وسائل الشيعة - ج ٩

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ٩

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-09-4
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٦٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١
٢

٣
٤

صورة الصفحة الاولى من مخطوطة المؤلف ، وهي الاولى التي كتبها ، وبها يبدأ المجلدة الثاني بتجزئه المؤلف ، والجزء التاسع حسب تجزئتنا.

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الفقير إلى الله الغني محمّد بن الحسن الحرّ العاملي :

الحمد لله على إفضاله ، والصلاة والسلام على محمّد وآله.

( المجلد الثاني من كتاب تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة وفق الله لإِكماله بمحمد وآله ) (*)

(*) جاء ما بين القوسين في صدر الاصل وكتب المصنف في هامشه ما نصّه : « كان الشروع في تأليفه أوّل شعبان سنة ١٠٦٦ » وتحته ختم كبير مدوّر ، منقوش عليه :

« على الكريم الخالق العدل الصمد

محمد بن الحسن الحرّ اعتمد


سنة ١٠٦٤ »

وكتب في اسفل الهامش بخطه ما نصه :

بسم الله ، قد وقع في هذا الكتاب تغيير في الترتيب وزيادة أحاديث ، والحاقات كثيرة في الأبواب ، فمن ظفر بالمسوّدة الثانية فلا يكتفي [ بما فيه من الترتيب و ] (١) العدد من هذه المسودة.

حرّره مؤلّفه محمد الحرّ

أقول وهذه النسخة هي المسودة الاولى للكتاب ، وهي بخط المصنف الحرّ ، وقد رجعنا اليها عند الحاجة ، معبرين عنها بالاصل.

واعتمدنا على نسخة مقابلة بالمسودة الثانية تلك التي ذكرها المصنف ، وعبرنا عنها بالمخطوط.

وهي منقولة عن المسوّدة الثانية لكتاب الوسائل والمصححة بخط المصنف الى نهاية الورقة ٨٤ منها ، وهي نهاية الباب ٤١ من أبواب ما يمسك عنه الصائم الحديث المسلسل [ ١٢٩٨٦ ] في الجزء العاشر من طبعتنا هذه ، وما بعده مقابل على المسوّدة الثالثة بخط المصنف الحرّ قدس الله سرّه ، كما ذكر في هامش ذلك الحديث ، والله ولي التوفيق.

__________________

(١) ما بين المعقوفين غير واضح في المصورة.

٦

كتاب الزكاة

من كتاب تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة

فهرس أنواع الأبواب إجمالا

أبواب ما تجب فيه الزكاة.

أبواب من تجب عليه.

أبواب زكاة الأنعام.

أبواب زكاة الذهب والفضّة.

أبواب زكاة الغلات.

أبواب المستحقّين للزكاة.

أبواب زكاة الفطرة.

أبواب الصدقة.

٧
٨

تفصيل الأبواب

أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه

١ـ باب وجوبها

[ ١١٣٨٧ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رضي‌الله‌عنه بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لما نزلت (١) آية الزكاة ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) (٢) في شهر رمضان ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديه فنادى في الناس : إنّ الله ( تبارك وتعالى قد ) (٣) فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ـ إلى أن قال : ـ ثمّ لم يعرض (٤) لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل ، فصاموا وأفطروا ، فأمر مناديه فنادى في المسلمين ، أيّها المسلمون ، زكّوا أموالكم تقبل صلواتكم ، قال : ثم وجّه عمّال الصدقة ، وعمّال الطسوق (٥).

__________________

بسم الله الرحمن الرحيم

أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه

الباب ١

فيه ١٦ حديثاً

١ ـ الفقيه ٢ : ٨ / ٢٦ ، والكافي ٣ : ٤٩٧ / ٢ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب ، وقطعة منه في الحديث ٣ من الباب ٨ من أبواب زكاة الانعام.

(١) في الكافي : لما نزلت ( هامش المخطوط ) ، وفي المصدر : اُنزلت إليه.

(٢) التوبة ٩ : ١٠٣.

(٣) ليس في الكافي ( هامش المخطوط ).

(٤) في المصدر : يتعرض ، وفي الكافي : يفرض.

(٥) الطسوق : جمع طسق ، وهو ضريبة توضع على الخراج. « القاموس المحيط ـ طسق ـ ٣ : ٢٥٨ ».

