فاز المخفّون
أضعافٌ لا تحصى من معاني الخسران والإحباط والخيبة وثقل الأوزار وجسامة الأفعال تحيط هاتين اللفظتين الأنيقتين ، إنّهما تستنطقان الصامت وتقرءان خلف السطور وتبصران المخفي .. فتنكشف حقائق القبائح ومخابئ الرذيلة ويطفح عالياً زَبَد الانحراف والضلال .. إنّها رشحة من رشحات القصديّة ، فتحٌ من فتوحات «إنّ الأشياء تُعرَف بأضدادها».
فبالجمال نفهم القبح ، بالعشق ندرك الكراهيّة ، بالإيمان نعرف الكفر ، بالحوار نعلم العنف ، بالسلام نكتشف هول الحروب ، بالعقل تتّضح آلام الجهل ، بالانتماء الحقّ تتجلّى عواقب الضياع ، بالنطق نستوعب السكوت ، بالسكوت نهتدي إلى النطق ، بالحركة نُصيب السكون ، بالسكون ننظّم الحركة ، بالمراجعة نتذوّق النمو ، بالبعثرة نزيل الشوائب ، بالمقارنة ننتخب السليم.
«فاز المخفّون» نسق الحياة ونهجها القويم ، مفتاح الفلاح والطمأنينة واليقين. إنّه انسلاخ الإنسان عن رذائله وحقاراته وتفاهاته وقبائحه