محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-27-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٢٢
وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) فالرادّ إلى الله الآخذ بمحكم كتابه ، والرادّ إلى الرسول الآخذ بسنته الجامعة غير المتفرّقة (٣).
[ ٣٣٣٧٢ ] ٣٩ ـ أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) في جواب مكاتبة محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى صاحب الزَّمان ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) : ـ في الجواب عن ذلك حديثان : أمّا أحدهما : فاذا (١) انتقل من حالة إلى اُخرى فعليه التكبير ، وأمّا الآخر : فإنه روي : أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية ، وكبّر ، ثمَّ جلس ، ثمَّ قام فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير ، وكذلك التشهّد الأوَّل يجري هذا المجرى ، وبأيّهما أخذت من باب التسليم كان صواباً.
ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) بالإِسناد الآتي (٢).
أقول : يفهم من هذا ومن حديث عمر بن حنظلة (٣) وجه الجمع بين التوقّف والتخيير ، وقد ذكرناه ، والله أعلم ، على أنَّ الاختلاف من غير وجود مرجح منصوص أصلا لا وجود له في أحاديثهم ( عليهم السلام ) ، إلاّ نادراً كما ذكره الطبرسيُّ في الاحتجاج وغيره.
[ ٣٣٣٧٣ ] ٤٠ ـ وعن الحسن بن الجهم ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة ، فقال : ما جاءك عنّا فقس على كتاب الله عزّ وجلّ وأحاديثنا ، فان كان يشبههما فهو منّا ، وإن لم يكن يشبههما فليس منّا ، قلت : يجيئنا الرجلان ـ وكلاهما ثقة ـ بحديثين
__________________
(٢) النساء ٤ : ٥٩.
(٣) في المصدر : المفرّقة.
٣٩ ـ الاحتجاج : ٤٨٣.
(١) في المصدر : فإنه اذا.
(٢) الغيبة ٢٣٢ واسناده يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٨).
(٣) مرّ في الحديث ١ من هذا الباب.
٤٠ ـ الاحتجاج : ٣٥٧.
مختلفين ، ولا نعلم أيّهما الحقّ ، قال : فإذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت.
[ ٣٣٣٧٤ ] ٤١ ـ وعن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : إذا سمعت من أصحابك الحديث ، وكلّهم ثقة ، فموسّع عليك حتّى ترى القائم ( عليه السلام ) ، فتردّ إليه (١).
[ ٣٣٣٧٥ ] ٤٢ ـ وعن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قلت : يرد علينا حديثان : واحد يأمرنا بالأخذ به ، والآخر ينهانا عنه ، قال : لا تعمل بواحد منهما حتّى تلقى صاحبك فتسأله ، قلت : لا بدّ أن نعمل ( بواحد منهما ) (١) ، قال : خذ بما فيه خلاف العامّة.
[ ٣٣٣٧٦ ] ٤٣ ـ قال : وروي عنهم ( عليهم السلام ) أنّهم قالوا : إذا اختلفت أحاديثنا عليكم ، فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا ، فإنّه لا ريب فيه.
[ ٣٣٣٧٧ ] ٤٤ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليِّ بن مهزيار قال : قرأت في كتاب لعبد الله بن محمّد إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في ركعتي الفجر في السفر ، فروى بعضهم : صلّها (١) في المحمل ، وروى بعضهم : لا تصلّها (٢) إلاّ على الأرض (٣) ،
__________________
٤١ ـ الاحتجاج : ٣٥٧.
(١) في المصدر : عليه.
٤٢ ـ الاحتجاج ٣٥٧.
(١) في المصدر : بأحدهما.
٤٣ ـ الاحتجاج : ٣٥٨.
٤٤ ـ التهذيب ٣ : ٢٢٨ / ٥٨٣.
(١) في المصدر : أن صلهما.
(٢) في المصدر : أن لا تصلهما.
(٣) في المصدر زيادة : فاعلمني كيف تصنع أنت لأقتدي بك في ذلك.
فوقّع ( عليه السلام ) : موسّع عليك بأيّة عملت.
