قالت : فلما دخلوا عليه ، قال لهم :
ماذا تقولون في عيسى بن مريم ؟ قالت فقال جعفر بن ابي طالب : نقول فيه الذي جاءنا
به نبينا (ص) يقول : هو عبد الله ورسوله ، وروحه وكلمته ، ألقاها الى مريم العذراء
البتول.
قالت : فضرب النجاشي بيده الى الارض ،
فأخذ منها عوداً ثم قال : والله ما عدا عيسى بن مريم بمقدار هذا العود ، فقالت :
فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال :
فقال : وإن نخرتم والله ... اذهبوا
فأنتم شيوم بأرضي ـ والشيوم الآمنون ـ من سبكم غرم ، ثم قال : من سبكم غرم ، ثم
قال : من سبكم غرم : ما أحب ان لي ديراً من ذهب ، وإني آذيت رجلاً منكم ـ ردوا
عليهما هداياهم ، فلا حاجة لي بها. فو الله ما اخذ الله منِّي الرشوة حين ردَّ علي
ملكي ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس فيَّ فأطيعهم فيه.
قالت : فخرجا من عنده ، مقبوحين مردوداً
عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار ـ مع خير جار. ( انتهى ).
لقد كانت السيدة أم سلمة أول ظعينة دخلت
الى المدينة المنورة مهاجرة ، وكان زوجها ابو سلمة قد سبقها إليها. وتروي لنا
رحلتها الى ( يثرب ) المدينة المنورة فتقول : رحَّلت بعيري ، ووضعت ابني في حجري ،
ثم خرجت اريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ، فقلت اتبلغ بمن لقيت ،
حتى أقدم على زوجي بالمدينة ، حتى إذا كنت بالتنعيم ، لقيت عثمان بن طلحة اخا بني
عبد الدار ، فقال الى اين با ابنة أبي امية ؟ فقلت : اريد زوجي بالمدينة ، فقال :
هل معك أحد ...؟ فقلت : لا والله إلا الله ... وابني هذا.
فقال : والله مالك من منزل ـ فأخذ بخطام
البعير ، فانطلق يهوي بي يقودني ، فو الله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه.