انّها تسمى أيضا بزينب الصغرى. شهدت طوال حياتها استشهاد عترة الرسول. وفي عام ٦١ للهجرة سارت في ركب الحسين إلى كربلاء. وبعد استشهادهم في كربلاء اخذت مع السبايا فكانت تثني في خطبها واحاديثها على عترة الرسول وتفضح ظلم الحكام. ومن جملة ذلك ان قافلة السبايا حينما دخلت الكوفة أمرت أمّ كلثوم الناس بالاصغاء. ولما هدأت الاصوات بدأت حديثها بتوبيخ أهل الكوفة لتخاذلهم عن نصرة الحسين وتلطيخ أيديهم بدمه ، وبدأت خطبتها بالقول :
«يا أهل الكوفة سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فتبا لكم وسحقا! ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم ...» (١) فارتفع صوت البكاء ، وخشمت النساء الوجوه ونتفت الشعور.
وفي الشام أيضا دعت شمرا وطلبت منه ادخالهن المدينة من الباب الاقل ازدحاما بالناس ، وان يجعل رءوس الشهداء بعيدا عن السبايا حتّى ينشغل الناس بالنظر إليها ولا ينظرون إلى وجوه بنات الرسالة ، إلّا انّ الشمر عمل خلافا لطلبها ، وادخل السبايا إلى مدينة دمشق من باب الساعات (٢).
وعند وجودها في الشام لم تتوان عن كشف الحقائق وازاحة الستار عن جرائم الأمويين ، وبعد الرجوع إلى المدينة كانت أمّ كلثوم ممّن يصف للناس وقائع ذلك السفر المروّع. والشعر المعروف :
مدينة جدّنا لا تقبلينا |
|
فبالحسرات والاحزان جئنا |
والذي قرىء عند دخول المدينة هو لأمّ كلثوم (٣) ، هناك من يعتقد انّ أمّ كلثوم بنت فاطمة عليهاالسلام قد توفيت في زمن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، اما هذه السيّدة التي ورد ذكرها في واقعة كربلاء فهي من زوجة اخرى لامير المؤمنين.
__________________
(١) بحار الانوار ٤٥ : ١١٢ ، أعيان الشيعة ٣ : ٤٨٥.
(٢) أعيان الشيعة ٣ : ٤٨٥.
(٣) وردت القصيدة باكملها والتي تتألف من ٣٨ بيتا في كتاب عوالم (الإمام الحسين) : ٤٢٣.