والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. (١)
وهذا الحديث المعروف بحديث الثقلين رواه عن النبي أكثر من ثلاثين صحابيا ، ودوّنه ما يربو على ثلاثمائة عالم في كتبهم في مختلف العلوم والفنون ، وفي جميع الأعصار والقرون ، فهو حديث صحيح متواتر بين المسلمين ، وقد عيّن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببركة هذا الحديث من يسدّ هذه الثغرات ويكون المرجع العلمي بعد رحيله وليس هو إلّا أهل بيته.
وبهذا يتبين أن العترة عليهمالسلام عيبة علم الرسول وخزنة سننه وحفظة كلمه ، تعلموها بعناية من الله تبارك وتعالى كما تعلّم صاحب موسى بفضل من الله دون أن يدرس عند أحد ، ولذلك تمنّى موسى عليهالسلام أن يعلمه ممّا علّم.
قال سبحانه حاكيا عن لسان نبيه موسى عليهالسلام : (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)(٢).
وعلى ضوء ذلك فليس لأئمة أهل البيت عليهمالسلام سنّة ولا تشريع ، وما أثر عنهم من قول وفعل أو تقرير فإنّما يعتبر ، لكونهم حفظة سنن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يصدرون ولا يحكمون إلّا بسنّته.
فلو قيل : إنّ قول الإمام عليهالسلام أو فعله أو تقريره سنّة إنّما يراد به أنّهم تراجم سنّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقواله وأفعاله.
فما قاله العلّامة الشيخ المظفر قدسسره من أنّ المعصوم من آل البيت عليهمالسلام يجري
__________________
(١) مسند أحمد : ٣ / ١٤.
(٢) الكهف : ٦٦.