[ ٣٣٣٧٨ ] ٤٥ ـ وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن محمّد بن الحسين ، عن ذبيان بن حكيم (١) ، عن موسى بن أكيل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سئل عن رجل يكون بينه وبين أخ منازعة في حقّ ، فيتّفقان على رجلين يكونان بينهما ، فحكما فاختلفا فيما حكما ، قال : وكيف يختلفان ؟ قلت : حكم كلّ واحد منهما للّذي اختاره الخصمان ، فقال : ينظر إلى أعدلهما وأفقههما في دين الله ، فيمضى حكمه.
[ ٣٣٣٧٩ ] ٤٦ ـ وبإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن الحسن ابن أيّوب عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : ما سمعته (١) منّي يشبه قول الناس فيه التقيّة ، وما سمعت منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه.
[ ٣٣٣٨٠ ] ٤٧ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي في ( تفسيره ) عن سدير قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله ( عليهما السلام ) : لا تصدّق (١) علينا ، إلاّ ما وافق (٢) كتاب الله وسنّة نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ).
[ ٣٣٣٨١ ] ٤٨ ـ وعن الحسن بن الجهم ، عن العبد الصالح ( عليه السلام ) قال : إذا جاءك الحديثان المختلفان ، فقسهما على كتاب الله
__________________
٤٥ ـ التهذيب ٦ : ٣٠١ / ٨٤٤.
(١) في نسخة : دينار بن حكيم ( هامش المخطوط ).
٤٦ ـ التهذيب ٨ : ٩٨ / ٣٣٠.
(١) في المصدر : ما سمعت.
٤٧ ـ تفسير العياشي ١ : ٩ / ٦.
(١) في المصدر : لا يصدق.
(٢) في المصدر : بما يوافق.
٤٨ ـ تفسير العياشي ١ : ٩ / ٧.
وأحاديثنا ، فان أشبهها فهو حقّ ، وإن لم يشبهها فهو باطل.
أقول : وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه (٢).
ولا يخفى أنَّ الترجيح باعتبار ثقة الراوي إنّما هو عند الشكّ في ثبوت الخبر ، فلا يمكن في الخبر المتواتر ، ولا المحفوف بالقرائن الكثيرة الآتية في آخر الكتاب ، وأنَّ العرض على القرآن وحده لم يصرّح به ، بل يحتمل إرادة العرض على الكتاب والسنّة معا بحمل المطلق على المقيّد ، ويحتمل الاختصاص بالحديثين الثابتين المتعارضين ، ويحتمل التقيّة ، والله أعلم.
١٠ ـ باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما يقول برأيه ، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهم ( عليهم السلام ).
[ ٣٣٣٨٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، ( عن أبيه ) (١) ، عن عبد الله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني : المرادي ـ عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٢) فقال : أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلّوا لهم حراماً ، وحرّموا عليهم حلالاً ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون.
__________________
(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٣ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٢ من هذه الأبواب.
الباب ١٠
فيه ٣٤ حديثاً
١ ـ الكافي ١ : ٤٣ / ١.
(١) ليس في المصدر.
(٢) التوبة ٩ : ٣١.
ورواه أحمد بن محمّد بن خالد في ( المحاسن ) مثله (٣).
[ ٣٣٣٨٣ ] ٢ ـ وعن عليِّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، عن محمّد بن عبيدة قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا محمّد ! أنتم أشدّ تقليداً ، أم المرجئة ؟ قال : قلت : قلّدنا وقلّدوا ، فقال : لم أسألك عن هذا ، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأوَّل ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنَّ المرجئة نصبت رجلاً ، لم تفرض طاعته ، وقلّدوه ، وإنكم (١) نصبتم رجلاً وفرضتم طاعته ، ثمَّ لم تقلّدوه ، فهم أشدّ منكم تقليداً.
أقول : تقدَّم التحذير من طريقة المرجئة ، والأحاديث في ذلك كثيرة (٢).
[ ٣٣٣٨٤ ] ٣ ـ وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) فقال : والله ما صاموا لهم ، ولا صلّوا لهم ، ولكن أحلّوا لهم حراماً ، وحرّموا عليهم حلالاً ، فاتّبعوهم.
ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن حمّاد مثله (٢).
[ ٣٣٣٨٥ ] ٤ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ،
__________________
(٣) المحاسن : ٢٤٦ / ٢٤٦.
