النصر أم إلى الشهادة ، والجهاد والفداء الشامل ، والتضحية بالنفس في سبيل احياء الدين ، ومزج العرفان بالحماسة ، والجهاد بالبكاء ، والقيام المخلص لله ، والصلاة في اول وقتها ، والشجاعة والثبات في مقابل العدو ، والصبر والمقاومة في سبيل الهدف حتّى الموت ، والايثار ، والوفاء ، وغلبة الفئة القليلة المحقّة على الفئة الكثيرة من أهل الباطل ، ومناصرة امام الحق ، والبراءة من حكام الجور ، وصيانة كرامة الامة الاسلامية ، وتلبية نداء استجابة المظلومين ، وتضحية الناس في سبيل القيم وما إلى ذلك.
ويمكن الاتيان لكل واحد من المحاور المذكورة بوثيقة وسند من كلام الإمام الحسين عليهالسلام واصحابه أو اسلوب سلوكهم ومواقفهم وجهادهم وشهادتهم لنجعل من هذا المسرد الثقافي ومسندا بشكل أدق وأوثق ، وهذه الثقافة السامية والغنيّة التي تجسّدت في صنّاع ملحمة عاشوراء يجب ان تتواصل أيضا لدى السائرين على خط الإمام الحسين ، ولدى من يدّعون السير على خطاه. وعلى ورثة هذه الثقافة ان يناصروا الحركات المستمدّة من ثورة كربلاء ، ويناهضوا السائرين على طريق اعداء سيّد الشهداء عليهالسلام ، لأن الراضين بتلك الجريمة ملعونون ، وقد جاء في زيارة عاشوراء : «فلعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به ...».
ـ حب الشهادة ، الوفاء ، التحرر ، البصيرة ، الفوز ، دروس من عاشوراء
الثوب البالي :
من قسوة اعداء الإمام الحسين عليهالسلام في كربلاء انّهم تركوا جسده عاريا على التراب. وحاول الإمام ان يمنع وقوع هذا ، فجاء الى الخيام قبل أن يبرز الى القتال وطلب من اخته زينب أن تأتيه بثوب بال ، ومزّقه بيده وارتداه لكي لا يرغب فيه أحد من بعد شهادته ، فيسلبه منه ويتركه عريانا ، وقال في هذا «ائتوني ثوبا لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لئلّا اجرّد منه بعد قتلي ...» (١).
__________________
(١) بحار الانوار ٤٥ : ٥٤.