محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-27-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٢٢
سبق الكتاب الخفّين.
[ ٣٣١٩٩ ] ٤٩ ـ وعن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : يظنّ هؤلاء الّذين يدعون أنّهم فقهاء علماء أنّهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين ممّا تحتاج إليه الاُمّة ، وليس كلّ علم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) علموه ، ولا صار إليهم من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ولا عرفوه ، وذلك أنّ الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم ، فيسألون عنه ، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ، ودانوا بالبدع ، وقد قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كلّ بدعة ضلالة ، فلو أنّهم إذا سألوا عن شيء من دين الله ، فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله ، ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الّذين يستنبطونه منهم من آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ).
[ ٣٣٢٠٠ ] ٥٠ ـ فرات بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن عليِّ بن محمّد بن إسماعيل ، معنعناً عن زيد ـ في حديث ـ أنه لما نزل قوله تعالى : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) السورة ، قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنَّ الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة بعدي ـ إلى أن قال : ـ يجاهدون على الأحداث في الدين ، إذا عملوا بالرأي في الدين ، ولا رأي في الدين ، إنما الدين من الرب أمره ونهيه.
[ ٣٣٢٠١ ] ٥١ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب هشام ابن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : إنما علينا أن نلقي إليكم
__________________
٤٩ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٣١ / ٤٦.
٥٠ ـ تفسير الفرات : ٢٣٢.
٥١ ـ السرائر : ٤٧٧.
الاصول ، وعليكم أن تفرِّعوا.
[ ٣٣٢٠٢ ] ٥٢ ـ ونقل من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : علينا إلقاء الاُصول ، وعليكم التفريع.
أقول : هذان الخبران تضمنا جواز التفريع على الاُصول المسموعة منهم ، والقواعد الكلّية المأخوذة عنهم ( عليهم السلام ) ، لا على غيرها ، وهذا موافق لما ذكرنا ، مع أنه يحتمل الحمل على التقيّة وغير ذلك ، وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه (٢).
٧ ـ باب وجوب الرجوع في جميع الأحكام إلى المعصومين ( عليهم السلام ) (*).
[ ٣٣٢٠٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، يعني : المرادي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (١) فرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الذكر ، وأهل بيته المسؤولون ، وهم أهل الذّكر.
[ ٣٣٢٠٤ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ
__________________
٥٢ ـ مستطرفات السرائر : ٥٨ / ٢١.
(١) تقدم في الاحاديث ١ ـ ١٠ و١٩ و٢٩ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٦ من الباب ٤ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.
الباب ٧
فيه ٤٣ حديثاً
* ـ علق المصنف يقوله : هذه الأحاديث الثمانية من باب : إن اهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم هم الأئمة عليه السلام ، من اصول الكافي « منه ».
١ ـ الكافي ١ : ١٦٤ / ٤.
(١) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
٢ ـ الكافي ١ : ١٦٤ / ٥.
وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (١) قال : الذكر : القرآن ، ونحن قومه. ونحن المسؤولون.
ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد مثله (٢).
[ ٣٣٢٠٥ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : إنَّ من عندنا يزعمون أنَّ قول الله عزَّ وجلَّ : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) أنّهم اليهود والنصارى ، قال : إذن يدعوكم (٢) إلى دينهم ، قال : ـ ثمَّ قال بيده إلى صدره : ـ نحن أهل الذكر ، ونحن المسؤولون.
[ ٣٣٢٠٦ ] ٤ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الذكر : أنا ، والأئمّة : أهل الذكر ، وقوله عزَّ وجلَّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (٢) قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن قومه ، ونحن المسؤولون.
[ ٣٣٢٠٧ ] ٥ ـ وعنه ، عن المعلّى ، عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبيه ، عن ابن اُذينة ، عن غير واحد ، عن أحدهما ( عليهما
__________________
(١) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٧ / ١.
