مائة ألف حسنة وحطّ عنه مائة ألف سيّئة» (١). ولهذا فانّ الشيعة يذكرون الحسين عليهالسلام عند شرب الماء ويسلّمون عليه قائلين : «السلام على الشفاه الذابلات ، سلام الله على الحسين وأصحابه». ويكتبون على أماكن توزيع الماء في الصيف وعلى خزّانات الماء البارد في أيّام محرّم : اشرب الماء والعن يزيد» أو «اشرب الماء واذكر عطش الحسين» ونسب إليه عليهالسلام انّه قال :
شيعتي ما ان شربتم عذب ماء فاذكروني |
|
أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني (٢) |
وظل الإمام السجاد عليهالسلام لسنوات متمادية يذكر استشهاد ابيه وهو عطشان ويبكي ، وعند ما يأتونّه بالطعام أو تقع عينه على الماء يبكي ويقول : «قتل ابن رسول الله جائعا ، قتل ابن رسول الله عطشانا» (٣) ، وكلّما رأى قصابا يريد ان يذبح شاة يقول له : اسقه ، لقد ذبح أبي عطشانا.
وهذا الذكر المتواصل لاستشهاد الحسين مظلوما وعطشانا ، إنمّا هو إحياء لذكرى ذلك اليوم الاليم.
ـ السلام على الحسين ، اللعنة على يزيد
ذكر المصيبة :
سنّة لاحياء ذكر الأئمّة ، والابقاء على واقعة عاشوراء ماثلة في الأذهان. وهذا الذكر سواء جاء كمقطع في ختام الحديث والموعظة ، أو بشكل مستقل ، فهو يشرح احداث كربلاء وكيفية استشهاد الإمام الحسين وانصاره وسائر الأئمّة ، بشكل يثير الألم والأسى ، ويوجب البكاء على سيّد الشهداء. وتنقل الحوادث التي تروى من كتب المقاتل ، ولا بدّ أن يعوّل هذا النقل على المصادر المعتبرة والأشعار
__________________
(١) أمالي الصدوق : ١٢٢.
(٢) الخصائص الحسينية للشوشتري : ٩٩.
(٣) اللهوف : ٢٠٩.