٢ ـ الكافي ١ : ٤٣ / ٢.
(١) في المصدر : وأنتم.
(٢) تقدم في الحديث ٤٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب.
٣ ـ الكافي ١ : ٤٣ / ٣.
(١) التوبة ٩ : ٣١.
(٢) المحاسن : ٢٤٦ / ٢٤٥.
٤ ـ الكافي ١ : ٤٨ / ٢٢.
عن أبيه مرسلاً قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا تتّخذوا من دون الله وليجة ، فلا تكونوا مؤمنين ، فإنَّ كلّ سبب ونسب وقرابة ووليجه (١) وبدعة وشبهة منقطع ، إلاّ ما أثبت القرآن.
[ ٣٣٣٨٦ ] ٥ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن مسكان ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الّذين يترأسون ، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل ، إلاّ هلك وأهلك.
[ ٣٣٣٨٧ ] ٦ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن أيّوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إيّاك والرياسة ، وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال ، قلت : جعلت فداك ، أمّا الرياسة فقد عرفتها ، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال ، فما ثلثا (١) ما في يدي إلاّ ممّا وطئت أعقاب الرجال ، فقال لي : ليس حيث تذهب ، إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة ، فتصدّقه في كلّ ما قال.
ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن حسين بن أيّوب بن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام مثله (٢).
[ ٣٣٣٨٨ ] ٧ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن
__________________
(١) وليجة الرجل : خاصته وبطانته ، « الصحاح ( ولج ) ١ : ٣٤٨ ».
٥ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٣.
٦ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٥.
(١) في نسخة : نلت ( هامش المخطوط ).
(٢) معاني الأخبار : ١٦٩ / ١.
٧ ـ الكافي ٢ : ٢٩٢ / ٤.
يونس ، عن ابن بكير ، عن ضريس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (١) قال : شرك طاعة ، وليس شرك عبادة ، وعن قوله عزَّ وجلَّ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ) (٢) قال : إنَّ الآية تنزل في الرجل ، ثمَّ تكون في أتباعه ، قال : قلت : كلّ من نصب دونكم شيئاً فهو ممّن يعبد الله على حرف ؟ فقال : نعم ، وقد يكون محضاً.
[ ٣٣٣٨٩ ] ٨ ـ وعنه ، عن أبيه وعن عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من أطاع رجلاً في معصية فقد عبده.
[ ٣٣٣٩٠ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الأرمني ، عن الحسن بن عليِّ بن يقطين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق يؤدِّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
[ ٣٣٣٩١ ] ١٠ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي إسحاق النحوي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : والله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا ، و (١) تصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ ، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا.
__________________
(١) يوسف ١٢ : ١٠٦.
(٢) الحج ٢٢ : ١١.
٨ ـ الكافي ٢ : ٢٩٣ / ٨.
٩ ـ الكافي ٦ : ٤٣٤ / ٢٤.
١٠ ـ الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.
(١) في المصدر : وأن.
[ ٣٣٣٩٢ ] ١١ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن حسان أبي عليّ ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : حسبكم أن تقولوا ما نقول ، وتصمتوا عمّا نصمت ، إنّكم قد رأيتم أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يجعل لأحد (١) في خلافنا خيراً.
[ ٣٣٣٩٣ ] ١٢ ـ وعن بعض أصحابنا ، عن عبد العظيم الحسني ، عن مالك بن عامر ، عن المفضّل بن زائدة ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من دان الله بغير سماع عن صادق ، ألزمه الله التيه (١) إلى الفناء (٢) ، ومن ادّعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك ، وذلك الباب المأمون على سرِّ الله المكنون.
[ ٣٣٣٩٤ ] ١٣ ـ محمّد بن عليِّ بن الحسين في ( عيون الأخبار ) عن أبيه ، عن الحسن بن أحمد المالكي (١) ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : أخبرني أبي ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس ـ إلى أن قال : ـ يا ابن أبي محمود ! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا ، فانه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، فإن (٢) أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثمَّ يدين
__________________
١١ ـ الكافي ٨ : ٨٧ / ٥١.
(١) في المصدر زيادة : من الناس.
١٢ ـ الكافي ١ : ٣٠٨ / ٤.