٣ ـ الكافي ١ : ١٦٥ / ٧.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) في نسخة : يدعونكم ( هامش المصححة ).
٤ ـ الكافي ١ : ١٦٣ / ١.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
٥ ـ الكافي ١ : ١٣٨ / ٢.
السلام ) ، قال : لا يكون العبد مؤمناً حتّى يعرف الله ، ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) كلّهم ، وإمام زمانه ، ويردّ إليه ، ويسلم له. الحديث.
[ ٣٣٢٠٨ ] ٦ ـ وعنه ، عن معلّى ، عن محمّد بن اُورمة ، عن عليِّ بن حسان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) قال : الذكر محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله ، ونحن المسؤولون ، قال : قلت : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (٢) قال : إيانا عنى ، ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
[ ٣٣٢٠٩ ] ٧ ـ وعنه ، عن معلّى ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : فليذهب الحسن ـ يعني : البصري ـ يميناً وشمالاً ، فوالله ما يوجد العلم إلاّ ههنا.
[ ٣٣٢١٠ ] ٨ ـ وعنه عن معلّى ، عن الوشاء ، قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قوله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) فقال : نحن أهل الذكر. ونحن المسؤولون ، قلت : فانتم المسؤولون ونحن السائلون ؟ قال : نعم ، قلت : حق (٢) علينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : حقّ عليكم أن تجيبونا ؟ قال : لا ، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل ، أما تسمع قول الله تعالى : ( هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٣) ؟!
__________________
٦ ـ الكافي ١ : ١٦٤ / ٢.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
٧ ـ الكافي ١ : ٤٠ / ١٥.
٨ ـ الكافي ١ : ١٦٤ / ٣.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) في نسخة : حقاً. ( المصححة الاُولى ).
(٣) ص ٣٨ : ٣٩ ، وورد في هامش
المصححة الأولى : « أقول : الأحاديث في ذلك
[ ٣٣٢١١ ] ٩ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشا ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : قال عليُّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : على الأئمّة من الفرض ما ليس على شيعتهم ، وعلى شيعتنا ما ليس علينا ، أمرهم الله عزَّ وجلَّ أن يسألونا ، قال : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) فأمرهم أن يسألونا ، وليس علينا الجواب ، إن شئنا أجبنا ، وإن شئنا أمسكنا.
ورواه الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمد (٢).
[ ٣٣٢١٢ ] ١٠ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن زيد الشحّام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ : ( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ) (١) قال : قلت : ما طعامه ؟ قال : علمه الّذي يأخذه عمّن يأخذه.
[ ٣٣٢١٣ ] ١١ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعبد الله بن الصلت جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه
__________________
كثيرة ، وفيها رد على القائلين بامتناع تأخير البيان عن وقت الخطاب ، أو وقت الحاجة ، ويؤيد ما هو ضروري من جواز التقية على الإِمام بل وجوبها ، وما تواتر من أن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) كان يؤخر الجواب انتظاراً للوحي أربعين يوماً ، وأقل وأكثر ، وقد يظن انه يلزم الحرج والضيق ، أو تكليف ما لا يطاق ، ويرده ان الأحاديث متواترة بوجوب التوقف والاحتياط في كل ما لم يعلم حكمه منهم ( عليهم السلام ) ، وقبل ورود تلك الأحاديث نقول : العقل قاض جازم برجحان الاحتياط في الدين والدنيا » « منه ره ».
٩ ـ الكافي ١ : ١٦٥ / ٨.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٨ / ٢.
١٠ ـ الكافي ١ : ٣٩ / ٨.
(١) عبس ٨٠ : ٢٤.
١١ ـ الكافي ٢ : ١٦ / ٥.
السلام ) ـ في حديث في الامامة ـ قال : أما لو أنَّ رجلاً قام ليله ، وصام نهاره ، وتصدّق بجميع ماله ، وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حقّ في ثوابه ، ولا كان من أهل الإِيمان.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن عبد الله بن الصلت مثله (١).
