المنادي ، وأغلب النصوص التي تقرأ فيه تؤدى على صورة القصائد الشعرية» (١).
وقد كتبوا بشأن هذا الاستعراض الديني : انّ «التشابيه» أو ما يطلق عليه العامّة اسم التعزية هي عبارة عن تمثيل حادثة استشهاد الحسين وأنصاره المؤلمة ، أو احدى الحوادث الاخرى ذات العلاقة بحادثة كربلاء. ويبدو انّ النائح «قارىء المراثي» قد اصبح متعارفا في ايران منذ عهد ناصر الدين شاه. واذا كان ثمّة شيء من هذا القبيل في العهود السابقة ، فهو قد ازدهر في عهد ناصر الدين شاه ، وظهر في تلك الفترة قرّاء مراثي بارعون. ويبدو انّ مشاهدات الشاه ناصر الدين للمسارح حين سفره إلى اوربا قد أثّرت في تطوير شعائر التعزية (٢).
«انّ التشابيه والتعزية هي فن استعراضي تقليدي عند الشيعة ، يعرضون فيه على أنظار الناس معالم الاكابر والمعصومين منذ قديم الأزمان والى عصرنا الحالي» (٣).
كتبت مؤلّفات ودراسات قيّمة عن كيفية اجراء هذه الشعائر ، والتقاليد المتعلّقة بها ، وورد في أحد تلك المصادر : «يحتمل ان تكون التعزية بصورتها الحالية قد ظهرت في نهاية العهد الصفوي. واستمدّت مقوّماتها من جميع السنن والتقاليد القديمة كمجالس المراثي ، والمدائح ، والمناقب. وأوجدت لنفسها صيغة متينة ، وتولّى إدارتها أشخاص مهرة. كان عدد التعازي الأصلية يربو على المائة بقليل وهو على الغالب منظوم شعرا ويقرأ على لحن وايقاع خاص مركّب من البحر الطويل والشعر ، وتتألف من عدّة اشخاص يؤدّي كلّ واحد منهم شعره» (٤).
كانت هناك اصطلاحات خاصّة ومتداولة وفقا لما يقتضيه دور الاشخاص في اجراء التعزية ، وكيفية الشعر ونمط القراءة ، وهذه الاصطلاحات من قبيل : قراءة
__________________
(١) دائرة المعارف الاسلامية ٥ : ٣١٣ بتصرف.
(٢) كتاب «از صبا تا نيما» ، يحيى آرين پور ١ : ٣٢٢.
(٣) كتاب «درآمدى بر نمايش ونيايش در ايران» جابر عناصري : ٨٦.
(٤) مجلة «هنر» العدد الثاني : ١٦٢.