وسائل الشيعة - ج ١٧

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٧

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-17-5
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٤٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : من وجد ماءاً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله.

أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك عموماً (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢).

١٠ ـ باب استحباب الغرس والزرع وسقي الطلح والسدر

[ ٢١٩٣١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لقي رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتحته وسق (١) من نوى فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال : مائة ألف عذق إن شاء الله قال : فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.

[ ٢١٩٣٢ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يخرج ومعه أحمال النوى فيقال له : يا أبا الحسن ، ما هذا معك ؟ فيقول : نخل إن شاء الله فيغرسه فما يغادر منه واحدة.

[ ٢١٩٣٣ ] ٣ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ،

__________________

(١) تقدم في الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ١٠ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٠ ، وفي الأحاديث ١ ـ ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ٦.

(١) الوسق : مكيال يسع ستين صاعاً ، أو حمل بعير. ( الصحاح ـ وسق ـ ٤ : ١٥٦٦ ).

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٥ / ٩.

٣ ـ التهذيب ٦ : ٣٨٤ / ١١٣٨ ، وأورد نحوه عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٣ من أبواب المزارعة والمساقاة.

٤١

عن إبراهيم بن إسحاق ، عن حسين بن أبي السري ، عن الحسين بن إبراهيم (١) ، عن يزيد بن هارون الواسطي قال : سألت جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) عن الفلاّحين ؟ فقال : هم الزارعون كنوز الله في أرضه ، وما في الأعمال شيء أحبّ إلى الله من الزراعة ، وما بعث الله نبياً إلاّ زرّاعاً ، إلاّ إدريس ( عليه السلام ) فإنّه كان خياطاً.

[ ٢١٩٣٤ ] ٤ ـ العياشي في تفسيره عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : من سقى طلحة أو سدرة فكأنّما سقى مؤمناً من ظمأ.

[ ٢١٩٣٥ ] ٥ ـ وعن الحسن بن ظريف ، عن محمّد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله : ( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) (١) قال : الزارعون.

أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).

__________________

(١) في المصدر : الحسن بن إبراهيم.

٤ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٦ / ٤٤ ، وفيه عن يزيد بن عبد الملك ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ).

٥ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٢٢ / ٦.

(١) إبراهيم ١٤ : ١٢.

(٢) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٠ من أبواب الاحتضار ، وفي الحديثين ١ ، ٤ من الباب ٦ من أبواب آداب السفر ، وفي الأحاديث ١ ، ٣ ، ٥ من الباب ٤٨ من أبواب أحكام الدواب.

(٣) يأتي في الباب ٢٤ من هذه الأبواب ، وفي الأبواب ٣ ، ٤ ، ٥ من أبواب المزارعة والمساقاة.

٤٢

١١ ـ باب استحباب المضاربة

[ ٢١٩٣٦ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن عذافر ، عن أبيه ، قال : أعطى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أبي ألفاً وسبعمائة دينار ، فقال له : اتّجر بها لي ، ثمّ قال : أما إنه ليس لي رغبة في ربحها ، وإن كان الربح مرغوباً فيه ، ولكنّي أحببت أن يراني الله عزّ وجلّ متعرضاً لفوائده ، قال : فربحت له فيه (١) مائة دينار ، ثمّ لقيته فقلت له : قد ربحت لك فيه مائة دينار قال : ففرح أبو عبد الله ( عليه السلام ) بذلك فرحاً شديداً ، ثمّ قال : أثبتها (٢) في رأس مالي.

قال : فمات أبي والمال عنده ، فأرسل إليّ أبو عبد الله ( عليه السلام ) وكتب : عافانا الله وإيّاك إنّ لي عند أبي محمّد ألفاً وثمانمائة دينار أعطيته يتّجر بها ، فادفعها إلى عمر بن يزيد ، قال : فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه : لأبي موسى عندي ألف وسبعمائة دينار ، واتّجر له فيها مائة دينار ، وعبد الله ابن سنان وعمر بن يزيد (٣) يعرفانه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٤).

[ ٢١٩٣٧ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن

__________________

الباب ١١

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٥ : ٧٦ / ١٢.

(١) في نسخة من التهذيب : منها ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي ، وفي التهذيب : فيها.

(٢) في التهذيب زيادة : لي ( هامش المخطوط ).

(٣) فيه أنّ عمر بن يزيد وكيل الصادق ( عليه السلام ) ( منه. قده ).

(٤) التهذيب ٦ : ٣٢٦ / ٨٩٨.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٧ / ١٦.

