وسائل الشيعة - ج ١٧

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٧

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-17-5
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٤٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الحكم ، عن موسى بن بكر قال : قال لي أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) : من طلب هذا الرزق من حلّه ، ليعود به على نفسه وعياله ، كان كالمجاهد في سبيل الله ... الحديث.

[ ٢١٨٧٦ ] ٥ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبن أبي عمير ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن ابن فضيل (١) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من طلب الدنيا استعفافاً (٢) عن الناس ، وسعياً (٣) على أهله ، وتعطفاً على جاره ، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) مرسلاً نحوه (٤).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى (٥) وكذا الّذي قبله.

[ ٢١٨٧٧ ] ٦ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن إبن محبوب ، عن أبي خالد الكوفي رفعه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العبادة سبعون جزءاً ، أفضلها طلب الحلال.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (١).

__________________

٩ ، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب من أبواب الدَّين ، وذيله في الحديث ٤ من الباب ٤٦ من أبواب المستحقين للزكاة.

٥ ـ الكافي ٥ : ٧٨ / ٥.

(١) في التهذيب : محمد بن الفضيل ( هامش المخطوط ).

(٢) في الثواب : استغناءاً ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر : وتوسيعاً.

(٤) ثواب الأعمال : ٢١٥.

(٥) التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩٠.

٦ ـ الكافي ٥ : ٧٨ / ٦.

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩١.

٢١

[ ٢١٨٧٨ ] ٧ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن محمّد بن عمر بن بزيع ، عن محمّد بن عائذ (١) ، عن كليب الصيداوي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ادع الله لي في الرزق فقد التأثت (٢) عليّ اموري ، فأجابني مسرعاً : لا ، اخرج فاطلب.

[ ٢١٨٧٩ ] ٨ ـ وعن أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن خالد بن نجيح قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أقرؤوا من لقيتم من أصحابكم السلام ، وقولوا لهم : إن فلان بن فلان يُقرئكم السلام ، وقولوا لهم : عليكم بتقوى الله ، وما ينال به ما عند الله ، إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا ، فعليكم بالجدّ والاجتهاد ، وإذا صلّيتم الصبح فانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال ، فإن الله سيرزقكم ويعينكم عليه.

[ ٢١٨٨٠ ] ٩ ـ وعن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عمن ذكره ، عن أبان ، عن العلاء قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : أيعجز أحدكم أن يكون مثل النملة ، فإن النملة تجرّ إلى جحرها.

[ ٢١٨٨١ ] ١٠ ـ وعن عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفيّ ، عن عليّ بن المعلّى ، عن القاسم ابن محمّد رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قيل له : ما بال

__________________

٧ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ١١.

(١) في نسخة : أحمد بن عائذ ( هامش المخطوط ).

(٢) التأثت : اختلطت وأبطأت. « الصحاح ـ لوث ـ ١ : ٢٩١ ».

٨ ـ الكافي ٥ : ٧٨ / ٨.

٩ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ١٠.

١٠ ـ الكافي ٥ : ٧١ / ٣.

٢٢

أصحاب عيسى ( عليه السلام ) كانوا يمشون على الماء ، وليس ذلك في أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : إن أصحاب عيسى كفوا المعاش ، وإن هؤلاء ابتلوا بالمعاش.

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (١).

[ ٢١٨٨٢ ] ١١ ـ وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه ، ولا يعن على نفسه.

[ ٢١٨٨٣ ] ١٢ ـ وعنه ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا أعسر أحدكم فليخرج ، ولا يغمّ نفسه وأهله.

[ ٢١٨٨٤ ] ١٣ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كفاها (١) ، يريد أن يراه الله يُتعب نفسه في طلب الحلال.

[ ٢١٨٨٥ ] ١٤ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ الله يحبّ المحترف الأمين.

[ ٢١٨٨٦ ] ١٥ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن جعفر

__________________

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٧ / ٩٠١.

١١ ـ التهذيب ٦ : ٣٢٩ / ٩١٠ ، والكافي ٤ : ٤٩ / ١٣.

١٢ ـ التهذيب ٦ : ٣٢٩ / ٩٠٩.

١٣ ـ الفقيه ٣ : ٩٩ / ٣٨٣.

(١) في المصدر : كُفيها.

١٤ ـ الفقيه ٣ : ٩٥ / ٣٦٧ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٢٠ من أبواب ما يكتسب به.

١٥ ـ معاني الاخبار : ٣٦٦.

