محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-17-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٧٩
الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين أعوان الظلمة ، ومن لاق لهم دواة ، أو ربط كيساً ، أو مدّ لهم مدّة قلم ، فاحشروهم معهم.
[ ٢٢٣٠٠ ] ١٢ ـ وبهذا الإِسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما اقترب عبد من سلطان جائر إلاّ تباعد من الله ، ولا كثر ماله إلاّ اشتد حسابه ، ولا كثر تبعه إلاّ كثرت شياطينه.
[ ٢٢٣٠١ ] ١٣ ـ وبالإِسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إيّاكم وأبواب السلطان وحواشيها ، فإن أقربكم من أبواب السلطان وحواشيها أبعدكم من الله عزّ وجلّ ، ومن آثر السلطان على الله أذهب الله عنه الورع وجعله حيراناً.
[ ٢٢٣٠٢ ] ١٤ ـ وبإسناده السابق في عيادة المريض عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنه ونار جهنم وبئس المصير ، ومن خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار ، ومن دلّ سلطاناً على الجور قرن مع هامان ، وكان هو والسلطان من أشدّ أهل النار عذاباً ، ومن عظم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه سخط الله عليه ، وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار ، ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعلها الله حية طولها سبعون ألف ذراع ، فيسلّطه الله عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلّداً ، ومن سعى بأخيه إلى سلطان ولم ينله (١) منه سوء ولا مكروه أحبط الله عمله ، وإن
__________________
١٢ ـ عقاب الأعمال : ٣١٠ / ١.
١٣ ـ عقاب الأعمال : ٣١٠ / ٢.
١٤ ـ عقاب الأعمال : ٣٣١ ، ٣٣٥ ، ٣٣٧ وأورده في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.
(١) في نسخة : يبذله ( هامش المخطوط ).
وصل منه إليه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنّم.
[ ٢٢٣٠٣ ] ١٥ ـ ورام بن أبي فراس في ( كتابه ) قال : قال ( عليه السلام ) : من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الاسلام.
[ ٢٢٣٠٤ ] ١٦ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين الظلمة ، وأعوان الظلمة ، وأشباه الظلمة ، حتى من برى لهم قلماً ، ولاق لهم دواة.
قال : فيجتمعون في تابوت من حديد ثمّ يرمى بهم في جهنم.
[ ٢٢٣٠٥ ] ١٧ ـ محمّد بن عمر بن عبد العزيز في ( كتاب الرجال ) عن حمدويه ، عن محمّد بن إسماعيل الرازي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن صفوان بن مهران الجمال قال : دخلت على أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) فقال لي : يا صفوان ، كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً ، قلت : جعلت فداك أيّ شيء ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل ، ـ يعني هارون ـ قلت : والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو ، ولكنّي أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكّة ـ ، ولا أتولاّه بنفسي ، ولكنّي ابعث معه غلماني.
فقال لي : يا صفوان أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : فقال لي : أتحب بقاءهم حتّى يخرج كراؤك ؟ قلت : نعم ، قال : من أحب بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم كان ورد النار.
قال صفوان : فذهبت فبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك إلى هارون
__________________
١٥ ـ تنبيه الخواطر ١ : ٥٤.
١٦ ـ تنبيه الخواطر ١ : ٥٤.
١٧ ـ رجال الكشي ٢ : ٧٤٠ / ٨٢٨ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٣٧ من أبواب الأمر بالمعروف.
فدعاني فقال لي : يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك ، قلت : نعم ، قال : ولم ؟ قلت : أنا شيخ كبير وإنّ الغلمان لا يفون بالأعمال ؟ فقال : هيهات هيهات ، إنّي لاعلم من أشار عليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ، قلت : ما لي ولموسى بن جعفر ؟ فقال : دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس (١) ، وغيره (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
٤٣ ـ باب تحريم مدح الظالم دون رواية الشعر في غير ذلك
[ ٢٢٣٠٦ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ أنّه نهى عن المدح وقال : احثوا في وجوه المداحين التراب.
قال : وقال : ( صلى الله عليه وآله ) : من تولّى خصومة ظالم أو أعان عليها ثمّ نزل به ملك الموت قال له : ابشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير.
قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف
__________________
(١) تقدم في الحديثين ٣٣ ، ٣٦ من الباب ٤٦ ، وفي الحديثين ٣ ، ٥ من الباب ٨٠ من أبواب جهاد النفس.
(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١١ ، وفي الحديث ٧ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي.
(٣) يأتي في الباب ٤٣ ، وفي الحديث ١٢ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب.
الباب ٤٣
فيه حديثان
١ ـ الفقيه ٤ : ٥ / ١.
وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه في النار.
قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزّ وجلّ : ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١).
وقال ( عليه السلام ) : من ولى جائراً على جور كان قرين هامان في جهنّم.
[ ٢٢٣٠٧ ] ٢ ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، ومحمّد ابن محمّد بن عصام الكليني ، والحسن بن أحمد المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق وعلي بن أحمد الدقاق كلّهم عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي ابن إبراهيم العلوي الحلواني (١) ، عن موسى بن محمّد الحجازي (٢) ، عن رجل ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنّ المأمون قال له : هل رويت من الشعر شيئاً ؟ فقال : قد رويت منه الكثير ، فقال : أنشدني ، ثمّ ذكر أشعاراً كثيرة أنشدها له في الحلم والسكوت عن الجاهل ، وترك عتاب الصديق واستجلاب العدو ، وكتمان السر ، وغير ذلك مما كان يقوله ويتمثل به.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على الحكم الثاني في الزيارات (٣) ، وغيرها (٤).
__________________
(١) هود ١١ : ١١٣.
٤ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٧٤ / ١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٦ من الباب ٥١ من أبواب صلاة الجمعة.
(١) في المصدر : علي بن إبراهيم العلوي الجواني.
(٢) في المصدر : موسى بن محمد بن المحاربي ...
(٣) تقدم في البابين ١٠٤ ، ١٠٥ من أبواب المزار.
(٤) تقدم في
الحديث ٢ من الباب ١٧ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٧ من الباب ٥١ من أبواب صلاة الجمعة ، وفي الحديث ٣ من الباب ٧ من أبواب العشرة ، وفي الحديث ١ من الباب
٥٤ من أبواب الطواف ، وفي الحديث ٩ من الباب ٤١ من أبواب جهاد النفس ويأتي ما يدل
٤٤ ـ باب تحريم صحبة الظالمين ومحبة بقائهم
[ ٢٢٣٠٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، رفعه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١) قال : هو الرجل يأتي السلطان فيحبّ بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه.
[ ٢٢٣٠٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين ابن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن هشام ، عمن أخبره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ قوماً ممن آمن بموسى ( عليه السلام ) قالوا : لو أتينا عسكر فرعون فكنا فيه ونلنا من دنياه حتّى إذا كان الّذي نرجوه من ظهور موسى ( عليه السلام ) صرنا إليه ، ففعلوا فلما توجه موسى ( عليه السلام ) ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابّهم وأسرعوا في السير ليلحقوا موسى ( عليه السلام ) وعسكره فيكونوا معهم ، فبعث الله ملكاً فضرب وجوه دوابّهم فردّهم إلى عسكر فرعون ، فكانوا فيمن غرق مع فرعون.
[ ٢٢٣١٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن إبن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حق على الله عز وجلّ أن تصيروا مع من عشتم معه في دنياه.
__________________
على الحكم الثاني في الحديث ١٥ من الباب ١٠٥ من هذه الأبواب.
الباب ٤٤
فيه ٦ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ١٠٨ / ١٢.
(١) هود ١١ : ١١٣.
٢ ـ الكافي ٥ : ١٠٩ / ١٣.
٣ ـ الكافي ٥ : ١٠٩ / ذيل حديث ١٣.
[ ٢٢٣١١ ] ٤ ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمّد بن أبي نصر (١) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ما من جبار إلا ومعه مؤمن يدفع الله عزّ وجلّ به عن المؤمنين ، وهو أقلّهم حظّاً في الآخرة ، يعني : أقل المؤمنين حظّاً بصحبة الجبار.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد مثله (٢).
