاء ، شخّصوا مصادرهم. فإنّ المجلسي ـ مثلا ـ يعيّن في باب ذكر مصادر موسوعته الحديثية «البحار» نيفا وخمسين ومائتي مصدر من مدرسة أهل البيت ، ونيفا وتسعين مصدرا من مدرسة الخلفاء. وانّما الناقلون عنهم ، غالبا أخطئوا في دراية الحديث ، وظنوا انّ الرواية شيعية ، لانّها في كتاب شيعي. ثم انتقلت كذلك من كتاب الى كتاب واختلط الأمر على الباحثين. وسندرس باذنه تعالى مواردها في ما يأتي.

__________________

(١) معالم المدرستين ، الجزء الثالث ، ص ٣٥٩.

(٢) وقد أوردنا تفصيل هذا الأمر فى الجزء السابع من «قيام الأئمة باحياء السنّة».

١٢٤

٢ ـ من الروايات التي انتقلت من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت (ع) ما ورد في كتاب «الشيعة والقرآن» ونقول :

كثيرا ما يسجّل الاستاذ ظهير على مدرسة أهل البيت ما ورد في «فصل الخطاب» نقلا عن مدرسة الخلفاء. ومنه ما أورده في ص ١٦ منه وقال :

«قال في كتابه (فصل الخطاب) : ونقصان السورة هو جائز ، كسورة الحفد وسورة الخلع وسورة الولاية» (١).

أقول : انّ النوري قد نقل سورتي «الحفد» و «الخلع» المزعومتين ، من كتب مدرسة الخلفاء ، وعيّن في كتابه مصدرهما بمدرسة الخلفاء ، كما أوردناه في بحث الزيادة والنقيصة في القرآن من المجلد الثاني من هذا الكتاب ، ولكن الاستاذ ظهير سجّلهما بالكيفية التي نقل كلام الشيخ النورى ، على مدرسة أهل البيت. وهو يعلم انّهما مرويتان في كتب مدرسة الخلفاء وحدها (٢).

ولعمله هذا في كتابه موارد كثيرة. منها ما نقله عن الشيخ الصدوق ، وبدأ حديثه بقوله في ص ٦٨ ـ ٦٩ من كتابه :

«يقول المصحف : يا ربّ حرّفوني (٣) ومزّقوني. ويقول المسجد : يا ربّ عطّلوني وضيّعوني ، وتقول العترة : يا ربّ قتلونا وطردونا وشرّدونا. فاجثوا للركبتين للخصومة ، فيقول الله جلّ جلاله لي : أنا أولى بذلك».

ذكر النوري هذا الحديث في ص ١٧٦ من كتابه بواسطة عن الفردوس

__________________

(١) ونقلها ـ أيضا ـ في كتابه «الشيعة والسنة» ص ١٢١. وسوف ندرس باذنه تعالى سورة الولاية فى بحث روايات لا أصل لها.

(٢) راجع بحث زيادة سورتين من روايات الزيادة والنقيصة في القرآن الكريم من الجزء الثاني من هذا الكتاب.

(٣) وحرّفوني تحريف ، والصواب : يا ربّ حرّقوني ومزّقوني ، إشارة إلى ما فعله الخليفة عثمان من حرق مصاحف الصحابة وتمزيقها.

١٢٥

للديلمي عن جابر وو رواه المتقي في كنز العمال واشار إلى رواته : أحمد والطبراني وسعيد بن منصور عن أبي امامة (١) ، وقد درسنا سند هذه الرواية فيما سبق.

وقال الاستاذ احسان في ص ٦٩ من كتابه :

«وثالثها ورابعها وخامسها ، ما أوردها في كتابه «معاني الاخبار» عن أبي يونس قال : كتبت لعائشة مصحفا ، فقالت : إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أمليها عليك ، فلما مررت بها أملتها عليّ : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ) ... الحديث.

هذه الروايات الثلاث ، نقلها النوري في ص ١٧٤ و ١٧٥ من كتابه عن كتب مدرسة الخلفاء ، مثل : صحيح مسلم وفتح الباري والدر المنثور للسيوطي وغيرها ، وأخرجناها من كتب الصحاح والسنن في بحث «مصاحف أمّهات المؤمنين» من المجلد الثاني من هذا الكتاب. ولم يرغب الاستاذ احسان أن يشير إلى مصادرها في كتب مدرسة الخلفاء!

وقال في ص ٧٠ منه :

«والرواية السادسة ما أوردها النوري في «فصل الخطاب» نقلا عن «الامالي والعيون» لا بن بابويه ، عن الرضا (عليه‌السلام) : انّ في قراءة ابيّ كعب : (وانذر عشيرتك الأقربين ـ ورهطك منهم المخلصين)».