(١) في نسخة : البتة ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : العناء ( هامش المخطوط ).
١٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٣٠٣ / ٦٣.
(١) في المصدر : الحسين بن أحمد المالكي.
(٢) في المصدر : ان.
بذلك ، ويبرأ ممّن خالفه ، يا ابن أبي محمود ! احفظ ما حدَّثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.
[ ٣٣٣٩٥ ] ١٤ ـ وعن عبد الصمد بن محمّد الشهيد (١) ، عن أبيه ، عن أحمد بن إسحاق العلوي ، عن أبيه ، عن عمّه الحسن بن إسحاق ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء ، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك ، والباب المأمون على وحي الله محمّد ( صلّى الله عليه وآله ).
[ ٣٣٣٩٦ ] ١٥ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إيّاك والرياسة ، فما طلبها أحد إلاّ هلك ، فقلت : قد هلكنا إذاً ، ليس أحد منّا إلاّ وهو يحبّ أن يذكر ، ويقصد ، ويؤخذ عنه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنّما ذلك أن تنصب رجلاً دون الحجّة ، فتصدقه في كلِّ ما قال ، وتدعو الناس إلى قوله.
[ ٣٣٣٩٧ ] ١٦ ـ وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : كذب من زعم أنّه يعرفنا ، وهو مستمسك بعروة غيرنا.
[ ٣٣٣٩٨ ] ١٧ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن
__________________
١٤ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٩ / ٢٢.
(١) في المصدر : عبد الصمد بن عبد الشهيد.
١٥ ـ معاني الأخبار : ١٧٩ / ١.
١٦ ـ معاني الأخبار : ٣٩٩ / ٥٧.
١٧ ـ الخصال : ١٣٩ / ١٥٨.
أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : احذروا على دينكم ثلاثة : رجلاً قرأ القرآن ، حتّى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ، ورماه بالشرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! أيّهما أولى بالشرك ؟ قال : الرامي ، ورجلاً استخفّته ، الأكاذيب كلّما أحدث اُحدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلاً آتاه الله سلطاناً ، فزعم أنَّ طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله ، وكذب ، لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبّه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ، ولا طاعة لمن عصى الله ، إنّما الطاعة لله ولرسوله ( صلّى الله عليه وآله ) ولولاة الأمر ، وإنّما أمر الله بطاعة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، لأنّه معصوم مطهّر ، لا يأمر بمعصية ، وإنّما أمر بطاعة اولي الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون ، لا يأمرون بمعصيته.
[ ٣٣٣٩٩ ] ١٨ ـ سعد بن عبد الله في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، والعبّاس بن معروف ، عن حمّاد ابن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.
ورواه الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن العباس بن معروف مثله (١).
[ ٣٣٤٠٠ ] ١٩ ـ وعن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن الحجّاج بن الصباح ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّا نحدّث عنك بالحديث ، فيقول بعضنا : قولنا قولهم ، قال : فما تريد ؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدىٰ بك ؟! من ردّ القول إلينا فقد سلم.
__________________
١٨ ـ بصائر الدرجات لسعد مفقود ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات : ٦٢.
(١) بصائر الدرجات للصفار : ٥٣١ / ٢١.
١٩ ـ بصائر الدرجات لسعد مفقود ، ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات : ٩٢.
[ ٣٣٤٠١ ] ٢٠ ـ أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) عن أبي محمّد العسكري ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ ) (١) قال : هذه لقوم من اليهود ـ إلى أن قال : ـ وقال رجل للصادق ( عليه السلام ) : إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب ، إلاّ بما يسمعونه من علمائهم ، فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلاّ كعوامنا ، يقلّدون علماءهم ـ إلى أن قال : ـ فقال ( عليه السلام ) : بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة ، وتسوية من جهة ، أمّا من حيث الاستواء ، فإنَّ الله ذمَّ عوامنا بتقليدهم علماءهم ، كما ذمَّ عوامهم ، وأمّا من حيث افترقوا ، فإنَّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح ، وأكل الحرام ، والرشاء ، وتغيير الأحكام ، واضطرّوا بقلوبهم إلى أنَّ من فعل ذلك فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدق على الله ، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمَّهم ، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر ، والعصبية الشديدة ، والتكالب على الدنيا وحرامها ، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الّذين ذمّهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم ، فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلّدوه ، وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا كلّهم ، فإنَّ من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامّة ، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً ، ولا كرامة ، وإنّما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك ، لأنَّ الفسقة يتحمّلون عنّا ، فيحرّفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلّة معرفتهم ، وآخرون يتعمّدون الكذب علينا. الحديث.