٢٣

ابن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العبادة سبعون جزء وأفضلها جزءاً طلب الحلال.

وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بإسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وذكر مثله (١).

[ ٢١٨٨٧ ] ١٦ ـ وفي ( الأمالي ) عن جعفر بن علي بن الحسن ، عن أبيه (١) ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من بات كالّاً من طلب الحلال ، بات مغفوراً له.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

٥ ـ باب كراهة ترك طلب الرزق ، وتحريمه مع الضرورة

[ ٢١٨٨٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٢١٥.

١٦ ـ أمالي الصدوق : ٢٣٨ / ٩.

(١) في المصدر : عن جده الحسن بن علي.

(٢) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب قواطع الصلاة ، وفي الباب ١ وفي الأحايث ٤ و ٥ و ٦ و ٨ و ١٠ و ١١ من الباب ٢ ، وفي الحديث ١ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب آداب التجارة ، وفي الباب ٥ وفي الحديثين ٤ و ١١ من الباب ٦ وفي الأحاديث ١ و ٣ و ٥ من الباب ٧ ، وفي الأحاديث ٧ و ٨ و ١١ من الباب ٩ ، وفي البابين ١٥ و ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٥

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٧٧ / ٢.

٢٤

ابن أبي عمير ، عن حسين بن عطية (١) ، عن عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيته وأغلق بابه ، أكان يسقط عليه شيء من السماء ؟!

[ ٢١٨٨٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : رجل قال : لأقعدن في بيتي ، ولأُصلّين ولأصومنّ ولأعبدن ربي ، فأما رزقي فسيأتيني ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١).

وبإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٢).

[ ٢١٨٩٠ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي طالب الشعراني (١) ، عن سليمان بن معلّى بن خنيس ، عن أبيه ، قال : سأل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن رجل وأنا عنده ، فقيل : أصابته الحاجة ، قال : فما يصنع اليوم ؟ قيل : في البيت يعبد ربه ، قال : فمن أين قوته ؟ قيل : من عند بعض إخوانه ، فقال أبو عبد الله ( عليه

__________________

(١) في نسخة : حسن بن عطية ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٧ / ، وأورده عن السرائر في الحديث ٤ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٧.

(٢) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.

٣ ـ الكافي ٥ : ٧٨ / ٤.

(١) في نسخة : أبي طالب الشواني ( هامش المخطوط ).

٢٥

السلام ) : والله للذي يقوته أشد عبادة منه.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٢).

[ ٢١٨٩١ ] ٤ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن إسماعيل بن محمّد المنقري ، عن هشام الصيدناني (١) قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا هشام إن رأيت الصفين قد التقيا ، فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٢).

[ ٢١٨٩٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد ، عن شهاب بن عبد ربه قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن ظننت أو بلغك أنّ هذا الأمر كائن في غد ، فلا تدعنّ طلب الرزق ، وإن استطعت أن لا تكون كلّاً (١) فافعل.

[ ٢١٨٩٣ ] ٦ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : وفي غير آية من كتاب الله ( إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (١) ، فنهاهم عن الإِسراف ، ونهاهم عن التقتير ، لكن أمر بين أمرين ، لا يعطي جميع ما عنده ثمّ يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له.

__________________

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٨٩.

٤ ـ الكافي ٥ : ٧٨ / ٧.

(١) في نسخة من التهذيب : هشام الصيدلاني ( هامش المخطوط ) ...

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩٢.

٥ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ٩.

(١) الكَلّ : الّذي لا يقوم باُمور حياته بل يُلقيها على غيره ، وجَمْعَه كلول. انظر « لسان العرب ـ كلل ـ ١١ : ٥٩٤ ».

٦ ـ الكافي ٥ : ٦٧ / ١.

(١) الأنعام ٦ : ١٤١ ، الأعراف ٧ : ٣١.

٢٦

وللحديث الذي جاء عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أصنافاً من أُمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ، ورجل يدعو على غريم ذهب له بماله فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ، ورجل يدعو على إمرأته وقد جعل الله عزّ وجلّ تخلية سبيلها بيده ، ورجل يقعد في بيته ويقول : يا ربّ أرزقني ، ولا يخرج ولا يطلب الرزق ، فيقول الله عزّ وجلّ له : عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والتصرّف (٢) في الأرض ، بجوارح صحيحة ، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتّباع أمري ، ولكيلا تكون كلاّ على أهلك ، فإن شئت رزقتك ، وإن شئت قترت عليك ، وأنت (٣) معذور عندي ، ورجل رزقه الله مالاً كثيراً فأنفقه ثمّ أقبل يدعو : يا ربّ ارزقني ، فيقول الله عزّ وجلّ : ألم أرزقك رزقاً واسعاً ، فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ، ولم تسرف ، وقد نهيتك عن الإِسراف ؟ ورجل يدعو في قطيعة رحم.

[ ٢١٨٩٤ ] ٧ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن عليّ ، عن هارون بن حمزة ، عن عليّ بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما فعل عمر بن مسلم ؟ قلت : جعلت فداك أقبل على العبادة ، وترك التجارة ، فقال : ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له (١) ، إنّ قوماً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا نزلت ( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (٢) أغلقوا الأبواب ، وأقبلوا على العبادة ، وقالوا قد كفينا ، فبلغ ذلك النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فأرسل اليهم فقال : ما حملكم على ما صنعتم ؟ فقالوا : يا رسول الله

__________________

(٢) في المصدر : والضرب.

(٣) في المصدر زيادة : غير.

٧ ـ التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٥.

(١) في نسخة زيادة : دعوة ( هامش المخطوط ).

(٢) الطلاق ٦٥ : ٢ ـ ٣.

٢٧

تكفّل (٣) لنا بأرزاقنا ، فأقبلنا على العبادة ، فقال : إنّه من فعل ذلك لم يستجب له ، عليكم بالطلب.

ورواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، مثله (٤).

[ ٢١٨٩٥ ] ٨ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن هارون بن حمزة مثله ، وقال : إنّي لأبغض الرجل فاغراً فاه إلى ربّه ، فيقول ، ارزقني ، ويترك الطلب.

[ ٢١٨٩٦ ] ٩ ـ أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّي لأركب في الحاجة التي كفانيها الله ، ما أركب فيها إلاّ لالتماس أن يراني الله أُضحي في طلب الحلال ، أما تسمع قول الله عزّ وجلّ ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ ) (١) ؟ أرأيت لو أن رجلاً دخل بيتاً ، وطيّن عليه بابه ، وقال رزقي ينزل عليّ ، كان يكون هذا ؟ أما إنّه يكون أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : رجل عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له ، لأن عصمتها في يده ، ولو شاء أن يخلّي سبيلها ، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه ، فيجحده حقّه ، فيدعو عليه فلا يستجاب له ، لأنّه ترك ما أمر به ، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس الرزق ، حتى يأكله ، فيدعو فلا يستجاب له.

__________________

(٣) في نسخة زيادة : الله ( هامش المخطوط ).

(٤) الكافي ٥ : ٨٤ / ٥.

٨ ـ الفقيه ٣ : ١١٩ / ٥٠٩.

٩ ـ عدّة الداعي : ٨١.

(١) الجمعة ٦٢ : ١٠.

٢٨

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك هنا (٢) ، وفي الدعاء (٣) ، ويأتي ما يدل عليه (٤).

٦ ـ باب استحباب الاستعانة بالدنيا على الآخرة.

[ ٢١٨٩٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم العون على تقوى الله الغنى.

ورواه الصدوق مرسلاً (١).

[ ٢١٨٩٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : نعم العون على الآخرة الدنيا.

[ ٢١٨٩٩ ] ٣ ـ وعن علي بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن

__________________

(٢) تقدم في الأبواب ١ و ٢ و ٤ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الأحاديث ٢ و ٣ و ٥ و ٧ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(٤) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٦ ، وفي الباب ٧ ، وفي الحديثين ٣ و ٤ من الباب ١٧ من هذه الأبواب.

الباب ٦

فيه ١١ حديثاً

١ ـ الكافي ٥ : ٧١ / ١ ، وأورده عن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(١) الفقيه ٣ : ٩٤ / ٣٥٧.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ٩.

٣ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ٨.

٢٩

أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : نعم العون الدنيا على الآخرة.

ورواه الصدوق بإسناده عن ذريح بن يزيد المحاربي ، مثله (١).

[ ٢١٩٠٠ ] ٤ ـ قال : وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّي أجدني أمقت الرجل متعذر (١) المكاسب ، فيستلقي على قفاه ويقول : اللّهم ارزقني ، ويدع أن ينتشر في الارض ويلتمس من فضل الله ، فالذرة (٢) تخرج من جحرها تلتمس رزقها.

[ ٢١٩٠١ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن علي الأحمسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : نعم العون الدنيا على طلب الآخرة.

وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، مثله (١).

[ ٢١٩٠٢ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي البختري رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم بارك لنا في

__________________

(١) الفقيه ٣ : ٩٤ / ٣٥٤.

٤ ـ الفقيه ٣ : ٩٥ / ٣٦٦.

(١) في المصدر : يتعذّر عليه.

(٢) الذرَّة : هي أصغر النمل. « الصحاح ـ ذرر ـ ٢ : ٦٦٣ ».

٥ ـ الكافي ٥ : ٧٣ / ١٤.

(١) الكافي ٥ : ٧٣ / ١٥.

٦ ـ ٥ : ٧٣ / ١٣ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٤٢ من أبواب آداب المائدة.

٣٠

الخبز (١) ، ولا تفرّق بيننا وبينه ، فلولا الخبز (٢) ما صلّينا ولا صمنا ولا أدّينا فرائض ربّنا.

[ ٢١٩٠٣ ] ٧ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : غنى يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الإِثم.

ورواه الصدوق مرسلاً (١).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٢).

[ ٢١٩٠٤ ] ٨ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن إبن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يصبح المؤمن أو يمسي على ثكل ، خير له من أن يصبح ويمسي على حرب (١) ، فنعوذ بالله من الحرب.

[ ٢١٩٠٥ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع ، في وصيّة المفضّل (١) بن عمر ـ قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : استعينوا ببعض هذه على هذه ، ولا تكونوا كلولاً على الناس.

[ ٢١٩٠٦ ] ١٠ ـ وعن عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي

__________________

(١ و ٢) في نسخة : الحير ( هامش المخطوط ).

٧ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ١١.

(١) الفقيه ٣ : ١٠١ / ٤٠١.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢٨ / ٩٠٤.

٨ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ١٢.

(١) الحَرَب : ذهاب المال. « الصحاح ـ حَرَب ـ ١ : ١٠٨ ».

٩ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ٦.

(١) في المصدر : في وصيته للمفضّل.

١٠ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ٧ ، وأورده وبإسناد آخر وعن الفقيه في الحديث ٥ من الباب ٢١ من أبواب النفقات.

٣١

عبد الله ، عن أبي الخزرج الأنصاريّ ، عن عليّ بن غراب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ملعون من ألقى كلّه على الناس.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله ، مثله (١).

[ ٢١٩٠٧ ] ١١ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قلت له : إنّ الكوفة قد نبت بي (١) ، والمعاش بها ضيق ، وإنّما كان معاشنا ببغداد ، وهذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق ، فقال : إن أردت الخروج فاخرج ، فإنّها سنة مضطرب (٢) ، وليس للناس بدّ من طلب معاشهم ، فلا تدع الطلب.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).

__________________

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٧ / ٩٠٢.

١١ ـ قرب الإِسناد : ١٦٤ ، وأورد نحوه في الحديث ١ ، وذيله في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب أحكام العقود.

(١) في المصدر : تبت لي.

ونبأ بفلان منزله : إذا لم يوافقه وكذا فراشه « الصحاح ـ نبأ ـ ٦ : ٢٥٠٠ ».

(٢) في المصدر : مضطربة.

(٣) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٢ ، وفي الأحاديث ١ و ٤ و ٥ من الباب ٤ ، وفي الحديث ٣ من الباب ٥ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٧ ، وفي الحديثين ١ ، و ٢ من الباب ٩ ، وفي الأحاديث ١ ـ ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

٣٢

٧ ـ باب استحباب جمع المال من حلال لأجل النفقة في الطاعات ، وكراهة جمعه لغير ذلك

[ ٢١٩٠٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، عن الحارث بن بهرام ، عن عمرو بن جميع قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : لا خير فيمن لا يحبّ جمع المال من حلال ، يكفّ به وجهه ، ويقضي به دينه ، ويصل به رحمه.

ورواه الصدوق مرسلاً (١).

ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه (٢) ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، مثله ، وترك قوله : ويصل به رحمه (٣).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، نحوه (٤).

[ ٢١٩٠٩ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اسألوا الله الغنى في الدنيا والعافية ، وفي الآخرة المغفرة والجنة.

__________________

الباب ٧

فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ٥.

(١) الفقيه ٣ : ١٠٢ / ٤٠٢.

(٢) في الثواب : أبي عبيدة.

(٣) ثواب الأعمال : ٢١٥ / ١.

(٤) التهذيب ٧ : ٤ / ١٠.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧١ / ٤.

٣٣

[ ٢١٩١٠ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال رجل لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : والله إنّا لنطلب الدنيا ، ونحبّ أن نؤتاها (١) ، فقال : تحبّ أن تصنع بها ماذا ؟ قال : أعود بها على نفسي وعيالي ، وأصل بها ، وأتصدّق بها ، وأحجّ وأعتمر ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٢).

[ ٢١٩١١ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) وفي ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن هارون الفامي ، عن محمّد بن جعفر بن بطة ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : لا يجتمع المال إلاّ بخصال خمس : ببخل شديد ، وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة.

[ ٢١٩١٢ ] ٥ ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي بكر بن الجعابي ، عن أبي العبّاس بن عقدة ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن محمّد بن مروان ، عن عمر بن سيف الأزدي قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) : لا تدع طلب الرزق من حلّه ، فإنّه عون لك على دينك ، واعقل راحلتك وتوكل.

__________________

٣ ـ الكافي ٥ : ٧٢ / ١٠.

(١) في نسخة من التهذيب : نؤتىٰ منها ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢٧ / ٩٠٣.

٤ ـ الخصال : ٢٨٢ / ٢٩ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٧٦ / ١٣ وأورده في الحديث ١ من الباب ٣١ من أبواب النفقات.

٥ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٩٥.

٣٤

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٨ ـ باب وجود الزهد في الحرام دون الحلال

[ ٢١٩١٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما الزهد في الدنيا ؟ قال : ويحك حرامها فتنكبه.

[ ٢١٩١٤ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن الجهم بن الحكم ، عن إسماعيل بن مسلم قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، ولا تحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله عزّ وجلّ.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله نحوه (١).

[ ٢١٩١٥ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن مالك بن عطية ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : الزهد في الدنيا قصر الأمل ، وشكر كل نعمة ، والورع عن كل ما حرم الله عزّ وجلّ.

__________________

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ٢ و ٤ و ٥ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٨

فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٧٠ / ١ ، والزهد : ٤٩ / ١٣٠ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٦١ ، ومثله عن معاني الأخبار في الحديث ١١ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٠ / ٢ ، وأورده عن معاني الأخبار في الحديث ١٣ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٧ : / ٨٨٩.

٣ ـ الكافي ٥ : ٧١ / ٣ ، وأورده عن معاني الأخبار في الحديث ١٢ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

٣٥

[ ٢١٩١٦ ] ٤ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) (١) يقول : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : منهومان لا يشبعان : منهوم دنيا ، ومنهوم علم ، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك ، إلاّ أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجى ، ومن أراد به الدنيا فهي حظه.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن حماد بن عيسى نحوه (٢).

[ ٢١٩١٧ ] ٥ ـ وعنه ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما أعطى الله عبداً ثلاثين ألفاً وهو يريد به خيراً وقال : ما جمع رجل قط عشرة آلاف درهم من حلّ ، إلاّ وقد يجمعها لأقوام ، إذا أعطى القوت ، ورزق العمل فقد جمع الله له الدنيا والآخرة.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس (١) ، وغيره (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).

__________________

٤ ـ التهذيب ٦ : ٣٢٨ / ٩٠٦.

(١) في المصدر : عليّاً ( عليه السلام ).

(٢) الكافي ١ : ٣٦ / ١.

٥ ـ التهذيب ٦ : ٣٢٨ / ٩٠٧.

(١) تقدم في الأبواب ٢٢ و ٢٣ و ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

(٢) تقدم في الأبواب ١ و ٢ و ٣ و ٧ و ٧٢ من أبواب أحكام الملابس ، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٠ من أبواب آداب السفر.

(٣) يأتي في الحديث ٣٣ من الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي ، وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب.

٣٦

٩ ـ باب استحباب العمل باليد

[ ٢١٩١٨ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة وسلمة بياع السابري جميعاً ، عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أعتق ألف مملوك من كدّ يده.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (١).

[ ٢١٩١٩ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يضرب بالمرّ (١) ويستخرج الأرضين.

وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يمصّ النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته.

وإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده.

[ ٢١٩٢٠ ] ٣ ـ وبهذا الإِسناد أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : أوحى الله إلى داود ( عليه السلام ) : إنك نعم العبد ، لولا أنك تأكل من بيت المال ، ولا تعمل بيدك شيئاً ، قال : فبكى داود ( عليه السلام ) أربعين صباحاً فأوحى الله

__________________

الباب ٩

فيه ١٣ حديثاً

١ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ٤.

(١) التهذيب ٦ : ٣٢٥ / ٨٩٥.

٢ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ٢.

(١) المرّ : المسحاة. « القاموس المحيط ـ مرر ـ ٢ : ١٣٢ ».

٣ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ٥.

٣٧

إلى الحديد : أن لن لعبدي داود ، فألان الله عزّ وجلّ له الحديد ، فكان يعمل في كل يوم درعاً فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمأة وستين درعاً ، فباعها بثلاثمائة وستين ألفاً ، واستغنى عن بيت المال.

ورواه الصدوق بإسناده عن شريف بن سابق (١).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٢).

[ ٢١٩٢١ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرا ، عن عمار السجستاني ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ( عليهما السلام ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وضع حجراً على الطريق يرد الماء عن أرضه ، فوالله ما نكب بعيراً ، ولا إنساناً حتّى الساعة.

[ ٢١٩٢٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة (١) : إن رجلاً أتى أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال : إنّي لا أحسن أن أعمل عملاً بيدي ، ولا أحسن أن أتّجر وأنا محارف محتاج ، فقال : إعمل فاحمل على رأسك ، واستغن عن الناس ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد حمل حجراً على عنقه (٢) فوضعه في حائط من حيطانه ، وإنّ الحجر لفي مكانه ولا يدري كم عمقه إلاّ أنه ثمَّ (٣).

[ ٢١٩٢٣ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن

__________________

(١) الفقيه ٣ : ٩٨ / ٣٨١.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٢٦ / ٨٩٦.

٤ ـ الكافي ٥ : ٧٥ / ٧.

٥ ـ الكافي ٥ : ٧٦ / ١٤.

(١) في المصدر زيادة : قال.

(٢) في المصدر : عاتقه.

(٣) في المصدر زيادة : [ بمعجزته ].

٦ ـ الكافي ٥ : ٧٥ / ١٠.

٣٨

الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : رأيت أبا الحسن ( عليه السلام ) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق ، فقلت : جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال : يا علي قد عمل باليد (١) من هو خير منّي ومن أبي في أرضه ، فقلت : ومن هو ؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم ، كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، مثله (٢).

[ ٢١٩٢٤ ] ٧ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن النضر ابن سويد ، عن القاسم بن سليم (١) ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عمرو الشيباني قال : رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وبيده مسحاة وعليه أزار غليظ يعمل في حائط له ، والعرق يتصابّ عن ظهره ، فقلت : جعلت فداك أعطني أكفك ، فقال لي : إني أُحبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة.

[ ٢١٩٢٥ ] ٨ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إنّي لأعمل في بعض ضياعي حتّى أعرق ، وإنّ لي من يكفيني ، ليعلم الله عزّ وجلّ أنّي أطلب الرزق الحلال.

__________________

(١) في نسخة : بالبيل ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٣ : ٩٨ / ٣٨٠.

٧ ـ الكافي ٥ : ٧٦ / ١٣.

(١) في المصدر : القاسم بن سليمان.

٨ ـ الكافي ٥ : ٧٧ / ١٥.

٣٩

[ ٢١٩٢٦ ] ٩ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن إسماعيل بن جابر قال : أتيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وإذا هو في حائط له وبيده مسحاة وهو يفتح بها الماء ، وعليه قميص شبه الكرابيس ، كأنّه مخيط عليه من ضيقه.

[ ٢١٩٢٧ ] ١٠ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يحتطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة ( عليها السلام ) تطحن وتعجن وتخبز.

[ ٢١٩٢٨ ] ١١ ـ وبإسناده عن الفضل بن أبي قرة قال : دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) (١) في حائط له فقلنا : جعلنا فداك دعنا نعمله لك ، أو تعمله الغلمان ، قال : لا ، دعوني فإني أشتهي أن يراني الله عزّ وجلّ أعمل بيدي ، وأطلب الحلال في أذى نفسي.

[ ٢١٩٢٩ ] ١٢ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ ) (١) قال : أغنى كل إنسان بمعيشته وأرضاه بكسب يده.

[ ٢١٩٣٠ ] ١٣ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليه

__________________

٩ ـ الكافي ٥ : ٧٦ / ١١.

١٠ ـ الفقيه ٣ : ١٠٤ / ٤٢٧ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

١١ ـ الفقيه ٣ : ٩٩ / ٣٨٢.

(١) في المصدر زيادة : وهو يعمل.

١٢ ـ معاني الأخبار : ٢١٤.

(١) النجم ٥٣ : ٤٨.

١٣ ـ قرب الإِسناد : ٥٥.

٤٠