هذه الرواية ـ أيضا ـ نقلها النوري في ص ١٤٤ من كتابه عن صحيح البخاري وصحيح مسلم وتفسير الطبري ، وقد وردت في الدر المنثور للسيوطي ، جميعا عن ابن عباس (٢) ، ورواها الامام الرضا (ع) ـ ان صحت

__________________

(١) كنز العمال ١١ / ١٧١.

(٢) صحيح البخارى ، ٣ / ١٤٨ في تفسير سورة «تبت يدا» من كتاب التفسير ، وصحيح مسلم ـ

١٢٦

الرواية ـ عن ابيّ بن كعب. مع أنّ الامام (ع) لم يقل انّ الآية كانت كذا ، وانّما أخبر عن قراءة ابيّ ، ولم يقل انّه كان مصيبا في قراءته ، بل كان قول الامام من باب الاخبار عن قراءة ابيّ. وقد ذكرنا في بحث المصطلحات انّ القراءة والإقراء بمعنى تعلّم لفظ القرآن وتفسيره الذي نزل على رسول الله (ص).

وقال في ص ٧٠ منه ـ أيضا ـ :

«والرواية السابعة هي التي ذكرها النوري في «فصل الخطاب» أيضا نقلا عن «الأمالي» لابن بابويه القمي ، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام) : لمّا أمر الله نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى : «يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربّك ـ في علي ـ».

هذه الرواية ، نقلها النوري في ص ١٧٦ من كتابه عن تفسير الثعلبي ، والاستاذ لم ينقل الرواية التي أخرجها النوري عن الثعلبي أحد مفسري مدرسة الخلفاء ، وانّما أخذها من روايته عن ابن بابويه من محدثي مدرسة أهل البيت. والرواية ممّا اشتركت المدرستان في روايتها. ثم ـ في عليّ ـ بيان من الرسول (ص) وسوف تأتي دراسة متون الروايات في بحث روايات في التحريف والتبديل ، وبيان ان الزيادات الواردة في الروايات في مقام بيان لفظ الآية وتفسير الآية.

__________________

ـ ١ / ١٩٤ ، كتاب الايمان ، باب قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ... ، حديث ٣٥٥ ، وتفسير الآية بتفسير الطبري ١٩ / ٧٤ ، والدر المنثور ٥ / ٩٦ و ٩٧.

١٢٧

(٣)

روايات مشتركة بين المدرستين

أورد الاستاذ ظهير قبل الرواية المنتقلة المذكورة في الباب السابق وقال :

فأولها ما أوردها في كتابه (من لا يحضره الفقيه) الذي هو أحد الصحاح الاربعة الشيعية في كتاب النكاح تحت باب المتعة ، فيقول :

أحل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المتعة ، ولم يحرمها حتى قبض واستدل على ذلك بقوله : وقرأ ابن عباس : «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله».

والمعروف أن «إلى أجل مسمى» ليس من القرآن ، وكذلك «من الله» بعد «فريضة».

والرواية السادسة ما أوردها النوري في (فصل الخطاب) نقلا عن (الأمالي) و (العيون) لابن بابويه :

«عن الرضا عليه‌السلام أن في قراءة ابيّ بن كعب : وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين».

والرواية السابعة هي التي ذكرها النوري في (فصل الخطاب) أيضا نقلا عن (الأمالي) لابن بابويه القمي :

١٢٨

«عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ـ في علي ـ».

وسوف ندرسها باذنه تعالى في بحث روايات رواتها ثقات أو مما يعمل به. وان الزيادة فيها تفسير وبيان للفظ الآية.

١٢٩

(٤)

روايات الغلاة والمتهمين في دينهم

أ ـ السياري ومن روى عنه.

ب ـ سهل بن زياد ومن روى عنه.

ج ـ إبراهيم بن اسحاق النهاوندي.

د ـ حسين بن حمدان الحضيني.

ه ـ أبو سمينة محمد بن علي الكوفي.

و ـ محمد بن سليمان الديلمي.

ز ـ حسن بن علي بن أبي حمزة وأبوه

١٣٠

أولا ـ السياري ومن أخذ عنه

(ج) ٣ ـ أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرة الف آية.

(يط) ١٩ ـ أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم قال : قرأ أبو جعفر عليه‌السلام بين يدى آيات من كتاب الله جل ثناؤه ، فقلت له : جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال : صدقت نقرؤه والله كما نزل به جبرائيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما يعرف القرآن إلّا من خوطب به.

(ك) ٢٠ ـ عن سيف وهو ابن عميرة عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : لو ترك القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا.

(كا) ٢١ ـ عن أبي سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث : انه قال : يا حبيب ان القرآن قد طرح منه آي كثير ، ولم يزد فيه إلّا حروف أخطأت بها الكتاب وتوهمتها الرجال.

(كب) ٢٢ ـ عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمير النخعي (١) ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وما كان وما هو كائن ، وكانت

__________________

(١) في النص (النجفي) تصحيف.

١٣١

أسماء الرجال فالقيت.

(كج) ٢٣ ـ عن علي بن النعمان ، عن أبيه عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر عليه‌السلام انه قال : لو لا انه زيد في القرآن ونقص ما خفي حقنا على ذي حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدّقه القرآن.

(كد) ٢٤ ـ وعن ابن فضال عن داود بن زيد عن بريد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نزل القرآن في سبعة بأسمائهم ، فمحت قريش ستة وتركت أبا لهب.

(كه) ٢٥ ـ وعن الحجال عن قطبة بن ميمون عن عبد الله الأعلى ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أصحاب العربية يحرفون كلام الله عزوجل عن مواضعه.

(نب) ٥٢ ـ السياري في كتاب (القراءات) عن سيف بن عميرة عن أبي بكر محمد قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لو قرء القرآن على ما أنزل ما اختلف فيه اثنان.

(سا) ٦١ ـ السياري في كتاب (القراءات) عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل القرآن أرباعا ، ربعا في عدونا وربعا فينا ، وربعا في سنن وأمثال ، وربعا فيه فرائض وأحكام.

وأخذ من السياري :

أ ـ العياشي فقد سقط من تفسيره اسناد الروايات الآتية :

(ز) ٧ ـ الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره باسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص ما خفى حقنا على ذى حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن.

فهى عين الرواية (كج ـ ٢٣) للسياري.

(ح) ٨ ـ وعنه باسناده عن الصادق (ع) : لو قرئ القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين.

١٣٢

فهي عين الرواية (كد ـ ٢٠) للسياري.

(ط) ٩ ـ وعنه باسناده عن إبراهيم بن عمرو ، قال : قال أبو عبد الله (ع) ، ان في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن ، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت ، وانما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى ، يعرف ذلك الوصاة. ورواه الصفار في (البصائر) عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمرو عنه (ع).

فهي عين الرواية (كب ـ ٢٢) للسياري.

(ى) ١٠ ـ وعنه باسناده عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : ان القرآن طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلّا حروفا أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال.

فهي عين الرواية (كا ـ ٢١) للسياري.

ب ـ ثقة الاسلام الكليني الروايات الآتية :

(الف) ١ ـ ثقة الاسلام في آخر كتاب (فضل القرآن) من (الكافي) عن محمد يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل (ع) إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة عشر الف آية.

فهي عين الرواية (ج ـ ٣).

(ند) ٥٤ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن علي عقبة عن داود بن فرقد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن القرآن نزل على أربعة أرباع ، ربع حلال ، وربع حرام ، وربع سنن وأحكام ، وربع خبر ما كان من قبلكم ونبأ ما لم يكن بعدكم وفصل ما بينكم.

فيرويه عن أحمد بن محمد وهو السياري لان الحجال من شيوخ

١٣٣

السياري.

ثانيا ـ سهل بن زياد ومن أخذ عنه

(د) ٤ ـ في (الكافي) : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم ، فهل نأثم؟ فقال : لا ، اقرءوا كما تعلمتم. فسيجيئكم من يعلمكم.

(و) ٦ ـ عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله جندب عن سفيان بن سمط ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن تنزيل القرآن فقال اقرءوا كما علمتم.

(له) ٣٥ ـ ثقة الاسلام في (روضة الكافي) عن عدة من أصحابنا ، عن سهل زياد عن اسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد (١) ومحمد يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بزيع عن علي بن سويد والحسن بن محمد عن محمد بن احمد النهدي عن اسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور عن علي بن سويد قال : كتبت الى أبي الحسن موسى عليه‌السلام وهو في الحبس كتابا ، أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب عني شهرا ثم أجابني بجواب هذه نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ـ إلى ان قال : ـ ... ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه. الخبر. ورواه الصدوق بسند صحيح مثله.

(نج) ٥٣ ـ ثقة الاسلام في (الكافي) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة (٢) عن أبي يحيى عن

__________________

(١) في النص (عن سويد) تصحيف.