[ ٣٣٢١٤ ] ١٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ودخل عليه الورد ، أخو الكميت ـ إلى أن قال : ـ فقال : قول الله تبارك وتعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) من هم ؟ قال : نحن ، قلت : علينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : عليكم أن تجيبونا ؟ قال : ذاك إلينا.
ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) عن محمّد بن الحسين مثله (٢).
[ ٣٣٢١٥ ] ١٣ ـ وعن محمّد بن الحسن ، وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين جميعاً ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن (١) عبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : قال الله عزّ وجلّ : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٢) قال : الكتاب : الذكر ، وأهله : آل محمّد ، أمر الله بسؤالهم ، ولم يؤمروا بسؤال الجهّال ، وسمّى الله القرآن ذكراً ، فقال تبارك : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ
__________________
(١) المحاسن : ٢٨٧ / ذيل ٤٣٠.
١٢ ـ الكافي ١ : ١٦٤ / ٦.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٨.
١٣ ـ الكافي ١ : ٢٣٤ / ٣.
(١) في المصدر : و.
(٢) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (٣) وقال : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) (٤) وقال : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (٥) وقال عزَّ وجلَّ : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٦) فردّ الأمر ـ أمر الناس ـ إلى اُولي الأمر منهم ، الّذين أمر الله بطاعتهم ، والردّ إليهم.
[ ٣٣٢١٦ ] ١٤ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال ـ في حديث ـ : إنما كلّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمّة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه.
[ ٣٣٢١٧ ] ١٥ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن يونس ابن يعقوب ، أنّه قال لأبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : إنّي سمعتك تنهى عن الكلام ، وتقول : ويل لأصحاب الكلام ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إنّما قلت : ويل لهم إن تركوا ما أقول ، وذهبوا إلى ما يريدون.
[ ٣٣٢١٨ ] ١٦ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن (١) ابن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث الاستطاعة ـ قال : الناس كلّهم مختلفون في إصابة القول ، وكلّهم هالك ، قال : قلت : إلاّ من رحم ربّك ، قال ، هم
__________________
(٣) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
(٤) النحل ١٦ : ٤٤.
(٥) النساء ٤ : ٥٩.
(٦) النساء ٤ : ٨٣.
١٤ ـ الكافي ١ : ٣٢١ / ١.
١٥ ـ الكافي ١ : ١٣٠ / ٤.
١٦ ـ الكافي ١ : ٣٥٥ / ٨٣.
(١) كلمة ( عن ) لم ترد في المصدر.
شيعتنا ، ولرحمته خلقهم ، وهو قوله : ( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) (٢) يقول : لطاعة الامام ، الرحمة الّتي يقول : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) (٣) يقول : علم الإِمام ، ووسع علمه الذي هو من علمه كلّ شيء ، هم شيعتنا ـ إلى أن قال : ـ ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ـ أخذ العلم من أهله ـ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ ) (٤) والخبائث قول من خالف.
[ ٣٣٢١٩ ] ١٧ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، قال : سئل أبو الحسن ( عليه السلام ) : هل يسع الناس ترك المسألة عمّا يحتاجون إليه ؟ قال : لا.
[ ٣٣٢٢٠ ] ١٨ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن جميل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : يغدو الناس على ثلاثة أصناف : عالم ، ومتعلّم ، وغثاء ، فنحن العلماء ، وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء.
[ ٣٣٢٢١ ] ١٩ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن حسان الجمّال ، عن عميرة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : اُمر النّاس بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا ، ثمَّ قال : وإن صاموا وصلّوا وشهدوا أن لا إله إلاّ الله ، وجعلوا في أنفسهم أن لا يردّوا إلينا ، كانوا بذلك مشركين.
[ ٣٣٢٢٢ ] ٢٠ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ليس عند أحد من الناس حقٌّ ولا صواب ، ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حقّ ، إلاّ ما خرج
__________________
(٢) هود ١١ : ١١٨ ـ ١١٩.
(٣) الأعراف ٧ : ١٥٦.
(٤) الاعراف ٧ : ١٥٧.
١٧ ـ الكافي ١ : ٢٣ / ٣.
١٨ ـ الكافي ١ : ٢٦ / ٤.
١٩ ـ الكافي ٢ : ٢٩٢ / ٥.
٢٠ ـ الكافي ١ : ٣٢٩ / ١.
من عندنا أهل البيت ، وإذا تشعّبت بهم الامور كان الخطأ منهم ، والصواب من عليّ ( عليه السلام ).
[ ٣٣٢٢٣ ] ٢١ ـ وعن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن مثنى ، عن زرارة قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وعنده رجل من أهل الكوفة ، يسأله عن قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : سلوني عمّا شئتم ، فلا تسألون (١) عن شيء إلاّ أنبأتكم به ، فقال : إنه ليس أحد عنده ( علم إلاّ شيء ) (٢) خرج من عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليس الأمر إلاّ من ههنا ـ وأشار بيده إلى بيته ـ.
[ ٣٣٢٢٤ ] ٢٢ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشاء ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي مريم ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) لسلمة بن كهيل ، والحكم بن عتيبة : شرِّقا وغرِّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت.
ورواه الكشي في كتاب ( الرجال ) عن محمّد بن مسعود ، عن عليِّ بن محمّد بن فيروزان ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن العبّاس بن معروف ، عن الحجّال ، عن أبي مريم الأنصاري مثله (١).
[ ٣٣٢٢٥ ] ٢٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير ـ في حديث ـ قال : فليشرِّق الحكم ، وليغرِّب ، أما
__________________
٢١ ـ الكافي ١ : ٣٢٩ / ٢.
(١) في المصدر : فلا تسألوني.
(٢) في المصدر : علم شيء إلاّ.
٢٢ ـ الكافي ١ : ٣٢٩ / ٣.
(١) رجال الكشي ٢ : ٤٦٩ / ٣٦٩.
٢٣ ـ الكافي ١ : ٣٢٩ / ٤.
والله لا يصيب العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل.
وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ مثله (١).
[ ٣٣٢٢٦ ] ٢٤ ـ وعن عليِّ بن محمّد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : نحن أصل كلّ خير ، ومن فروعنا كلّ برّ ، وعدوّنا أصل كلّ شرّ ، ومن فروعهم كلّ قبيح وفاحشة. الحديث.
[ ٣٣٢٢٧ ] ٢٥ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن هاشم صاحب البريد ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : أما إنّه شرٌّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا.
[ ٣٣٢٢٨ ] ٢٦ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله عزَّ وجلَّ : ( يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ) (١) فالعدل : رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) والإِمام من بعده يحكم به ، وهو ذو عدل ، فاذا علمت ما حكم به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) والإِمام فحسبك ، فلا تسأل عنه.
[ ٣٣٢٢٩ ] ٢٧ ـ عليُّ بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن محمّد بن جعفر ، عن
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٣٠ / ٥.
٢٤ ـ الكافي ٨ : ٢٤٢ / ٣٣٦.
٢٥ ـ الكافي ٢ : ٢٩٥ / ١.
٢٦ ـ التهذيب ٦ : ٣١٤ / ٧٤.
(١) المائدة ٥ : ٩٥.
٢٧ ـ تفسير القمي ٢ : ٦٨.
عبدالله بن محمّد عن سليمان بن سفيان ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) : من عنىٰ بذلك ؟ قال : نحن ، قلت : فأنتم المسؤولون ؟ قال : نعم ، قلت : أو نحن السائلون ؟ قال نعم ، قلت : فعلينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : وعليكم أن تجيبونا ؟ قال : لا ، ذاك إلينا ، إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا أمسكنا ، ثمَّ قال : ( هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٢).
[ ٣٣٢٣٠ ] ٢٨ ـ محمّد بن عمر الكشي في كتاب ( الرجال ) عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه ذكر مؤمن الطاق ، فقال : بلغني : أنّه جدل ، وأنّه يتكلّم (١) ، قلت : أجل (٢) ، قال : أما لو شاء طريف (٣) من مخاصميه أن يخصمه فعل ؟ قلت : كيف ؟ قال (٤) : يقول : أخبرني عن كلامك هذا ، من كلام إمامك ؟ فإن قال : نعم ، كذب علينا ، وإن قال : لا ، قال له : كيف تتكلّم بكلام ، لا (٥) يتكلّم به إمامك.
[ ٣٣٢٣١ ] ٢٩ ـ عليُّ بن محمّد الخزاز في كتاب ( الكفاية ) عن عليِّ بن الحسن (١) ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، عن محمّد بن همام ، عن
__________________
(١) النحل ١٦ : ٤٣ والانبياء ٢١ : ٧.
(٢) ص ٣٨ : ٣٩.
٢٨ ـ رجال الكشي ٢ : ١٩٠ / ٣٣٣.
(١) في المصدر زيادة : في تيم قذر.
(٢) في المصدر زيادة : هو جدل.
(٣) في المصدر : أما أنه لو شاء ظريف.
(٤) في المصدر : ذاك ؟ فقال :
(٥) في المصدر : لم.
٢٩ ـ كفاية الأثر : ٢٥٨.
(١) في المصدر : علي بن الحسين.
عبدالله بن جعفر الحميري ، عن عمر بن عليّ العبدي ، عن داود بن كثير الرقيِّ ، عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : لا تغرّنك (٢) صلاتهم وصومهم ( وكلامهم ) (٣) ورواياتهم وعلومهم ، فإنّهم حمر مستنفرة ، ثمَّ قال : يا يونس ! إن (٤) أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنّا ورثنا واُوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ، فقلت : يا ابن رسول الله كلّ من كان من أهل البيت ورث ما ورثت (٥) من كان من ولد عليّ وفاطمة ( عليهما السلام ) ؟ فقال : ما ورثه إلاّ الأئمّة الاثنا عشر.
[ ٣٣٢٣٢ ] ٣٠ ـ وعنه ، عن أبي محمّد ، عن أبي العبّاس بن عقدة ، عن الحميري ، وعن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن الحسن ابن أخت شعيب العقرقوفي ، عن خاله شعيب ، قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) إذ دخل عليه يونس بن ظبيان ، فسأله ، وذكر الحديث ، إلاّ أنه قال : إن أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فنحن أهل الذكر الّذين قال الله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١).
[ ٣٣٢٣٣ ] ٣١ ـ محمّد بن عليِّ بن الحسين بن بابويه في ( الأمالي ) و ( عيون الأخبار ) عن عليِّ بن الحسين بن شاذويه ، وجعفر بن محمّد بن مسرور جميعاً ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال للعلماء في مجلس المأمون : أخبروني عن هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
__________________
(٢) في المصدر : فلا تغرنّك.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) في المصدر : إذا.
(٥) في المصدر : كما ورثتم.
٣٠ ـ كفاية الأثر : ٢٥٩.
(١) النحل ١٦ : ٤٣ ، والانبياء ٢١ : ٧.
٣١ ـ أمالي الصدوق : ٤٢١ / ١ و ٤٢٨ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٢٨ / ١ و ٢٣٩.
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) فقالت العلماء : أراد الله بذلك : الاُمّة كلّها ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : بل أراد الله : العترة الطاهرة ـ إلى أن قال الرضا ( عليه السلام ) : ـ ونحن أهل الذكر الذين قال الله عزَّ وجلَّ : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٢) فقالت العلماء : إنما عنى بذلك : اليهود والنصارى ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : سبحان الله ! ويجوز ذلك ؟ إذن يدعونا إلى دينهم ، ويقولون : إنّه أفضل من دين الإِسلام ، فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ قال : نعم الذكر : رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب الله حيث يقول في سورة الطلاق : ( فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ ) (٣) فالذكر : رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله.
