ولمساعدة المساكين واطعام الفقراء.
تشكّل أوقاف الامام الحسين ثروة هائلة ولها دورها على الدوام في احياء اسم وذكر عاشوراء وأهل البيت. وبفضل المجالس الحسينية والاعلام الديني الذي يقام بواسطتها تبقى احكام الاسلام حيّة ، وتكون تضحية الحسين واصحابه درسا للناس في العزّة والحرية.
توقف مثل هذه الاملاك باخلاص وصفاء نية ، وهي اضافة الى دورها في تأمين الكثير من النفقات فانها تشيع بين الناس أيضا روح التعاون وحب أهل البيت وتعكس معاني الاخلاص والمحبّة لآل الرسول صلىاللهعليهوآله ولها قدسية خاصة ، والوقف قد يوقفه الاشخاص في حياتهم تارة ، أو يوصون به بعد مماتهم تارة اخرى ، كأن يوصون بتخصيص جزء من اموالهم لتنفق في عزاء الامام الحسين أو الامور الخيرية الاخرى.
أما الاساس الذي يقوم عليه مثل هذه الأعمال فهي الاحاديث التي تحث على الاعمال النافعة للناس من قبيل الحديث الشريف : «اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية وعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» (١).
وهذا الفهم هو الذي ادّى الى ظهور أوقاف ضخمة كالمدارس والمساجد والمكتبات وغيرها ، وما يتعلّق بأوقاف أبي عبد الله وعاشوراء فثمة جوانب مثيرة فيها وهي ان نفقاتها تجمع من تبرعات ومشاركة الناس ، فقد جاء في شروط بعض الاوقاف ان عائداتها تنفق في سبيل عزاء خامس أصحاب الكساء كل سنة على شئون القارئ ، والغذاء ، والتبغ ، والقهوة ، والشاي ، وباي نحو فيه صلاح.
ـ النذر ، حقل الامام الحسين (ع)
ولاية الري :
اقدم عمر بن سعد على قتل الحسين رغبة منه في نيل ولاية الري ، وكان ابن
__________________
(١) نهج الفصاحة : ٤٦.