(٢) في النص (ابن حمزة) تصحيف.

١٣٤

الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفي عدونا ، ثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام.

ثالثا ـ النهاوندي إبراهيم بن اسحاق :

(يج) ١٣ ـ محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن الحصيرة عن أصبغ بن نباتة ، قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل : قلت : يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال : لا ، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وما ترك أبو لهب إلّا للازراء على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه عمه.

رابعا ـ الحسين بن حمدان الخصيبي

(يو) ١٦ ـ الحسين بن حمدان الخصيبي (١) في هدايته وفي كتابه الآخر الذي وصل إلينا منه ما يتعلق بالامام الثاني عشر عليه‌السلام عن محمد بن اسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن الحسنين عن أبي شعيب عن محمد بن نصير عن عمرو بن فرات عن محمد بن المفضل عن مفضل بن عمر عن الصادق عليه‌السلام في حديث طويل في أحوال القائم عليه‌السلام ، وفيه : انه يسند ظهره (ع) إلى الكعبة ويقول ـ إلى أن قال ـ : ثم يتلو القرآن ، فيقول المسلمون : هذا وانه القرآن حقا الذي أنزله الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما اسقط وبدل وحرف ، لعن الله من أسقطه وبدله وحرفه.

وفي موضع آخر منه ان الحسني يقول للمهدي صلوات الله عليه : إن كنت مهدي

__________________

(١) في النص (الحضيني) تصحيف.

١٣٥

آل محمد عليه‌السلام فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين عليه‌السلام بغير تغيير ولا تبديل؟

خامسا ـ أبو سمينة محمد بن علي الكوفي

(فا) ٥١ ـ النعماني ره في (غيبته) عن علي بن الحسين عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن أحمد بن محمد نصر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يقوم القائم عليه‌السلام بأمر جديد وكتاب جديد على العرب شديد ، ليس شأنه إلّا السيف ولا تأخذه في الله لومة لائم. ورواه أيضا بطريق آخر.

سادسا ـ محمد بن سليمان الديلمي

وقد ورد في سند (د) ٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان.

سابعا ـ حسن بن علي بن أبي حمزة وأبوه

(كز) ٢٧ ـ النعماني رحمه‌الله في تفسيره عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي عن اسماعيل بن مهران عن الحسن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن اسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : في القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه إلى ان عد (ع) من الاقسام ومنه حرف مكان حرف ، ومنه ما هو محرف عن جهته ، ومنه ما هو على خلاف تنزيله ، ثم شرح الامام وذكر لكل واحد أمثلة إلى أن قال : وأما ما حرف من كتاب الله فقوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) ، وعد بعض الآيات المحرفة كما يأتي ، وقال في آخره : ومثل هذا كثير.

١٣٦

دراسة كتاب النعماني :

جاء في مقدمة هذا التفسير انه تارة ينسب الى النعماني وأخرى الى سعد بن عبد الله باسم محكم القرآن ومتشابهها وثالثا الى السيد المرتضى القائل بصيانة القرآن عن التحريف باسم : المحكم والمتشابه ، ومفتتحها رواية ضعيفة السند قد خلط بغيرها من الاقوال والآراء الصحيحة والسقيمة. أوردها العلامة المجلسي في البحار متفرقا ومجموعا وقال في المجلد ٦٨ ص ٣٩١ منه : «بيان : كان في نسختي الروايتين (أي رواية المنسوب الى سعد بن عبد الله وتفسير المنسوب الى النعماني) سقم وتشويش».

دراسة الاسناد :

أولا ـ السياري ومن أخذ عنه.

السياري أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيّار المشهور بالسياري مرّ بنا أقوال علماء الدراية فيه : انه ضعيف الحديث ومحرّف فاسد المذهب غال متهالك قال بالتناسخ.

وأخذ عنه :

١ ـ ثقة الاسلام الكليني الحديث ألف.

قال الشيخ النوري في فصل الخطاب ص ٢٣٥ في ذيل رواية [ج / ٣] : ... لا يبعد كون ما فيه [أي في الكافي] مأخوذ منه [أي من السياري] فإنّ محمد بن يحيى يروي عن السياري.

وإن الحديث فيه (الكافي ـ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد).

وكذلك الحديث (ند) ٥٤ ـ أيضا عن السياري.

٢ ـ العياشي في تفسيره ، فقد مرّ بنا ان الناسخ أسقط أسناد روايات تفسيره والروايات :

١٣٧

(ز) ـ ٧ هي الرواية (كج) ـ ٢٣ للسياري بعينها.

