واحتج أبو اسحاق
بوجوه :
الأوّل : الناسخ
طارئ متضادّ للمنسوخ المتقدّم ، وليس زوال الباقي بطريان الحادث أولى من ارتفاع
الطارئ ، لأجل بقاء الباقي ، ويستحيل وجودهما معا ، وكذا عدمهما ، أو سبب عدم كلّ
واحد وجود صاحبه ، فلو عدما معا لوجدا معا ، وهو باطل بالضرورة.
لا يقال : الحادث
أقوى من الباقي ، لكونه متعلّق السّبب ، بخلاف الباقي ، لاستغنائه عن السبب ،
وإلّا لزم تحصيل الحاصل أو خلاف الغرض.
ولأنّ الحادث ،
جاز أن يكون أكثر من الباقي.
ولأنّ عدم الطارئ
بالباقي ، يستلزم الجمع بين النقيضين ، وهو وجود الطارئ وعدمه دفعة.
لأنّا نقول : كما
أنّ الحادث متعلّق السبب ، فكذا الباقي ، لإمكانه وهو المحوج إلى العلّة ، فوجوده
يستدعي وجود علّة الحاجة ، والتأثير في التبعيّة ، وهي حادثة يحتاج الباقي إليها.
وأيضا ، الباقي
إمّا أن يحصل له حالة البقاء أمر زائد على ما كان حاصلا له حالة الحدوث أو لا.
فإن كان الأوّل ،
كان ذلك الزائد حادثا ، فهو لحدوثه يساوي الضدّ الطارئ في القوّة ، وإذا استويا
امتنع الترجيح من غير مرجّح ، وإذا امتنع عدم كيفيّة الباقي ، امتنع عدمه قطعا.