[ ٣٣٢٣٤ ] ٣٢ ـ وفي كتاب ( فضل الشيعة ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي إسحاق النحوي ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إنَّ الله أدَّب نبيّه على محبّته ، فقال : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ـ إلى أن قال : ـ وإنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فوَّض إلى عليّ ( عليه السلام ) فائتمنه ، فسلّمتم ، وجحد الناس ، فوالله لنحبّكم أن تقولوا إذا قلنا ، وتصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله ، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا.
ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد مثله (٢).
__________________
(١) فاطر ٣٥ : ٣٢.
(٢) النحل ١٦ : ٤٣ ، والأنبياء ٢١ : ٧.
(٣) الطلاق ٦٥ : ١٠ ـ ١١.
٣٢ ـ فضائل الشيعة : ٣٤ / ٣٠.
(١) القلم ٦٨ : ٤.
(٢) الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.
[ ٣٣٢٣٥ ] ٣٣ ـ أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في احتجاجه على بعض الزنادقة ، أنه قال ( عليه السلام ) : وقد جعل الله للعلم أهلاً ، وفرض على العباد طاعتهم بقوله : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) وبقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢) ، وبقوله : ( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) ، وبقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) ، وبقوله : ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) (٥) والبيوت : هي بيوت العلم الّذي ( استودعه عند ) (٦) الأنبياء ، وأبوابها : أوصياؤهم ، فكلّ عمل من أعمال الخير يجري (٧) على غير أيدي الأصفياء (٨) وعهودهم ( وحدودهم ) (٩) وشرائعهم وسننهم (١٠) مردود غير مقبول ، وأهله بمحلِّ كفر وإن شملهم (١١) صفة الإِيمان. الحديث.
[ ٣٣٢٣٦ ] ٣٤ ـ محمّد بن الحسن الصفّار في ( بصائر الدرجات ) عن العبّاس بن عامر (١) ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن فضيل ، قال :
__________________
٣٣ ـ الاحتجاج : ٢٤٨.
(١) النساء ٤ : ٥٩.
(٢) النساء ٤ : ٨٣.
(٣) التوبة ٩ : ١١٩.
(٤) آل عمران ٣ : ٧.
(٥) البقرة ٢ : ١٨٩.
(٦) في المصدر : استودعته.
(٧) في المصدر : فجرى.
(٨) في المصدر : الاصطفاء.
(٩) ليس في المصدر.
(١٠) في المصدر زيادة : ومعالم دينهم.
(١١) في المصدر : شملتهم.
٣٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٣١ / ٢١.
(١) في المصدر : العباس بن معروف.
سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.
[ ٣٣٢٣٧ ] ٣٥ ـ وعنه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في قوله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (١) قال : الذكر : رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأهل بيته أهل الذكر ، وهم المسؤولون.
[ ٣٣٢٣٨ ] ٣٦ ـ وعن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن بريد بن معاوية (١) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (٢) قال : إنما عنانا بها ، نحن أهل الذّكر ، ونحن المسؤولون.
[ ٣٣٢٣٩ ] ٣٧ ـ وعنه ، عن الحسن بن عمّار (١) عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال : من دان الله بغير سماع من (٢) صادق ألزمه الله التيه (٣) يوم القيامة.
[ ٣٣٢٤٠ ] ٣٨ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن العبّاس بن هلال ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث : أنَّ الصادق ( عليه السلام ) قال : أنا من الّذين
__________________
٣٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٧ / ٥
(١) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
٣٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٨ / ٨.
(١) في المصدر : عن بريد ، عن معاوية.
(٢) الزخرف ٤٣ : ٤٤.
٣٧ ـ بصائر الدرجات : ٣٣ / ١.
(١) في المصدر : اسحاق بن عمار.
(٢) في المصدر : عن.
(٣) في المصدر : البتة إلى ...
٣٨ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٦٨ / ٥٥.
قال الله : ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) (١) فسل عمّا شئت.
[ ٣٣٢٤١ ] ٣٩ ـ وعن أحمد بن محمّد ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنه كتب إليه : عافانا الله وإيّاك ، إنّما شيعتنا من تابعنا ، ولم يخالفنا ، قال الله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) ، وقال : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ ) (٢) فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا ، ولم يفرض علينا الجواب. الحديث.
[ ٣٣٢٤٢ ] ٤٠ ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في ( تفسيره ) عن عليِّ بن محمّد الزهري ، عن أحمد بن الفضل القرشي ، عن الحسن بن عليِّ بن سالم الأنصاري ، عن أبيه ، وعاصم ، والحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : إنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال لعليّ ( عليه السلام ) : يا عليّ ! أنا مدينه العلم ، وأنت بابها ، فمن أتى من الباب وصل ، يا عليّ ! أنت بابي الّذي اُوتي منه ، وأنا باب الله ، فمن أتاني من سواك لم يصل إليَّ ، ومن أتى الله من سواي لم يصل إلى الله.
أقول : هذا الحديث متواتر بين العامّة والخاصة.
[ ٣٣٢٤٣ ] ٤١ ـ وعن عبيد بن كثير معنعناً ، عن الحسين ، أنه سأل جعفر ابن محمّد ( عليه السلام ) عن قول الله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) قال : اولي الفقه والعلم ، قلنا : أخاصّ أم عامّ ؟ قال : بل خاصّ لنا.
__________________
(١) الأنعام ٦ : ٩٠.
٣٩ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٦١ / ٣٣.
(١) النحل ١٦ : ٤٣.
(٢) التوبة ٩ : ١٢٢.
٤٠ ـ تفسير فرات الكوفي : ١٢.
٤١ ـ تفسير فرات الكوفي : ٢٨.
(١) النساء ٤ : ٥٩.
[ ٣٣٢٤٤ ] ٤٢ ـ وعن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : أولي الأمر في هذه الآية (١) آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ).
[ ٣٣٢٤٥ ] ٤٣ ـ محمّد بن أبي القاسم الطبري في ( بشارة المصطفى ) عن الحسن بن بابويه ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن عمّه محمّد بن عليِّ بن بابويه ، عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، عن فرات بن إبراهيم الكوفي ، عن محمّد بن ظهير ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : أنا مدينة الحكمة ، وعليُّ بن أبي طالب بابها ، ولن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب.
أقول : وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه (٢).
٨ ـ باب وجوب العمل بأحاديث النبي ( صلّى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها ، وصحتها ، وثبوتها.
[ ٣٣٢٤٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن عمّار ، قال : قلت لأبي
__________________
٤٢ ـ تفسير فرات الكوفي : ٢٨.
(١) في المصدر زيادة : هم.
٤٣ ـ بشارة المصطفى : ٣٢.
(١) تقدم في الباب ٣ ، وفي الأحاديث ٩ و ١٠ و ١١ و ١٢ من الباب ٥ وفي الباب ٦ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الباب ٨ ، وفي الاحاديث ١٠ و ١٥ ـ ١٩ و ٣٢ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.
الباب ٨
فيه ٨٨ حديثاً
١ ـ الكافي ١ : ٢٥ / ٩ وبصائر الدرجات ٢٧ / ٦.
عبد الله ( عليه السلام ) : رجل راوية لحديثكم ، يبثُّ ذلك في الناس ، ويسدّده (١) في قلوبهم وقلوب شيعتكم ، ولعلّ عابداً من شيعتكم ليست له هذه الرواية ، أيّهما أفضل ؟ قال : الراوية لحديثنا ، يشدّ به (٢) قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد.