٤٣

محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن عذافر ، عن أبيه قال : دفع إليّ أبو عبد الله سبعمائة دينار ، وقال : يا عذافر اصرفها في شيء أما على ذلك ما بي شره (١) ، ولكنّي أحببت أن يراني الله متعرّضاً لفوائده.

قال عذافر : فربحت فيها مائة دينار فقلت له في الطواف : جعلت فداك قد رزق الله فيها مائة دينار ، فقال : أثبتها في رأس مالي.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن عذافر (٢).

أقول : وقد تقدم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).

١٢ ـ باب استحباب الإِجمال في طلب الرزق ، ووجوب الاقتصار على الحلال دون الحرام

[ ٢١٩٣٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع : ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي (١) أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسمها حراماً ، فمن اتّقى الله

__________________

(١) في الفقيه : ما أفعل هذا على شره مني ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٣ : ٩٦ / ٣٦٨.

(٣) تقدم في الأبواب ١ ، ٤ ، ٦ ، ٧ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدل عليه عموماً في الأبواب ١٢ ، ١٨ ، ٢٣ من الأبواب.

الباب ١٢

فيه ١٠ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ١.

(١) الروع بالضم : القلب والعقل ( الصحاح ـ روع ـ ٣ : ١٢٢٣ ).

٤٤

وصبر أتاه الله برزقه من حله ، ومن هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً إلى قوله : في الطلب (٢).

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب إلى قوله : يوم القيامة (٣).

[ ٢١٩٣٩ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع فقال : يا أيّها الناس ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ، ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه ، ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي ، وذكر مثله ـ إلى أن قال : ـ إن تطلبوه من غير حلّة فإنه لا يدرك ما عند الله إلاّ بطاعته.

[ ٢١٩٤٠ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ليس من نفس إلاّ وقد فرض الله لها رزقها حلالاً يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فإن هي تناولت شيئاً من الحرام قاصّها من الحلال الذي فرض لها ، وعند الله سواهما فضل كثير ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ) (١).

[ ٢١٩٤١ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أحدهما

__________________

(٢) المقنعة : ٩٠.

(٣) التهذيب ٦ : ٣٢١ / ٨٨٠.

٢ ـ الكافي ٢ : ٦٠ / ٢ ، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ١٨ من أبواب جهاد النفس.

٣ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ٢.

(١) النساء ٤ : ٣٢.

٤ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ٣.

٤٥

( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس إنه قد نفث في روعي روح القدس ، أنّه لن تموت نفس حتّى تستوفي رزقها وإن أبطأ عليها ، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء مما عند الله أن تصيبوه بمعصية الله ، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلاّ بالطاعة.

وعنهم عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه (١).

[ ٢١٩٤٢ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لو كان العبد في جحر لأتاه رزقه ، فأجملوا في الطلب.

[ ٢١٩٤٣ ] ٦ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر بن أبي زياد ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله عزّ وجل خلق الخلق ، وخلق معهم أرزاقهم حلالاً ، فمن تناول شيئاً منها حراماً قص به من ذلك الحلال.

[ ٢١٩٤٤ ] ٧ ـ محمّد بن على بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : من لم يرض بما قسمه الله له الرزق ، وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب ، لم ترفع له حسنة ، ويلقى الله وهو عليه غضبان إلاّ أن يتوب.

_____________________

(١) الكافي ٥ : ٨٣ / ١١.

٥ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٤.

٦ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٥.

٧ ـ الفقيه ٤ : ٧ / ١.

٤٦

[ ٢١٩٤٥ ] ٨ ـ وفي ( المجالس ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي عب دالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : إنّ الروح الأمين جبرئيل أخبرني عن ربّي أنّه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، وأعلموا أنّ الرزق رزقان : فرزق تطلبونه ، ورزق يطلبكم ، فاطلبوا أرزاقكم من حلال ، فإنّكم إن طلبتموها من وجوهها أكلتموها حلالاً ، وإن طلبتموها من غير وجوهها أكلتموها حراماً ، وهي أرزاقكم لا بدّ لكم من أكلها.

[ ٢١٩٤٦ ] ٩ ـ محمّد بن محمد المفيد في ( المقنعة ) قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : الرزق مقسوم على ضربين : أحدهما واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه والآخر معلّق بطلبه ، فالذي قسم للعبد على كلّ حال آتيه وإن لم يسع له ، والذي قسم له بالسعي فينبغي أن يلتمسه من وجوهه ، وهو ما أحلّه الله له دون غيره ، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده ، حسب عليه برزقه وحوسب به.

