وتسمرت أسماء في مكانها وقد عقدت الدهشة لسانها لما رأت وسمعت ...
لقد اذهلها الخطب العظيم ، واستبد بها القلق والجزع والخوف على الزهراء وما هي إلا دقائق معدودات حتى حم القضاء وعلت صفرة الموت وجه سيدة النساء.
صاحت أسماء وناحت ، وعلا الصراخ، فاسرعت زينب والحسنان لاستفسار الخبر ، فوجدوا أمهم قد فارقت الحياة ...
واجتمع الناس على صوت البكاء والعويل ، واحاطوا بدار علي بن أبي طالب وهم بين باك وباكية ، ومتفجع ومتفجعة وقد اشتد بهم الحزن والاسى على بضعة الرسول فاطمة الزهراء (ع).
وعن ينابيع المودة عن أم سلمة (رض) قالت :
اشتكت فاطمة في وجعها ، فخرج « علي » لبعض حاجته فقالت لي فاطمة :
يا اماه اسكبي لي ماء ، فسكبت لها ماء ، فاغتسلت أحسن غسل ، ثم قالت : يا اماه ناوليني ثيابي الجدد ، فناولتها ثم قالت : قدمي فراشي وسط البيت ، فاضطجعت ووضعت يدها اليمنى تحت نحرها ، واستقبلت القبلة ثم قالت : يا اماه اني مقبوضة الآن ، فلا يكشفني أحد ، ولا يغسلني أحد.
قالت أم سلمة : فقبضت مكانها صلوات الله وسلامه عليها.
قالت : ودخل « علي » فاخبرته بالذي قالت ، فقال علي : والله لا يكشفها