[ ٣٣٢٤٧ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : إنَّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أنَّ الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أُورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه ، فإنَّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
ورواه الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد ، (١) والّذي قبله عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان مثله.
[ ٣٣٢٤٨ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن عبد الله بن محمّد الحجّال ، عن بعض أصحابه رفعه ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : تذاكروا ، وتلاقوا ، وتحدَّثوا ، فإنَّ الحديث جلاء للقلوب ، إنَّ القلوب لترين كما يرين السيف ، ( جلاؤه الحديد ) (١).
[ ٣٣٢٤٩ ] ٤ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي
__________________
(١) في المصدر : يشدده.
(٢) في نسخة : يسدّده في ( هامش المخطوط ) وفي المصدر : يشدد به.
٢ ـ الكافي ١ : ٢٤ / ٢.
(١) بصائر الدرجات : ٣١ / ٣.
٣ ـ الكافي ١ : ٣٢ / ٨.
(١) في المصدر : وجلاؤها الحديث.
٤ ـ الكافي ١ : ٣٧ / ٢.
عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدُنيا والآخرة.
[ ٣٣٢٥٠ ] ٥ ـ وعنه ، عن معلّى ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً.
[ ٣٣٢٥١ ] ٦ ـ ورواه الصدوق في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن جمهور العمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من حفظ من شيعتنا أربعين حديثاً بعثه الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة فقيها عالماً ، ولم يعذّبه.
[ ٣٣٢٥٢ ] ٧ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن ابن سنان ، عن ( محمّد بن مروان ) (١) ، عن عليِّ بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا.
[ ٣٣٢٥٣ ] ٨ ـ وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : قول الله جلَّ ثناؤه : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (١) قال : هو الرجل يسمع الحديث ، فيحدِّث به كما سمعه ، لا يزيد فيه ، ولا ينقص منه.
__________________
٥ ـ الكافي ١ : ٣٩ / ٧.
٦ ـ أمالي الصدوق ٢٥٢.
٧ ـ الكافي ١ : ٤٠ / ١٣.
(١) في المصدر : محمّد بن عمران العجلي.
٨ ـ الكافي ١ : ٤١ / ١.
(١) الزمر ٣٩ : ١٨.
[ ٣٣٢٥٤ ] ٩ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أسمع الحديث منك ، فأزيد وأنقص ، قال : إن كنت تريد معانيه فلا بأس.
[ ٣٣٢٥٥ ] ١٠ ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن داود ابن فرقد ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّي أسمع الكلام منك ، فاُريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء ، قال : فتعمّد ذلك ؟ قلت : لا ، قال : تريد المعاني ؟ قلت : نعم ، قال : فلا بأس.
[ ٣٣٢٥٦ ] ١١ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الحديث أسمعه منك ، أرويه عن أبيك ؟ أو أسمعه من أبيك ، أرويه عنك ؟ قال : سواء إلاّ أنك ترويه عن أبي أحبّ إليَّ ، وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لجميل : ما سمعته منّي فاروه عن أبي.
[ ٣٣٢٥٧ ] ١٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، ومحمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله : يجيئني القوم فيسمعون منّي حديثكم ، فأضجر ولا أقوى ، قال : فاقرأ عليهم من أوَّله حديثاً ، ومن وسطه حديثاً ، ومن آخره حديثاً.
[ ٣٣٢٥٨ ] ١٣ ـ وعنه بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ، ولا
__________________
٩ ـ الكافي ١ : ٤١ / ٢.
١٠ ـ الكافي ١ : ٤١ / ٣.
١١ ـ الكافي ١ : ٤١ / ٤.
١٢ ـ الكافي ١ : ٤١ / ٥.
١٣ ـ الكافي ١ : ٤١ / ٦.