يزيد وقوع ما لا يحمد عقباه ، فاشار إلى المؤذن ان يؤذن ليقطع على الإمام خطبته. فلما كبّر المؤذّن ، قال عليهالسلام : الله أكبر من كلّ شيء ولا تحيط به الحواس. ولما قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلّا الله. قال عليهالسلام : شهد بها شعري وجلدي ولحمي ودمي وعظمي. ولما بلغ المؤذن قوله : أشهد أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله. قال السجاد ليزيد : يا يزيد هل محمد جدك أم جدّي؟ فان قلت جدك فقد كذبت ، وان قلت انه جدي فلم قتلت عترته؟
وهكذا افشل الإمام السجاد عليهالسلام اسلوب يزيد في استخدام الاذان لاخماد صوت الآذان الحقيقي واستثمر تلك الفرصة استثمارا سياسيا على افضل ما يمكن.
اذن الدخول :
وهو من آداب المعاشرة في الاسلام. إذ لا يجوز أن يدخل المرء دار أحد أو غرفته من غير إذن ، ويسمّى أيضا بالاستئذان أو الاستئناس. واشارت إليه الآيات ٢٦ ـ ٢٨ من سورة النور. وجاء أيضا في آداب زيارة الأضرحة الطاهرة للنبي صلىاللهعليهوآله والائمة عليهمالسلام وجميع البقاع المقدّسة لأجل رعاية الأدب إزاء حرمة أولياء الله ، وهذا ما يستلزم قراءة النصّ الخاص باذن الدخول إلى تلك الاضرحة.
وجاء في اذن الدخول إلى حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ إنّي وقفت على باب بيت من بيوت نبيّك وآل نبيّك ... بإذن الله واذن رسوله واذن خلفائه وإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت ...» (١).
ـ آداب الزيارة
__________________
(١) عوالم الإمام الحسين : ٢٥٨.