وأورده العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره (٢).
__________________
٢٠ ـ الاحتجاج : ٤٥٧ باختلاف بسيط في اللفظ.
(١) البقرة ٢ : ٧٩.
(٢) تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) : ١٢٠.
أقول : التقليد المرخّص فيه هنا إنّما هو قبول الرواية ، لا قبول الرأي والاجتهاد والظنّ ، وهذا واضح ، وذلك لا خلاف فيه ، ولا ينافي ما تقدَّم (٣) ، وقد وقع التصريح بذلك فيما أوردناه من الحديث ، وفيما تركناه منه في عدَّة مواضع ، على أنَّ هذا الحديث لا يجوز عند الاُصُوليّين الاعتماد عليه في الاصول ، ولا في الفروع ، لأنه خبر واحد مرسل ، ظنّي السند والمتن ، ضعيفاً عندهم ، ومعارضه متواتر ، قطعي السند والدلالة ، ومع ذلك يحتمل الحمل على التقية.
[ ٣٣٤٠٢ ] ٢١ ـ محمّد بن أحمد بن عليّ في ( روضة الواعظين ) في قوله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال : روي عنه ( عليه السلام ) : أنّهم ما اتّخذوهم أرباباً في الحقيقة ، لكنّهم دخلوا تحت طاعتهم ، فصاروا بمنزلة من اتّخذهم أرباباً.
[ ٣٣٤٠٣ ] ٢٢ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ، ولم يزل ، قال : وهذا الخبر مروي عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ).
ورواه الكلينيُّ مرسلاً نحوه (١).
[ ٣٣٤٠٤ ] ٢٣ ـ عليُّ بن إبراهيم في ( تفسيره ) عند قوله تعالى : ( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) (١) قال : قال أبو عبد الله ( عليه
__________________
(٣) تقدم في الباب ٦ من هذه الأبواب.
٢١ ـ روضة الواعظين ٢١.
(١) التوبة ٩ : ٣١.
٢٢ ـ روضة الواعظين : ٢٢.
(١) الكافي ١ : ٦.
٢٣ ـ تفسير القمي ٢ : ١٢٥.
(١) الشعراء ٢٦ : ٢٢٤.
السلام ) : نزلت في الّذين غيّروا دين الله ، ( وتركوا ما ) (٢) أمر الله ، ولكن (٣) هل رأيتم شاعراً قطُّ تبعه أحد ، إنّما عنى بهم : الّذين وضعوا ديناً بآرائهم ، فتبعهم الناس على ذلك ـ إلى أن قال : ـ ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (٤) وهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وولده ( عليهم السلام ).
[ ٣٣٤٠٥ ] ٢٤ ـ الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في ( مجمع البيان ) قال : روى العياشي بالإِسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : في الشعراء : هم قوم تعلّموا ، وتفقّهوا بغير علم ، فضّلوا ، وأضلّوا.
[ ٣٣٤٠٦ ] ٢٥ ـ أحمد بن محمّد البرقيُّ في ( المحاسن ) عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال : والله ما صلّوا لهم ، ولا صاموا ، ولكن أطاعوهم في معصية الله.
[ ٣٣٤٠٧ ] ٢٦ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبان ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : يا معشر الأحداث ! اتّقوا الله ، ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم (١) ، حتّى يصيروا (٢) أذناباً ، لا تتّخذوا الرجال ولائج من دون الله ، أنا ـ والله ـ خير لكم منهم ـ ثمَّ ضرب بيده إلى صدره ـ.
[ ٣٣٤٠٨ ] ٢٧ ـ وعن أبي الصباح الكناني قال : قال أبو جعفر ( عليه
__________________
(٢) في المصدر : بآراهم وخالفوا.
(٣) لم ترد في المصدر.
