محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-27-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٢٢
عميرة ، عن مفضّل بن مزيد (٢) ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أنهاك عن خصلتين فيهما هلك (٣) الرجال : أنهاك أن تدين الله بالباطل ، وتفتي الناس بما لا تعلم.
ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن عليِّ بن الحكم (٤) ، والذي قبله عن الحسن بن محبوب مثله.
[ ٣٣١٠٢ ] ٣ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إيّاك وخصلتين ففيهما هلك من هلك : إيّاك أن تفتي الناس برأيك ، أو تدين بما لا تعلم.
ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج (١).
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن عليِّ بن ابراهيم (٢) ، والّذي قبله عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى مثله.
[ ٣٣١٠٣ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يعذّب الله اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئاً من الجوارح ، فيقول : أي ربِّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً ، فيقال له : خرجت منك كلمة ، فبلغت
__________________
(٢) في المحاسن : مفضل بن يزيد ( هامش المخطوط ).
(٣) في المصدر : هلاك.
(٤) المحاسن : ٢٠٤ / ٥٤.
٣ ـ الكافي ١ : ٣٣ / ٢.
(١) المحاسن : ٢٠٥ / ٥٥.
(٢) الخصال : ٥٢ / ٦٦.
٤ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١٦.
مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام ، وانتهب بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام ، وعزّتي لاُعذّبنّك بعذاب لا اُعذّب به شيئاً من جوارحك.
[ ٣٣١٠٤ ] ٥ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أبان الأحمر ، عن زياد بن أبي رجاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، إنَّ الرجل لينتزع الآية (١) ، يخرّ فيها أبعد ما بين السماء [ والارض ] (٢).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الوشاء مثله (٣).
[ ٣٣١٠٥ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن أبيه ، رفعه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : القضاة أربعة ثلاثة في النار ، وواحد في الجنّة : رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار ، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار ، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة.
ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً نحوه (١).
[ ٣٣١٠٦ ] ٧ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الحكم حكمان : حكم الله عزَّ وجلَّ ، وحكم ( أهل ) (١) الجاهليّة ، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهليّة.
__________________
٥ ـ الكافي ١ : ٣٣ / ٤.
(١) في المصدر زيادة : من القرآن.
(٢) أثبتناه من المصدر.
(٣) المحاسن : ٢٠٦ / ٦٢.
٦ ـ الكافي ٧ : ٤٠٧ / ١ ، والتهذيب ٦ : ٢١٨ / ٥١٣ ، والفقيه ٣ : ٣ / ٦.
(١) المقنعة : ١١١.
٧ ـ الكافي ٧ : ٤٠٧ / ذيل ١.
(١) ليس في المصدر.
ورواه الشيخ مرسلاً (٢) ، والذي قبله بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد.
ورواه الصدوق مرسلاً (٣) ، وكذا الذي قبله.
ورواه في ( الخصال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : القضاة أربعة. الحديث (٤).
[ ٣٣١٠٧ ] ٨ ـ وعن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : الحكم حكمان : حكم الله عزَّ وجلَّ ، وحكم أهل (١) الجاهليّة ، وقد قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (٢) وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة.
ورواه الشيخ بإسناده عن أبي عليّ الأشعري مثله (٣).
[ ٣٣١٠٨ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليِّ ابن أسباط ، عن جعفر بن سماعة ، عن غير واحد ، ( عن أبان ) (١) ، عن زرارة ابن أعين ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) : ما حقُّ الله على العباد ؟ قال : أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عند ما لا يعلمون.
__________________
(٢) التهذيب ٦ : ٢١٨ / ذيل ٥١٣.
(٣) الفقيه ٣ : ٣ / ذيل ٦.
(٤) الخصال ٢٤٧ / ١٠٨. وقد ورد فيه متن الحديث (٦) السابق.
٨ ـ الكافي ٧ : ٤٠٧ / ٢.
(١) ليس في المصدر.
(٢) المائدة ٥ : ٥٠.
(٣) التهذيب ٦ : ٢١٧ / ٥١٢.
٩ ـ الكافي ١ : ٣٤ / ٧.
