ومساوئه وتجرّداته عنها .. منطلقاً بروح طاهرة شفّافة نقيّة صوب الحقيقة السرمديّة ومعانيها النورانيّة.
يمكن لنا أن نبدأ بها بكلّ بساطة فنجري تمارين تذكّرنا وتشبّهنا بالمخفّين ، كأن نسلك الدروب والطرقات مشياً على الأقدام بارتداء أدنى الملابس بجيوب فارغة ، نمشي متقمّصين دور اُولئك الذين ساروا قاصدين بلوغ فيوضات مبدأ الفيض ، لا يحملون من أوزار الدنيا شيئا ، نمشي متجرّدين آناً عن رغباتنا وشهواتنا بعيون وأسماع وأحاسيس وجوارح منغمسة بذكر المصير والآخرة ، بهذا الحال وهذا المظهر الذي لابدّ أن يكون من الرزق الحلال.
نمشي نخترق الدروب والطرقات ، نمشي بين الناس ونحن بحال آخر ، نتمثّل بالمخفّين صدقاً ولو لدقائق معدودات ، دقائق من التمرين على ترويض النفس والعقل والمشاعر ، علّ مبدأ الفيض يشملنا بعناياته الربوبيّة فينتشلنا من واقع البهيميّة إلى حيث مراتب العزّ والسعادة السرمديّة ..
لحظات ودقائق من التفكّر والتوبة والندم قد تقلب الموازين رأساً على عقب ، فتعيدنا سيرتنا الاُولى ، فطرتنا فطرة الله التي فطر الناس عليها. وما ذلك على الله ببعيد.