٩

[ ١١٣٨٨ ] ٢ ـ وبإسناده عن حريز ، عن زرارة ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : إنّ الله عزّ وجلّ فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ، ولو علم أنّ ذلك لا يسعهم لزادهم ، إنّهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله عزّ وجلّ ، ولكن أُوتوا مِن منع مِن منعهم حقّهم ، لا ممّا فرض الله لهم ، ولو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير.

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز مثله (١).

والذي قبله عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وأحمد بن محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب مثله.

[ ١١٣٨٩ ] ٣ ـ وبإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ فرض الزكاة كما فرض الصلاة ، فلو أنّ رجلاً حمل الزكاة فأعطاها علانية لم يكن عليه (١) في ذلك عيب ، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يكتفون به ، ولو علم أنّ الذي فرض لهم لا يكفيهم لزادهم ، وإنّما يؤتى الفقراء فيما أُوتوا مِن منع مَن منعهم حقوقهم ، لا من الفريضة.

[ ١١٣٩٠ ] ٤ ـ وبإسناده عن مبارك العقرقوفي ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : إنّما وضعت الزكاة قوتاً للفقراء وتوفيراً

__________________

٢ ـ الفقيه ٢ : ٢ / ٤ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب المستحقين للزكاة.

(١) الكافي ٣ : ٤٩٦ / ١.

٣ ـ الفقيه ٢ : ٢ / ١ ، والكافي ٣ : ٤٩٨ / ٧ ، وعلل الشرائع : ٣٦٨ / ٢ ، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب اعداد الفرائض ، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب المستحقين للزكاة.

(١) ( عليه ) : زيادة من بعض النسخ ( هامش المخطوط ).

٤ ـ الفقيه ٢ : ٢ / ٢.

١٠

لأموالهم (١).

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن يونس ، عن مبارك العقرقوفي (٢).

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، إسماعيل بن مرار ، عن مبارك العقرقوفي نحوه (٣).

والذي قبله عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان.

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن يونس بن عبد الرحمٰن ، عن مبارك العقرقوفي (٤).

والذي قبله عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان مثله.

[ ١١٣٩١ ] ٥ ـ وبإسناده عن موسى بن بكر (١) ، عن أبي الحسن موسى ابن جعفر عليه‌السلام قال : حصّنوا أموالكم بالزكاة.

وبإسناده عن صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن أبي عمير ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن الصادق عليه‌السلام مثله (٢).

__________________

(١) في نسخة : لأموالكم ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر والكافي.

(٢) المحاسن : ٣١٩ / ٤٨.

(٣) الكافي ٣ : ٤٩٨ / ٦.

(٤) علل الشرائع : ٣٦٨ / ١.

٥ ـ الفقيه ٢ : ٢ / ٣.

(١) في نسخة : محمد بن بكر ( هامش الاصل والمخطوط ) وكذلك المصدر.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٩٨ / ٩٠٠ ، وعلق هنا في المخطوط بقوله : « هذا في باب نوادر الكتاب من الفقيه » ( منه قده ).

١١

[ ١١٣٩٢ ] ٦ ـ وبإسناده عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن عبد الله بن أحمد ، عن الفضل بن إسماعيل ، عن معتب مولى الصادق عليه‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : إنّما وضعت الزكاة اختباراً للاغنياء ومعونة للفقراء ، ولو أنّ الناس أدّوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً ولاستغنى بما فرض الله له ، وإنّ الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلاّ بذنوب الأغنياء ، وحقيق على الله تبارك وتعالى أن يمنع رحمته من منع حق الله في ماله ، واُقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق أنّه ما ضاع مال في بَرٍّ ولا بحر إلاّ بترك الزكاة ، وما صيد صيدٌ في برٍّ ولا بحر إلاّ بتركه التسبيح في ذلك اليوم ، وإنّ أحبّ الناس إلى الله تعالى أسخاهم كفّاً ، وأسخى الناس من أدّى زكاة ماله ، ولم يبخل على المؤمنين بما افترض الله لهم في ماله.

