الرجز ، والشبيه ، والنياح ، والمقتل ، والشهادة ، والهجران (على لسان السبايا) ، والاشقياء والشمر (على لسان قادة جيش عمر بن سعد). وما نقل إلى الآن يعكس جانبا من كيفية اجرائها.
وجاء أيضا في أخبار اخرى : «لم تكن التشابيه والتعزية معروفة في ايران إلى العهد الصفوي ، ويبدو انّها قد شاعت في عهد حكومة كريم خان ، وكانت لها على الأغلب صفة عاميّة ، وانتشرت في مدن ايران الصغيرة وقصباتها أكثر من انتشارها في المدن الكبيرة. وكانت صورتها البدائية في العهد الصفوي هي صناعة الأشباه. ولكنها تحوّلت من بعد العهد الصفوي إلى عرض ديني فوق المسرح. ومن خصائص التعزية هي انّ كلّ شخص فيها يؤدّي دوره من خلال قراءة الأشعار بأحد الأطوار ... ويردّ الأشخاص الذين يمثّلون دور الخصوم. في الاسئلة والأجوبة بنفس البحر والقافية في أشعارهم. كما وانّ شمائلهم لا بدّ وان تتطابق مع الاصل ؛ فشبيه على الأكبر يجب أن يكون شابا يتراوح عمره بين الثامنة عشرة والعشرين سنة ، وله شكل جميل ومرتّب» (١).
هناك آراء وبحوث حول قضية التشابيه لدى علماء الشيعة من الوجهة الفقهية والاعتقادية ؛ فبعضهم حرّمها والبعض الآخر جوّزها. من جملة نقاط القوّة والجوانب الايجابية في هذا الاستعراض الديني هو تأثيره العاطفي ، ودافع مقارعة الظلم التي تتولّد لدى المرء من بعد رؤية تلك المشاهد.
ولهذا السبب نرى هذه الشعائر اتّسعت وازدهرت في ايران من بعد انتصار الثورة الاسلامية. وقد رافق هذه الازدهار تحول في نمط أدائها ، ومحتوى أشعارها واتّجاهها السياسي والاجتماعي. فالثورة الاسلامية قد منحت التعزية روحا جديدة. وقد اعترف المختصّون بهذا الفن بمدى تأثيره على معنويات الجنود والضباط طوال سنوات الدفاع المقدّس.
__________________
(١) «موسيقى مذهبى ايران» : ٣٣ ـ ٣٥.