[ ٢٢٣١٢ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه (١) ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ، عن عياض ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ومن أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصىٰ الله.
[ ٢٢٣١٣ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عقاب الأعمال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، ( عن ابن بنت الوليد بن صبيح ، عن الكاهلي ) (١) عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سوّد اسمه في ديوان الجبارين من ولد فلان حشره الله يوم القيامة حيراناً (٢).
ورواه الكليني كما مر (٣).
أقول : وتقدّم ما يدلّ علىٰ ذلك هنا (٤) ، وفي جهاد النفس (٥) ، وفي الأمر
__________________
٤ ـ الكافي ٥ : ١١١ / ٥.
(١) في التهذيب : مهران بن محمد بن أبي بصير ( هامش المخطوط ).
(٢) التهذيب ٦ : ٣٣٦ / ٩٢٩.
٥ ـ الكافي ٥ : ١٠٨ / ١١ ، وأورده في الحديث ٥ ونحوه في الحديث ٦ من الباب ٣٧ من أبواب الأمر بالمعروف.
(١) في المصدر زيادة : وعلي بن محمد القاساني.
٦ ـ عقاب الأعمال : ٣١٠ / ١.
(١) في المصدر زيادة : عن ابن بنت الوليد بن صبيح الباهلي ...
وهو الموافق لما ورد في البحار ٧٥ : ٣٧٢ / ٢٠.
(٢) في المصدر : خنزيراً.
(٣) مَرّ في الحديث ٩ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب عن الشيخ الطوسي.
(٤) تقدم في الحديثين ١ ، ١٧ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب.
(٥) تقدم في الحديثين ٣٣ ، ٣٦ من الباب ٤٦ ، وفي الحديث ١٢ من الباب ٥٠ من أبواب جهاد النفس.
بالمعروف والنهي عن المنكر (٦) ، وفي أحاديث العشرة (٧) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٨).
٤٥ ـ باب تحريم الولاية من قبل الجائر إلا ما استثني
[ ٢٢٣١٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ومحمّد بن حمران ، عن الوليد بن صبيح قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فاستقبلني زرارة خارجاً من عنده فقال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا وليد أما تعجب من زرارة ؟ سألني عن أعمال هؤلاء أيّ شيء كان يريد ؟ أيريد أن أقول له : « لا » فيروي ذاك (١) عليّ.
ثمّ قال : يا وليد متى كانت الشيعة تسألهم عن أعمالهم ؟ إنّما كانت الشيعة تقول : يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ، ويستظل بظلّهم ، متى كانت الشيعة تسأل من هذا ؟.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢).
ورواه الكشي في كتاب ( الرجال ) عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير مثله (٣).
__________________
(٦) تقدم في الباب ١٥ ، وفي الأحاديث ٤ ـ ٧ ، ٩ ، ١١ ، ١٢ ، ١٦ من الباب ١٧ ، وفي الحديثين ١ ، ٦ من الباب ١٨ ، وفي الباب ٣٨ من أبواب الأمر والنهي.
(٧) تقدم في الحديث ٥ من الباب ١١ ، في الباب ٢٧ من أبواب العشرة.
(٨) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب.
الباب ٤٥
فيه ١٢ حديثاً
١ ـ الكافي ٥ : ١٠٥ / ٢.
(١) في نسخة : ذلك ( هامش المخطوط ).
(٢) التهذيب ٦ : ٣٣٠ / ٩١٧.
(٣) رجال الكشي ١ : ٣٦٨ / ٢٤٧.
[ ٢٢٣١٥ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) على باب داره بالمدينة فنظر إلى الناس يمرون أفواجاً ، فقال لبعض من عنده : حدث بالمدينة أمر ؟ فقال : أصلحك الله (١) ولي المدينة والٍ فغدا الناس (٢) يهنؤونه ، فقال : إن الرجل ليغدي عليه بالأمر يهنّئ به ، وإنّه لباب من أبواب النار.
[ ٢٢٣١٦ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد ابن سنان ، عن يحيى بن إبراهيم بن مهاجر قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : فلان يقرؤك السلام ، وفلان وفلان ، فقال : وعليهم السلام ، قلت : يسألونك الدعاء قال : وما لهم ؟ قلت : حبسهم أبو جعفر فقال : وما لهم ؟ وما له ؟ فقلت : استعملهم فحبسهم ، فقال : وما لهم ؟ وما له ؟ ألم أنههم ؟ ألم أنههم ؟ ألم أنههم ؟ هم النار هم النار هم النار ، ثمّ قال : اللّهم اجدع (١) عنهم سلطانهم.
قال : فانصرفنا من مكة فسألنا عنهم ، فإذا هم قد أُخرجوا بعد الكلام بثلاثة أيّام.
[ ٢٢٣١٧ ] ٤ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن داود بن زربي قال : أخبرني مولى لعليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال : كنت بالكوفة فقدم أبو عبد الله ( عليه السلام ) الحيرة فأتيته ، فقلت : جعلت فداك لو كلّمت داود بن عليّ أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات ، فقال : ما كنت لأفعل ـ إلى أن قال : ـ جعلت فداك ظننت أنّك إنّما كرهت ذلك
__________________
٢ ـ الكافي ٥ : ١٠٧ / ٦.
(١) في نسخة : جعلت فداك ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة زيادة : إليه ( هامش المخطوط ).
٣ ـ الكافي ٥ : ١٠٧ / ٨.
(١) الجدع : قطع الأنف واليد والشفة ( الصحاح ـ جدع ـ ٣ : ١١٩٣ ).
٤ ـ الكافي ٥ : ١٠٧ / ٩.
مخافة أن أجور أو أظلم ، وإن كل إمرأة لي طالق ، وكلّ مملوك لي حرّ وعليّ وعليّ إن ظلمت أحداً أو جرت عليه (١) ، وإن لم أعدل ، قال : كيف قلت ؟ فأعدت عليه الأيمان فرفع رأسه إلى السماء ، فقال : تناول السماء أيسر عليك من ذلك.
[ ٢٢٣١٨ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن حميد ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّي وليت عملاً فهل لي من ذلك مخرج ؟ فقال : ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه ، قلت : فما ترى ؟ قال : أرى أن تتقي الله عز وجل ولا تعد (١).
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٢).
[ ٢٢٣١٩ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث المناهي ـ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من تولى عرافة قوم أُتي به يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله عز وجلّ أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير.
[ ٢٢٣٢٠ ] ٧ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) بسندٍ تقدم في عيادة المريض (١) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : من أكرم أخاه فإنّما يكرم الله عز وجلّ ، فما ظنكم بمن يكرم الله عزّ وجلّ أن يفعل به.
__________________
(١) في نسخة : على أحد ( هامش المخطوط ).
٥ ـ الكافي ٥ : ١٠٩ / ١٥.
(١) في التهذيب : تعود ( هامش المخطوط ).
(٢) التهذيب ٦ : ٣٣٢ / ٩٢٢.
٦ ـ الفقيه ٤ : ١١ / ١ ، وأورده في الحديث ١٤ من الباب ٥٠ من أبواب جهاد النفس.
٧ ـ عقاب الأعمال : ٣٣٩.
(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الإِحتضار.
ومن تولى عرافة قوم (٢) حبس على شفير جهنم بكلّ يوم ألف سنة ، وحشر ويده مغلولة إلى عنقه ، فإن كان قام فيهم بأمر الله أطلقها الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم سبعين خريفاً.
[ ٢٢٣٢١ ] ٨ ـ وفي ( التوحيد ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الحضرمي ، عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من نظر في الله كيف كان هلك ، ومن طلب الرياسة هلك.
[ ٢٢٣٢٢ ] ٩ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب مسائل الرجال ، عن أبي الحسن علي بن محمّد ( عليه السلام ) إنّ محمّد بن علي بن عيسى كتب إليه يسأله عن العمل لبني العباس وأخذ ما يتمكن من أموالهم هل فيه رخصة ؟ فقال : ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر فالله قابل العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خير من كثيره وما يكفر به ما يلزمه فيه من يرزقه ويسبب على يديه ما يسرك فينا وفي موالينا ، قال : ( فكتبت إليه ) (١) في جواب ذلك أعلمه أنّ مذهبي في الدخول في أمرهم وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدوه ، وانبساط اليد في التشفي منهم بشيء أن نقرّب (٢) به إليهم ، فأجاب : من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراماً بل أجراً وثواباً.
[ ٢٢٣٢٣ ] ١٠ ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام )
__________________
(٢) في نسخة زيادة : ولم يحبسن فيهم ( هامش المخطوط ) وكذا المصدر.
٨ ـ التوحيد : ٤٦٠ / ٣٢.
٩ ـ مستطرفات السرائر : ٦٨ / ١٤.
(١) في نسخة : فكتبت ( هامش المخطوط ).
(٢) كذا في الأصل ، وكتب في هامشه : ( أتقرب ، ظاهراً ) وفي المصدر : أن اتقرب.
١٠ ـ تفسير القمي ١ : ١٧٦.
عن قوم من الشيعة يدخلون في أعمال السلطان يعملون لهم ويحبون لهم ويوالونهم ، قال : ليس هم من الشيعة ، ولكنّهم من أُولئك ، ثمّ قرأ أبو عبد الله ( عليه السلام ) هذه الاية ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ـ إلى قوله : ـ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (١) قال : الخنازير على لسان داود ، والقردة على لسان عيسى ( كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (٢) قال : كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور ، ويأتون النساء أيام حيضهن ، ثم احتج الله على المؤمنين الموالين للكفار ، فقال : ( تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ ـ إلى قوله : ـ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (٣) فنهى الله عزّ وجلّ أن يوالي المؤمن الكافر إلّا عند التقية.
[ ٢٢٣٢٤ ] ١١ ـ محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن محمّد بن قولويه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن معمر بن خلّاد قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حبّ الرئاسة.
ثمّ قال : لكن صفوان لا يحب الرئاسة.
[ ٢٢٣٢٥ ] ١٢ ـ محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره عن سليمان الجعفري قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال : يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في
__________________
(١) المائدة ٥ : ٧٨ ـ ٨١.
(٢) المائدة ٥ : ٧٩.
(٣) المائدة ٥ : ٨٠ ـ ٨١.
١١ ـ رجال الكشي ٢ : ٧٩٣ / ٩٦٥ ، وأورده عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٥٠ من أبواب جهاد النفس.
١٢ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٣٨ / ١١٠.
حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق بها النار.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا (١) ، وفي جهاد النفس (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
٤٦ ـ باب جواز الولاية من قبل الجائر لنفع المؤمنين والدفع عنهم ، والعمل بالحق بقدر الإِمكان
[ ٢٢٣٢٦ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن يقطين قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إنّ لله تبارك وتعالى مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه.
ورواه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن يقطين مثله (١).
[ ٢٢٣٢٧ ] ٢ ـ قال الصدوق في خبر آخر : أولئك عتقاء الله من النار.
[ ٢٢٣٢٨ ] ٣ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الإِخوان.
__________________
(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ ، وفي الحديث ١٢ من الباب ٥ ، وفي الباب ٤٢ من هذه الأبواب.
(٢) تقدم في الحديثين ١٠ ، ١٣ من الباب ٥٠ من أبواب جهاد النفس.
(٣) يأتي في الأبواب ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ من هذه الأبواب.
الباب ٤٦
فيه ١٧ حديثاً
١ ـ الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥١.
(١) الكافي ٥ : ١١٢ / ٧.
٢ ـ الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥٢.
٣ ـ الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥٣ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٣ من أبواب الكفارات.
[ ٢٢٣٢٩ ] ٤ ـ وبإسناده عن عبيد بن زرارة أنه قال : بعث أبو عبد الله ( عليه السلام ) رجلاً إلى زياد بن عبيد الله ، فقال : وأدِ (١) نقص عملك (٢).
[ ٢٢٣٣٠ ] ٥ ـ وفي ( المقنع ) قال : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : إنّ لله مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه.
[ ٢٢٣٣١ ] ٦ ـ قال : وسُئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن رجل يحب آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وهو في ديوان هؤلاء فيقتل تحت رايتهم ؟ فقال : يحشره الله على نيته.