[ ١١٣٧٩٣ ] ٧ ـ وبإسناده عن محمّد بن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام ، أنّه كتب إليه ـ فيما كتب من جواب مسائله ـ : إن علّة الزكاة من أجل قوت الفقراء ، وتحصين أموال الأغنياء ، لأنّ الله عزّ وجلّ كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى ، كما قال الله تبارك وتعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) (١) : في أموالكم : إخراج الزكاة ، وفي أنفسكم : توطين الأنفس على الصبر ، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عزّ وجلّ ، والطمع في الزيادة ، مع ما فيه من الزيارة (٢) والرأفة والرحمة لأهل الضعف ، والعطف على أهل المسكنة ، والحثّ لهم على المواساة ، وتقوية الفقراء والمعونة على أمر الدين ، وهو عظة (٣) لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلّوا على فقر (٤)

__________________

٦ ـ الفقيه ٢ : ٤ / ٦.

٧ ـ الفقيه ٢ : ٤ / ٧.

(١) آل عمران ٣ : ١٨٦.

(٢) ليس في العيون ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة : وموعظة ( هامش المخطوط ).

(٤) في المخطوط : فقراء.

١٢

الآخرة بهم ، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما خوّلهم وأعطاهم ، والدعاء والتضرّع والخوف من أن يصيروا مثلهم.

في اُمور كثيرة (٥) في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع المعروف.

ورواه في ( العلل ) و ( عيون الأخبار ) بإسناده الآتي (٦).

[ ١١٣٩٤ ] ٨ ـ محمّد بن يعقوب الكليني رضي‌الله‌عنه عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن ( زرارة و ) (١) محمّد بن مسلم وأبي بصير وبريد وفضيل كلّهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا : فرض الله الزكاة مع الصلاة.

[ ١١٣٩٥ ] ٩ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن ابن مسكان وغير واحد جميعاً ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ جعل للفقراء في أموال الأغنياء ما يكفيهم ، ولولا ذلك لزادهم ، وإنّما يؤتون مِن مَنع من منعهم.

[ ١١٣٩٦ ] ١٠ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن

__________________

(٥) قوله : في اُمور كثيرة ، أي هذه العلل المذكورة داخلة في جملة اُمور كثيرة. ( منه قدّه ). ( هامش المخطوط ).

(٦) علل الشرائع : ٣٦٩ / ٣ ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٨٩ / ١ ، وقد تقدمت الاسانيد في باب كيفية الوضوء ، ويأتي اسناده في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( أ ) ورقم (٢٨١).

٨ ـ الكافي ٣ : ٤٩٧ / ٥.

(١) ما بين القوسين من الاصل وليس في المصدر هنا ولا في المخطوط ، ولكنه ورد في مواضع اخرى منها ما يأتي في الحديث المسلسل [ ١١٥٠٦ ].

٩ ـ الكافي ٣ : ٤٩٧ / ٤.

١٠ ـ الكافي ٣ : ٤٩٨ / ٨ ، وأورده مع زيادة في الحديث ٢ من الباب ٤ ، وذيله في الحديث ٢ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

١٣

عثمان بن عيسى (١) ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلاّ بأدائها وهي الزكاة ... الحديث.

[ ١١٣٩٧ ] ١١ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : حصّنوا أموالكم بالزكاة.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن علي بن حسان مثله (١).

[ ١١٣٩٨ ] ١٢ ـ محمّد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن خالد الأصمّ ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن يحيى ، أنّه سمع أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لا يسأل الله عبداً عن صلاة بعد الفريضة ، ولا عن صدقة بعد الزكاة ... الحديث.

[ ١١٣٩٩ ] ١٣ ـ وعنه ، عن أحمد بن صبيح ، عن الحسين بن علوان ، عن عبد الله بن الحسين (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في حديث ـ : والزكاة نسخت كلّ صدقة ، وغسل الجنابة نسخ كلّ غسل.

[ ١١٤٠٠ ] ١٤ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) : عن الحسن

__________________

(١) في نسخة : محمّد بن عيسى ( هامش المخطوط ).

١١ ـ الكافي ٤ : ٦١ / ٥.

(١) المقنعة : ٤٣.

١٢ ـ التهذيب ٤ : ١٥٣ / ٤٢٤ ، وأورده بتمامه في الحديث ١٦ من الباب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

١٣ ـ التهذيب ٤ : ١٥٣ / ٤٢٥ ، وأورد صدره في الحديث ١٧ من الباب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان ، وصدره وذيله في الحديث ٨ من الباب ١ من أبواب الجنابة.

(١) في نسخة : عبد الله بن الحسن ( هامش المخطوط ).

١٤ ـ قرب الإِسناد : ٥٥ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٩ من أبواب الدعاء.

١٤

ابن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ـ في حديث ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله داووا مرضاكم بالصدقة ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة.