(٤) الشعراء ٢٦ : ٢٢٧.
٢٤ ـ مجمع البيان ٤ : ٢٠٨.
٢٥ ـ المحاسن : ٢٤٦ / ٢٤٤.
(١) التوبة ٩ : ٣١.
٢٦ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٣ / ٣٢.
(١) في المصدر : دعوهم.
(٢) في المصدر : يسيروا.
٢٧ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٣ / ٣٣.
السلام ) : يا أبا الصباح ! إيّاكم والولائج ، فإنَّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت ، أو قال : ندّ.
[ ٣٣٤٠٩ ] ٢٨ ـ وعن جابر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال : أما أنهم لم يتّخذوهم آلهة ، إلاّ أنّهم ( أحلّوا لهم حلالاً فأخذوا به ، وحرّموا حراماّ ) (٢) فأخذوا به. فكانوا أربابهم من دون الله.
[ ٣٣٤١٠ ] ٢٩ ـ وعن حذيفة قال : سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) ؟ فقال : لم يكونوا يعبدونهم ، ولكن كانوا إذا أحلّوا لهم أشياء استحلّوها ، وإذا حرّموا عليهم حرّموها.
[ ٣٣٤١١ ] ٣٠ ـ محمّد بن الحسين الرضيُّ في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة له ، قال : وناظر قلب اللبيب به يبصر أمده ، ويعرف غوره (١) ونجده (٢) ، داع دعا ، وراع رعىٰ ، فاستجيبوا للداعي ، واتّبعوا الراعي ، قد خاضوا بحار الفتن ، وأخذوا بالبدع دون السنن ، وأرز (٣) المؤمنون ، ونطق الضالّون والمكذّبون. نحن الشعار والأصحاب ، والخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً ـ إلى أن قال : ـ وإنَّ العامل بغير علم ( كالسائر
__________________
٢٨ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٦ / ٤٧.
(١) التوبة ٩ : ٣١.
(٢) في المصدر : أحلوا حراماً فاخذوا به وحرّموا حلالاً.
٢٩ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٧ / ٤٩.
(١) التوبة ٩ : ٣١.
٣٠ ـ نهج البلاغة ٢ : ٥٧.
(١) الغور : المنخفض من الأرض. « الصحاح ( غور ) ٢ : ٧٧٣ ».
(٢) النجد : ما ارتفع من الأرض. « الصحاح ( نجد ) ٢ : ٥٤٢ ».
(٣) أَرَزَ : انضم وتقبض واجتمع بعض على بعض ، والمراد هنا ان المؤمنين انكمشوا على أنفسهم لما يرون من الظلم والفساد. « انظر الصحاح ( أَرَزَ ) ٣ : ٨٦٤ ».
على ) (٤) غير طريق ، فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلاّ بعداً عن حاجته ، وإنَّ العامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح ، فلينظر ناظر ، أسائر هو ، أم راجع ؟!.
[ ٣٣٤١٢ ] ٣١ ـ وعن عليّ ( عليه السلام ) في خطبة له قال : وإنّما الناس رجلان : متتبع شرعة ، ومبتدع بدعة ، ليس معه من الله برهان سنة ، ولا ضياء حجّة.
[ ٣٣٤١٣ ] ٣٢ ـ محمّد بن أبي القاسم الطبري في ( بشارة المصطفى ) عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري ، عن محمّد بن الحسين بن عتبة ، عن محمّد بن الحسين بن أحمد الفقيه (١) ، عن حمويه بن عليِّ بن حمويه ، عن محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، عن محمّد بن عليِّ بن مهدي الكندي ، عن محمّد بن عليِّ بن عمر بن طريف الحجري (٢) ، عن أبيه عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه سئل عن اختلاف الشيعة ، فقال : إنَّ دين الله لا يعرف بالرجال ، بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ تعرف أهله ، إنَّ الحقَّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد وبالحقّ اُخبرك فأرعني سمعك ، وذكر كلاماً طويلاً ، حاصله الأمر بالرُجوع إليهم ( عليهم السلام ) في الأحكام ، وتفسير القرآن ، وغير ذلك.
ورواه المفيد في ( مجالسه ) عن عليِّ بن محمّد بن الزبير ، عن محمّد ابن عليّ بن مهدي مثله (٣).