[ ٢٢٣٣٢ ] ٧ ـ وفي ( الأمالي ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن زيد الشحام قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول : من تولّى أمراً من أمور الناس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور الناس كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة ، ويدخله الجنة.
[ ٢٢٣٣٣ ] ٨ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عمن ذكره ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن علي بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ما تقول في أعمال هؤلاء ؟ قال : إن كنت لا بدّ فاعلاً فاتق أموال الشيعة.
__________________
٤ ـ الفقه ٣ : ١٠٨ / ٤٥٤.
(١) في نسخة : داو ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : وإذا نقص عملك فداوه ( هامش المخطوط ).
٥ ـ المقنع : ١٢٢.
٦ ـ المقنع : ١٢٢.
٧ ـ أمالي الصدوق : ٢٠٣ / ٢.
٨ ـ الكافي ٥ : ١١٠ / ٣ ، والتهذيب ٦ : ٣٣٥ / ٩٢٧.
قال : فأخبرني علي أنّه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر.
[ ٢٢٣٣٤ ] ٩ ـ وعن الحسين بن الحسن الهاشمي ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمّد بن خالد ، عن زياد بن أبي سلمة قال : دخلت على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فقال لي : يا زياد إنّك لتعمل عمل السلطان ؟ قال : قلت : أجل ، قال لي : ولم ؟ قلت : أنا رجل لي مروءة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يا زياد لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة أحب إليّ من أن أتولّى لاحد منهم عملاً أو أطأ بساط رجل منهم إلاّ ، لماذا ؟ قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال : إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فكّ أسره ، أو قضاء دينه.
يا زياد ، إنّ أهون ما يصنع الله جلّ وعزّ بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ (١) من حساب الخلائق (٢).
يا زياد ، فإن ولّيت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك.
يا زياد ، أيما رجل منكم تولّى لأحد منهم عملاً ثمّ ساوى بينكم وبينهم فقولوا له : أنت منتحل كذاب.
يا زياد ، إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غداً ، ونفاد ما أتيت اليهم عنهم ، وبقاء ما أتيت (٣) إليهم عليك.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٤) ، وكذا الذي قبله.
__________________
٩ ـ الكافي ٥ : ١٠٩ / ١.
(١) في نسخة : يفرغ الله ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : الخلق ( هامش المخطوط ).
(٣) في التهذيب : أبقيت ( هامش المخطوط ).
(٤) التهذيب ٦ : ٣٣٣ / ٩٢٤.
[ ٢٢٣٣٥ ] ١٠ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن إبن سنان ، عن حبيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ذكر عنده رجل من هذه العصابة قد ولي ولاية ، فقال : كيف صنيعه إلى إخوانه ؟ قال : قلت : ليس عنده خير ، قال : أُفّ ، يدخلون فيما لا ينبغي لهم ولا يصنعون إلى إخوانهم خيراً.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الجبار مثله (١).
[ ٢٢٣٣٦ ] ١١ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن السياري ، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني (١) ، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان قال : وافقت (٢) أبا جعفر ( عليه السلام ) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم ، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان : إن والينا جعلت فداك رجل يتوالاكم أهل البيت ويحبكم ، وعليّ في ديوانه خراج ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإِحسان إليّ ، فقال لي : لا أعرفه ، فقلت : جعلت فداك إنّه على ما قلت من محبتكم أهل البيت ، وكتابك ينفعني عنده ، فأخذ القرطاس فكتب « بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد فإن موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهباً جميلاً ، وإنما لك من عملك (٣) ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك ، واعلم أنّ الله عزّ وجل سائلك عن مثاقيل الذرّ والخردل ».
قال : فلمّا وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله
__________________
١٠ ـ الكافي ٥ : ١١٠ / ٢.
(١) التهذيب ٦ : ٣٣٠ / ٩١٦.
١١ ـ الكافي ٥ : ١١١ / ٦.
(١) في نسخة : أحمد بن زكريا الصيدناني ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : رافقت ( هامش المخطوط ).
(٣) في نسخة زيادة : إلّا ( هامش المخطوط ).
النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة ، فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه ، وقال : ما حاجتك ؟ فقلت : خراج عليّ في ديوانك فأمر بطرحه عنّي ، وقال : لا تؤدّ خراجاً ما دام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلاً ، فما أديت في عمله خراجاً ما دام حياً ولا قطع عني صلته حتّى مات.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد نحوه (٤).
[ ٢٢٣٣٧ ] ١٢ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد البارقي (١) ، عن علي بن أبي راشد (٢) ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يونس بن عمار (٣) قال : وصفت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) من يقول بهذا الأمر ممن يعمل عمل (٤) السلطان ، فقال : إذا ولوكم يدخلون عليكم المرفق وينفعونكم في حوائجكم ؟ قال : قلت : منهم من يفعل (٥) ومنهم من لا يفعل ، قال : من لم يفعل ذلك منهم فابرأوا منه برىء الله منه.
محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٦).
[ ٢٢٣٣٨ ] ١٣ ـ وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب ، عن إبراهيم النهاوندي ، عن السياري ، عن ابن جمهور وغيره من أصحابنا قال : كان
__________________
(٤) التهذيب ٦ : ٣٣٤ / ٩٢٦.
١٢ ـ الكافي ٥ : ١٠٩ / ١٤.
(١) في المصدر : أحمد بن محمد البرقي.
(٢) في التهذيب : أبي علي بن راشد.
(٣) في المصدر : يونس بن حماد.
(٤) في التهذيب : مع ( هامش المخطوط ).
(٥) في نسخة زيادة : ذلك ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.
(٦) التهذيب ٦ : ٣٣٢ / ٩٢٣.
١٣ ـ التهذيب ٦ : ٣٣٣ / ٩٢٥.
النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملاً على الأهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن في ديوان النجاشي عليّ خراجاً ، وهو ممّن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب له كتاباً قال : فكتب إليه كتاباً : « بسم الله الرحمن الرحيم ، سرّ أخاك يسرك الله » فلّما ورد عليه وهو في مجلسه ، فلمّا خلا ناوله الكتاب وقال له : هذا كتاب أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقبّله ووضعه على عينيه ، ثم قال : ما حاجتك ؟ فقال : عليّ خراج في ديوانك ، قال له : كم هو ؟ قلت : هو عشرة آلاف درهم ، قال : فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه ، ثمّ أخرج مثله فأمره أن يثبتها له لقابل ، ثم قال : هل سررتك ؟ قال : نعم ، قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم أُخرى ، فقال له : هل سررتك ؟ فقال : نعم جعلت فداك ، فأمر له بمركب ثم أمر له بجارية وغلام وتخت ثياب في كل ذلك يقول : هل سررتك ؟ فكلّما قال نعم زاده حتى فرغ ، قال له : إحمل فرش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي فيه ، وارفع إلي جميع حوائجك.
قال : ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعد ذلك فحدّثه بالحديث على وجهته ، فجعل يستبشر بما فعل ، فقال له الرجل : يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي ؟ قال : إي والله لقد سرّ الله ورسوله.
[ ٢٢٣٣٩ ] ١٤ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى العبيدي قال : كتب أبو عمر الحذاء إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) وقرأت الكتاب والجواب بخطّه يعلمه أنه كان يختلف إلى بعض قضاة هؤلاء ، وأنّه صير إليه وقوفاً ومواريث بعض ولد العباس أحياءً وأمواتاً ، وأجرى عليه الأرزاق وأنّه كان يؤدي الأمانة إليهم ، ثمّ إنّه بعد عاهد الله أن لا يدخل لهم في عمل ، وعليه مؤونة ، وقد تلف أكثر ما كان في يده ، وأخاف أن ينكشف عنه ما لا يحبّ أن ينكشف من
__________________
١٤ ـ التهذيب ٦ : ٣٣٦ / ٩٣٠.
الحال ، فإنّه منتظر أمرك في ذلك فما تأمر به ؟ فكتب ( عليه السلام ) إليه : لا عليك ، وإن دخلت معهم الله يعلم ونحن ما أنت عليه.
[ ٢٢٣٤٠ ] ١٥ ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : من أحللنا له شيئاً أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال ، وما حرمناه من ذلك فهو له حرام.
محمّد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد نحوه (١).
[ ٢٢٣٤١ ] ١٦ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، أو عن زيد ، عن علي بن يقطين أنّه كتب إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : إن قلبي يضيق ممّا أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيراً لهارون ـ فإن أذنت جعلني الله فداك هربت منه ، فرجع الجواب : لا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله ، أو كما قال.
[ ٢٢٣٤٢ ] ١٧ ـ العياشي في ( تفسيره ) عن مفضل بن مريم الكاتب (١) قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وقد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز فلم أعلم إلّا وهو على رأسي فوثبت إليه فسألني عمّا أُمر لهم ، فناولته الكتاب فقال : ما أرى لإِسماعيل هاهنا شيئاً فقلت : هذا الّذي خرج
__________________
١٥ ـ التهذيب ٤ : ١٣٨ / ٣٨٧.
(١) بصائر الدرجات : ٤٠٤ / ٣.
١٦ ـ قرب الاسناد : ١٢٦.
١٧ ـ تفسير العياشي ٢ : ١٦٣ / ٧٩.
(١) في المصدر : المفضل بن مزيد الكاتب.
إلينا ، ثم قلت : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال : أنظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإن الله تعالى يقول : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (٢).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).
٤٧ ـ باب وجوب ردّ المظالم إلى أهلها إن عرفهم وإلاّ تصدّق بها
[ ٢٢٣٤٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن علي بن أبي حمزة قال كان لي صديق من كتاب بني أُميّة فقال لي : استأذن لي علي أبي عبد الله ( عليه السلام ) فاستأذنت له (١) ، فأذن له ، فلمّا أن دخل سلّم وجلس ، ثمّ قال : جعلت فداك إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالاً كثيراً ، وأغمضت في مطالبه ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لولا أنّ بني أُميّة وجدوا لهم من يكتب ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقّنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئاً إلّا ما وقع في أيديهم.
قال : فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه ؟ قال : إن قلت لك تفعل ؟ قال : أفعل ، قال له : فاخرج من جميع ما كسبت (٢) في ديوانهم
__________________
(٢) هود ١١ : ١١٤.
(٣) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٤٤ ، وفي الحديث ٩ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب.
(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ٤٨ ، وفي الحديث ١ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب.
الباب ٤٧
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٥ : ١٠٦ / ٤.
(١) في نسخة : عليه ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : اكتسبت ( هامش المخطوط ).
فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدّقت به ، وأنا أضمن لك على الله عزّ وجلّ الجنة ، فأطرق الفتى طويلاً ثم قال له : لقد فعلت جعلت فداك.
قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئاً على وجه الأرض إلّا خرج منه حتّى ثيابه الّتي كانت على بدنه قال : فقسمت له قسمة واشترينا له ثياباً وبعثنا إليه بنفقة ، قال : فما أتى عليه إلّا أشهر قلائل حتّى مرض ، فكنّا نعوده ، قال : فدخلت يوماً وهو في السوق (٣) قال : ففتح عينيه ثمّ قال لي : يا علي وفى لي والله صاحبك ، قال : ثمّ مات فتولّينا أمره ، فخرجت حتّى دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فلمّا نظر إليّ قال لي : يا علي وفينا والله لصاحبك ، قال : فقلت صدقت جعلت فداك هكذا والله قال لي عند موته.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه (٤).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس (٥) ، وغير ذلك (٦) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٧).
__________________
(٣) السوق : النزع ، كأن روح الإِنسان تساق لتخرج من بدنه ( مجمع البحرين ـ سوق ـ ٥ : ١٨٨ ).
(٤) التهذيب ٦ : ٣٣١ / ٩٢٠.
(٥) تقدم في الباب ٧٨ ، وفي الحديثين ٤ ، ٥ من الباب ٨٧ من أبواب جهاد النفس.
(٦) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب ما يجب فيه الزكاة ، وفي الحديث ٦ من الباب ١ ، والحديث ٩ من الباب ٢ ، وفي الحديث ٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف.
(٧) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٧٦ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١٨ من أبواب اللقطة.