[ ٢١٩٤٧ ] ١٠ ـ محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي في ( كنز الفوائد ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الدنيا دول فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب.

أقول : وتقدم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

__________________

٨ ـ أمالي الصدوق : ٢٤١ / ١.

٩ ـ المقنعة : ٩٠.

١٠ ـ كنز الفوائد : ١٦.

(١) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٦٣ من أبواب جهاد النفس.

(٢) يأتي في الباب ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ٦ ، ٧ من الباب ٦٧ من أبواب ما يكتسب به.

٤٧

١٣ ـ باب استحباب الاقتصاد في طلب الرزق

[ ٢١٩٤٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إنّ الله عزّ وجلّ وسع في أرزاق الحمقى ، ليعتبر العقلاء ، ويعلموا أنّ الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله (١).

[ ٢١٩٤٩ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كم من متعب نفسه مقتر عليه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ؟

[ ٢١٩٥٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن ابن فضال ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع ، ودون طلب الحريص الراضي بدنياه ، المطمئن إليها ، ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف (١) المتعفّف ، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف ، وتكسب ما لابد (٢) منه ، إن الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم.

__________________

الباب ١٣

فيه ٦ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٨٢ / ١٠.

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٤.

٢ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٦.

٣ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٨.

(١) في نسخة : النصف ( هامش المخطوط ).

(٢) في نسخة زيادة : للمؤمن ( هامش المخطوط ).

٤٨

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٣).

[ ٢١٩٥١ ] ٤ ـ وعنه ، عن ابن جمهور ، عن أبيه رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كثيراً ما يقول : اعلموا علماً يقيناً أنّ الله جلّ وعزّ لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده ، وعظمت حيلته ، وكثرت مكائده (١) ، ان يسبق ما سمّى له في الذكر الحكيم ، ولم يخل (٢) من العبد في ضعفه وقلّة حيلته أن يبلغ ما سمّى له في الذكر الحكيم.

أيها الناس إنّه لن يزداد أمرؤ نقيراً بحذقه ، ولن (٣) ينقص أمرؤ نقيراً لحمقه ، فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعته ، والعالم لهذا التارك له أعظم الناس شغلاً في مضرّته ، وربّ منعم عليه مستدرج بالإِحسان إليه ، وربّ مغرور في الناس مصنوع له ، فابق (٤) أيّها الساعي عن سعيك ، وقصر من عجلتك ، وانتبه من سنة غفلتك ، وتفكر فيما جاء عن الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) ، واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنّها من قول أهل الحجى ، ومن عزائم الله في الذكر الحكيم أنّه ليس لأحد أن يلقى الله بخلة من هذه الخلال : الشرك بالله فيما افترض عليه ، أو إشفاء غيظه بهلاك نفسه ، أو إقرار بأمر يفعل غيره ، أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه ، أو يسرّه أن يحمده الناس بما لم يفعل ، والمتجبر المختال وصاحب الاُبهة والزهو.

أيها الناس إن السباع همتها التعدي ، وإن البهائم همتها بطونها ، وإن

__________________

(٣) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٢.

٤ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٩.

(١) في المصدر : مكابدته.

(٢) في المصدر : يحل.

(٣) في نسخة : ولم ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.

(٤) في نسخة : فاتق الله ( هامش المخطوط ) ، وفي الكافي : فأفق.

٤٩

النساء همّتهن الرجال ، وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون ، جعلنا الله وإيّاكم منهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه (٥).

[ ٢١٩٥٢ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفية ـ قال : يا بني الرزق رزقان رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، وكفاك كل يوم ما هو فيه ، فإن تكن السنة من عمرك ، فإنّ الله عزّ وجلّ سيأتيك في كل غد بجديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بهم وغم ما ليس لك.

واعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يحتجب عنك ما قدّر لك ، فكم رأيت من طالب متعب نفسه ، مقترّ عليه رزقه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ، وكلّ مقرون به الفناء.

[ ٢١٩٥٣ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن صالح بن حمزة ، عن الحسين بن عبد الله ، عن سعد بن طريف (١) ، عن الأصبغ بن نباتة أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لأصحابه : إعلموا يقيناً أن الله تعالى لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته ، واشتدَّ طلبه ، وقويت مكائده ، أكثر ممّا سمىٰ له في الذكر الحكيم ، فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته ، والتارك له أعظم الناس شغلاً في مضرّته ، والحمد لله رب العالمين ، وربّ منعم عليه

__________________

(٥) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٣.

٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٦ / ٨٣٠.

٦ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٦٤.

(١) في المصدر : سعد بن ظريف.

٥٠

مستدرج ، وربّ مبتلي عند الناس مصنوع له ، فأبق أيّها المستمع من سعيك ، وقصّر من عجلتك ، واذكر قبرك ومعادك ، فإنّ إلى الله مصيرك ، وكما تدين تدان.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

١٤ ـ باب استحباب الدعاء في طلب الرزق ، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب

[ ٢١٩٥٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن محمّد بن الهزهاز (١) ، عن علي بن السري قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن الله جل وعز جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك أنّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

ورواه الصدوق مرسلاً (٢).

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى مثله (٣).

__________________

(٢) تقدم في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ١٦ من هذه الأبواب.

الباب ١٤

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٤ وأورده عن أمالي الصدوق والتوحيد في الحديث ٢ من الباب ٤٨ من أبواب الدعاء.

(١) في التهذيب : محمد بن أبي الهزهاز ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.

(٢) الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٥.

(٣) التهذيب ٦ : ٣٢٨ / ٩٠٥.

٥١

[ ٢١٩٥٥ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن العباس بن عامر ، عن أبي عبد الرحمن المسعودي ، عن حفص بن عمر قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) حالي ، وانتشار أمري عليّ ، فقال لي : إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة دراهم ، وادع إخوانك ، وأعدّ لهم طعاماً ، وسلهم يدعون الله لك.

قال : ففعلت ، وما امكنني ذلك حتى بعت وسادة ، وأعدت طعاماً كما أمرني ، وسألتهم يدعون الله لي قال : فوالله ما مكثت إلاّ قليلاً حتّى أتاني غريم لي ، فدق الباب علي ، وصالحني عن مال كثير كنت أحسبه نحواً من عشرة آلاف (١) ثم أقبلت الأشياء عليّ.

[ ٢١٩٥٦ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن علي بن محمّد القاساني ، عمّن ذكره ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران ( عليه السلام ) خرج يقتبس ناراً لأهله ، فكلّمه الله ورجع نبيّاً. وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان. وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين.

ورواه الصدوق مرسلاً (١).

ورواه أيضاً بإسناده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن القاسم مثله (٢).

__________________

٢ ـ الكافي ٥ : ٣١٤ / ٤٢.

(١) في المصدر زيادة : درهم.

٣ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ٣.

(١) الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٦.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٨٤ / ٨٥٠.

٥٢

[ ٢١٩٥٧ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي جميلة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإنّ موسى ( عليه السلام ) ذهب يقتبس لأهله ناراً فانصرف إليهم وهو نبي مرسل.

[ ٢١٩٥٨ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخرّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أبى الله عزّ وجلّ إلاّ أن يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون.

[ ٢١٩٥٩ ] ٦ ـ وعن عليّ بن محمّد ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمر بن يزيد قال : أتى رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقتضيه وأنا عنده فقال له : ليس عندنا اليوم شيء ، ولكنه يأتينا خطر (١) ووسمة فيباع ونعطيك إنشاء الله ، فقال له الرجل : عدني ، فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى منّي لما أرجو.

[ ٢١٩٦٠ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما سدّ الله عزّ وجلّ على مؤمن باب رزق إلا فتح الله له ما هو خير منه.

[ ٢١٩٦١ ] ٨ ـ قال : وقال رجل لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : عدني ، فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى منّي لما أرجو.

[ ٢١٩٦٢ ] ٩ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن

__________________

٤ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ٢.

٥ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ١.

٦ ـ الكافي ٥ : ٩٦ / ٥.

(١) الخطر : نبات يخضّب به ( الصحاح ـ خطر ـ ٢ : ٦٤٨ ).

٧ ـ الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٨.

٨ ـ الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٧.

٩ ـ قرب الإِسناد : ٥٥ وأورده في الحديث ٣ من الباب ٤٨ من أبواب الدعاء.

٥٣

ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الرزق ينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كلّ نفس بما قدر لها ، ولكن لله فضول ، فاسألوا الله من فضله (١).

أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك في الدعاء (٢).