[ ١١٤٠١ ] ١٥ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال في كلام له : تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها ـ إلى أن قال : ـ ثم إنّ الزكاة جعلت مع الصلاة قرباناً لأهل الإِسلام ، فمن أعطاها طيّب النفس بها فإنّها تجعل له كفّارة ، ومن النار حجاباً (١) ووقاية ، فلا يتبعنّها أحد نفسه ، ولا يكثرنّ عليها لهفه ، وإنّ من أعطاها غير طيّب النفس بها يرجوبها ما هو أفضل منها ، فهو جاهل بالسنّة ، مغبون بالأجر ضالّ العمل ، طويل الندم.

[ ١١٤٠٢ ] ١٦ ـ قال : وقال عليه‌السلام : سوسوا إيمانكم بالصدقة ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء.

أقول : وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدمة العبادات (١) وغيرها (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

__________________

١٥ ـ نهج البلاغة ٢ : ٢٠٤ / ١٩٤ ، وأورد صدره في الحديث ٨ من الباب ٧ من أبواب أعداد الفرائض.

(١) في نسخة : حجازاً ( هامش المخطوط ).

١٦ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٨٦ / ١٤٦.

(١) تقدم في الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات.

(٢) تقدم في الأحاديث ١٤ و ١٦ و ١٧ من الباب ٥ من أبواب صلاة الجنازة ، وفي الحديث ١٣ من الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، وفي الحديث ٣ من الباب ٤٩ من أبواب أحكام الملابس.

(٣) يأتي في الأبواب ٢ ـ ٨ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ٥ و ١١ و ١٢ من الباب ٢ من أبواب زكاة الذهب والفضة ، وفي الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب زكاة الفطرة ، وفي الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب النفقات.

١٥

٢ ـ باب وجوب * الجود والسخاء بالزكاة ونحوها من الواجبات

[ ١١٤٠٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد ابن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي الجهم ، عن موسى بن بكر ، عن أحمد بن سليمان (١) قال : سأل رجل أبا الحسن الأول عليه‌السلام ـ وهو في الطواف ـ فقال (٢) : أخبرني عن الجواد ؟ فقال : إنّ لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوق ، فإنّ الجواد الذي يؤدّي ما افترض الله عليه ... الحديث.

ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد ابن محمّد بن خالد (٣).

[ ١١٤٠٤ ] ٢ ـ ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن أحمد بن سليمان مثله ، وزاد : والبخيل من بخل بما افترض الله عليه.

__________________

الباب ٢

فيه ١٧ حديثاً

* ـ الوجوب مركب من أمرين : رجحان الفعل ، والمنع من الترك ، وبعض هذه الأحاديث يدلّ على الأول وبعضها على الأمرين ، كذلك أحاديث أكثر الواجبات كما مضى ويأتي. « منه قده ».

١ ـ الكافي ٤ : ٣٨ / ١.

(١) في معاني الأخبار : أحمد بن مسلم ( هامش الاصل والمخطوط ).

(٢) في المصادر زيادة : له.

(٣) معاني الأخبار : ٢٥٦ / ١.

٢ ـ الخصال : ٤٣ / ٣٦.

١٦

[ ١١٤٠٥ ] ٣ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : ما حدّ السخاء ؟ قال : تخرج من مالك الحقّ الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه.

ورواه الصدوق مرسلاً (١).

ورواه في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب (٢).

ورواه أيضاً عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد ابن أبي عبد الله ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مثله (٣).

[ ١١٤٠٦ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي ابن الحكم ، عن الحسين بن أبي سعيد المكاري ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث ـ : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لرجل من المشركين : لولا أنّ جبرئيل أخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّك سخي ، تطعم الطعام لشرّدت بك وجعلتك حديثاً لمن خلفك ، فقال له الرجل : وإنّ ربّك ليحبّ السخاء ؟ فقال : نعم.

قال : إنّي أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّك رسول الله.

[ ١١٤٠٧ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال عليه‌السلام :

__________________

٣ ـ الكافي ٤ : ٣٩ / ٢.

(١) الفقيه ٤ : ٢٩٥ / ٨٩٤.

(٢) معاني الأخبار : ٢٥٥ / ١.

(٣) معاني الأخبار : ٢٥٦ / ذيل حديث ١.

٤ ـ الكافي ٤ : ٣٩ / ٥.

٥ ـ الفقيه ٢ : ٣٤ / ١٣٥ ، وأورده عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٢٢ من أبواب النفقات.

١٧

شاب سخي مرهق في الذنوب ، أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من شيخ عابد بخيل.

[ ١١٤٠٨ ] ٦ ـ قال : وروي أنّ الله أوحى إلى موسى عليه‌السلام : أن لا تقتل السامري ، فإنّه سخي.

[ ١١٤٠٩ ] ٧ ـ قال : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أدّى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس.

[ ١١٤١٠ ] ٨ ـ قال : وقال الصادق عليه‌السلام : من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة ؟ أنفق ولا تخف فقراً ، وأنصف الناس من نفسك ، وأفش السلام في العالم ، واترك المراء وإن كنت محقّاً.

[ ١١٤١١ ] ٩ ـ قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ، وقال الله عزّ وجلّ :( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (١).

[ ١١٤١٢ ] ١٠ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السخي الكريم الذي ينفق ماله في حقّ.

[ ١١٤١٣ ] ١١ ـ وعن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ،

__________________

٦ ـ الفقيه ٢ : ٣٤ / ١٣٦ ، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٢٢ من أبواب النفقات.

٧ ـ الفقيه ٢ : ٣٤ / ١٣٧.

٨ ـ الفقيه ٢ : ٣٤ / ١٣٨ ، وأورده عن الزهد والمحاسن في الحديث ١١ من الباب ٣٤ من أبواب أحكام العشرة ، وأورده عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٣٤ من أبواب جهاد النفس ، وفي الحديث ٩ من الباب ٢٣ من أبواب النفقات.

٩ ـ الفقيه ٢ : ٣٤ / ١٣٩.

(١) سبأ ٣٤ : ٣٩.

١٠ ـ معاني الأخبار : ٢٥٦ / ٢.

١١ ـ معاني الأخبار ٢٥٦ / ٣.

١٨

عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن علي بن عوف قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه ، فاذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزّ وجلّ.

[ ١١٤١٤ ] ١٢ ـ وبالإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضّال ، عن رجل ، عن حفص ابن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال : السخاء شجرة في الجنة أصلها ، وهي مطلّة (١) على الدنيا ، من تعلّق بغصن منها اجتره إلى الجنّة.

[ ١١٤١٥ ] ١٣ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ ، عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحسن ابنه (١) في بعض ما سأله عنه : يا بني ، ما السماحة ؟ قال : البذل في العسر واليسر.

[ ١١٤١٦ ] ١٤ ـ وفي ( الخصال ) : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عبد العزيز (١) ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما بَلا الله العباد بشيءٍ أشدّ عليهم من إخراج الدرهم.

__________________

١٢ ـ معاني الأخبار : ٢٥٦ / ٤ ، واورد نحوه عن الكافي وعيون الأخبار في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من أبواب النفقات.

(١) في المصدر : مظلّه.

١٣ ـ معاني الأخبار : ٢٥٦ / ١ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٢٢ من أبواب النفقات.

(١) في المصدر زيادة : عليهما‌السلام.

١٤ ـ الخصال : ٨ / ٢٧.

(٢) في المصدر : عمر بن عبد العزيز.

١٩

[ ١١٤١٧ ] ١٥ ـ وعن الخليل بن أحمد ، عن محمّد بن إبراهيم الدُيبلي ، عن أبي عبد الله ، عن السفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا حسد إلاّ في اثنين : رجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار.

[ ١١٤١٨ ] ١٦ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله بعبدٍ خيراً بعث إليه ملكاً من خزّان الجنّة فيمسح صدره ويسخي نفسه بالزكاة.

[ ١١٤١٩ ] ١٧ ـ قال : وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيّته : الله الله في الزكاة فإنّها تطفئ غضب ربّكم.

أقول : وتقدَّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا (٢) وفي النفقات (٣).

٣ ـ باب تحريم منع الزكاة

[ ١١٤٢٠ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حريز ، عن أبي

__________________

١٥ ـ الخصال : ٧٦ / ١١٩.

١٦ ـ ثواب الأعمال : ٦٩ / ٢.

١٧ ـ ثواب الأعمال : ٦٩ ذيل حديث ٢.

(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٣ ـ ٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢٢ من أبواب النفقات.

الباب ٣

فيه ٢٩ حديثاً

١ ـ الفقيه ٢ : ٥ / ١٠.

٢٠