__________________
(٤) في المصدر : كسائر في.
٣١ ـ نهج البلاغة ٢ : ١١٥.
٣٢ ـ بشارة المصطفىٰ : ٤.
(١) في المصدر : محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه.
(٢) في المصدر : محمّد بن علي بن عمر بن ظريف الحجري.
(٣) امالي المفيد ٣ / ٣.
[ ٣٣٤١٤ ] ٣٣ ـ وقد تقدَّم في حديث عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة : فدع الرأي ، والقياس ، وما قال قوم في دين الله ليس له برهان.
[ ٣٣٤١٥ ] ٣٤ ـ وحديث الحسين أنّه سأل جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) عن قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) قال : اُولي العقل والعلم ، قلنا : أخاصّ ؟ أو عامّ ؟ قال : خاصّ لنا.
أقول : وتقدم ما يدلُّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه (٣).
١١ ـ باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة ، فيما رووه عن الأئمة ( عليهم السلام ) من أحكام الشريعة ، لا فيما يقولونه برأيهم
[ ٣٣٤١٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن الحصين ، عن عمر بن حنظلة ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن رجلين من أصحابنا ، بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة ، أيحلّ ذلك ؟ قال : من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطاغوت ، وما يحكم له فانما يأخذ سحتاً ، وإن كان حقّاً ثابتاً
__________________
٣٣ ـ تقدم في الحديث ٢٦ من الباب ٦ من هذه الأبواب.
٣٤ ـ تقدم في الحديث ٤١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.
(١) النساء ٤ : ٥٩.
(٢) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٥ ، وفي البابين ٦ و ٧ ، وفي الأحاديث ٢ و ٧٩ و ٨٣ من الباب ٨ ، وفي الأحاديث ٢١ و ٣٦ و ٣٧ من الباب ٩ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الأحاديث ١٣ و ٤٤ و ٤٧ من الباب ١١ وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب.
الباب ١١
فيه ٤٨ حديثاً
١ ـ الكافي ١ : ٥٤ / ١٠ و ٧ : ٤١٢ / ٥ والاحتجاج ٣٥٥.
له ، لأنّه أخذه بحكم الطاغوت ، وما أمر الله أن يكفر به ، قال الله تعالى : ( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ) (١) قلت : فكيف يصنعان ؟ قال : ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكماً ، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنّما استخفَّ بحكم الله ، وعليه ردّ ، والرادّ علينا الرادّ على الله ، وهو على حدّ الشرك بالله. الحديث.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن محمّد بن عيسى (٢).
وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن محمّد بن عيسى نحوه (٣).
[ ٣٣٤١٧ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : رجل راوية لحديثكم ـ إلى أن قال : ـ فقال : الراوية لحديثنا ( يشدُّ به ) (١) قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد.
ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد ابن إسماعيل ، عن سعدان مثله (٢).
[ ٣٣٤١٨ ] ٣ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن ابن
__________________
(١) النساء ٤ : ٦٠.
(٢) التهذيب ٦ : ٢١٨ / ٥١٤.
(٣) التهذيب ٦ : ٣٠١ / ٨٤٥.
٢ ـ الكافي ١ : ٢٥ / ٩.
(١) في نسخة : يسدده في ( هامش المخطوط ).
(٢) بصائر الدرجات : ٢٧ / ٦.
٣ ـ الكافي ١ : ٤٠ / ١٣.
سنان ، عن محمّد بن مروان (١) ، عن عليِّ بن حنظلة ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنا.
[ ٣٣٤١٩ ] ٤ ـ وعن محمّد بن عبد الله الحميري ، ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال : سألته وقلت : من اُعامل ؟ ( وعمّن ) (١) آخذ ؟ وقول من أقبل ؟ فقال : العمري ثقتي ، فما أدَّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي ، وما قال لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنه الثقة المأمون.
قال : وسألت أبا محمّد ( عليه السلام ) عن مثل ذلك ، فقال : العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنّهما الثقتان المأمونان. الحديث.
وفيه : أنّه سأل العمري عن مسألة ، فقال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول : هذا من عندي ، فليس لي أن اُحلّل ، ولا اُحرّم ، ولكن. عنه ( عليه السلام ).
ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٢).
[ ٣٣٤٢٠ ] ٥ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن المتعة ، فقال : إلقَ عبد الملك بن جريح ، فسله
__________________
(١) في المصدر : محمّد بن عمران العجلي.
٤ ـ الكافي ١ : ٢٦٥ / ١.
(١) في المصدر : أو عمن.
(٢) الغيبة للطوسي ١٤٦.
٥ ـ الكافي ٥ : ٤٥١ / ٦.
عنها ، فإنّ عنده منها علماً ، فلقيته ، فأملى عليَّ (١) شيئاً كثيراً في استحلالها ، وكان فيما روى فيها ابن جريح : أنه ليس لها وقت ولا عدد ـ إلى أن قال : ـ فأتيت بالكتاب أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : صدق ، وأقرّ به.
[ ٣٣٤٢١ ] ٦ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي الجهم ، عن أبي خديجة ، قال : بعثني أبو عبد الله ( عليه السلام ) إلى أصحابنا ، فقال : قل لهم : إيّاكم إذا وقعت بينكم خصومة ، أو تدارى (١) في شيء من الأخذ والعطاء ، أن تحاكموا (٢) إلى أحد من هؤلاء الفسّاق ، اجعلوا بينكم رجلاً (٣) ، قد عرف حلالنا وحرامنا ، فإنِّي قد جعلته عليكم قاضياً ، وإيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر.
[ ٣٣٤٢٢ ] ٧ ـ محمّد بن عليِّ بن الحسين قال : قال عليٌّ ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : اللّهم ارحم خلفائي ـ ثلاثاً (١) ـ قيل : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الّذين يأتون (٢) بعدي ، يروون حديثي وسنّتي.
__________________
(١) في المصدر زيادة : منها.
٦ ـ التهذيب ٦ : ٣٠٣ / ٨٤٦.
(١) في المصدر : تدارى بينكم ، تَدارُؤٌ ، والتدارُؤ : التدافع في الخصومة ( القاموس المحيط ـ درأ ـ ١ : ١٤ ).
(٢) في المصدر : تتحاكموا.
(٣) في المصدر زيادة : ممن.
٧ ـ الفقيه ٤ : ٣٠٢ / ٩١٥ ، أورده في الحديث ٥٠ من الباب ٨ من هذه الأبواب.
(١) ليس في المصدر.
(٢) في المصدر زيادة : من.
ورواه في ( عيون الأخبار ) كما مرّ (٣).
[ ٣٣٤٢٣ ] ٨ ـ وبإسناده عن أبان بن عثمان : أنَّ أبا عبد الله ( عليه السلام ) قال له : إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة ، فما رواه لك عنّي فاروهِ عنّي.
[ ٣٣٤٢٤ ] ٩ ـ وفي كتاب ( إكمال الدين وإتمام النعمة ) عن محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً ، قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) : أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك ـ إلى أن قال : ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم ، وأنا حجّة الله (١) ، وأمّا محمّد ابن عثمان العمري رضي الله عنه ، وعن أبيه من قبل ، فإنّه ثقتي ، وكتابه كتابي.
ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) عن جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، وأبي غالب الزراري وغيرهما ، كلّهم عن محمّد بن يعقوب (٢).
ورواه الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) مثله (٣).
[ ٣٣٤٢٥ ] ١٠ ـ وفي ( معاني الأخبار ) وفي ( العلل ) عن عليِّ بن أحمد ابن محمّد بن عمران الدقاق ، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي (١) ،
__________________
(٣) مرّ في الحديث ٥٣ من الباب ٨ من هذه الأبواب.
٨ ـ الفقيه ٤ : ٢٣ كتاب المشيخة ، وأورده في الحديث ٤٩ من الباب ٨ من هذه الأبواب.
٩ ـ إكمال الدين : ٤٨٤ / ٤.
(١) في المصدر زيادة : عليهم.
(٢) الغيبة : ١٧٦.
(٣) الاحتجاج : ٤٦٩.
١٠ ـ معاني الاخبار : ١٥٧ / ١ ، وعلل الشرائع : ٨٥ / ٤.
(١) في المصدر : عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي.