اثرياء بقصد ما فيه من البركة المعنوية ، ويعتبرونه طعام الإمام الحسين ، وهذا التقليد كان شائعا منذ القدم حيث كان الخلفاء الفاطميين يجلسون على الارض ويجلس حولهم أتباعهم وهم في غاية الحزن والألم ، وبدلا من الجلوس على الافرشة الفاخرة ينثرون فوق رءوسهم الرمال ، ولا يتناولون قليلا من الطعام الّذي يتكون من الهرطمان والبصل والخيار وخبز الشعير ، ويضعون هذا الطعام على الخوان ويسمونها بمائدة أو خوان المأتم (١).
ـ الوقف ، النذر ، العادات والتقاليد
الماء :
الماء والعطش ملازم أحدهما للآخر في واقعة كربلاء ، فقد نزلت قافلة أبي عبد الله إلى جانب الفرات ، إلّا انّ جيش ابن سعد حاصر النهر ومنع الماء عن الإمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ، وضرب حاجزا بينهم وبين النهر بغية ارغامهم على التسليم مبكّرا ، وللانتقام من بيت الرسالة أيضا.
يذكر المؤرّخون انّ مخيم الإمام الحسين عليهالسلام واجه شحّة في الماء بسبب محاصرة الفرات قبل ثلاثة ايام من عاشوراء. وكانت رؤية اطفال أهل البيت لماء الفرات تجعلهم اقل قدرة على تحمّل العطش.
انّ منع الماء عن النساء والاطفال والناس العاديين وخاصة المدنيين منهم عمل غير قانوني وغير انساني في جميع الأديان والمذاهب ولا سيّما في الدين الاسلامي.
لقد ارتكب الجيش الاموي جريمة عسكرية بمنعه الماء عن أصحاب الحسين عليهالسلام وأبنائه ، وهذا العمل مغاير للشرع والشرف الانساني ، وصار جماعة من أمثال مهاجر بن اوس وعمرو بن الحجّاج ، وعبد الله بن الحصين يتباهون به ويقولون : يا حسين ، هذا الماء تشرب منه السباع والطيور وأنت لا تذوقه.
__________________
(١) تاريخ التعليم في الاسلام ، احمد شلبي.