(١) ليس في أمالي الصدوق.
ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد مثله (٢).
[ ٣٣١٠٩ ] ١٠ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما حقّ الله على خلقه ؟ قال : أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفّوا عمّا لا يعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى الله حقّه.
[ ٣٣١١٠ ] ١١ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : العامل على غير بصيرة كالسّائر على غير الطريق ، لا يزيده سرعة السير إلاّ بعداً.
ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن سنان (١).
ورواه في ( المجالس ) عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقيِّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، وعبد الله بن المغيرة جميعاً ، عن طلحة بن زيد مثله (٢).
[ ٣٣١١١ ] ١٢ ـ وعن عليِّ بن محمّد وغيره ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عمّن حدّثه قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : أيّها الناس ! اعلموا أنَّ كمال الدين طلب العلم ، والعمل به ، ألا وإنَّ طلب العلم أوجب
__________________
(٢) أمالي الصدوق : ٣٤٣ / ١٤.
١٠ ـ الكافي ١ : ٤٠ / ١٢.
١١ ـ الكافي ١ : ٣٤ / ١.
(١) الفقيه ٤ : ٢٨٧ / ٨٦٠.
(٢) أمالي الصدوق : ٣٤٣ / ١٨.
١٢ ـ الكافي ١ : ٢٣ / ٤.
عليكم من طلب المال ، إنَّ المال مقسوم مضمون لكم ، قد قسمه عادل بينكم وضمنه ، وسيفي لكم ، والعلم مخزون عند أهله ، وقد اُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.
[ ٣٣١١٢ ] ١٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح.
[ ٣٣١١٣ ] ١٤ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن حمزة بن الطيّار ، أنه عرض على أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعض خطب أبيه ، حتّى إذا بلغ موضعا منها قال : كفّ ، واسكت ، ثمَّ قال (١) : ( إنّه ) (٢) لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون ، إلاّ الكفّ عنه والتثبّت ، والردّ إلى أئمّة الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلو عنكم فيه العمى (٣) ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٤).
ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن ابن فضّال (٥) وكذا الّذي قبله.
[ ٣٣١١٤ ] ١٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبد الله ، عن عيسى بن عبد الله العمري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : طلب العلم فريضة.
__________________
١٣ ـ الكافي ١ : ٣٥ / ٣ والمحاسن ١٩٨ / ٢٣.
١٤ ـ الكافي ١ : ٤٠ / ١٠.
(١) في المصدر زيادة : أبو عبد الله ( عليه السلام ).
(٢) ليس في المصدر.
(٣) في المصدر زيادة : ويعرفوكم فيه الحق.
(٤) النحل ١٦ : ٤٣ ، والأنبياء ٢١ : ٧.
(٥) المحاسن : ٢١٦ / ١٠٦.
١٥ ـ الكافي ١ : ٣٢ / ٢.
[ ٣٣١١٥ ] ١٦ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم (١) ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن عبد الرحمن بن زيد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، ألا إنَّ الله يحبّ بغاة العلم.
[ ٣٣١١٦ ] ١٧ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقيِّ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا (١) ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طلب العلم فريضة.
[ ٣٣١١٧ ] ١٨ ـ قال الكلينيُّ وفي حديث آخر : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، ألا وإنَّ الله يحبّ بغاة العلم.
[ ٣٣١١٨ ] ١٩ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن عاصم قال : حدَّثني مولى لسلمان عن عبيدة السلماني ، قال : سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : يا أيّها الناس ! اتّقوا الله ، ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون ، فإنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد قال قولاً آل (١) منه إلى غيره ، وقد قال قولاً ، من وضعه غير موضعه كذب عليه ، فقام عبيدة ، وعلقمة ، والأسود ، واُناس معهم (٢) ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ! فما نصنع بما قد خبرنا به في
__________________
١٦ ـ الكافي ١ : ٢٣ / ١.
(١) في نسخة زيادة : عن أبي ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.
١٧ ـ الكافي ١ : ٢٣ / ٥.
(١) في المصدر زيادة : رفعه.
١٨ ـ الكافي ١ : ٢٣ / ذيل ٥.
١٩ ـ التهذيب ٦ : ٢٩٥ / ٨٢٣ ، وورد في أصل عاصم من الاصول الستة عشر.
(١) آل : رجع « قاموس المحيط ( أول ) ٣ : ٣٣١ ».
(٢) في المصدر : منهم.
المصحف ؟ فقال : يسأل عن ذلك علماء آل محمّد.
[ ٣٣١١٩ ] ٢٠ ـ محمّد بن عليّ الفتال في ( روضة الواعظين ) قال : قال النبيُّ ( صلّى الله عليه وآله ) : اطلبوا العلم ولو بالصين ، فإنَّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.
[ ٣٣١٢٠ ] ٢١ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الشّاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله ، إنَّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.
[ ٣٣١٢١ ] ٢٢ ـ قال : وقال النبيُّ ( صلّى الله عليه وآله ) : من تعلّم باباً من العلم ( عمّن يثق به ) (١) كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة (٢).
[ ٣٣١٢٢ ] ٢٣ ـ محمّد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن إبراهيم بن هاشم ، عن ( الحسين بن ) (١) الحسن بن زيد بن عليِّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، ألا وإنَّ الله يحبّ بغاة العلم.
[ ٣٣١٢٣ ] ٢٤ ـ وعن محمّد بن حسان ، عن محمّد بن عليّ ، عن عيسى ابن عبد الله العمري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : طلب العلم فريضة في (١) كلّ حال.
__________________
٢٠ ـ روضة الواعظين : ١١.
٢١ ـ روضة الواعظين : ١٠.
٢٢ ـ روضة الواعظين : ١٢.
(١) في المصدر : عمل به أو لم يعمل.
(٢) في المصدر زيادة : تطوعاً.
٢٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٢ / ١.
(١) ليس في المصدر.
٢٤ ـ بصائر الدرجات ٢٢ / ٢.
(١) في المصدر : علىٰ.
[ ٣٣١٢٤ ] ٢٥ ـ وعن محمّد بن الحسين ، عن محمد بن عبد الله ، عن عيسى بن عبد الله ، عن ( أحمد ) (١) بن عليِّ بن أبي طالب رفعه ، قال : طلب العلم فريضة من فرائض الله.
[ ٣٣١٢٥ ] ٢٦ ـ وعن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ( أبي عبد الله ) (١) رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (٢) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.
[ ٣٣١٢٦ ] ٢٧ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الفضل بن محمّد الشعراني ، عن أبي موسى المجاشعي ، عن محمّد بن جعفر ، عن أبيه ، أبي عبد الله (١) ( عليه السلام ).
وعن المجاشعي ، عن الرضا ، عن آبائه عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات ـ إلى أن قال : ـ فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ ، وإنَّ طلب العلم لفريضة على كلِّ مسلم.
[ ٣٣١٢٧ ] ٢٨ ـ وعن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن جعفر ابن محمّد الحسيني عن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن زيد بن عليّ ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : سمعت رسول الله
__________________
٢٥ ـ بصائر الدرجات ٢٣ / ٥.
(١) في المصدر : أحمد بن عمر.
٢٦ ـ بصائر الدرجات ٢٣ / ٣.
(١) ليس في المصدر.
(٢) في المصدر زيادة : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ).
٢٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٣٥.
(١) كذا في المسودّة ، ولكن في المصححتين : « عن أبيه عن أبي عبد الله » وكلمة « أبيه » لا توجد في المصدر.
٢٨ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٠٢.
( صلّى الله عليه وآله ) يقول : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانّه ، واقتبسوه من أهله. الحديث.
[ ٣٣١٢٨ ] ٢٩ ـ أحمد بن أبي عبد الله في ( المحاسن ) عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن مجالسة أصحاب الرأي ، فقال : جالسهم ، وإيّاك عن خصلتين تهلك فيهما الرجال : أن تدين بشيء من رأيك ، أو تفتي الناس بغير علم.
[ ٣٣١٢٩ ] ٣٠ ـ وعن (١) عليِّ بن حسان ، عمّن حدَّثه ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : إنَّ من حقيقة الإِيمان أن لا يجوز منطقك علمك.
[ ٣٣١٣٠ ] ٣١ ـ وعن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن محمّد ( بن ) (١) أبي الصباح ، عن إبراهيم بن أبي سماك ، عن موسى بن بكر ، قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : من أفتى الناس بغير علم لعنتهُ ملائكة الأرض وملائكة السماء.
[ ٣٣١٣١ ] ٣٢ ـ وعن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن اسماعيل بن ( أبي ) (١) زياد ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من أفتى الناس بغير علم لعنتهُ ملائكة السماء والأرض.
__________________
٢٩ ـ المحاسن ٢٠٥ / ٥٦.
٣٠ ـ المحاسن ٢٠٥ / ٥٧.
(١) في المصدر زيادة : أحمد بن.
٣١ ـ المحاسن ٢٠٥ / ٥٨.
(١) ليس في المصدر.
٣٢ ـ المحاسن : ٢٠٥ / ٥٩.
(١) ليس في المصدر.
وعن أبي عبد الله الجامُوراني ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) مثله (٢).
[ ٣٣١٣٢ ] ٣٣ ـ الحسن بن عليِّ بن شعبة في ( تحف العقول ) عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والأَرض.
[ ٣٣١٣٣ ] ٣٤ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيّته لكميل ابن زياد قال ، يا كميل ! لا غزو إلاّ مع إمام عادل ، ولا نفل إلاّ من إمام فاضل ، يا كميل ! هي نبوّة ورسالة وإمامة ، وليس بعد ذلك إلاّ موالين مُتّبعين أو (١) مُبتدعين ، إنما يتقبّل الله من المتّقين.
يا كميل ! لا تأخذ إلاّ عنّا تكن منّا. الحديث.
[ ٣٣١٣٤ ] ٣٥ ـ وقال الشهيد الثاني في كتاب ( الآداب ) ، والطبرسي في ( مجمع البيان ) : روينا بإسنادنا الصحيح إلى أبي الحسن عليِّ بن موسى الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم في مظانّه ، واقتبسوه من أهله. الحديث.
[ ٣٣١٣٥ ] ٣٦ ـ محمّد بن عليِّ بن الحسين في ( الأَمالي ) عن ابن المتوكّل ، عن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ،
__________________
(٢) المحاسن : ٢٠٥ / ذيل ٥٩.
٣٣ ـ تحف العقول : ٢٨.
٣٤ ـ تحف العقول : ١١٨.
(١) في المصدر : أو عامهين. وناواه : عاداه ( هامش ).
٣٥ ـ الآداب : لم نعثر على المصدر ، ومنية المريد : ٢٧ ، ومجمع البيان ١ : ٩.
٣٦ ـ لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع بل في علل الشرائع : ٦٠٥ / ٨٠.
عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث ـ قال : ليس لك أن تتكلّم بما شئت ، لأَنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (١).
أقول : وتقدّم ما يدلُّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه ، وعلى النهي عن العمل بالظنّ (٣) ، والمراد من العلم : ما يشمل العادي ، وبابه واسع ، وهو من جملة اليقينيّات ، ولا يطلق عليه الظنّ لغة ولا عرفاً ولا شرعاً ، والدلالات الظنيّة غير معتبرة ، إلاّ مع القرائن الواضحة المفيدة للعلم العادي ، لما يأتي إن شاء الله (٤).
٥ ـ باب تحريم الحكم بغير الكتاب والسنة ، ووجوب نقض الحكم مع ظهور الخطأ
[ ٣٣١٣٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة ، عن صباح الأَزرق ، عن حكم الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، والحكم ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ ممّن له سوط أو عصا فهو كافر بما أنزل الله عزّ وجلّ على محمّد ( صلّى الله عليه وآله ).
[ ٣٣١٣٧ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
__________________
(١) الاسراء ١٧ : ٣٦.
(٢) تقدم في الباب ٣ من هذه الأَبواب.
(٣) يأتي في الباب ٥ و ٦ من هذه الأَبواب.
(٤) يأتي في الباب ٦ من هذه الأَبواب.
الباب ٥
فيه ١٥ حديثاً
١ ـ الكافي ٧ : ٤٠٧ / ١.
٢ ـ الكافي ٧ : ٤٠٨ / ٢ ، التهذيب ٦ : ٢٢١ / ٥٢٣.
من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ فهو كافر بالله العظيم.
[ ٣٣١٣٨ ] ٣ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا (١) ، عن عبد الله بن مسكان رفعه ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من حكم في درهمين بحكم جور ، ثمّ جبر عليه كان من أهل هذه الآية : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) (٢) فقلت : كيف يجبر عليه ؟ فقال : يكون له سوط وسجن فيحكم عليه ، فإن (٣) رضي بحكمه (٤) ، وإلاّ ضربه بسوط (٥) ، وحبسه في سجنه.
[ ٣٣١٣٩ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله المؤمن ، عن معاوية بن وهب ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : أيّ قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السماء.
ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب (١).
ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد (٢) ، والذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد ، والّذي قبلهما بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم مثله.
[ ٣٣١٤٠ ] ٥ ـ محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من حكم في درهمين فأخطأ كفر.
__________________
٣ ـ الكافي ٧ : ٤٠٨ / ٣ ، التهذيب ٦ : ٢٢١ / ٥٢٤.
(١) في الكافي زيادة : عن عبد الله بن كثير ، وفي التهذيب زيادة : عن عبد الله بن بكير.
(٢) المائدة ٥ : ٤٤.
(٣) في الكافي : فإذا.
(٤) في المصدر : بحكومته.
(٥) في المصدر : بسوطه.
٤ ـ الكافي ٧ : ٤٠٨ / ٤.
(١) الفقيه ٣ : ٥ / ١٥.
(٢) التهذيب ٦ : ٢٢١ / ٥٢٢.
٥ ـ الفقيه ٣ : ٥ / ١٤.
[ ٣٣١٤١ ] ٦ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الحكم حكمان : حكم الله ، وحكم أهل الجاهليّة ، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم أهل الجاهليّة ، ومن حكم بدرهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ فقد كفر بالله تعالى.
[ ٣٣١٤٢ ] ٧ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) بسند تقدَّم في عيادة المريض (١) عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : ومن ( حكم بما لم يحكم به ) (٢) الله كان كمن شهد بشهادة زور ، ويقذف به في النار ، يعذّب بعذاب شاهد الزور.
[ ٣٣١٤٣ ] ٨ ـ الحسن بن عليّ العسكري ( عليه السلام ) في ( تفسيره ) عن آبائه ، عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : أتدرون متى يتوفر على المستمع والقارىء هذه المثوبات العظيمة ؟ إذا لم ( يقل في والقرآن برأيه ) (١) ، ولم يجف عنه ، ولم يستأكل به ، ولم يراء به ، وقال : عليكم بالقرآن ، فإنّه الشفاء النافع ، والدواء المبارك ، عصمة لمن تمسّك به ، ونجاة لمن اتّبعه ، ثمّ قال : أتدرون من المتمسّك به ، الّذي يتمسّكه ينال هذا الشرف العظيم ؟ هو الذي يأخذ القرآن وتأويله عنّا أهل البيت وعن وسايطنا ، السفراء عنّا إلى شيعتنا ، لا عن آراء المجادلين (٢) ، فأمّا من قال في القرآن برأيه فإن اتّفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله ، وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوّأ مقعده من النار.
[ ٣٣١٤٤ ] ٩ ـ أقول : وقد تواتر بين العامّة والخاصّة عن النبيّ ( صلى الله
__________________
٦ ـ الفقيه ٣ : ٣ / ٦.
٧ ـ عقاب الاعمال : ٣٣٩.
(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.
(٢) في المصدر : لم يحكم بما أنزل.
٨ ـ تفسير العسكري ( عليه السلام ) : ٤.
(١) في المصدر : يغل في القرآن.
(٢) في المصدر زيادة : وقياس القايسين.
٩ ـ سنن الترمذي ٥ :
٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، مسند احمد ٣ : ١٤ و ١٧ و ٢٦ ، مسند أبي يعلىٰ ٢ :
عليه وآله ) ، أنه قال : إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
[ ٣٣١٤٥ ] ١٠ ـ وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.
[ ٣٣١٤٦ ] ١١ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها.
[ ٣٣١٤٧ ] ١٢ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : هذا كتاب الله الصامت ، وأنا كتاب الله الناطق.
[ ٣٣١٤٨ ] ١٣ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر ، ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.
[ ٣٣١٤٩ ] ١٤ ـ وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم.
__________________
٢٩٧ / ١٠٢١ و ٣٠٣ / ١٠٢٧ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٨ المعجم الكبير للطبراني ٣ : ٦٣ / ٢٦٩٧ ، اصول الكافي ١ : ٢٣٣ / ضمن حديث ٣ ، الخصال ١ : ٦٥ / ٩٧ ، ارشاد المفيد ١ : ١٢٤.
١٠ ـ مستدرك الحاكم ٣ : ١٥١ ، المعجم الكبير للطبراني ٣ : ٣٧ / ٢٦٣٦ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٩١ ، عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٧.
١١ ـ مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٧ ، تاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧ و ٤ : ٣٤٨ و ١١ : ٤٩ و ٥٠ ، امالي الصدوق ٢٨٢ / ١ ، عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٦٦ ، الخصال ٢ : ٥٧٤ / ١ ، ارشاد المفيد ١ : ٢٢.
١٢ ـ انظر : ارشاد المفيد ١٤٤ ، تذكرة الخواص ٩٦ ، تاريخ الطبري ٥ : ٦٦.
١٣ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٢٣ / ١٢١ ، وتفسير البرهان ١ : ٤٧٦ / ٦.
١٤ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٢٣ / ١٢٢.
[ ٣٣١٥٠ ] ١٥ ـ وعن ابن عيّاش (١) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر ، قلت : كفر بما أنزل الله ؟ أو كفر بما اُنزل على محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ قال : ويلك إذا كفر بما اُنزل على محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) فقد كفر بما أنزل الله.
أقول : وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه (٣).
٦ ـ باب عدم جواز القضاء والحكم ، بالرأي ، والاجتهاد ، والمقاييس ، ونحوها من الاستنباطات الظنية في نفس الأحكام الشرعية (*).
[ ٣٣١٥١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن الفضل (١) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : وإنَّ الله لم يجعل العلم
__________________
١٥ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٢٤ / ١٢٧ ، تفسير البرهان ١ : ٤٧٦ / ٩.
(١) في المصدر : عن أبي العباس.
(٢) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الباب ٦ من هذه الأبواب.
الباب ٦
فيه ٥٢ حديثاً
* قد وردت أحاديث متواترة تزيد علىٰ مائتين وعشرين حديثاً قد جمعتها في محل اخر ، دالة علىٰ عدم جواز ورود استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيره من كلام الائمة ( عليهم السلام ) ، والتفحص عن أحوالها ، والقطع بأنها محكمة أو متشابهة ، ناسخة او منسوخة عامة او خاصة ، إلىٰ غير ذلك ، أو ورود ما يوافقها من أحاديثهم الثابتة ، وأنه يجب العمل بالكتاب والسنة ، وقد تقدم ذلك في حديث عبيدة السلماني ، لكن اذا كان ظاهر آية لا يوافقها حديث ، ولا يعلم أنها ناسخة أو منسوخة ، محكمة أو متشابهة ، لم يجز الجزم بظاهرها ، ولا جزم بمخالفتها ، بغير نصٍ بل يجب الاحتياط لما يأتي ان شاء الله تعالىٰ ، ولا يخفى ندور الفرض لكثرة النصوص في آيات الاحكام ، والاستدلال بها منهم ( عليهم السلام ) ، وورد ما يوافقها أو يخصصها. ( منه. قده ).
١ ـ الكافي ٨ : ١١٧ / ٩٢.
(١) في الكافي وكمال الدين : محمّد بن الفضيل.
جهلاً ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولكنه أرسل رسولاً من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحبّ ، ونهاهم عمّا يكره ، فقصَّ عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبيائه وأصفياءه من الأنبياء والأصفياء (٢) ـ إلى أن قال : ـ ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة ، ثمَّ قال : فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله ، وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله ، وجعل الجهّال ولاة أمر الله والمتكلّفين بغير هدى من الله ، وزعموا أنّهم أهل استنباط علم الله ، فقد كذبوا على الله ورسوله ، ورغبوا عن وصيّه وطاعته ، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله ، فضلّوا وأضلّوا أتباعهم ، ولم يكن لهم حجّة يوم القيامة ـ إلى أن قال : ـ في قوله تعالى : ( فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) (٣) فإنه وكّل بالفضل من أهل بيته والإِخوان والذرّية ، وهو قوله تعالى : إن يكفر به اُمّتك فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الّذي أرسلتك به لا يكفرون به أبداً ، ولا أضيع الإِيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أُمّتك ، وولاة أمري بعدك ، وأهل استنباط العلم ، الّذي ليس فيه كذب ، ولا إثم ، ولا زور ، ولا بطر ، ولا رئاء ـ إلى أن قال : ـ فاعتبروا أيّها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ولايته ، وطاعته ، ومودّته ، واستنباط علمه ، وحججه ، فإياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم الحجّة يوم القيامة وطريق ربّكم جلَّ وعز ، ( لا تصل ولاية الله ) (٤) إلاّ بهم ، فمن فعل ذلك كان حقّاً على الله أن يكرمه ولا يعذّبه ، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقّاً على الله أن يذلّه ، وأن يعذّبه (٥).
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق
__________________
(٢) في المصدر : والاخوان.
(٣) الأنعام ٦ : ٨٩.
(٤) في المصدر : ولا تصل ولاية إلىٰ الله.
(٥) هذا مروي في الروضة ، وعنوان الحديث « حديث آدم مع الشجرة » « منه ».
رضي الله عنه ، عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن محمّد بن الفضل نحوه (٦).
[ ٣٣١٥٢ ] ٢ ـ وبإسناده الآتي (١) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في رسالة طويلة له إلى أصحابه ، أمرهم بالنظر فيها وتعاهدها ، والعمل بها ، من جملتها : أيّتها العصابة المرحومة المفلحة ! إنَّ الله أتمَّ لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنّه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ، ولا رأي ، ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كلّ شيء ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلاً ، لا يسع أهل علم القرآن الّذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا ( في دينهم ) (٢) بهوى ولا رأي ، ولا مقاييس ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله الاُمّة بسؤالهم ـ إلى أن قال : ـ وقد عهد إليهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قبل موته ، فقالوا : نحن بعد ما قبض الله عزّ وجلّ رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وبعد عهده الّذي عهده إلينا ، وأمرنا به ، مخالفاً لله ولرسوله ( صلّى الله عليه وآله ) فما أحد أجرأ على الله ، ولا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك ، وزعم أنَّ ذلك يسعه ، والله إنَّ لله على خلقه أن يطيعوه ، ويتّبعوا أمره في حياة محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) وبعد موته ، هل يستطيع أولئك أعداء الله أن يزعموا أنَّ أحداً ممّن أسلم مع محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أخذ بقوله ، ورأيه ومقاييسه ؟ فإن قال : نعم فقد كذب على الله ، وضلّ ضلالاً بعيداً ، وإن قال : لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه ، وهواه ومقاييسه ، فقد أقرَّ بالحجّة على نفسه ، وهو ممّن يزعم أنّ الله يطاع ، ويتّبع أمره بعد قبض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ إلى أن قال : ـ وكما أنه لم يكن لأحد من الناس مع محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ، ولا
__________________
(٦) اكمال الدين : ٢١٣ / ٢.
٢ ـ الكافي ٨ : ٥.
(١) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
(٢) في المصدر : فيه.
رأيه ، ولا مقاييسه خلافاً لأمر محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، كذلك لم يكن لأحد (٣) بعد محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ، ولا رأيه ، ولا مقاييسه ، ثمَّ قال : واتّبعوا آثار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وسنّته ، فخذوا بها ، ولا تتّبعوا أهواءكم ورأيكم (٤) فتضلّوا ، فإنَّ أضلّ الناس عند الله من اتّبع هواه ورأيه بغير هدى من الله ، وقال : أيّتها العصابة (٥) ! عليكم بآثار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وسنّته ، وآثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من بعده وسنّتهم ، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلَّ ، لأنهم هم الّذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم. الحديث.
[ ٣٣١٥٣ ] ٣ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ما لكم وللقياس ، إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ، ثمَّ قال : إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به ، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ـ وأومأ (١) بيده إلى فيه ـ ثمَّ قال : لعن الله أبا حنيفة ، كان يقول : قال عليٌّ ( عليه السلام ) ، وقلت (٢) ، وقالت الصحابة ، وقلت (٣) ، ثمَّ قال : أكنت تجلس إليه ؟ قلت : لا ، ولكن هذا كلامه فقلت : أصلحك الله ، أتى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الناس بما يكتفون به في عهده ؟ قال : نعم ، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة ، فقلت : فضاع من ذلك شيء ؟ فقال : لا ، هو عند أهله.
[ ٣٣١٥٤ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبد الله العقيلي ، عن
__________________
(٣) في المصدر زيادة : من الناس.
(٤) في المصدر : وآراءكم.
(٥) في المصدر زيادة : الحافظ الله لهم أمرهم.
٣ ـ الكافي ١ : ٤٦ / ١٣.
(١) في المصدر : وأهوىٰ.
(٢ و ٣) في نسخة زيادة : أنا ( هامش المخطوط ).
٤ ـ الكافي ١ : ٤٧ / ٢٠.
عيسى بن عبد الله القرشي ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : يا با حنيفة ! بلغني : أنك تقيس ؟ قال : نعم ، قال : لا تقس ، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس. الحديث.
[ ٣٣١٥٥ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، رفعه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : من أبغض الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ لرجلين : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشعوف بكلام بدعة ، قد لهج بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضالّ عن هدى من كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد موته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته ، ورجل قمش جهلاً في جهّال الناس ، عان بأغباش الفتنة ، قد سمّاه أشباه الناس عالماً ، ولم يغن فيه يوماً سالماً ، بكّر فاستكثر ، ما قلّ منه خير ممّا كثر ، حتّى إذا ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل ، جلس بين الناس قاضياً ( ماضياً ) (١) ضامناً لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضياً سبقه ، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي ( من ) (٢) بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ، ثمّ قطع (٣) ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر ، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهباً ( لغيره ) (٤) ، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه ، لكيلا يقال له : لا يعلم ، ثمَّ جسر فقضى ، فهو مفتاح عشوات ، ركّاب شبهات
__________________
٥ ـ الكافي ١ : ٤٤ / ٦.
(١) ليس في المصدر.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) في المصدر زيادة : به.
(٤) ليس في المصدر.
خبّاط جهالات ، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم ، ولا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكى منه المواريث ، وتصرخ منه الدّماء ، يستحلّ بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لاملئ ، باصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط من ادّعائه علم الحقّ.
ورواه الرضيُّ في ( نهج البلاغة ) مرسلاً نحوه (٥).
[ ٣٣١٥٦ ] ٦ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ( ولا سنّته ) (١) فننظر فيها ؟ فقال : لا أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله (٢).
ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن الوشاء مثله (٣).
[ ٣٣١٥٧ ] ٧ ـ وعن محمّد بن أبي عبد الله ، رفعه عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن الأوَّل ( عليه السلام ) : بما اُوحّد الله ؟ فقال : يا يونس ! لا تكوننّ مبتدعاً من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيّه ضلّ ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيّه كفر.
[ ٣٣١٥٨ ] ٨ ـ وعن عدَّة من أصحابا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، قال في وصيّة المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام )
__________________
(٥) نهج البلاغة ١ : ٤٧ / ١٦.
٦ ـ الكافي ١ : ٤٦ / ١١.
(١) في المصدر : ولا سنّة.
(٢) الجواب عام في الاصول والفروع كما ترى ، بل الفروع اولىٰ بالحكم كما لا يخفىٰ ( منه. قده ).
(٣) المحاسن ٢١٣ / ٩٠.
٧ ـ الكافي ١ : ٤٥ / ١٠.
٨ ـ الكافي ٢ : ٢٩٤ / ٨.