المبحث الثامن :
في ذكر من يجب له البيان
اعلم أنّه لا يجب
في أحكام الله تعالى عمومها ، بل فيها ما هو عامّ ، وفيها ما هو خاصّ ، والخطاب
المحتاج إلى البيان إذا لم يتناول حكما عامّا بل اختصّ ببعض المكلّفين لم يجب على
غيرهم فهمه ، وقد يجب بكلّ من أراد الله تعالى إفهامه ، وجب أن يبيّن له ، ومن لا
، فلا.
أمّا الأوّل :
فلقبح تكليف ما لا يطاق.
وأمّا الثاني :
فلأنّه لا تعلّق له بالخطاب ، فلا وجه لوجوب بيانه.
والّذين أراد الله
فهم خطابه منهم ضربان : منهم من أراد منه فعل ما تضمّنه الخطاب ، إن كان ما تضمّنه
الخطاب فعلا.
ومنهم من لم يرد.
والأوّل : هم
العلماء ، وقد أراد الله تعالى منهم فهم مراده من آية الصلاة وأن يفعلوها.
والثاني : هم
العلماء في أحكام الحيض ، فإنّه قد أريد منهم فهم الخطاب ، ولم يرد منهم فعل ما
تضمّنه الخطاب.
والّذين لم يرد
الله تعالى منهم فهم مراده ولم يوجب ذلك عليهم ضربان : منهم من لم يرد منهم فعل ما
تضمّنه الخطاب ، وهم أمّتنا مع الكتب السالفة ، فإنّه تعالى لم يرد منا فهمها ولا
فعل ما تضمّنه الخطاب فيها.
ومنهم من أراد
منهم الفعل ، وهم النّساء في أحكام الحيض ، لأنّه تعالى