١٥ ـ باب استحباب التعرض للرزق ، بفتح الباب ، والجلوس في الدكان ، وبسط البساط

[ ٢١٩٦٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن زياد القندي ، عن حسين الصحاف ، عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أيّ شيء

__________________

(١) لمؤلفه :

وحازم ليس له مطمع

إلّا من الله كما قد يجب

لأجل هذه قد غدا رزقه

جميعه من حيث لا يحتسب

وله :

كم حريص رماه الحرص في شعب

منها إلى أشعب الأطماع تنشعب

في كل شيء من الدنيا له أمل

فرزقه كلّه من حيث يحتسب

وينسب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

أيها العبد كن لما ليس ترجو

راجياً مثل ما له أنت راجِ

إن موسى مضى ليقتبس ناراً

من شهاب رآه والليل داجِ

فأتى أهله وقد كلم الله

وناجاه وهو خير مناجِ

فكذا العبد كلما جاءه الكرب

حباه الإِله بالانفراج

( منه قده )

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧ من هذه الأبواب ، وفي البابين ٤٨ ، ٤٩ من أبواب الدعاء.

الباب ١٥

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ١.

٥٤

على الرجل في طلب الرزق ؟ فقال : إذا فتحت بابك ، وبسطت بساطك ، فقد قضيت ما عليك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد (١).

ورواه الصدوق بإسناده عن سدير الصيرفي مثله (٢).

[ ٢١٩٦٤ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عمّن ذكره ، عن الطيار قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : أيّ شيء تعالج ؟ أيّ شيء تصنع ؟ قلت : ما أنا في شيء ، قال : فخذ بيتاً واكنس فناه ورشه وابسط فيه بساطاً ، فاذا فعلت ذلك فقد قضيت ما (١) عليك ، قال : فقدمت ففعلت فرزقت.

[ ٢١٩٦٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن أبي عمارة الطيار قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّه قد ذهب مالي وتفرق ما في يدي ، وعيالي كثير ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا قدمت (١) فافتح باب حانوتك ، وابسط بساطك ، وضع ميزانك ، وتعرض لرزق ربّك ... الحديث.

وفيه : أنّه فعل ذلك فأثرى وصار معروفاً.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحجّال ، عن الحسن بن علي ، عن أبي عمّارة بن الطيار مثله (٢).

__________________

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٦.

(٢) الفقيه ٣ : ١٠٠ / ٣٩٤.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ٢.

(١) في المصدر زيادة : وجب.

٣ ـ الكافي ٥ : ٣٠٤ / ٣.

(١) في المصدر زيادة : الكوفة.

(٢) التهذيب ٧ : ٤ / ١٣.

٥٥

[ ٢١٩٦٦ ] ٤ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : كان رجل من أصحابنا بالمدينة فضاق ضيقاً شديداً واشتدّت حاله ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذهب فخذ حانوتاً في السوق ، وابسط بساطاً فليكن عندك جرّة ماء (١) والزم باب حانوتك.

ثمّ ذكر أنّه فعل ذلك وصبر فرزقه الله وكثر ماله وأثرى.

أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك في أحاديث ترك التجارة (٢) ، وغير ذلك (٣).

١٦ ـ باب كراهة زيادة الاهتمام بالرزق

[ ٢١٩٦٧ ] ١ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أبي محمّد الفحام ، عن محمّد بن عيسى بن هارون ، عن إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال سيدنا الصادق ( عليه السلام ) : من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة ، إنّ دانيال كان في زمن جبار عات أخذه فطرحه في جبّ ، وطرح فيه السباع ، فلم تدن منه ولم تجرحه ، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه : أن ائت دانيال بالطعام قال : يا ربّ وأين دانيال ؟ قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتّبعه فإنّه يدلك عليه ، فأتى به الضبع إلى ذلك الجبّ ، فإذا دانيال ، فأدلى إليه الطعام ، فقال دانيال : الحمد لله الذي

__________________

٤ ـ الكافي ٥ : ٣٠٩ / ٢٥.

(١) في المصدر : من ماء.

(٢) تقدم في الحديث ١١ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ١١ من هذه الأبواب.

الباب ١٦

فيه حديثان

١ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠٦.

٥٦

لا ينسى من ذكره (١) ، الحمد لله الذي يجزي بالإِحسان إحساناً ، وبالصبر نجاة ، ثمّ قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله أبى إلاّ أن يجعل أرزاق المتّقين من حيث لا يحتسبون ، ولا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين.

[ ٢١٩٦٨ ] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن عبد الله القمي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن إسماعيل القصير ، عمّن ذكره ، عن أبي حمزة الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين ( عليه السلام ) غلاء السعر فقال : وما عليّ من غلائه ، إن غلا فهو عليه ، وإن رخص فهو عليه.

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي حمزة الثمالي (١).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله (٢).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ويأتي ما يدلّ عليه (٤).

١٧ ـ باب كراهة كثرة النوم والفراغ

[ ٢١٩٦٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن

__________________

(١) في المصدر زيادة : والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه ، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره.

٢ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٧ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣ من هذه الأبواب ، وعن الفقيه والتوحيد في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب آداب التجارة.

(١) الفقيه ٣ : ١٧٠ / ٧٥٦.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢١ / ٨٨١.

(٣) تقدم في البابين ١٢ ، ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ١ ، ٥ من الباب ٧ ، وفي الباب ٦٤ من أبواب جهاد النفس.

(٤) يأتي في الأحاديث ٣ ، ٦ ، ٧ من الباب ٦٧ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ١٧

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٣.

٥٧

محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن عبد الله بن مسكان وصالح النيلي جميعاً ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله عزّ وجلّ يبغض كثرة النوم ، وكثرة الفراغ.

[ ٢١٩٧٠ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن يونس ابن يعقوب ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا.

[ ٢١٩٧١ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عمّن ذكره ، عن بشير الدهان قال : سمعت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) يقول : إنّ الله عزّ وجلّ يبغض العبد النوّام الفارغ.

[ ٢١٩٧٢ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إنّ الله تعالى ليبغض العبد النوّام ، إنّ الله ليبغض العبد الفارغ.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على كراهة كثرة النوم في التعقيب (١).

١٨ ـ باب كراهة الكسل (*) في اُمور الدنيا والآخرة

[ ٢١٩٧٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر

__________________

٢ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ١.

٣ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٢.

٤ ـ الفقيه ٣ : ١٠٣ / ٤٢٢.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ٤٠ من أبواب التعقيب.

الباب ١٨

فيه ٨ أحاديث

* ـ الكسل : التثاقل في الأمر ( الصحاح ـ كسل ـ ٥ : ١٨١٠ ).

١ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٤.

٥٨

( عليه السلام ) قال : إنّي لأبغض الرجل أو أبغض للرجل أن يكون كسلاناً عن أمر دنياه ، ومن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل.

[ ٢١٩٧٤ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته ، ومن كسل عمّا يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه.

[ ٢١٩٧٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : كتب أبو عبد الله ( عليه السلام ) إلى رجل من أصحابه : أمّا بعد فلا تجادل العلماء ، ولا تمار السفهاء ، فيبغضك العلماء ويشتمك السفهاء ، ولا تكسل عن معيشتك فتكون كلّاً على غيرك.

أو قال : على أهلك.

[ ٢١٩٧٦ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : عدو العمل الكسل.

[ ٢١٩٧٧ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : قال أبي لبعض ولده : إيّاك والكسل والضجر فإنّهما يمنعانك من حظّك من الدنيا والآخرة.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب (١).

__________________

٢ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٣.

٣ ـ الكافي ٥ : ٨٦ / ٩.

٤ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ١.

٥ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٢ ، وأورده في الحديث ١ ، وتمامه عن السرائر في الحديث ٤ من الباب ٦٦ ، وصدره في الحديث ٧ من الباب ١٩ من أبواب جهاد النفس ، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام العشرة.

(١) الفقيه ٤ : ٢٩٢ / ٨٨٢.

٥٩

ورواه إبن إدريس في آخر السرائر نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب مثله (٢).

[ ٢١٩٧٨ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن صالح بن عمر ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تستعن بكسلان ، ولا تستشيرن عاجزاً.

[ ٢١٩٧٩ ] ٧ ـ وعن علي بن محمّد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (١).

[ ٢١٩٨٠ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين ، بإسناده عن حماد اللحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تكسلوا في طلب معائشكم ، فإنّ آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس (١) ، وفي مقدّمة العبادات (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

__________________

(٢) مستطرفات السرائر : ٨٠ / ٩.

٦ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٦.

٧ ـ الكافي ٥ : ٨٦ / ٨.

(١) قد نظم المعري هذا المعنى فقال :

ألم تر أنّ العجز قد زوّج ابنه

ببنت التواني ثمّ أنقدها مهرا  

فراشاً وطيّاً ثمّ قال لها ارقُدي

فإنّكما لا بدّ أن تولدا فقرا  

( منه. قده )

٨ ـ الفقيه ٣ : ٩٥ / ٣٦٣.

(١) تقدم في الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس.

(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب نواقض الوضوء ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة.

(٣) يأتي في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٦٠