(ح) ـ ٨ هي الرواية (كد) ـ ٢٠ للسياري بعينها.

(ط) ـ ٩ هي الرواية (كب) ـ ٢٢ للسياري بعينها.

(ي) ـ ١٠ ـ هي الرواية (كا) ـ ٢١ للسياري بعينها.

وفي سند هذه الرواية أبو سالم الذي لم نجد له ذكرا في رجال الحديث.

ثانيا ـ سهل بن زياد :

قال النجاشي : سهل بن زياد ، أبو سعيد الآدمي كان ضعيفا في الحديث غير معتمد عليه فيه وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم.

وقال الشيخ الطوسي في الاستبصار : ضعيف جدا عند نقاد الأخبار.

وقال الكشي : كان أبو محمد الفضل [بن شاذان] لا يرتضي أبا سعيد الآدمي ويقول : هو الاحمق.

وقال ابن الغضائري : كان ضعيفا جدا ، فاسد الرواية والمذهب ... يروي المراسيل ويعتمد المجاهيل.

وفي سند حديث الكافي (د) ـ ٤ عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه.

ثالثا ـ إبراهيم بن اسحاق النهاوندي :

قال النجاشي : كان ضعيفا في دينه (منهوما).

وقال الشيخ الطوسي : كان ضعيفا في حديثه متهما في دينه.

١٣٨

وقال ابن الغضائري : في حديثه ضعف وفي مذهبه ارتفاع وأمره مختلط (١).

وفي سنده حارث بن حصيرة غير موثق وكيف يروي النعماني عن أحمد بن هوذة بلا واسطة وحارث بن حصيرة عن أصبغ بن نباتة بلا واسطة.

رابعا ـ الحسين بن حمدان الخصيبي (الحصيني)

قال النجاشي : كان فاسد المذهب.

وقال ابن الغضائري : كذاب فاسد المذهب ، صاحب مقالة معلومة ، لا يلتفت إليه.

خامسا ـ محمد بن علي أبو سمينة الكوفي :

قال النجاشي : ... ضعيف جدا ، فاسد الاعتقاد ، لا يعتمد في شيء ، قد اشتهر بالكذب ... ثم اشتهر بالغلو.

وقال الكشي : ... رمي بالغلو.

وذكره الفضل (بن شاذان) في بعض كتبه : من الكذابين المشهورين.

وقال ابن الغضائري : كوفي ، كذّاب ، غالّ ... (٢).

سادسا ـ محمد بن سليمان الديلمي :

قال الشيخ الطوسي : يرمى بالغلو ، بصري ، ضعيف.

وقال النجاشي : ضعيف جدا لا يعول عليه في شيء ... لا يعمل بما تفرّد به من الرواية.

__________________

(١) معجم رجال الحديث للخوئي ١ / ٧١.

(٢) معجم رجال الحديث للخوئي ١٧ / ٣١٩ ـ ٣٢١.

١٣٩

وقال ابن الغضائري : ضعيف في حديثه ، مرتفع في مذهبه لا يلتفت إليه.

(عن بعض أصحابه) من هم بعض أصحاب محمد بن سليمان المتهم بالغلو.

سابعا ـ الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبوه

الحسن بن علي بن أبي حمزة ، ضعيف جدا.

وأبوه علي بن أبي حمزة ، ضعيف جدا (١).

قالوا في علي بن أبي حمزة : كذّاب ، متّهم ، ملعون هو أصل الوقف.

وقالوا في الحسن بن علي بن أبي حمزة : أبوه خير منه.

دراسة المتون :

١ ـ الرواية (ج) ـ ٣ القرآن عشرة الف آية ، والرواية (الف) ـ ١ سبعة عشر ألف آية والرواية (ب) ٢ ـ من الكتاب المنسوب الى سليم بن قيس ثمانية عشر ألف آية.

فقد مرّ بنا في بحث روايات الزيادة والنقيصة في القرآن من المجلد الثاني : ان في الاتقان وكنز العمال عن الطبراني في الاوسط وابن مردويه وأبو نصر الجزي في الابانة ، عن الخليفة عمر بن الخطاب انه قال :

(القرآن الف الف حرف وسبعة وعشرون الف حرف) (٢).

بينا نقل الزركشي :

انّهم عدوا حروف القرآن فكانت ثلاثمائة الف حرف وأربعون الف

__________________

(١) معجم رجال الحديث : ١١ / ٢٩٩ ـ ٣٤٠.

(٢) الاتقان ١ / ٧٢ ؛ والدر المنثور ٦ / ٤٢٢.

١٤٠